Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتهى عهد السيرة الذاتية وثمة معايير جديدة لأصحاب العمل

ساعدت التقنيات السابقة الناس في صياغة سير جيدة بكفاءة أكبر لكن الذكاء الاصطناعي مكّن المتقدمين من إنشاء مئات الطلبات المخصصة بأقل جهد

تُجري كثير من الشركات الآن تدقيقاً في حسابات التواصل الاجتماعي للمتقدمين الذين تفكر فيهم (بيكسابي)

ملخص

من الأساليب التي تحقق رواجاً في تقديم السير الذاتية أو المهارات مقاطع الفيديو، إذ تُعد وسيلة فعالة وقد بدأ المتقدمون إلى الوظائف بتقديمها على شكل سير ذاتية مصورة إلى أصحاب العمل المحتملين، وعلى رغم أن الخبراء يحذرون من أن السيرة الذاتية المصورة أصبحت أكثر شعبية لكن هذا لا يعني أنها مناسبة للجميع أو لكل دور.

في الماضي كان إرسال السيرة الذاتية وكتابة خطاب تقديمي لصاحب عمل محدد هو المعيار الذهبي عند التقدم إلى الوظائف لكن لم يعد هذا هو الحال، فبينما لا تزال كثير من الشركات وأصحاب العمل يطلبونها إلا أنه أصبح يُنظر إلى السير الذاتية التقليدية بصورة متزايدة على أنها جامدة وأحادية البعد، ولا تقدم أية معلومات عملية لمسؤولي التوظيف ومديري التوظيف، لذا يصرح أصحاب العمل في كثير من الأحيان أنهم يبتعدون من السيرة الذاتية لأنهم مهتمون أكثر بالمهارات التي يمكن إثباتها لدى الأشخاص من المسميات الوظيفية التي شغلوها، وإحدى الطرق التي يمكن للمتقدمين للوظائف من خلالها إظهار وليس إخبار عن مهاراتهم، هي تحسين وجودهم عبر الإنترنت لتسليط الضوء على تلك المهارات، وعن هذا يقول مؤسس ومدير تنفيذي لشركة Work It DAILY، جيه تي أودونيل، "إن الشركات وأصحاب العمل يبحثون الآن على 'غوغل' عن الموظفين المحتملين بعد الاطلاع على سيرتهم الذاتية ولكن قبل تحديد مواعيد المقابلات، لأنهم يبحثون عن دليل على أنك واسع المعرفة وموثوق وقادر على حل مشكلاتهم".

وجودك على الإنترنت دليل

يُعدد أودونيل عناصر الحضور الإلكتروني القوي التي تبهر أصحاب العمل المحتملين، ومن بين العناصر التي قد تهم أصحاب العمل بصورة خاصة ملف تعريف المتقدمين على "لينكدن"  بما في ذلك قسم "حول"، ومنشورات حول الإنجازات الأخيرة، وعلاقات الباحثين عن عمل، ومحتوى القيادة الفكرية، وهو محتوى معد لتوفير موارد ملموسة للزملاء الآخرين، كما يمكن للمنتجات الأخرى عبر الإنترنت التي أنشأها المتقدمون إلى الوظائف أن تجذب أيضاً مسؤولي ومديري التوظيف، بما في ذلك مواقع الويب ومستودعات الترميز وعينات العمل عبر الإنترنت.

ويشمل حضور الموظف المحتمل على الإنترنت بصمته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تُجري كثير من الشركات الآن تدقيقاً في حسابات التواصل الاجتماعي للمتقدمين الذين تفكر فيهم، مما يعني أنها لا تنظر فقط إلى السمات المهنية بل إلى القيم والسلوكيات الشخصية.

التزوير

ولكن هناك مشكلة برزت مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثلChatGPT" "، فعلى رغم أنه سهّل على الباحثين عن عمل تعديل سيرهم الذاتية لتتوافق مع مواصفات الوظيفة، وهو ما يبدو مكسباً للمتقدمين إلا أنه كان بمثابة كابوس لمسؤولي التوظيف، إذ تغرق الشركات بسيل من السير الذاتية التي تبدو مثالية على الورق لتكتشف خلال المقابلات أن المتقدمين لا يطابقون المهارات والخبرات التي يدّعونها، ويكاد يكون من المستحيل الآن التمييز بين المرشحين المؤهلين والمتقدمين غير المؤهلين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي لتجاوز نظام تتبع المتقدمين(ATS) ، إذ تقوم "لينكدن" الآن بمعالجة 11 ألف طلب في الدقيقة، بزيادة 45 في المئة عن العام الماضي، وفقاً لبيانات جديدة أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز."

