أصبحت اللحوم المستزرعة (أو المستنبتة) في المختبر على قاب قوسين أو أدنى من بلوغ رفوف المتاجر في المملكة المتحدة بعد أن أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بأن منتج لحوم طورته شركة في كاليفورنيا آمن للاستهلاك البشري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واللحوم المستزرعة، التي يطلق عليها أحياناً تسمية لحوم مرتكزة على الخلايا أو لحوم نظيفة أو لحوم مستنبتة أو لحوم مصنعة مخبرياً، هي عبارة عن لحوم حقيقية منتجة اصطناعياً يتم الحصول عليها من خلال استزراع الخلايا الحيوانية مباشرة.
فبعد أخذ الخلايا من حيوان سليم، أي إنه لم يذبح في هذه العملية، توضع في مستوعب كبير حيث تتم تغذيتها بالمغذيات إلى أن تنقسم تلك الخلايا وتنمو.
ومن شأن ختم إدارة الغذاء والدواء الأميركية الذي منح لشركة "أبسايد فودز" Upside Foods بأن يمهد الطريق أمام المنتجات المشتقة من الخلايا الحيوانية الحقيقية بأن تكون متاحة يوماً ما في متاجر البقالة والمطاعم الأميركية وكذلك في المملكة المتحدة في نهاية المطاف!
في هذا السياق. يقول سيث روبرتس، مدير السياسة في "معهد الغذاء الجيد في أوروبا" (GFI) وهي منظمة غير حكومية تعنى بدعم [الحصول على] البروتينات المستدامة في المملكة المتحدة وأوروبا: "يرسل هذا الإعلان التاريخي رسالة قوية حول العالم بأن اللحوم المصنعة مخبرياً ستكون جزءاً من مستقبل غذائي مستدام".
ويشبه استزراع اللحوم زراعة النباتات عبر شتول في الدفيئة الزراعية التي تؤمن دفئاً وتربة خصبة ومياه ومغذيات. ويشمل هذا أخذ عينة صغيرة من حيوان وإنمائها في مستوعب.
والأمر مماثل للعملية ذاتها التي تحصل داخل جسم الحيوان من خلال توفير الدفء والمغذيات الأساسية الضرورية لإنتاج اللحوم أي المياه والبروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن.
وأضاف روبرتس قائلاً، "تملك اللحوم المنتجة مخبرياً القدرة على المساعدة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم مع الحد من الآثار البيئية لنظامنا الغذائي. مع انتهاء قمة المناخ "كوب 27"، يجب على الوزراء الاستثمار في الحلول المناخية كاللحوم المستزرعة، تماماً كما دعموا الطاقة المتجددة، بهدف ضمان الحصول على الفوائد الملموسة هنا في المملكة المتحدة".
وتستغرق عملية استزراع اللحوم مخبرياً بين أسبوعين وثلاثة أسابيع بحسب نوع اللحوم التي يتم إنتاجها. والعملية محدودة حالياً ببنية أو تركيبة شبيهة باللحم المفروم، ولكن يتوقع أن يتغير هذا مع تقدم التكنولوجيا.
وقبل التمكن من بيعها في أسواق المملكة المتحدة، تحتاج اللحوم المصنعة مخبرياً إلى الحصول على الموافقة لاعتبارها أغذية جديدة من قبل وكالة معايير الغذاء البريطانية (FSA).
وتتضمن عملية الحصول على موافقة تقييماً شاملاً وقائماً على الأدلة التي تضمن سلامتها وقيمتها الغذائية ومن المتوقع أن يستغرق هذا الأمر 18 شهراً في الأقل.
بيد أن معهد الغذاء الجيد في أوروبا (GFI) يقول إن الضغوط التي تواجهها وكالة معايير الغذاء البريطانية من حيث القدرة نتيجة لزيادة أعباء العمل الذي فرضه مشروع قانون الاتحاد الأوروبي (Retained EU Law Bill)، فضلاً عن التحديات في التوظيف والميزانيات، ستؤدي حتماً إلى استغراق تراخيص الأطعمة الجديدة وقتاً أطول.
© The Independent
