ملخص
توغلت مجموعات صغيرة من الجنود الروس في عمق شرق أوكرانيا أمس الثلاثاء قبل قمة بوتين وترمب، وهي قمة يخشى القادة الأوروبيون أن تنتهي بفرض شروط سلام على أوكرانيا التي انتزعت منها أراض من دون سند قانوني.
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا اليوم الأربعاء بـ "عواقب وخيمة جداً" إذا لم تنته الحرب في أوكرانيا، وقال خلال مؤتمر صحافي قبل يومين من اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة المقبل، "ستكون هناك عواقب وخيمة جداً"، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
من جهته أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أن التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا يجب أن يكون "الموضوع الرئيس" للاجتماع المقرر عقده الجمعة في ألاسكا بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي، داعياً إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفضها ذلك.
وقال زيلينسكي الذي لن يحضر الاجتماع "نأمل بأن يكون الموضوع الرئيس للاجتماع هو وقف إطلاق النار، وقف إطلاق نار فوري"، مضيفاً في مؤتمر صحافي أنه "يجب فرض العقوبات وتعزيزها إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار في ألاسكا".
إجلاء سكان في شرق أوكرانيا
أصدرت أوكرانيا اليوم الأربعاء أمراً بإجلاء عائلات من بلدات قريبة من قطاع شرق أوكرانيا حيث يحقق الجيش الروسي تقدماً سريعا خلال الأيام الأخيرة.
وأعلن حاكم دونيتسك فاديم فيلاشكين أن "الإجلاء إلزامي للعائلات التي لديها أطفال" من نحو 10 بلدات، من بينها بيلوزرسك، مشيراً إلى أن نحو 1150 طفلاً لا يزالون في المنطقة المعنية.
وقال الجيش الأوكراني اليوم إنه شن هجوماً بالطائرات المسيّرة على محطة أونيتشا لضخ النفط في منطقة بريانسك الروسية خلال الليل.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على تطبيق "تيليغرام"، "وقعت أضرار ونشب حريق كبير في منطقة مبنى محطة تعزيز الضخ".
وحقق الجيش الروسي أمس الثلاثاء أكبر تقدم له خلال 24 ساعة في الأراضي الاوكرانية منذ أكثر من عام، فيما يتسارع تقدمه منذ أسابيع، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.
وقبيل القمة المنتظرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد غد الجمعة في ألاسكا، تقدمت القوات الروسية أو سيطرت على أكثر من 110 كيلومترات مربعة إضافية أمس مقارنة باليوم السابق، في تقدم لم يسجل منذ أواخر مايو (أيار) عام 2024.
واعتبرت روسيا المشاورات الدبلوماسية التي ستجريها الدول الأوروبية وأوكرانيا مع الرئيس الأميركي اليوم "بلا أهمية"، قبل القمة المرتقبة بين ترمب وبوتين.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الروسية أليكسي فادييف "نعتبر المشاورات التي يسعى إليها الأوروبيون بلا أهمية عملياً وسياسياً"، متهماً الاتحاد الأوروبي بـ"تخريب" الجهود الأميركية والروسية لوضع حد للحرب في أوكرانيا.
زيلينسكي في برلين
يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برلين اليوم الأربعاء، للمشاركة في اتصال عبر الفيديو لبحث حرب أوكرانيا قبيل القمة المقررة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أفاد به مصدر حكومي ألماني وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيعقد القادة الأوروبيون محادثات عبر الإنترنت مع ترمب، على أمل إقناعه باحترام مصالح أوكرانيا لدى بحثه ملف الحرب مع بوتين في ألاسكا بعد غد الجمعة.
وقال ترمب في وقت سابق إنه سيتعين على كل من روسيا وأوكرانيا التنازل عن أراض لإنهاء الحرب، بينما تحتل القوات الروسية بالفعل خمس مساحة أوكرانيا تقريباً.
وأدى عدم القدرة على التنبؤ بما ستسفر عنه القمة إلى تأجيج المخاوف الأوروبية من أن يتخذ الرئيسان الأميركي والروسي قرارات بعيدة المنال، وأن يحاولا حتى إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق غير ملائم لها.
وقال أحد كبار المسؤولين من شرق أوروبا "نركز الآن على ضمان ألا يحدث ذلك، ونتواصل مع الشركاء الأميركيين، ونبقي على الوحدة والتنسيق على الجانب الأوروبي، لا يزال هناك كثير من الوقت حتى يوم الجمعة".
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الاتصال المرئي، بين ترمب وزيلينسكي وقادة ألمانيا وفنلندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يعقد في الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.
وسيحضر الأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي المؤتمر أيضاً، الذي سيستضيفه المستشار الألماني فريدريش ميرتس.
لن ننسحب
وكان الرئيس الأوكراني، قال أمس الثلاثاء، إنه لن يقبل بأي اقتراح روسي يقضي بسحب القوات الأوكرانية من إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، لأن ذلك من شأنه أن يحرم كييف من خطوط دفاعها ويمهد الطريق أمام موسكو لشن مزيد من الهجمات.
وأكد زيلينسكي في تصريحات للصحافيين، أنه يجب عدم مناقشة القضايا المتعلقة بالأراضي إلا بعد موافقة روسيا على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذه المناقشة.
تأتي تصريحات زيلينسكي قبل القمة المقررة، الجمعة، بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وأكد زيلينسكي مجدداً ضرورة إشراك أوكرانيا في أي محادثات تتعلق بأراضيها. وكان ترمب قد أشار إلى أن أي اتفاق سلام محتمل قد يشمل تبادل أراض.
وقال، إن الاقتراح الروسي يقضي بوقف تقدم القوات الروسية في مناطق أوكرانية أخرى مقابل سحب كييف لقواتها من إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على نحو 30 في المئة من منطقة دونيتسك، أي نحو 9 آلاف كيلومتر مربع، ولديها خطوط دفاعية محصنة بشدة وتسيطر على مرتفعات استراتيجية هناك. وأوضح أن أي انسحاب من شأنه أن يُشكل منصة انطلاق لهجمات روسية جديدة.
وقال، "سيكون لدى بوتين طريق مفتوح إلى منطقتي زابوريجيا ودنيبرو، وكذلك نحو خاركيف. لا يمكن فصل قضية الأراضي عن الضمانات الأمنية".
ويخشى الرئيس الأوكراني وحلفاؤه في الاتحاد الأوروبي من أن يواجه ضغوطاً للتخلي عن أراض أكثر بكثير من روسيا. وقال زيلينسكي ومعظم نظرائه الأوروبيين، إن من غير الممكن إرساء سلام دائم من دون جلوس أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، وإن الاتفاق يجب أن يتماشى مع القانون الدولي وسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وسيعقد الزعماء اجتماعاً عبر الإنترنت مع ترمب، اليوم الأربعاء، لتأكيد هذه المخاوف قبل قمة بوتين، وهي أول قمة أميركية- روسية منذ 2021.
"تمرين استماع"
رداً على سؤال عن سبب عدم انضمام زيلينسكي إلى الرئيسين الأميركي والروسي في القمة بولاية ألاسكا الأميركية، قالت متحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، الثلاثاء، إن بوتين هو من اقترح الاجتماع الثنائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت، "لن يحضر سوى طرف واحد فقط من الطرفين المنخرطين في هذه الحرب، ومن ثم فإن هذا الأمر يتعلق بذهاب الرئيس إلى هناك ليحصل مرة أخرى على فهم أكبر وأفضل لكيفية إنهاء هذه الحرب".
وقال البيت الأبيض، إن القمة "هي تمرين استماع للرئيس"، مما يقلل من توقعات التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وذكر البيت الأبيض أن ترمب سيلتقي بوتين وجهاً لوجه خلال المحادثات التي ستجري في أنكوريدج في ألاسكا. وقد يقوم في المستقبل بزيارة روسيا أيضاً. وقالت ليفيت "ربما توجد خطط في المستقبل للسفر إلى روسيا".
ولا تزال هناك قضايا رئيسة قبل المحادثات. قال ترمب إن الجانبين سيحتاجان إلى التنازل عن أراض لإنهاء الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
وقال الرئيس الأوكراني، إن دستور بلاده يحظر مثل هذا الاتفاق وإنه لا يمكن إجراء أي ترتيبات من دون مشاركة أوكرانيا في المحادثات.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على المحادثات التي جرت بين ترمب وزيلينسكي. وقال ترمب، الإثنين، إن زيلينسكي قد يُدعى إلى اجتماع مستقبلي مع بوتين. وذكرت ليفيت "الرئيس يكن احتراماً كبيراً للطرفين المنخرطين في هذا الصراع ويحاول إنهاءه".
هجوم روسي مباغت
ميدانياً توغلت مجموعات صغيرة من الجنود الروس في عمق شرق أوكرانيا، الثلاثاء، قبل قمة بوتين وترمب، وهي قمة يخشى القادة الأوروبيون أن تنتهي بفرض شروط سلام على أوكرانيا التي انتزعت منها أراض من دون سند قانوني.
وفي واحدة من أوسع عمليات التوغل منذ بداية العام، تقدمت القوات الروسية قرب بلدة دوبروبيليا الشهيرة بمناجم الفحم، وذلك ضمن مساعي بوتين للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الأوكرانية. وأرسل الجيش الأوكراني قوات احتياطية قائلاً إنهم يخوضون قتالاً صعباً أمام الجنود الروس.
وتواجه أوكرانيا نقصاً في عدد الجنود بعد هجوم روسيا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يمهد الطريق أمام أحدث تقدم روسي.
وقال سيرغي ماركوف المستشار السابق في الكرملين، "هذا التقدم هدية لبوتين وترمب خلال المفاوضات"، مشيراً إلى أنه قد يزيد الضغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي بموجب أي اتفاق.
وفي غضون ذلك، قال الجيش الأوكراني، إنه استعاد السيطرة على قريتين في منطقة سومي شرق البلاد، الإثنين، وهو جزء بسيط من صد تقدم روسي بطيء منذ أكثر من عام في جنوب شرقي أوكرانيا.
تصاعد دخان من مبنى بمحطة زابوريجيا
من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الثلاثاء، إن موظفي الوكالة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا لاحظوا تصاعد دخان من المبنى الإداري بعد ورود أنباء عن اندلاع حريق بالقرب من أبراج التبريد.
وأضاف، "لم تُسجل أي زيادة في الإشعاع ولم ترد أنباء عن تأثر السلامة النووية ولم تقع أي إصابات".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن حاكم منطقة زابوريجيا المعين من قبل روسيا قوله إن الدخان ناجم عن اشتعال النيران في عشب جاف بعد قصف جوي وإن مستويات الإشعاع ضمن المستويات الطبيعية.