وفي وقت توضح الصحيفة حجم المشكلة من خلال قصة مستشارة الموارد البشرية كاتي تانر التي غُمرت بأكثر من 1200 طلب لوظيفة عن بعد واحدة، لدرجة أنها اضطرت إلى إزالة الوظيفة بالكامل، واستمرت في فرز الطلبات بعد ثلاثة أشهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مثير للريبة

بدأت المشكلة بعد فترة وجيزة من ظهور روبوتات الذكاء الاصطناعي المُولدة السائدة عام 2022 عندما طبقت بعض الشركات هذه التقنية على طلبات التوظيف لمساعدة الباحثين المُرهقين عن عمل، ولكن وبعد أعوام عدة تطورت هذه التقنية من أداة سهلة الاستخدام إلى زعزعة منهجية لعملية التوظيف، إذ يتجه بعض المتقدمين الآن نحو الأتمتة بصورة أكبر ويدفعون لوكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يبحثون عن وظائف ويقدمون طلبات التوظيف نيابة عنهم، ويفيد مسؤولو التوظيف بأن كثيراً من السير الذاتية تبدو متشابهة بصورة مثيرة للريبة، مما يصعّب تحديد المتقدمين المؤهلين أو المهتمين.

ولطالما ساعدت أدوات الحاسوب في إنشاء السير الذاتية لعقود، وقد سهلت كل شيء من الآلة الكاتبة إلى معالجات النصوص إلى التدقيق الإملائي ونماذج السير الذاتية في إعداد سيرة ذاتية كفؤة، لكن الذكاء الاصطناعي دفع هذا التوجه إلى أقصى حد، إذ إن إمكان إنتاج نتائج لا حصر لها تجعل الذكاء الاصطناعي مختلفاً اختلافاً جذرياً عن سابقاته، ففي حين ساعدت التقنيات السابقة الناس في صياغة سيرة ذاتية جيدة بكفاءة أكبر، يُمكّن الذكاء الاصطناعي المتقدمين من إنشاء مئات الطلبات المخصصة بأقل جهد، محولاً ما كان في السابق عملية تستغرق وقتاً طويلاً لإظهار الاهتمام، إلى لعبة أرقام تُربك الشركات التي تسعى إلى العثور على متقدمين مؤهلين، وقد بلغ الإحباط حداً دفع شركات الذكاء الاصطناعي نفسها إلى التراجع عن استخدام تقنياتها الخاصة خلال عملية التوظيف، وعليه فقد نصحت شركة "أنثروبيك" أخيراً الباحثين عن عمل بعدم استخدام شهادات ماجستير القانون في طلباتهم، وهو اعتراف لافت من شركة يعتمد نموذج أعمالها على استخدام الذكاء الاصطناعي في كل شيء آخر.

الفيديو ورقة رابحة

من الأساليب التي تحقق رواجاً في تقديم السير الذاتية أو المهارات مقاطع الفيديو، إذ تُعد وسيلة فعالة، وقد بدأ المتقدمون إلى الوظائف بتقديمها على شكل سير ذاتية مصورة إلى أصحاب العمل المحتملين، وعلى رغم أن الخبراء يحذرون من أن السيرة الذاتية المصورة أصبحت أكثر شعبية لكن هذا لا يعني أنها مناسبة للجميع أو لكل دور، ومع ذلك فعند إعدادها بصورة جيدة يمكن للسير الذاتية المصورة أن تُبرز نقاط قوة المتقدمين التي ربما لم تظهر في السير الذاتية التقليدية، إذ تتيح السير المصورة للأفراد إبراز شخصياتهم وأساليب تواصلهم مما يساعد أصحاب العمل في تصور كيفية اندماج المتقدمين للوظائف في ثقافة مكان عملهم.

وإضافة إلى ذلك يُساعد تنسيق الفيديو أصحاب العمل على بدء المقابلات مباشرة وبشكل أسرع، فبدلاً من المخاطرة بعرض مقابلات شخصية على عدد قليل من المتقدمين المؤهلين، وهو أمر قد يكون مكلفاً ويستغرق وقتاً أطول، يُكثر مسؤولو التوظيف من طرح أسئلة غير متزامنة على المرشحين، مما يعني أن أصحاب العمل يمكنهم طرح الأسئلة المحددة نفسها مسبقاً على مزيد من المرشحين، والسماح للمتقدمين بتسجيل مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يجيبون على تلك الأسئلة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات