Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد كارثة الانتخابات الفرعية... هل انتهى حزب المحافظين البريطاني؟

أحد أعضاء البرلمان يقر بأنهم "سيخسرون كثيراً من المقاعد" رغم ادعاء ريشي سوناك أن فوز حزب "العمال" في الانتخابات العامة "ليس مسألة محسومة"

سوناك برفقة النائب المحافظ المنتخب حديثاً ستيف تاكويل (رويترز)

ملخص

نبه نواب "يائسون في حزب "المحافظين" الحاكم في بريطانيا رئيس الوزراء ريشي سوناك، إلى أن حزبهم يتجه نحو هزيمة كارثية في الانتخابات العامة المقبلة

نبه نواب "يائسون في حزب "المحافظين" الحاكم في بريطانيا رئيس الوزراء ريشي سوناك، إلى أن حزبهم يتجه نحو هزيمة كارثية في الانتخابات العامة المقبلة. وطالبوه بإجراء تغييرات عاجلة في محاولة لوقف المسار الذي يسلكه زعيم حزب "العمال" المعارض السير كير ستارمر لتولي منصب رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت".

وفي الوقت الذي تمكن فيه حزب "العمال" من قلب غالبية 20 ألف صوت لمصلحته، في فوز تاريخي حققه في انتخابات فرعية، بينما انتزع حزب "الليبراليين الديمقراطيين" مقعداً آمناً آخر لحزب "المحافظين" [المقعد الأمن هو المقعد الذي يحظى بغالبية كبيرة لصالح حزب معين]، قال وزير سابق من حزب "المحافظين" لـ"اندبندنت"، إن "الحزب قد انتهى".

السير كير اغتنم فرصة الفوز ليعلن أن حزب "العمال" يسير في طريقه نحو تولي السلطة في المملكة المتحدة، في وقت اضطر فيه ريشي سوناك إلى التأكيد أن نتائج الانتخابات العامة الآتية "ليست مسألة محسومة".

أحد الأعضاء القدامى في البرلمان من حزب "المحافظين" بقي، رأى في النتائج دليلاً على أن الناخبين "ضاقوا ذرعاً بنا" بسبب أزمة أسعار الفائدة المتصاعدة، وأن حزب "العمال" سيحقق فوزاً "سهلاً" إذا ما أجريت انتخابات عامة في وقت قريب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر نائب آخر هو نايجل ميلز، من أن حزب "المحافظين" يتجه نحو "خسارة كثير من المقاعد"، فيما رأى وزير العدل السابق ديفيد غوك أن معظم نواب "المحافظين" هم في وضع "يطغى فيه عليهم الرعب" من النتائج "المروعة" (للانتخابات الفرعية).

الخبير البارز في استطلاعات الرأي البروفيسور السير جون كيرتيس، رأى أن الحزب في مأزق انتخابي، وذلك على رغم الفوز المفاجئ في أكسبريدج (دائرة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون) - حيث احتفظ الحزب بمقعده بغالبية 495 صوتاً فقط، نتيجة الغضب المحلي من توسعة "منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية" Ultra Low Emission Zone (Ulez) في وسط العاصمة البريطانية، التي خطط لها عمدة لندن صادق خان.

هذه التطورات تأتي في وقت يحدث فيه الآتي:

• ضغط من نواب حزب "المحافظين" بمن فيهم السير جاكوب ريس موغ على رئيس الوزراء سوناك، للتخلي عن "السياسات الصديقة للبيئة باهظة الكلفة"، كحظر السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين اعتباراً من السنة 2030، وذلك بعدما كلفت خطة عمدة لندن توسيع "منطقة الانبعاثات الحرارية المنخفضة للغاية" حزب "العمال" خسارة مقعد برلماني

• تصاعد التوترات العلنية داخل الحزب، بعدما دعا السير كير السيد خان إلى "التفكير" في الكلفة الانتخابية لمخططه

• إشارة البروفيسور كيرتيس إلى النتيجة في دائرة "سيلبي أند أينستي"، بقوله لـ"اندبندنت" إنه "لم يحدث من قبل في أي انتخابات فرعية، أن فقد "المحافظون" مقعداً آمناً ومضموناً لهم، لمصلحة حزب "العمال"".

