ملخص
شن الجيش الإسرائيلي غارات على بلدات في جنوب لبنان بعد إنذاره السكان بإخلاء عدد من المباني، قائلاً إنه يستهدف "أهدافاً إرهابية لـ’حزب الله‘". جاءت الغارات تزامناً مع جلسة حكومية لبنانية لبحث خطة حصر السلاح، ودعوة إيرانية إلى وزير خارجية لبنان لزيارة طهران.
شن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس غارات على جنوب لبنان بعد إنذاره سكان عدد من المباني في أربع قرى بإخلائها، قائلاً إنه هاجم "أهدافاً إرهابية لـ’حزب الله‘".
وأصدر الجيش الإسرائيلي أولاً إنذاراً لسكان مبنيين ومحيطهما في بلدتي محرونة وجباع بإخلائهما، قبل توجيهه ضربتين للبلدتين أدرجهما في سياق "التعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها ’حزب الله‘ لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان بأن المبنى الذي استهدفته إسرائيل في بلدة جباع يقع وسط حي سكني مكتظ وقد دمر بالكامل، وقد ألحقت الغارة أضراراً كبيرة في محيطه.
وبعد أقل من ساعة أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً ثانياً لسكان مبانٍ في بلدتي مجادل وبرعشيت طالباً منهم الإخلاء فوراً. وبعد أقل من ساعة، أفادت "الوكالة الوطنية" بقصف إسرائيل المباني المهددة في البلدتين.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فيديو قال إنه للغارة على محرونة، زاعماً أنه يظهر تخزين "حزب الله" للصواريخ داخل البيوت.
قال الصواريخ لا تخرن بالبيوت في جنوب لبنان قال
ايها اللبنانيون، هكذا يعمل حزب الله الإرهابي في قراكم ويخزن صواريخه العبثية في بيوتكم ويعرضكم للخطر #محرونا pic.twitter.com/BoVr6LrbYB
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 4, 2025
وجاءت الغارات الإسرائيلية فيما تعقد الحكومة اللبنانية جلسة في قصر بعبدا يترأسها الرئيس جوزاف عون، ويتصدر جدول أعمالها عرض قائد الجيش اللبناني التقرير الشهري المتعلق بخطة حصر السلاح في مختلف المناطق اللبنانية، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الصادر في الخامس من أغسطس (آب) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تقرير الجيش اللبناني
وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر وزارية أن قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل، وخلال تقديمه التقرير الثالث لمجلس الوزراء الذي انعقد اليوم حول مهمة تسليم السلاح، أكد أن العمل الميداني الذي تنفّذه المؤسسة العسكرية في الجنوب بات شبه منتهٍ. وبحسب المعطيات، كانت المهلة الموضوعة سابقًا تمتد حتى نهاية العام، إلا أن الجيش تمكن من تنفيذ المهام المطلوبة قبل انتهاء المهلة، ما اعتُبر مؤشّرًا إيجابيًا على سرعة الإنجاز ودقّة العمليات.
وأشار التقرير إلى أن معظم المواقع في منطقة جنوب الليطاني تمّت معالجتها ودخولها.
غير أن الجيش أوضح وجود بعض المواقع القريبة من النقاط الخمس التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي، لم يتم التقدّم نحوها في الوقت الحالي، خشية التعرّض لاستهداف مباشر أو قصف من الجانب الإسرائيلي، ما يُعيق الحركة الميدانية ويشكل خطرًا على الوحدات المنتشرة.
ووفق المصادر، فإن الجيش اللبناني شدد في تقريره على أن وجود الاحتلال في محيط تلك النقاط يفرض قيودًا عملياتية، لكنه أكد في المقابل أن العمل سيستمر بالتنسيق الكامل مع الجهات الدولية المختصة، وأن كل موقع يتم اكتشافه لاحقًا سيُعالَج وفق قواعد الاشتباك المعتمدة وضمان سلامة القوات المنتشرة.
دعوة إيرانية للبنان
في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم إن الوزير عباس عراقجي دعا نظيره اللبناني يوسف رجي إلى زيارة طهران قريباً لمناقشة العلاقات الثنائية.
وذكرت الوزارة أن "عراقجي، الذي دعا نظيره اللبناني إلى مناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية واستعراض المستجدات الإقليمية والدولية، عبر عن ثقته في أن لبنان، حكومة وشعباً، سيتغلب بنجاح على التهديدات والتحديات القائمة".
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من إرسال إسرائيل ولبنان مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية تراقب وقف إطلاق النار بينهما، في خطوة من شأنها توسيع نطاق المحادثات بين العدوين للمرة الأولى.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أمس الأربعاء إن لبنان منفتح على قيام اللجنة بدور التحقق المباشر من المزاعم الإسرائيلية بأن "حزب الله" يعيد تسليح نفسه، والتحقق من عمل الجيش اللبناني في تفكيك البنية التحتية الحزب.
واتفقت إسرائيل ولبنان على وقف إطلاق نار بوساطة أميركية عام 2024، الذي أنهى قتالاً دام أكثر من عام بين إسرائيل و"حزب الله"، ومنذ ذلك الحين يتبادل الجانبان الاتهامات في شأن انتهاك الاتفاق، لا سيما أن إسرائيل تواصل شن غارات على لبنان وتبقي على وجودها العسكري في خمس نقاط حدودية داخل الأراضي اللبنانية.