Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رصد ميثان تجشؤ الأبقار من الفضاء للمرة الأولى

النتائج تساعد المزارعين في مراقبة تأثير القطعان في تغير المناخ

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية انبعاث الميثان من حقل لتسمين الأبقار في كاليفورنيا (جي آتش جي سات)

للمرة الأولى، شوهدت من الفضاء انبعاثات غاز الميثان Methane  الذي تنفثه الأبقار أثناء تجشئها، بعدما رصدتها الشركة الكندية "جي أتش جي سات" GHG Sat المعنية بجمع البيانات البيئية، مستخدمة أقماراً اصطناعية عالية الدقة متخصصة في مراقبة الانبعاثات من الفضاء. ومن المأمول أن تساعد هذه التقنية المزارعين في خفض انبعاثات الميثان [الذي يعتبر من المكونات الشديدة التأثير في ظاهرة الاحتباس الحراري] مستقبلاً.

في فبراير (شباط) الماضي، رصدت الشركة ["جي أتش جي سات"] انبعاثات من غاز الميثان آتية من منطقة للزراعة وتربية المواشي تقع في "سان هواكين فالي" في كاليفورنيا. وبعد إجراء مزيد من التحليلات تأكد أن مصدر التلوث حقل لتسمين الأبقار.

سجلت الأقمار الاصطناعية المستخدمة انبعاث خمسة أنواع من الغازات، بحسب "جي أتش جي"، موضحة أنها في حال استمرت سنة واحدة، ستطلق [الماشية] كمية من الغاز تكفي "لمدّ 15 ألفاً و402 منزل بالطاقة اللازمة" [بصورة عامة، يستخدم الميثان بأشكاله المختلفة، بما في ذلك المسال، في توليد الطاقة].

وتعتقد الشركة أن هذا الإنجاز يمثل المرة الأولى من نوعها التي تقاس فيها انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عن الماشية من الفضاء، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي. وتذكيراً، تبين أن انبعاثات الميثان التي تطلقها الماشية تشكل عاملاً مساهماً كبيراً في تغير المناخ. وحينما تهضم الأبقار العلف الذي تتغذى عليه، تنتج غاز الميثان، غالباً عبر التجشؤ المملوء بالغازات.

وفي المقابل، يعتبر الميثان الذي تطلقه الماشية أحد غازات الدفيئة الشديدة القوة، بمعنى أنه يسهم في احتباس الحرارة داخل الغلاف الجوي لكوكبنا. ويعتبر الإنتاج الحيواني عموماً مصدراً رئيساً لانبعاثات غازات الدفيئة، إذ يُعتقد أن تربية الماشية وحدها مسؤولة عن حوالى 3.7 في المئة من إجمالي الانبعاثات العالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الصدد، ذكر برودي وايت، من شركة "جي أتش جي سات"، إنه وزملاءه فوجئوا بما شاهدوه، لأن ذلك "يدل على توفر إمكانيات جديدة تماماً من الفضاء. تتمثّل السمة الفريدة لدينا بأنه في مقدورنا فعلاً الوصول إلى مصدر" الانبعاثات، والتوجّه إلى حقول معينة لتسمين الماشية. يسعى العلماء إلى ابتكار وسائل تساعد الماشية على هضم الطعام من دون أن تنتج الميثان. ومن شأن الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية أن تشكل وسيلة لتدقيق جهودهم المبذولة في هذا المجال.

لدى "جي أتش جي سات" ثلاثة أقمار اصطناعية عالية الدقة في المدار، وسبق أن استخدمتها في قياس انبعاثات غازات الدفيئة من مناجم الفحم المكشوفة. ولا يتعدى كل قمر اصطناعي من تلك المجموعة حجم جهاز الميكروويف المنزلي، ويحلق فوق موقع معين لمدة 20 ثانية تقريباً لالتقاط "لقطة" سريعة للانبعاثات.

تعتقد الشركة التي تتخذ من مونتريال بكندا مقراً لها أنه في المستطاع أيضاً الاستفادة من تقنيتها في مساعدة المزارعين على قياس تأثير قطعانهم من الماشية في المناخ، وتجربة أنظمة غذائية جديدة للأبقار بغية الحد من انتفاخ بطونها بالغازات. وفي الوقت الحالي، يبقى الحصول على أرقام دقيقة للانبعاثات الصادرة من الأبقار عملية مكلفة ومعقدة.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 04 مايو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة