Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السامري" نادر صالحة... من السجون الإسرائيلية إلى المنفى

جبل جرزيم يعتبر بالنسبة لهذه الطائفة أقدس مكان لهم على وجه الأرض

بحسب صالحه فإن وجود منزل عائلته على أطراف الحي السامري في البلدة القديمة لنابلس زاد من اندماجه مع الشعب الفلسطيني (اندبندنت عربية)

ملخص

يشكّل السامريون أصغر طائفة في العالم، ولا يتجاوز عددهم الـ 1000 لكنهم يعتبرون من بني إسرائيل إلا أنهم يرفضون اعتبارهم من الديانة اليهودية. لكنهم مع ذلك يحملون الجنسية الإسرائيلية على رغم أن 40 في المئة منهم يعيشون في نابلس، فيما انتقل 60 في المئة منهم إلى الإقامة في مدينة حولون جنوب تل أبيب.

من الحي السامِري في البلدة القديمة لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية انضم نادر صالحة إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في تسعينات القرن الماضي، ليمثّل حالة نادرة في انخراط الطائفة السامرية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. ومع بداية القرن الـ 20 اكتمل انتقال السامريين من حيّي الياسمينة والسامرية في البلدة القديمة لنابلس إلى أعلى قمة جبل جبرزيم الذي يشرف عليها بعد قرون من إقامتهم فيهما.

ومع أن جبل جرزيم يعتبر بالنسبة للطائفة السامرية أقدس مكان لهم على وجه الأرض، لكن انتقالهم للعيش الدائم فيه جاء بسبب الاكتظاظ في البلدة القديمة. وقبل انتقالهم إليه كان السامريون يقضون 7 أيام في السنة في منازلهم الموقتة على قمة الجبل للاحتفال بعيد "الفسح" وتقديم قرابينهم.

ويشكّل السامريون أصغر طائفة في العالم، ولا يتجاوز عددهم الـ 1000 لكنهم يعتبرون من بني إسرائيل إلا أنهم يرفضون اعتبارهم من الديانة اليهودية. لكنهم مع ذلك يحملون الجنسية الإسرائيلية على رغم أن 40 في المئة منهم يعيشون في نابلس، فيما انتقل 60 في المئة منهم إلى الإقامة في مدينة حولون جنوب تل أبيب.

وكسر نادر صالحة موقف "الحياد" الذي حافظ عليه السامريون من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، عبر انضمامه إلى "الجبهة الشعبية"، ثم قيادته لاحقاً جناحها العسكري في مدينة نابلس.

الانتفاضة الثانية

وخلال الانتفاضة الثانية قاد صالحه تنفيذ العديد من الهجمات ضد الإسرائيليين، قبل أن تعتقله إسرائيل عام 2004 وتحكم عليه بالسجن 6 مؤبدات و45 سنة. وأفرجت إسرائيل عن صالحه بعد 22 سنة من السجن في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضمن صفقة التبادل مع حركة "حماس"، لكنها أبعدته إلى مصر حيث يقيم فيها حالياً.

وفي مقابلة مع "اندبندنت عربية" حيث يقيم في أحد فنادق العاصمة المصرية القاهرة، شرح صالحة ظروف نشأته في البلدة القديمة لنابلس، وانخراطه في الانتفاضة الأولى، ثم الانضمام إلى "الجبهة الشعبية"، وبعض التفاصيل عن الطائفة السامرية وموقفها من إسرائيل.

بيئة عربية فلسطينية نابلسية

وبحسب صالحه فإن وجود منزل عائلته على أطراف الحي السامري في البلدة القديمة لنابلس زاد من اندماجه مع الشعب الفلسطيني، وانخراطه في مشاكله وهمومه "فأنا نشأت في بيئة عربية - فلسطينية - نابلسية تماماً، والاختلاط مع المحيط النابلسي طبيعي"، وأضاف أن "الانصهار مع سكان المدينة يشمل القضايا الاجتماعية والحياتية والتفاعل السياسي بحكم الوضع والأحداث، حيث شاركت في الانتفاضة الأولى وكان عمري 10 سنوات". ووصف صالحة تلك المشاركة بأنها كانت "جزءاً من الحالة الطفولية في الشارع، فجلينا حمل الثورة الشعبية بسبب سهولة الفعل الثوري، على رغم أنه لم يكن هناك وعي كامل، لكنها جزء من الممارسة الطفولية، والاندماج مع المحيط"، وأوضح أن "الطائفة السامرية عاشت كل تاريخها باعتبارها جزءاً من النسيج الاجتماعي الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "الانفصال جاء بعد الصعود للعيش في جبل جرزيم، إلا أن ذلك لن يستمر بسبب التوسع العمراني الذي سيصل إلى الجبل"، وأشار إلى أن الانفصال في الجبل أمر "مُستجد واستثنائي وبأن الاندماج هو الأمر الطبيعي". لكن صالحة استدرك بأن الاندماج الكامل لأبناء الطائفة السامرية مع الشعب الفلسطيني "مستحيل، لأن الأقليات تسعى إلى النأي بنفسها عن المواجهات الخارجية والحفاظ على ذاتها"، ومع ذلك فإن صالحة أوضح أن الأوساط الداخلية في الطائفة تعتبر أن إسرائيل "تمثل مصدر استقرار سياسي واقتصادي، مع أن هناك تعاطفاً كبيراً منها تجاه الحالة الفلسطينية، لكنها لا تستطيع أن تكون في جسم مناهض لإسرائيل".