نائب آخر من حزب "المحافظين" أقر بأن خسارة مثل هذه المقاعد الآمنة، من شأنها أن "تشكل مصدر قلق حقيقي" بالنسبة إلى زملائه في الحزب من النواب، فيما قال وزير سابق في الحكومة لـ"اندبندنت"، إن "التأرجح الضخم لناخبي الحزب وابتعادهم عنه، أظهر أن السير كير هو في طريقه الآن إلى الفوز بمفاتيح مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت"". وأضاف أن "هذا الأمر واضح من خلال الأرقام".

أما أندريا جنكينز البرلمانية عن حزب "المحافظين"، وهي من مؤيدي بوريس جونسون، فرأت أن رئيس الوزراء سوناك بات مضطراً إلى "إعادة النظر" في سياساته، أو مواجهة الهزيمة في الانتخابات العامة المقبلة. ووصفت نتائج الانتخابات الفرعية بأنها "دعوة إلى الاستيقاظ"، وحضت رئيس الحكومة على "العودة إلى تطبيق سياسات حزب "المحافظين""، من خلال فرض مزيد من الضغوط على الهجرة غير الشرعية، و"وقف الدفع باتجاه تصفير الانبعاثات [net-zero emission] الذي يثقل كاهل دافعي الضرائب في بريطانيا".

في المقابل قال وزير سابق لـ"اندبندنت"، إنه يتعين على سوناك تقديم رسالة أكثر إقناعاً من مجرد أن "حزب "العمال" سيكون أسوأ". وسلط وزير آخر الضوء على الحاجة إلى "تغيير سردية الحزب المتعلقة بالسبب الذي يجب أن يدفع بالناس إلى التصويت لمصلحة حزب "المحافظين""، قائلاً: "نحن في حاجة لأن نكون في وضع يمكننا خلال الانتخابات من تسويق ما أنجزناه. وللقيام بذلك، نحن في حاجة لإظهار التقدم الذي حققناه في ما يتعلق بالتعهدات الخمسة (لرئيس الوزراء) –[التي تضم خفض التضخم إلى النصف، ووقف عبور القوارب الصغيرة]- لكن من الصعب التفكير في ما سيكون عليه هذا (التقدم)".

 

إلا أن المسؤولين السابقين استبعدا فكرة إلغاء ضريبة الميراث، واصفين الخطوة بأنها "السياسة الصحيحة في الوقت الخطأ، إذ إننا في حاجة إلى أن "نفطم" أنفسنا عن منطق الحكومة الكبيرة (التي تتدخل بشكل كبير في مختلف جوانب حياة مواطنيها).

تأتي هذه المواقف في الوقت الذي دعا فيه أنصار أقوياء لرئيس الوزراء الأسبق جونسون -بمن فيهم السير جاكوب- السيد سوناك، إلى التخلي عن "السياسات الصديقة للبيئة باهظة الكلفة"، وذلك بعدما فشل حزب "العمال" في انتزاع مقعد دائرة أكسبريدج. وأشار كريغ ماكينلي الرئيس "المحافظ" لـ"مجموعة التحقق من هدف صافي الصفر للانبعاثات" Net Zero Scrutiny Group، إلى أن حزبه سيكون مضطراً إلى إلغاء الحظر المقرر على بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بعد السنة 2030.

نايجل جون ميلز النائب في حزب "المحافظين" عن دائرة "أمبر فالي" في مقاطعة ديربيشاير، قال لـ"اندبندنت"، إن نتيجة دائرة سيلبي كانت "غير جيدة بشكل واضح. وقد أثارت نتيجة هذه الانتخابات مخاوف الزملاء الذين يمثلون منطقة "الجدار الأحمر" Red Wall عبر الشمال وميدلاندز (دوائر كانت محسوبة تاريخياً على حزب "العمال" لكنه خسرها لمصلحة "المحافظين" في الانتخابات الماضية)، والذين باتوا يخشون الآن من احتمال خسارة مقاعدهم البرلمانية".

وأضاف "أن ذلك يؤكد أننا حقاً في موقف صعب. إن أحداً لا يشك في أن أمامنا معركة يتعين علينا خوضها. وإذا ما خسرنا غالبية بنحو 20 ألف صوت، وكان تصويت المعارضة متقدماً علينا بـ20 نقطة، فإننا سنفقد لا محالة كثيراً من المقاعد".

لكن ميلز قال، إن أعضاء البرلمان من حزب "المحافظين" شعروا بالطمأنينة للفوز بدائرة أكسبريدج، الناجم عن توسعة "منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية". وقال "إن ذلك يشير إلى أننا إذا بعثنا بالرسالة الصحيحة، فسنلقى آذاناً صاغية". ورأى أن النتيجة كانت بمثابة "تحذير للسياسيين بأنه يتعين علينا العمل على جذب الناس نحونا (في ما يتعلق بأجندة تحقيق هدف صافي الصفر) - وتجنب المضي في سياسات تثقل كاهل الناس بما يفوق قدرتهم على الاحتمال".

ومع ذلك، أبدى نواب آخرون من حزب "المحافظين" تفاؤلاً أكبر، فقد قال النائب البارز في الحزب، روبرت باكلاند لـ"اندبندنت"، إن "نتيجة دائرة سيلبي كانت سيئة"، لكنه اعتبر أنها "ليست مؤشراً إلى فوز مزلزل لحزب "العمال"، وأن الأوان لم يفت بعد بالنسبة إلى حزب "المحافظين". وأضاف "لا أشعر بأننا في الوضع الذي كنا عليه في عام 1996".

ولفت باكلاند الذي كان وزيراً سابقاً للعدل، إلى أن "نتيجة أكسبريدج مهمة للغاية. فهي تظهر أن حزب "العمال" لا يلهب الحماسة في نفوس الناخبين، ويمكن أن يحيد عن مساره بسبب القضايا الشائكة. ولو كنت مكانهم، لما كنت لأسترخي وأحتفل قبل الأوان".

أما السير جاكوب المؤيد القوي لجونسون، فدعا رئيس الوزراء سوناك -بعد الفوز المفاجئ في أكسبريدج- إلى التخلي عن "السياسات الصديقة للبيئة باهظة الكلفة"، معتبراً أن النتيجة جاءت على خلفية الإحباط من توسيع مخطط رسوم الانبعاثات المنخفضة البالغة 12.50 جنيه استرليني (16.12 دولار أميركي) في اليوم الواحد. وقال لبرنامج "توداي" الذي تبثه إذاعة "بي بي سي 4"، إن "السياسات الخضراء باهظة الكلفة لا تلقى تأييد الناس".

الوزير السابق لـ"بريكست" ديفيد فروست، رأى من جانبه أن العبرة المستقاة هي أن "السياسات الخضراء لا تحظى بشعبية كبيرة عندما تكون هناك كلفة مباشرة على الناس". وفيما مني حزب "العمال" هذه المرة بفشل، نبه فروست اليمين إلى أنه "يمكن أن نكون نحن قريباً في هذا الوضع، ما لم نعد النظر في السياسات المتعلقة بمضخات الحرارة، والموعد النهائي المحدد في السنة 2030 لاعتماد السيارات الكهربائية".

لكن وزيراً سابقاً في حزب "المحافظين" من الموالين لسوناك، رفض فكرة تمييع سياسات صافي الصفر من الانبعاثات الحرارية - قائلاً إن ذلك هو مجرد "ضوضاء" يحدثه جناح اليمين في حزب "المحافظين".

وحض السيد باكلاند رئيس الوزراء البريطاني على "تحديد رؤيته في للبلاد خلال السنوات الخمس المقبلة"، محذراً إياه من الإصغاء لأي "حلول مرتجلة" في ما يتعلق بالقوارب الصغيرة، أو "التهاون" في مسألة سياسات الصفرية للانبعاثات، بينما أقر بأهمية أن تكون المخططات الخضراء "منصفة بالنسبة إلى الأسر المتعثرة مالياً.

سوناك قال في حديث مع الصحافيين في مقهى في أكسبريدج، إن الفوز المفاجئ لحزب "المحافظين" بالمقعد، أظهر أن نتيجة الانتخابات العامة لم تكن "مسألة محسومة". وتعهد أن "يضاعف حزبه جهوده، ويلتزم الخطة التي وضعها، ويفي بما وعد به الشعب".

ومع ذلك، اعتبر الخبير في استطلاعات الرأي البروفيسور كيرتيس، أن تكون نتائج الانتخابات الفرعية في الدوائر الثلاث هي بمثابة أخبار مقلقة وغير مواتية لـ"المحافظين". ولدى تحليل النتائج، تبين أن تصويت "المحافظين" شهد انخفاضاً بنسبة 21 نقطة مئوية عبر المقاعد التي تم التنافس عليها، مقارنة بمعدلات التأييد المنخفضة في مختلف أنحاء البلاد بالنسبة إلى حزب السيد سوناك، كما أظهرت الاستطلاعات.

وقال البروفيسور كيرتيس لبرنامج "توداي"، إن "نتائج الانتخابات الفرعية هذه تشير إلى أن "المحافظين" ما زلوا في مأزق انتخابي عميق، كما تبين لنا من خلال استطلاعات الرأي".

ولفت لوك تريل مدير مجموعة "مور إن كومون" More in Common في المملكة المتحدة (مبادرة تعنى ببناء مجتمعات قوية وأكثر اتحاداً ومرونة) إلى أن حجم فوز حزب "العمال" في انتخابات دائرة سيلبي الفرعية، كان أكثر أهمية من "الفوز في لعبة التوقعات" في دائرة أكسبريدج. وأضاف الخبير في اتجاهات الرأي العام أن "كير ستارمر هو في وضع أكثر تفضيلاً من ريشي سوناك في الوقت الراهن".

وقال تريل إن "السؤال المهم هو ما إذا كانت الانتخابات الفرعية في أكسبريدج "فريدة تماماً" أو مؤشراً إلى احتمال نجاح حزب "المحافظين" في تنظيم حملة منضبطة ومتمحورة حول القضايا الداخلية، في تضييق الخناق على قيادة حزب "العمال" المفتقرة للحماسة".

وكان نواب آخرون مؤيدون لسوناك، حريصين على مناقشة النتائج "المذهلة" التي تحققت في دائرة أكسبريدج. ورأى ديفيد سيموندز النائب في حزب "المحافظين"، أنها طرحت "أسئلة جدية" حول السير كير. وقال لـ"اندبندنت"، إن "حزب "العمال" أحرز تقدماً بنسبة 40 في المئة في استطلاعات الرأي، لكن تبين أن حزب "المحافظين" قد صمد واحتفظ بمقعد الدائرة".

اللورد هيوارد وهو عضو في "مجلس اللوردات" عن حزب "المحافظين" قال لـ"اندبندنت"، إن النتيجة غير المتوقعة في أكسبريدج، تشير إلى أنه "لا يوجد يقين" حتى الآن في ما يتعلق بفوز حزب "العمال" في الانتخابات المقبلة، على رغم التقلبات "الهائلة" في أماكن أخرى، وتقدم حزب المعارضة بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.

أما جورج أوزبورن، وزير الخزانة "المحافظ" الأسبق، فوصف النتائج في سيلبي وسومرتون بأنها كانت "سيئة للغاية"، لكنه اعتبر أن نتيجة أكسبريدج "منحت "المحافظين" شيئاً لا يقدر بثمن، كانوا يفتقرون إليه بالأمس - وهو الأمل".

رئيس حزب "المحافظين" غريغ هاندز رأى أن فوز الحزب في أكسبريدج "فاجأ الجميع"، وأن النتيجة تظهر "أن الناخبين لا يحبون أن يكون حزب "العمال" في السلطة، وأن يدير الأمور بشكل سيئ".

وقال هاندز لبرنامج "توداي" إن معاناة حزب "العمال" نتيجة توسعة "منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية"، أظهرت أنه فشل في "التعامل مع الطبيعة البشرية"، عندما يتعلق الأمر بالتغييرات التي تهدف إلى التصدي لمشكلة تغير المناخ.

وشدد رئيس "المحافظين" على أن الحزب لن يعارض بعد الآن ما أشار إليه ديفيد كاميرون بأنه "حماقة خضراء"، لكنه رفض التعليق على ما إذا كان ذلك يمثل فرصة للحزب لتغيير مساره في شأن البيئة والضرائب المتعلقة بالحفاظ على البيئة.

© The Independent

المزيد من تحلیل