Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاغتصابات تروع نساء الفاشر

ارتكبت "الدعم السريع" مجازر وانتهاكات واسعة ضد المدنيين ونفذت تصفيات ميدانية وحشية

أشارت سليمى إسحاق إلى أن "مدينة الفاشر تشهد أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة بعد سيطرة 'الدعم السريع' عليها" (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

أشارت وزيرة الدولة في وزارة الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية والعمل السودانية سليمى إسحاق إلى أن "مدينة الفاشر تشهد أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة بعد سيطرة 'الدعم السريع' عليها"، لافتة إلى أن "الانتهاكات التي طاولت النساء ترقى إلى جرائم تطهير عرقي ممنهج".

بعد مُضي أكثر من 16 يوماً من سيطرة قوات "الدعم السريع" على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تصاعدت حالات الاغتصاب ضد النساء والفتيات واتخذت أبعاداً مروعة، إذ بلغت الحالات الموثقة حتى الآن أكثر من 170 حالة داخل الفاشر وأخرى على الطريق إلى محلية طويلة، في حين يرى متخصصون أن هذه الأرقام غير دقيقة، وقد تزيد بكثير، بخاصة أن عدداً من النساء والفتيات المغتصبات يؤثرن الصمت وعدم الإبلاغ خوفاً من العار والانتقام.

وارتكبت "الدعم السريع" مجازر وانتهاكات واسعة ضد المدنيين ونفذت تصفيات ميدانية وحشية، فضلاً عن الاعتداءات الجنسية وعمليات الخطف والإخفاء القسري والاغتصابات الجماعية، إذ استغلت حال الانفلات الأمني الكامل عقب انسحاب الجيش السوداني من المدينة.

 

صدمة قاسية

في السياق روت حليمة حامد التي فرت من الفاشر بعد خمسة أيام من دخول "الدعم السريع"، أنها "تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة جنود يرتدون زي تلك القوات في طريق النزوح إلى منطقة طويلة، إذ تم اقتيادها مع عدد من النساء إلى حلال شقرات، وهي مجموعة من القرى المتجاورة الفارغة من السكان بعدما طردت 'الدعم السريع' جميع المواطنين وتحولت إلى منطقة يتخذها الفارون استراحة لبعض الوقت ثم مواصلة السير مرة أخرى"، وأضافت "جذبوني بقوة إلى أحد المنازل في القرية وتناوبوا على اغتصابي حتى غبت عن الوعي واستيقظت ووجدت نفسها مضرجة بالدماء"، وأوضحت حامد "في صباح اليوم التالي وجدني رجل مسن في حال صعبة، ونقلني بعربة كارو إلى الطريق الرئيس، ووجدنا عدداً كبيراً من النازحين جرى جمعهم في المنطقة، وتم تسهيل سفرنا إلى محلية طويلة"، وتابعت "فور وصولي إلى منطقة طويلة أبلغت عن هذه الحادثة في أحد المراكز الصحية حتى أجد العلاج خوفاً من حدوث حمل، وبالفعل قام فريق طبي بإجراء اللازم، لكن آثار ما جرى لي من اغتصاب كان صادماً ولا يمكن نسيانه وجعل حياتي كئيبة وحزينة".

رعب وحزن

في السياق قالت المواطنة السودانية خديجة صالح إن "الوضع كان مرعباً وشبح الموت يخيم على أنحاء الفاشر، وقررنا الفرار والتحرك سيراً على الأقدام، واضطررنا إلى المبيت في العراء في منتصف الطريق ومواصلة رحلة النزوح في اليوم التالي"، وأضافت "أثناء النوم فوجئنا بوابل من الرصاص يطلق علينا، وقتل كثر وجرح آخرون، وبعد ساعة وصلت سيارة صغيرة تقل جنوداً من 'الدعم السريع' وأجبروا النساء والفتيات على الصعود للعربة، وهددنا أحدهم بالقتل في حال علا صوتنا أو لجأنا للاستنجاد بالمارة"، وتابعت صالح "أرغموني تحت تهديد السلاح على اصطحابهم إلى أحد المباني، وبعد عراك نجحوا في اغتصابي حتى فقدت الوعي، وبعد خمس ساعات وجدت نفسي في الطريق بين الفاشر وطويلة. نقلني المتطوعون إلى منطقة طويلة، وفي المركز الصحي أجريت فحوصات طبية وتلقيت العلاج، لكنني أعاني أزمة نفسية وحالاً حزينة منذ ذلك اليوم".

