ملخص
دعا الرئيس الأوكراني حلفاء كييف إلى تأمين الدعم لبلاده والتوضيح لروسيا أن مواصلة حربها "لا طائل منه"، قبل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي في شأن أصول موسكو المجمدة.
قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف اليوم الأربعاء إن ما أنفقته روسيا على الحرب في أوكرانيا عام 2025 سيبلغ 5.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، في أول تقدير رسمي حول ما يكلفه الصراع لموازنة الدولة العام الحالي.
واستناداً إلى تقديرات وزارة الاقتصاد للناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 البالغ 217 تريليون روبل (2.70 تريليون دولار)، فإن نفقات الحرب ستبلغ 11 تريليون روبل (136 مليار دولار).
وقال بيلوسوف إن إجمالي إنفاق وزارة الدفاع العام الحالي، بما في ذلك البنود غير المتعلقة بالحرب، سيصل إلى 7.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وخصصت موازنة الدولة الروسية 6.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي "للدفاع الوطني" عام 2025 وأيضاً 1.8 في المئة أخرى "للأمن القومي"، إذ حُدد المبلغ الإجمالي للدفاع والأمن بنحو 17 تريليون روبل.
تأمين الدعم
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا تتهيأ لخوض "سنة حرب" جديدة في أوكرانيا عام 2026، عقب تصريحات لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أكد فيها أن أهداف موسكو الحربية "ستتحقّق بكل تأكيد".
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي، "سمعنا اليوم إشارة جديدة من موسكو تفيد بأنهم (الروس) يستعدون لجعل السنة المقبلة سنة حرب جديدة".
ودعا حلفاء كييف إلى تأمين الدعم لبلاده والتوضيح لروسيا أن مواصلة حربها "لا طائل منه"، قبل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي في شأن أصول موسكو المجمدة.
وقال، "يجب أن تتمخض هذه القمة عن نتائج تجعل روسيا تشعر بأن رغبتها في مواصلة القتال العام المقبل ستكون بلا جدوى، لأن أوكرانيا ستحظى بالدعم".
ودعا شركاء أوكرانيا إلى اتخاذ قرار في شأن استخدام ما يقارب 250 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي، ومعظمها مودع في شركة "يوروكلير" البلجيكية للخدمات المالية، لدعم قرض لأوكرانيا.
ووافقت حكومات الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على تجميد الأصول ما دامت الحاجة تستدعي ذلك بدلاً من التصويت كل ستة أشهر على تمديد هذا الوضع. وعارض بعض القادة الأوروبيين الخطة لأنهم يخشون أن يعرضهم ذلك لأخطار قانونية.
وقال زيلينسكي "ينبغي أن يتحلى جميع شركائنا بالشجاعة لرؤية الحقيقة والاعتراف بها والتصرف وفقاً لذلك"، مضيفاً أن روسيا تظهر بأفعالها أنها تنوي مواصلة القتال العام المقبل. وتابع "كثيراً ما يقول الحلفاء في الولايات المتحدة إن روسيا تبدو وكأنها تريد إنهاء الحرب. لكن يخرج عن موسكو خطاب وإشارات مختلفة تماماً، بما في ذلك الأوامر الرسمية لجيشها".
وفي موسكو، قال الرئيس فلاديمير بوتين اليوم إن روسيا ستستولي على مزيد من الأراضي في أوكرانيا بالقوة إذا لم تتفاعل كييف والساسة الأوروبيون مع المقترحات الأميركية للتسوية السلمية.
ضغوط أميركية
من جانبه صرّح مسؤول أوكراني رفيع إلى وكالة الصحافة الفرنسية اليوم بأن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً على الدول الأوروبية لكي تُثنيها عن فكرة استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم كييف، لكن زيلينسكي سيواصل العمل على إقناع الأوروبيين بذلك.
وذكر المسؤول الأوكراني "تمارس الإدارة الأميركية ضغوطاً على الدول الأوروبية للتخلي عن فكرة استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا". وأضاف أن زيلينسكي "سيتوجه إلى بروكسل لحث الدول الأوروبية على تبني قرار" استخدام تلك الأرصدة، علماً أن هناك "سبع دول ما زالت لم تعلن دعمها لهذه الفكرة".
تشديد روسي
شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء على أن موسكو ستحقق أهدافها من عملية أوكرانيا العسكرية "بكل تأكيد"، بما في ذلك السيطرة على أراض تعتبرها تابعة لها، في ظل المساعي الدبلوماسية الدولية لإنهاء الحرب.
وقال بوتين أثناء اجتماع مع مسؤولي وزارة الدفاع في موسكو إن "أهداف العملية العسكرية الخاصة ستتحقق بكل تأكيد". وأضاف "نفضّل القيام بذلك واجتثاث الأسباب الرئيسة للنزاع بالسبل الدبلوماسية"، متعهداً السيطرة على أراض تصر موسكو على أنها ضمتها "بالوسائل العسكرية" إذا "رفضت الدولة المعادية ورعاتها الأجانب الانخراط في محادثات موضوعية".
من جهته قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف اليوم الأربعاء إن القوات الأوكرانية تحاول من دون جدوى السيطرة على بلدة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا.
وذكرت أوكرانيا في وقت سابق من اليوم الأربعاء أنها سيطرت على 90 بالمئة من البلدة الواقعة في منطقة خاركيف، التي قالت روسيا إنها سيطرت عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن فقدت السيطرة عليها في هجوم أوكراني مضاد في سبتمبر (أيلول) 2022.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حديثه خلال اجتماع لكبار مسؤولي الدفاع الروس بثه التلفزيون، قال بيلوسوف إن روسيا سيطرت على أراض أوكرانية في 2025 أكثر مما سيطرت عليه في 2024 بواقع الثلث، وإن الضربات الروسية قلصت قدرة توليد الطاقة في أوكرانيا إلى النصف.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وأضاف بيلوسوف أيضا أن الجهود التي يبذلها القادة الأوروبيون "لإطالة أمد الصراع" تهدد باستمرار القتال في أوكرانيا خلال العام المقبل.
واتهمت روسيا الدول الأوروبية مراراً بمحاولة تخريب جهود السلام المبذولة بينها وبين الولايات المتحدة.
أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تطبيق "تيليغرام" أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية في حالة اشتباك في أحد الأحياء الشمالية للعاصمة، وذلك بعد أن حذرت السلطات من هجوم محتمل بطائرات مسيرة.
وتحدث شهود عن وقوع انفجارات في المدينة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"، وصدرت أيضاً تحذيرات من غارات جوية في مناطق شمال العاصمة.
خطة السلام
صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه يمكن في غضون أيام الانتهاء من صياغة المقترحات التي يجري التفاوض عليها مع المسؤولين الأميركيين، للتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في الهجوم الروسي المستمر الذي انطلق قبل نحو أربع سنوات لبلاده.
ومن المقرر بعدها أن يقدمها المبعوثون الأميركيون إلى الكرملين، قبل اجتماعات أخرى محتملة في الولايات المتحدة نهاية الأسبوع المقبل.
وقال زيلينسكي للصحافيين إن مسودة خطة السلام التي نوقشت مع الولايات المتحدة خلال المحادثات في برلين الإثنين "ليست مثالية"، ولكنها "عملية للغاية".
ومع ذلك، حذر من أن بعض القضايا الرئيسة، وبصفة خاصة مصير الأراضي الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية، لا تزال من دون حل، وأضاف زيلينسكي أنه بعد محادثات برلين "اقتربنا كثيراً من اتفاق في شأن ضمانات أمنية قوية".
واستبعد مجدداً الاعتراف بسيطرة روسيا على أي جزء من منطقة دونباس، وهي منطقة ذات أهمية اقتصادية في شرق أوكرانيا تتكون من لوغانسك ودونيتسك. وتابع زيلينسكي، قبيل زيارته لهولندا الثلاثاء، "يحاول الأميركيون التوصل إلى حل وسط".
واستطرد قائلاً "إنهم يقترحون منطقة اقتصادية حرة في دونباس، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن المنطقة الاقتصادية الحرة لا تعني أن تكون خاضعة لسيطرة الاتحاد الروسي". وأشار زيلينسكي إلى أن ما يدفع مسؤولي كييف في المفاوضات هو أن تتحمل روسيا "المسؤولية عما فعلته، عن هذه الحرب، وعن كل عمليات القتل، وعن كل المعاناة التي تسببت فيها".