ملخص
يكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ باعت روسيا هذه المنطقة الشاسعة للولايات المتحدة في القرن الـ19. وسيتعين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين انتظار الرئيس الأميركي لإبلاغهم بمضمون اجتماعه، كما وعد.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيعقدان اجتماعاً لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال ترمب في مقابلة مع شون هانيتي من قناة "فوكس نيوز" بعد الاجتماع مع بوتين في ألاسكا "الآن، الأمر متروك حقاً للرئيس زيلينسكي لإنجاز ذلك. وأود أن أقول أيضاً أن على الدول الأوروبية أن تتدخل قليلاً، لكن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي، وإذا رغبوا في ذلك، سأكون في الاجتماع المقبل". وأضاف "سيقومون بإعداد اجتماع الآن بين الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين وبيني، على ما أعتقد".
ونصح الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني بإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ورداً على سؤال بشأن نصيحته لزيلينسكي قال ترمب "نعم، عليك التوصل إلى اتفاق. روسيا قوة كبيرة للغاية، وهم جنود عظماء".
وأكد ترمب أنه ونظيره الروسي تحدثا "بصدق شديد" بعد تصريحاتهما التي أعقبت اجتماع بينهما في ألاسكا. ورداً على سؤال في شأن ما إذا كان تحدث مع نظيره الروسي على انفراد، قال ترمب لمراسل قناة "فوكس نيوز"، "نعم، فعلت بعد تصريحاتنا. ألقى كلمة جيدة للغاية، وبعد ذلك تحدثنا. بعد ذلك مباشرة، تحدثنا بصدق شديد".
وقال إنه لن يضطر إلى التفكير في فرض رسوم جمركية مضادة على الدول التي تشتري النفط الروسي في الوقت الحالي، لكنه قد يضطر إلى ذلك "في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع". وأضاف "حسناً، بسبب ما حدث اليوم، أعتقد أنني لست مضطراً إلى التفكير في ذلك"، مؤكداً "الآن، قد أضطر إلى التفكير في ذلك بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أو ما شابه، ولكن ليس علينا التفكير في ذلك الآن. أعتقد، كما تعلمون، أن الاجتماع سار على نحو جيد للغاية".
"القضية الأهم"
في وقت سابق قال ترمب إنه سيطلع نظيره الأوكراني على تفاصيل لقائه مع الرئيس الروسي في ألاسكا. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين أنه سيتصل بقادة أوروبيين وقادة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإبلاغهم بما تم التوصل إليه خلال لقائه مع بوتين.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه أجرى اجتماعاً مثمراً جداً مع نظيره الروسي، لافتاً إلى أنهما اقتربا من حل القضايا العالقة بين البلدين، لكنه لفت إلى أنه لم يتوصل إلى اتفاق في شأن القضية "الأهم على الأرجح" في اجتماعهما، لكن هناك فرصة جيدة للغاية لتحقيق ذلك. وأضاف "اتفقنا في شأن كثير من النقاط. هناك بعض النقاط القليلة الباقية فحسب، بعضها ليس بالأهمية الكبيرة، ونقطة واحدة على الأرجح هي الأكثر أهمية، لكن لدينا فرصة جيدة للغاية للتوصل إلى اتفاق. لم نحقق ذلك بعد، لكن لدينا فرصة جيدة للغاية". وقال ترمب لشبكة "فوكس نيوز" عقب اجتماعه مع بوتين إنه أعطى "اليوم 10" على مقياس من واحد إلى 10.
نقطة انطلاق
من جانبه قال الرئيس الروسي إنه يتمتع بتواصل جيد مع نظيره الأميركي، مشيراً إلى أنه كان من المهم الوصول إلى هذه القمة. وأشار إلى أنه "لم يكن هناك أي قمة بين البلدين خلال الأربع سنوات الماضية"، لافتاً إلى أن "العلاقات انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة". وأضاف أن محادثاته مع نظيره الأميركي كانت مثمرة، كما أثنى بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع ترمب لم يتلق فيه الرئيسان أي أسئلة عن العلاقات الأميركية الروسية، مشيراً إلى قرب المسافة بين "البلدين الجارتين".
وقال بوتين إنه يأمل أن تصبح الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال القمة نقطة انطلاق نحو البدء في تسوية الصراع في أوكرانيا واستعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وأضاف "أتوقع أن تصبح الاتفاقات التي تم التوصل إليها نقطة مرجعية، ليس فقط لحل المشكلة الأوكرانية، بل أيضاً لبدء في استعادة العلاقات العملية بين روسيا والولايات المتحدة". وقال إن هناك إمكانات هائلة للبلدين لبناء شراكة تجارية واستثمارية في مجالات مثل الطاقة والتكنولوجيا واستكشاف الفضاء وفي القطب الشمالي. وتابع "لديَّ كل الأسباب التي تجعلني أعتقد أنه من خلال التحرك على هذا المسار، يمكننا التوصل إلى نهاية للصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن".
وتابع بوتين أنه ينبغي على أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين عدم وضع "عقبات" أمام السلام. وأضاف أن موسكو تتوقع "أن تعي كييف والعواصم الأوروبية كل هذا بطريقة بنَّاءة وألا تخلق أي عقبات أو تقوم بمحاولات لتعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية".
وغادر الرئيسان الأميركي والروسي ألاسكا عقب انتهاء قمتهما في شأن النزاع في أوكرانيا.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء نقلاً عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم السبت أن المحادثات تسمح للبلدين بمواصلة البحث عن سبل للتسوية. وأضاف بيسكوف "كانت المحادثة إيجابية للغاية بالفعل، وتحدث الرئيسان عن ذلك. هذه هي المحادثة بالذات التي تسمح لنا بالمضي قدماً بثقة معاً على طريق البحث عن خيارات التسوية". ولم يوضح بيسكوف ما هي التسوية التي يقصدها.
وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأن سفير روسيا لدى الولايات المتحدة ألكسندر دارتشييف قال اليوم السبت إن مشاورات جديدة تهدف إلى حل نقاط التوتر في العلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة ستجري قريباً. ونقلت عن دراتشييف قوله "من المتوقع أن تُعقد جولة أخرى من المشاورات حول التطبيع، التي نشير إليها على أنها معالجة لنقاط التوتر في العلاقات الثنائية، في المستقبل القريب".
3 ساعات
في وقت سابق قال الكرملين إن المحادثات بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي في ألاسكا انتهت.
وامتدت قمة ترمب وبوتين في شأن الحرب في أوكرانيا إلى ثلاث ساعات، إذ سعى الرئيسان إلى إيجاد طريقة لإنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ 80 عاماً. وذكر الكرملين أن بوتين وترمب سيبدأن مؤتمراً صحافياً خلال برهة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وقال المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف للتلفزيون الرسمي إن المحادثات في ألاسكا مضت على نحو جيد "للغاية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رهانات عالية
في وقت سابق التقى الرئيسان الأميركي والروسي وجهاً لوجه في ألاسكا في قمة تنطوي على رهانات عالية وقد تحدد إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وجلس ترمب وبوتين بصمت بينما اتخذ أعضاء وفديهما مقاعدهم في أول لقاء بين الرئيسين منذ عام 2019. وتمت دعوة الصحافيين لمغادرة قاعة الاجتماع بعيد جلوس ترمب وبوتين ومسؤولين آخرين في مقاعدهم أمام خلفية كتب عليها "السعي إلى السلام".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر قوله إن بوتين وترمب قد يتفقان على إعادة عمل البعثات الدبلوماسية. وأضافت أن الرئيس الروسي سيطرح على نظيره الأميركي بصورة أو بأخرى التأثير المدمر للعقوبات.
بدورها أشارت وسائل إعلام أميركية إلى "مؤشرات" إلى أن الاجتماع بين الرئيسين الأميركي والروسي يسير على ما يرام. وشارك الكرملين مقطعين مصورين للرئيسين الروسي والأميركي وهما يتبادلان الابتسامات والحديث قبل بدء اجتماعهما في ألاسكا.
كما نشرت وسائل إعلام روسية صوراً بدا فيها بوتين وهو يرفع حاجبيه استجابة لأسئلة صاخبة وجهها إليه الصحافيون الحاضرون. وفي لحظة أخرى، ظهر بوتين وهو يضع كفيه حول فمه وكأنه يقول شيئاً، لكن صوته لم يُسمع.
وقال ترمب إنه سيناقش المعاهدات النووية مع بوتين خلال اجتماعهما. وأضاف في مقابلة مع بريت باير من قناة "فوكس نيوز" على متن طائرة الرئاسة الأميركية في طريقه إلى ألاسكا "أحد الأمور التي أعتقد أننا سنناقشها، ومرة أخرى يتعلق الأمر بأوكرانيا، لكن لدينا معاهدات نووية لمناقشتها".
سجادة حمراء
قبيل انعقاد القمة استقبل ترمب الرئيس الروسي على سجادة حمراء في قاعدة إلمندورف - ريتشاردسون الجوية. وتصافح الرئيسان بحرارة ولمس كل منهما ذراع الآخر. وفي خطوة نادرة، صعد بوتين على متن سيارة ترمب المدرعة للوصول إلى مكان الاجتماع.
وشهد استقبال الرئيس الأميركي لنظيره الروسي تحليق طائرات حربية أميركية متطورة في سماء الولاية، أبرزها طائرة الشبح. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الطائرات التي حلقت خلال استقبال بوتين هي من نوع "بي-2" المعروفة بـ"الشبح" و"أف-35"، وهي من أكثر الطائرات الأميركية تطوراً.
ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ باعت روسيا هذه المنطقة الشاسعة للولايات المتحدة في القرن الـ19. وسيتعين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين انتظار الرئيس الأميركي لإبلاغهم بمضمون اجتماعه، كما وعد.
مخاوف أوكرانية وأوروبية
يخشى زيلينسكي، الذي لم يُدعَ إلى المحادثات، وحلفاؤه الأوروبيون من أن ترمب قد يتخلى عن أوكرانيا بتجميد الصراع والاعتراف -ولو بصورة غير رسمية - بالسيطرة الروسية على خُمس أراضيها.
لكن ترمب سعى في وقت سابق إلى تهدئة هذه المخاوف في أثناء صعوده على متن الطائرة الرئاسية، موضحاً أنه سيترك لأوكرانيا اتخاذ قرار في شأن أي تبادل محتمل للأراضي. وقال "لست هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا، بل كي أجعلهم يجلسون إلى طاولة المفاوضات".
وقال للصحافيين بينما كان على متن طائرة الرئاسة رداً على سؤال حول ما سيجعل الاجتماع ناجحاً "أريد أن أرى وقفاً سريعاً لإطلاق النار، لن أكون سعيداً إذا لم نتوصل لذلك اليوم، أريد أن يتوقف القتل".
وانضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الخاص ستيف ويتكوف إلى ترمب في اجتماعه مع بوتين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن اجتماعاً لاحقاً سيضم أيضاً وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الدفاع بيت هيغسيث وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
"انتصار لبوتين"
أما بوتين فيرافقه في المحادثات مع الوفد الأميركي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف.
ويأمل ترمب في التوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، تجلب السلام إلى المنطقة وتعزز موقفه باعتباره صانع سلام عالمي وجدير بجائزة نوبل للسلام.
وبالنسبة إلى بوتين، تُعد القمة بالفعل انتصاراً كبيراً، إذ يمكنه استخدامها دليلاً للتأكيد أن سنوات من المحاولات الغربية لعزل روسيا لم تُؤتِ ثمارها، وأن موسكو استعادت مكانتها اللائقة على رأس الدبلوماسية الدولية.
قمة ثلاثية لاحقة
وأول من أمس الخميس أقر ترمب، الذي قال في وقت سابق إنه سينهي الحرب الروسية في أوكرانيا خلال 24 ساعة، بأن الصراع اتضح أنه أصعب مما كان يعتقد. وقال إنه إذا سارت محادثاته مع بوتين على ما يرام، فإن الإسراع في عقد قمة ثلاثية لاحقة تضم زيلينسكي سيكون أكثر أهمية من لقائه مع بوتين.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله إن من الممكن عقد اجتماع ثلاثي في وقت لاحق إذا أسفرت محادثات ألاسكا عن نتائج. وذكر بيسكوف أيضاً أن المحادثات بين بوتين وترمب قد تستمر من ست إلى سبع ساعات.
وقال زيلينسكي إن القمة ينبغي أن تمهد الطريق إلى "سلام عادل"، وإجراء محادثات ثلاثية بمشاركته، لكنه استطرد قائلاً إن روسيا لا تزال تشن حربها على بلاده. وأصاب صاروخ باليستي روسي في وقت سابق أمس الجمعة منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، مما أدى إلى مقتل شخص واحد في الأقل وإصابة آخر.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق "تيليغرام" للمراسلة "حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة. نحن نعتمد على أميركا".