عنف جنسي

إلى ذلك أشارت وزيرة الدولة في وزارة الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية والعمل السودانية سليمى إسحاق إلى أن "مدينة الفاشر تشهد أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة بعد سيطرة 'الدعم السريع' عليها"، لافتة إلى أن "الانتهاكات التي طاولت النساء ترقى إلى جرائم تطهير عرقي ممنهج"، وبينت إسحاق أن "تلك القوات قامت بتعذيب النساء قبل قتلهن، كما ارتكبت جرائم عنف جنسي خلال اقتحام الملاجئ واستهداف الطرق المؤدية إلى خارج المدينة، وكذلك توثيق ما لا يقل عن 25 حالة اغتصاب مؤكدة، إلى جانب حالات أخرى غير مؤكدة لا تزال قيد المتابعة الميدانية"، ونوهت بأن "وضع النساء والفتيات داخل مدينة الفاشر يواجه أخطاراً متصاعدة في ظل وجود 'الدعم السريع'"، وشددت على أن ما يحدث "يشكل جريمة كبرى في حق الإنسانية، ويتطلب تحركاً فورياً لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اغتصاب جماعي

على الصعيد نفسه أوضح المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في إقليم دارفور آدم رجال أن "أكثر من 150 امرأة تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي خلال رحلة الفرار من مدينة الفاشر إلى محلية طويلة"، ولفت إلى أن "النازحين الجدد يعيشون ظروفاً بالغة الصعوبة، ويعانون نقصاً حاداً في أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية"، وتابع "عدد الناجين من الفاشر الذين وصلوا إلى منطقة طويلة يزيد على 15 ألف شخص، بعضهم يعاني أوضاعاً صحية سيئة جراء الإصابات والعنف".

أخطار وتعقيدات

على نحو متصل أشارت الناشطة في مجال حقوق الإنسان ميادة آدم إلى أن "'الدعم السريع' ارتكبت انتهاكات واسعة ضد النساء والفتيات في الفاشر، إذ تعرضت المئات منهن إلى الاغتصاب الممنهج، والمؤسف أنه شمل القاصرات في عمر الطفولة نتيجة عدم وجود رادع يمنع التعدي الجنسي الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان"، ولفتت آدم إلى أن "هذه الأعمال الوحشية تقوض أمن واستقرار المجتمعات، وتترك جراحاً عميقة في نفوس الفتيات والطفلات اللاتي يعشن الخطر المستمر، بخاصة حال احتمال تفشي الانتحار والأمراض المنقولة جنسياً، وعدم تدارك الحمل والإجهاض الآمن"، وأعربت الناشطة في مجال حقوق الإنسان عن قلقها في شأن وقوع هذه الانتهاكات على مرأى ومسمع الجميع، سواء المجتمع الدولي أو الإقليمي، وحتى المدني السوداني الحقوقي، الذين لا يتحدثون عن مجازر وفظائع الدعم السريع، التي ارتكبتها في الفاشر وباتت تدفع ثمنها النساء"، ومضت في القول "في حقيقة الأمر نواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى النساء والفتيات الناجيات وهن في حال نزوح وتنقل من منطقة لأخرى، مما يعقد الجهود الرامية إلى تقديم المساعدة، إلى جانب توقف خدمات الاتصالات والإنترنت وضعف الرعاية الصحية".

إدانة دولية

في غضون ذلك أكد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماغانغو أن "شركاء المفوضية الإنسانيين أفادوا بتعرض ما لا يقل عن 25 امرأة للاغتصاب الجماعي، عندما دخلت 'الدعم السريع' مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر"، وأضاف أن "شهوداً يؤكدون أن أفراد 'الدعم السريع' انتقوا النساء والفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، مما أجبر النازحين المتبقين، نحو 100 أسرة، على مغادرة الموقع وسط إطلاق النار". وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنه "تأكد لنا انتشار الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات على يد الجماعات المسلحة أثناء الهجمات وأثناء فرارهن، إضافة إلى عمليات إعدام مروعة داخل الفاشر"، وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أنه "بالنظر إلى الحقائق الماضية" في شمال دارفور، فإن "خطر العنف الجنسي، وخصوصاً ضد النساء والفتيات مرتفع جداً"، مشيراً بذلك إلى الفظاعات التي ارتكبتها في دارفور مطلع القرن الحالي ميليشيات "الجنجويد" التي انبثقت منها "الدعم السريع".

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر لمجلس الأمن إن الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في دارفور كانت خارج سيطرة "الدعم السريع"، "شهدت بالفعل مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية، وقد انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة مع تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية" بعد دخول "الدعم السريع"، مضيفاً "لا نستطيع سماع الصراخ، ولكن بينما نجلس هنا يستمر الرعب وتغتصب نساء وفتيات، ويشوه أشخاص ويقتلون في ظل إفلات تام من العقاب".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير