ملخص
أثار تصريح الرئيس اللبناني جوزاف عون الأخير حول ضرورة انخراط لبنان في مسار التسويات الإقليمية والتفاوض مع إسرائيل جدلاً واسعاً في الداخل اللبناني.
من الناحية القانونية، أوضح أستاذ القانون الدستوري أمين صليبا أنه لا يوجد أي نص في الدستور اللبناني يمنع التفاوض مع إسرائيل، باستثناء قانون المقاطعة الذي يحظر التعامل مع الإسرائيليين على الصعيد الفردي. وأكد أن رئيس الجمهورية، وفق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، هو الجهة المخولة التفاوض لعقد الاتفاقيات الدولية بالتفاهم مع رئيس الحكومة وموافقة مجلس الوزراء، مع إمكانية تصديق بعضها في البرلمان.
كلمات قليلة قالها الرئيس اللبناني جوزاف عون قبل أسبوع عن التفاوض مع إسرائيل وضرورة انخراط لبنان في مسار التسويات التي تشهدها المنطقة، حتى هبت عاصفة داخلية بين من يرفض التفاوض مع تل أبيب أياً كان شكل هذا التفاوض، مباشر أو غير مباشر، وبين من يعتبر أن التفاوض والجلوس إلى طاولة حتمية أمر لا مفر منه، بخاصة أن المنطقة برمتها وعلى رأسها الجارة سوريا، ذاهبة نحو مسار تفاوضي.
كذلك خرج آخرون برأي ثالث قائل إن التفاوض يمكن أن يتم بشكل غير مباشر، وليس عبر سياسيين أو ممثلين للدولة اللبنانية بشكل مباشر، أي كما حصل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية قبل سنوات قليلة، بمعنى أن حل الأمور يمكن أن يتم من دون تطبيع مع الدولة الإسرائيلية.
لكن ما رأي القانون والدستور في هذا الملف الجدلي؟
يقول الأستاذ في القانون الدستوري أمين صليبا في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إنه في معرض الجدل السياسي القانوني حول عدم التفاوض مع إسرائيل كون الأمر محظوراً دستورياً وقانونياً، لا يوجد أي نص في الدستور أو في القانون اللبناني يحظر ذلك، سوى نص القانون الموجه إلى المواطن اللبناني بعدم التعامل مع الإسرائيلي عملاً بقانون المقاطعة وعدم الاعتراف بدولة إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف "لكن إذا ما عدنا إلى نص الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، نرى أن رئيس الجمهورية هو المناط به التفاوض لعقد اتفاقيات دولية بالتفاهم مع رئيس الحكومة وموافقة مجلس الوزراء، ومن ثم تصديقها في حالات معينة من قبل المجلس النيابي"، وتابع أنه إذا دققنا في الوثيقة، نجد أنه ورد في البند الثالث منها عنوان تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، حيث نصت الفقرة "ج" على أن السلطة اللبنانية بإمكانها اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وقد تكون هذه الإطلاقية بالمفهوم القانوني المدخل إلى التفاوض تحت سقف اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، لما فيه مصلحة لبنان وشعبه طالما أن التحرير غير ممكن بالقوة العسكرية".
ويختم "الوفاق السياسي والسلطة السياسية هي القادرة على فعل أي شيء، وتقرير ما تشاء طالما هي صاحبة السيادة والسلطة على الأراضي اللبنانية، وعلى الجميع أن يتطلعوا إلى ما يحقق المصلحة العليا للبنان وللشعب اللبناني".