وفي "محاولة للبحث عن وضع اقتصادي أفضل واستقرار ورفاهية انتقل أكثر من 60 في المئة من السامريين إلى مدينة حولون حيث اندمجوا بشكل كامل بين الإسرائيليين، وشاركوا في الانتخابات، باستثنائي أنا"، قال صالحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جبل جرزيم

لكن الطائفة السامرية وفق صالحة "تشترط أن يقيم رئيس الطائفة والكاهن الأكبر فيها فوق جبل جرزيم، وعليه الانتقال إليه إن كان يعيش في حولون لكي يصبح زعيماً للطائفة"، إلا أن صالحة انخرط في صفوف "الجبهة الشعبية" في بداية تسعينات القرن الماضي لأن الحي السامري كان معقلاً للجبهة في مدينة نابلس "حيث التقطتني لأنني كنت شاباً فاعلاً، وبدأت العمل على تنظيمي وأدلجتي وتوعيتي".

وعما إذا كان هناك من تحفظ من قيادة الجبهة على انضمام سامري إليها، نفى صالحة ذلك مشيراً إلى أن "التحفظ جاء من الطائفة بحكم طبيعتها المحافظة والمتدينة، وتناقضها مع أيدولوجية الجبهة العلمانية"، وأوضح أن دخوله إلى السجن الإسرائيلي "لم يكن صدفة بل ضمن السياق الطبيعي، والانخراط في الجبهة الشعبية ثم جناحها العسكري"، ولفت إلى أن "أجمل يومين في حياتي كلها هي يوم بُلّغت بعضويتي في الجبهة، واليوم الثاني حين أًصبحت في جهازها العسكري، كان ذلك حلماً وتحقق"، واعتبر أن "اتفاقية أوسلو" شكّلت له "صدمة وعي، فبحكم انتمائي للجبهة الشعبية، فإن عقيدتها السياسية تؤمن بمبادئ وقيم بعيدة تماماً عما جاءت بها الاتفاقية"، وقال إن السلطة الفلسطينية "تقوم على مشروع سياسي يؤمن به جزء كبير من الشعب الفلسطيني، لكنه لم يأتِ إلا بنقيض كل ما وعد. وعدونا بسنغافورة، ولم نحصل سوى على فورة"، (في إشارة لخروج الأسرى إلى خارج غرف السجن في الهواء الطلق، المُسماة: الفورة).

دولة ثنائية القومية

أما عن هجوم الـ 7 من أكتوبر (تشرين الأول)، فقد اعتبره صالحة "لبنة في جدار من أحد جدران صرح التحرير، له ما بعده وما قبله، وهو خطوة نضالية على طريق التحرير"، وأضاف أن "الائتلاف الحاكم الإسرائيلي كان يخطط لتدمير المقاومة في قطاع غزة لكن الهجوم ساهم في تسريع ذلك، وأتاح له فرصة مناسبة"، ومع أنه من أنصار إقامة دولة ثنائية القومية لليهود وللفلسطينيين وفقاً للخيار الديمغرافي الديمقراطي، إلا أنه أوضح أن ذلك "مرهون بتفكيك الصهيونية لأنها تقوم على نفي الآخر، ولا تقبل الآخر". وعن علاقة السامرية باليهودية، أشار صالحة إلى أن "منشأهما واحد، لكن الخلافات بينهما ضاربة عميقاً في التاريخ، فهما دينان مختلفان". ووفق صالحة فإن الجانبين "يشتركان نسبياً في الأسفار الخمسة، لكن اليهودية تعتمد على التناخ (الكتاب المقدس اليهودي) المكون من التوراة والأسفار الخمسة لموسى ونبوءات الغضب، والتلمود"، وهو ما يرفضه السامريون. وأوضح أن "السامريين جزء من بني إسرائيل، لكنهم ليسوا من اليهود، فإن نُعت سامري باليهودي فإنه يشعر بالإهانة العميقة".

السبي الأول

وعن العلاقة التاريخية الشائكة بينهما، قال صالحة إن السامريين "انتهى وجودهم بعد السبي الأول عام 722 قبل الميلاد، فيما عاد اليهود إلى فلسطين وتفاعلوا وتطوروا كماً نوعاً، ولم يلتفت أحد إلى وجود تمثيل آخر لبني إسرائيل غيرهم".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط