Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هبة القواس: رئاسة الكونسرفاتوار الوطني مهمة انتحارية

تنتظر جهوز المبنى الجديد الذي مولته الصين وتعمل على تحسين أوضاع الموظفين

الموسيقية والمغنية هبة القواس الرئيسة الجديدة للكونسرفاتوار اللبناني (صفحة المغنية - فيسبوك)

أمضت المؤلفة الموسيقية والسوبرانو الدكتورة هبة القواس نحو 30 عاماً في عضوية مجلس إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى. وقبل أشهر قليلة، تسلمت رسمياً رئاسة مجلس إدارته خلفاً للدكتور وليد مسلّم. وما إن تسلمت مهامها حتى بدأت بالعمل الجاد لتحسين وضع الكونسرفاتوار على كافة الصعد المهنية والإدارية. قبل أسابيع، قامت هبة القوّاس برفقة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى بزيارة المبنى الجديد للكونسرفاتوار الذي تشيّده الحكومة الصينية، بغية التلاقي الثقافي بين الشعبين اللبناني والصيني.

عن كيفية وضع حجر الأساس لهذا الصرح تقول القواس لـ "اندبندنت عربية": "بدأ التحضير لهذا المبنى الجديد الذي يتم بناؤه في منطقة ضبيه شرقَ بيروت في عهد وزير الثقافة السابق روني عريجي، الذي اجتمع مع السفير الصيني أكثر من مرة، واتفقا على إنجاز هذا المشروع، لأن حكومة الصين ارتأت أن أفضل أنواع التواصل ومد الجسور بين البلدين يأتيان عبر الدبلوماسية الثقافية. وبما أن المبنى الجديد أنجز من ناحية وضع حجر الأساس، فهو يتألف من ثمانية طوابق مقسمة ما بين قاعات التعليم العالي وقاعات الفلهارمونيكا وغيرها. أما بقية الفروع الثمانية عشر الأخرى الموزعة في كل المناطق اللبنانية، فستبقى للتعليم الابتدائي وصولاً للبكالوريا الموسيقية. "أنا ووزير الثقافة نتابع أدق التفاصيل وسيتم تسلم المبنى نهائياً بكامل تجهيزاته في نوفمبر 2023". يذكر أن الدولة اللبنانية تبرعت بمساحة الأرض التي شيد عليها هذا الصرح المميز والحكومة الصينية تكفلت بكامل المصاريف الأخرى. تقول: "المبنى الجديد سيتيح أمامي زيادة أقسام جديدة في التعليم العالي مثل الباليه الحديث والرقص الحديث والموسيقى التكنولوجية وسواها".

الازمة الإقتصادية

وسائر العاملين في الكونسرفاتوار من موظفين وأساتذة وموسيقيين يعانون من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان؛ فهل تتأمل القواس في تحسين الأوضاع؟ تقول: "أنا ابنة هذه المؤسسة ومسؤولة فيها، ووضع الكونسرفاتوار يشبه وضع كل شيء في لبنان، وأحمل هم كل العاملين فيه. وبالتعاون مع الجميع سنظهر الصورة الحقيقية للكونسرفاتوار من خلال النشاطات التي أقوم بها، كي أقول إن الإبداع والموسيقى لا نتعامل معهما مثل تعاملنا مع بقية القطاعات لأن لهما خصوصية. فالموسيقى هي التي تعبر الحدود، والموسيقي نادر وجوده من ناحية الموهبة والدراسة الأكاديمية". وتضيف: "وضعت استراتيجية كبيرة سنلتقي فيها مع دول عربية وغربية لتحسين الوضع المعيشي لكل العاملين في الكونسرفاتوار. لا أحب الكلام كثيراً، أنا جئت إلى الكونسرفاتوار لأطور المناهج العلمية والموسيقية، لكن بسبب الوضع الراهن قبلت المهام الانتحارية التي أوكلت إلي من قبل وزير الثقافة، على رغم أنه كانت لدي مشاريع كبرى في الخارج لمؤسستي. كما وأن المشكلات التي يعاني منها هذا الصرح تحتاج إلى تكتيك معين، لذا بدأت بتقسيم هذه المشكلات، علماً أننا جميعاً نعاني من اكتئاب جماعي، والموظفون والأساتذة يعانون مثلهم مثل أي شخص موجود في المرافق الحكومية، وقد وصلوا إلى مرحلة فقدان الصبر والأمل."

منذ ثلاث سنوات ومع انتشار جائحة كورونا ارتأى القائمون على المعهد أن يتم التعليم من بعد. لكن هذا العام قررت القواس العودة إلى التدريس الحضوري، وذلك بطلب من الطلاب وأهاليهم، لأن تواجد الطالب مع أستاذه في القاعة يعطي أفقاً واسعاً للابتكار الموسيقي. وتوضح: "أعرف أنني ورثت أمراً صعباً وهذه المؤسسة تحملت الكثير وأعطت بالمقابل لكل من بداخلها، لكنني أعمل جاهدة لنصل جميعاً إلى مكان يريح الجميع. وأنا على تواصل مع رئاسة الحكومة اللبنانية ودول عربية وغربية لكي أجعل الأستاذ والموظف أكثر راحة في معيشتهما. ومن لا يرغب بالحضور لن يحصل على مكافأته كاملة".

مسار طويل

هبة القواس موجودة كعضو في معهد الموسيقي العالي منذ سنوات طويلة، "أنا قمت بأعمال كثيرة على مدار هذه السنوات، ومنها تحسين الأجور مع الدكتور الراحل وليد غلمية الذي شغل منصب رئيس المعهد لسنوات مديدة، وبالتعاون مع رئيسة لجنة التربية والثقافة وقتذاك بهية الحريري والرئيس المرحوم رفيق الحريري الذي كان راغباً بإنشاء دار أوبرا في وسط بيروت. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ورحل الرئيس الحريري وتوقفت كل المشاريع التطويرية للمعهد لسنوات عدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعود تاريخ الكونسرفاتوار الوطني إلى العشرينات من القرن الماضي، عندما قام وديع صبرا بتأسيس هذا المعلم، وواصل الدكتور غلمية في بداية التسعينيات العمل بعد انتهاء الحرب الأهلية، وكانت الانطلاقة الجديدة. ووضعنا معاً مناهج خاصة بالموسيقى الشرقية جديدة تماماً، وأيضاً حصل تطوير في آلة العود، أما الإيقاعات فأصبحت منوّتة. أن الكونسرفاتوار الوطني العالي يعتبر من أهم ثلاث معاهد موسيقية في الشرق الأوسط إلى جانب مصر وسوريا، وكل بلد من هؤلاء له خصوصية، والتنافس قائم من أجل تطوير الموسيقى".

تتحدث هبة القواس عن مشاريعها المقبلة في مؤسستها الدولية: "أعمل على مشاريع لها علاقة بذاكرة بيروت، والذاكرة لها أبعاد حتى في التراث الشفهي، ولها علاقة بأشياء بدأت تهمل. سأعيد جمعها وأتمنى أن أوازن بين مؤسساتي وعملي في الكونسرفاتوار. وفي المرحلة الحالية كل زخمي سيكون للمعهد الوطني العالي للموسيقى، فيجب أن أعطيه كل طاقتي في هذه المرحلة الصعبة. والأكاديمية ومؤسستي ستتعاونان مع الكونسرفاتوار لدعم المواهب".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات