Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطوط حمراء لمصر في السودان بعد استقبال السيسي للبرهان

القاهرة جددت رفضها القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها واتفاق سعودي- أميركي على تكثيف الجهود

أكدت مصر أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها في السودان (صفحة المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية على فيسبوك)

ملخص

أعلن الجيش السوداني تجهيز أكبر قوة لتحرير غرب البلاد، في وقت تواصَل تبادل الهجمات بالمسيرات في شمال كردفان.

جددت مصر تأكيدها على دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، وذلك في إطار إحلال السلام وتجنب التصعيد وتسوية المنازعات في مختلف أنحاء العالم.

وقال بيان للرئاسة المصرية عقب استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، إن مصر "تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد الحالية في السودان، وما نجم عنها من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان في حق المدنيين بخاصة في الفاشر".

وأكدت مصر أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، الذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني. وذكر البيان أن "الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني هي أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان".

وجددت القاهرة رفضها القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه، وشددت على أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها هو خط أحمر آخر لمصر، وأكدت على "حقها الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها".

وأعربت مصر عن حرصها الكامل على استمرار العمل في إطار الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية، تقود إلى وقف لإطلاق النار، يتضمن إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة لتوفير الأمن والحماية للمدنيين السودانيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.

ووصل إلى مصر اليوم الخميس، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، في زيارة رسمية. وأعلنت القاهرة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيستقبل اليوم الخميس، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، لبحث سبل تسوية الأزمة السودانية، إلى جانب تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات.

وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة بعد يومين فقط من زيارة مماثلة إلى السعودية، أجرى خلالها محادثات مع ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، حول مبادرته لإحلال السلام في السودان.

التصعيد العسكري

تعرضت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان صباح اليوم الخميس لهجوم كبير بالطائرات المسيرة لـ"الدعم السريع". وأفاد مواطنون بسماع انطلاق أصوات المضادات الأرضية ودوي انفجارات قوية اهتزت معها المنازل في منطقة بانت بالمدينة وسمعت أيضاً في مدينتي الدامر وبربر المجاورتين.

واستهدف الهجوم وفق الشهود، المحطة التحويلية للكهرباء بمنطقة المقرن في المدينة بجانب مستودعات للبترول بالمدينة وأدى إلى اشتعال النيران فيها.

وتسبب الهجوم في انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من المدن في عدد من ولايات السودان. وأوضحت شركة كهرباء السودان، أن الهجوم أسفر عن إصابات مباشرة لمحولات تغذية التيار الكهربائي.

وفي سياق التصعيد والتطورات العسكرية المتسارعة بجنوب كردفان، شنت قوات "الدعم السريع" وحليفتها "الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، أمس الأربعاء، هجوماً مدفعياً عُد الأعنف منذ فترة، على مدينة الدلنج ثاني أكبر مدن جنوب كردفان، أدى إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل بينهم 3 أطفال وإصابة العشرات، في وقت شهدت العاصمة الولائية كادوقلي تحليقاً مكثفاً للطائرات المسيرة طوال نهار أمس الأربعاء من دون أن تهاجم أي أهداف داخل المدينة، وفق مصادر ميدانية.

 

وأوضحت المصادر أن القصف المدفعي كان هو الأعنف الذي تشهده المدينة منذ تفجر المواجهات والتصعيد خلال الأسابيع الماضية، إذ بدأ منذ الصباح الباكر واستمر حتى الساعة الثانية ظهراً، ثم تجدد مرة أخرى خلال فترة المساء.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن قوات الجيش في اللواء 54 مشاة بالدلنج، قامت بتحرك مضاد رداً على القصف بمهاجمة منطقتي "سلارا" و"النتيل"، حيث تتمركز قوات "الحركة الشعبية- شمال"، في محاولة لإسكات مصدر نيران المدفعية التي استهدفت المدينة.

وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على الأحياء الغربية من المدينة حيث سقطت قذائف مدفعية عدة على الأحياء السكنية ومنازل المدنيين، مخلفةً حالة من الذعر والهلع بين السكان، فيما أغلقت السلطات سوق المدينة الرئيس والمدارس والمؤسسات الحكومية ومنعت التجمعات إلى حين إشعار آخر، في وقت تعيش المدينة أوضاعاً إنسانية متفاقمة نتيجة النقص الحاد في المؤن الغذائية والإمدادات الطبية.

نذر المواجهة

وقال القيادي بالكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، المنتمي لجنوب كردفان، على حسابه بمنصة "فيسبوك"، إن نذر المواجهات المسلحة تقترب أكثر من أي وقت مضى في مدينة الدلنج بعد تعرضها أمس الأربعاء للقصف المدفعي الكثيف، على رغم أنها تؤوي ما يفوق الـ 250.000 من المواطنين والنازحين.

واتهمت منصة "كردفان الغرة"، في بيان أمس، قوات "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية– شمال" جناح الحلو، بقصف الأحياء السكنية بمدينة الدلنج متسببةً بسقوط 6 قتلى وعشرات الجرحى وسط المدنيين.

وطالب ناشطون بضرورة فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وتعزيز حماية الأحياء السكنية، لافتين إلى أن أبرز ضحايا هذا التصعيد العسكري المتنامي هم الأطفال والنساء.

على نحو متصل، لقي 8 أشخاص مصرعهم أمس الأربعاء وإصابة آخرين في غارة نفذتها طائرة مسيرة بالقرب من بلدة "الكرقل" 50 كيلومتراً شمال العاصمة الولائية كادوقلي على الطريق القومي بينها وبين مدينة الدلنج أثناء فرارهم من المدينة.

من جانبها، اتهمت قوات "الدعم السريع"، الجيش السوداني بقصف منطقة "النتل" بطائرة مسيرة في هجوم وصفته بالغادر، أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وهلاك مجموعة من المواشي واشتعال الحرائق في منازل المواطنين، مبينةً أن قواتها نجحت في إجلاء أكثر من 3000 مواطن من مدينتي الدلنج وكادوقلي ومتوعدةً بالسيطرة عليهما خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

ومنذ أشهر الحرب الأولى، تخضع مدينتي كادوقلي والدلنج لحصار خانق من قبل "الدعم السريع" من جهتي الشمال والشرق، بينما تحاصرها "الحركة الشعبية– شمال" من الغرب والجنوب، ما منع عنها وصول القوافل التجارية والسلع الأساسية والمساعدات الإنسانية.

وظلت الدلنج خلال الأسابيع الماضية، هدفاً للقصف المدفعي وبالمسيرات، من جانب "الدعم السريع" وحليفتها "الحركة الشعبية – شمال"، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وفاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية.

من جانبها، أعلنت "القوات المشتركة" لحركات "مسار دارفور"، أن وفداً كبيراً من قياداتها العسكرية العليا برئاسة الفريق عبد العزيز عشر، تفقد مواقع انتشار القوات بالخطوط الأمامية في عدد من محاور القتال للمتابعة المباشرة لسير العمليات العسكرية.

واطّلع الوفد بحسب بيان للرائد متوكل علي أبوجا، الناطق الرسمي باسم "القوات المشتركة"، على موقف العمليات وجاهزية القوات والترتيبات الميدانية للمرحلة المقبلة، كذلك تلقى تنويراً من قادة المحاور المختلفة حول مجريات المعارك.

بدوره، أعلن نائب والي جنوب كردفان، عبد الرحمن دلدوم، عن تدابير جادة على الأرض لفك حصار كادقلي والدلنج تفاصيلها متروكة لتقديرات القيادة العسكرية، مشيراً إلى أن الأوضاع بالمدينتين ستعود إلى طبيعتها في القريب العاجل، وأن الأمور تمضي كما هو مخطط لها ولا داعي لخروج المواطنين من المدينتين.

العطا يتوعد

في غضون ذلك، تعهد عضو مجلس السيادة الانتقالي، مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ياسر العطا، بأن البلاد ستشهد تغيرات كبيرة جداً في الأيام المقبلة عقب تجهيز أكبر قوة لتحرير كردفان ودارفور، مع امتلاك أسلحة نوعية، متوعداً بأن، "تدمير العدو بات الآن بيدنا". وأضاف العطا، خلال مخاطبته حشوداً من الجيش، "نقول لشعبنا إن الأيام المقبلة ستشهد احتفالات كبيرة وكثيرة".

وبالتوازي مع التصعيد العسكري، شهدت مدينتي كادوقلي والدلنج بجانب بلدة الكويك، حركة نزوح مستمرة، بفرار نحو 650 شخصاً، منهم نحو 460 شخصاً من العاصمة الولائية كادوقلي، خلال اليومين الماضيين، توجه معظمهم إلى ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، فيما نزح نحو 145 شخصاً من مدينة الدلنج، و45 آخرين من بلدة الكويك، خلال الفترة نفسها، وفق منظمة الهجرة الدولية.

وأعلنت المنظمة الثلاثاء الماضي، عن نزوح 575 شخصاً من نفس المناطق الثلاثة المشار إليها، توزعوا على مناطق متفرقة في جنوب وغرب كردفان نتيجة الوضع الأمني الذي لا يزال متوتراً ومتقلباً في ظل استمرار الاشتباكات واتساع نطاقها.

نازحو كردفان

على نحو متصل، أعلنت "مفوضية العون الإنساني" بولاية النيل الأبيض، عن وصول نحو 1850 نازحاً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، من منطقة هجليج إلى الولاية، عقب سيطرة "الدعم السريع" على المنطقة.

وأوضحت المفوضية أن النازحين بحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء، والدواء، ومواد الإيواء، وتوفير رعاية خاصة لهم، مشيرةً إلى أن العدد مرشح للزيادة نظراً لوجود آخرين في الطريق إلى مدن الولاية المختلفة.

وأعلنت مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض، لمياء عبدالله، عن نزوح 1040 شخصاً إلى مدينة كوستي أمس الأربعاء قادمين من منطقة هجليج في رحلة نزوح استمرت 10 أيام.

وتسببت المعارك والمواجهات المحتدمة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، منذ عدة أشهر مضت بولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، بنزوح أكثر من 41 ألف شخص خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفق تقديرات أممية.

وفي شمال كردفان تبادل الطرفان الهجمات بالطائرات المسيرة، فبينما واصلت مسيرات الجيش أمس استهداف تجمعات لـ"الدعم السريع" بشن هجمات على مواقعها في تخوم بلدة كازقيل جنوب مدينة الأبيض عاصمة الولاية، استهدفت مسيرة تتبع لقوات "الدعم السريع" منطقة "خور طقت" شرق المدينة.

أوراق ثبوتية للجميع

في الأثناء، وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعدم حرمان أي مواطن سوداني من حقه في استخراج الأوراق الثبوتية اللازمة حتى وإن كانت لديه بلاغات باعتبارها حقوقاً مشروعة.

ووجّه لدى افتتاحه افتتح أمس، مركز الفريق أول خالد حسان محيي الدين لاستخراج الأوراق الثبوتية بحضور وزراء الداخلية، والمالية، والعدل، بضرورة تسهيل الإجراءات واستخراج كافة الأوراق الثبوتية للمواطنين، من دون أن يُحرم أي مواطن سوداني من حقه في ذلك.

وكانت السلطات المختصة قد حجبت في وقت سابق تجديد واستخراج الوثائق الثبوتية عن معظم القوى السياسية المناهضة للحرب وعلى رأسها قيادات "التحالف الديمقراطي لقوى الثورة" (صمود).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضخ النفط

إلى ذلك، أعلن وزير خارجية دولة جنوب السودان، سيمايا كومبا، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السودانية يقضي باستئناف العمل في حقلي هجليج وبمبو النفطيَين بولاية غرب كردفان.

وأعلن كومبا الاتفاق بين المسؤولين بالبلدين على تعزيز التعاون في مجالات النفط والأمن والتجارة، واستئناف الإنتاج في حقلي "هجليج"، و"بمبو" القريب من بلدة المجلد بغرب كردفان.

وتوقف العمل في حقل هجليج، الواقع بولاية غرب كردفان، عقب سيطرة "الدعم السريع" عليه في 8 ديسمبر الجاري، وانتشر بعدها بـ 3 أيام جيش جنوب السودان في الحقل النفطي، في أعقاب اتفاق ثلاثي بين البرهان، والرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت، وقائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، قضى بانسحاب الجيش السوداني وابتعاد "الدعم السريع" عن محيط الحقل.

دقلو في هجليج

ويضم الحقل نحو 75 بئراً نفطية، إضافة إلى محطة معالجة مركزية بطاقة تصل إلى 130 ألف برميل يومياً من نفط جنوب السودان، المنتج في حقول ولاية الوحدة، والذي يُنقل ويُصدَّر عبر الأراضي السودانية.

وعلى رغم تأكيدات جنوب السودان بخروج "الدعم السريع" من الحقل وانتشار قوات جيش جنوب السودان لتأمينه وفقاً للاتفاق الثلاثي، بثت "قوات الدعم" على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي أمس، مقطع فيديو لجولة ميدانية أجراها القائد الثاني لـ"الدعم السريع"، عبد الرحيم دقلو داخل حقل هجليج وهو يشير إلى وضع اليد على أهم ثروات البلاد التي قال إنها كانت تُبدَد بينما البسطاء في الجوار محرومون من أبسط الخدمات.

وكان وفد رئاسي من جنوب السودان بقيادة مستشار الرئيس للشؤون الأمنية، توت قلواك، ضم كل من وزير الخارجية، ووكيل وزارة البترول، قد أجرى محادثات مع مسؤولين سودانيين في بورتسودان خلال الفترة من 13 إلى 16 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بحث خلالها ترتيبات استئناف الإنتاج وضمان سلامة البنية التحتية النفطية بحقل هجليج.

الشق الإنساني

في سياق آخر، أعلن كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الاتفاق مع الجانب السعودي، على خطوات عملية نحو هدنة إنسانية، واستقرار دائم، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني.

وغرد بولس، على حسابه بمنصة "إكس" أمس، أن من الأولويات الرئيسية التي تم الاتفاق عليها خلال زيارته الحالية إلى السعودية، هي تكثيف الجهود المشتركة، على الصعيدين الثنائي وعبر الحوار الرباعي، للمساهمة في إنهاء الصراع في السودان سلمياً.

وأكد مستشار البيت الأبيض أنه عقد اجتماعات مثمرة للغاية مع وزراء الدفاع والخارجية، ووزير الدولة ومستشار الأمن القومي، ونائب وزير الخارجية ومستشار الشؤون السياسية، ركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم مبادرات السلام.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات