ملخص
يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس اجتماعاً حاسماً في شأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي من المقرر أن يلتقيه في الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) في الولايات المتحدة.
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء فتحه تحقيقاً بعد سقوط قذيفة هاون داخل القطاع، أطلقت خلال نشاط عسكري وانحرافها عن هدفها، وذلك في إطار تعليقه على تقارير في شأن إطلاق نار في مدينة غزة، وقالت رئيس المكتب الإعلامي العربي في الجيش الإسرائيلي كابتن إيلا في بيانه عبر منصة "إكس"، إن "الادعاءات حول وقوع إصابات معروفة لدى الجيش ويجري فحصها"، لكنها أكدت أن نشاط القوات يجري في "الخط الأصفر".
ثلاث وثائق رئيسة
وخفتت أصوات القتال إلى حد كبير بعد أكثر من شهرين على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" الذي أنهى عامين من الحرب المدمرة في قطاع غزة، ومع ذلك يتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق ولا يبدو أنهما باتا أقرب إلى قبول الخطوات الأكثر تعقيداً المفترضة للمرحلة التالية، وفق وكالة "رويترز".
وتعد الخطة المؤلفة من 20 بنداً التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سبتمبر (أيلول) الماضي الأكثر تفصيلاً، وتبدأ بوقف لإطلاق النار تمهيداً لإنهاء الحرب بصورة تامة، وتدعو في نهاية المطاف إلى نزع سلاح "حماس" وعدم اضطلاعها بأي دور في حكم غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع، فيما لم يوافق الطرفان بالكامل على جميع بنودها.
ووقعت إسرائيل و"حماس" في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اتفاقاً جزئياً يشمل البنود الأولى من خطة ترمب والتي تشمل تبادل الرهائن الإسرائيليين بسجناء ومعتقلين فلسطينيين ووقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيلي جزئي وزيادة المساعدات الإنسانية، وجرى التصديق على خطة ترمب عبر وثيقة ثالثة وهي قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أجاز أيضاً إنشاء هيئة حكم انتقالي وقوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة.
كيف سارت الأمور؟
وجرى الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء الـ 20 الباقين والإفراج في المقابل عن مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، واستغرق تسليم رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم وقتاً أطول، إذ بقيت جثة واحدة في غزة فيما جرى تسليم 27 جثة، وسلمت إسرائيل جثث فلسطينيين في مقابل كل جثة إسرائيلية.
وهناك خلاف حول المساعدات، وتقول "حماس" إن عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل من المتفق عليه، بينما تؤكد وكالات الإغاثة أن المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من الحاجات وإن إسرائيل تمنع دخول كثير من المواد الضرورية، بينما تنفي إسرائيل ذلك وتقول إنها تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
وكان من المفترض فتح معبر رفح الحدودي مع مصر خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ولا يزال المعبر مغلقاً وتشترط إسرائيل إعادة رفات آخر الرهائن قبل السماح للفلسطينيين بدخول قطاع غزة والخروج منه، كما لا يزال القطاع في حال خراب ويسحب السكان القضبان الحديدية من تحت الأنقاض لإقامة خيم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في ديسمبر (كانون الأول) الجاري إن عدداً "مرتفعاً على نحو صادم" من أطفال غزة ما زالوا يعانون سوء التغذية الحاد، في حين أغرقت الأمطار الغزيرة آلاف الخيم وجرفت مياه الصرف الصحي والقمامة في جميع أنحاء القطاع مما فاقم الأزمة الصحية.
وتواصلت بعض أعمال العنف فشن مسلحون فلسطينيون هجمات على قوات إسرائيلية في غزة مما أسفر عن مقتل ثلاثة في الأقل، وقال مسؤولون بمجال الصحة في غزة إن إطلاق النار من قبل إسرائيل على أشخاص قرب الخط الفاصل وخلال عمليات تقول إسرائيل إنها تستهدف "حماس"، أسفر عن مقتل نحو 400 فلسطيني.
ما هي القضايا التي لم يجر بعد الاتفاق عليها؟
من المفترض أن تقوم قوة دولية لتحقيق الاستقرار بتوفير الأمن والسلام داخل غزة، ولكن الأمور المتعلقة بتشكيلها ودورها وتفويضها لا تزال قيد البحث، وربما تلعب إندونيسيا وباكستان دوراً، إذ تريد إسرائيل أن تتولى أية قوة من هذا النوع نزع سلاح "حماس"، وهي مهمة لا تتحمس دول كثيرة لإسنادها إلى قواتها.
ويفترض أن تدير هيئة تكنوقراط فلسطينية لا تمثل "حماس" المرحلة الانتقالية، ولكن لم تصدر أية إعلانات في شأن كيفية أو موعد تشكيلها، ومن المفترض أن تجري السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بإصلاحات غير محددة قبل أن تتولى دوراً في غزة لاحقاً، لكن هذه الإصلاحات لم تعلن حتى الآن.
وبموجب خطة الرئيس الأميركي فينبغي أن تعمل حكومة غزة تحت إشراف مجلس سلام دولي برئاسة ترمب، وقال الرئيس الأميركي إنه سيُعلن عن المجلس أوائل عام 2026، لكن تركيبته لا تزال غير واضحة.
ووفق خطة ترمب فمن المفترض أن تنزع "حماس" سلاحها لكن الحركة لم توافق على ذلك، قائلة إنها لن تتخلى عن سلاحها إلا بعد قيام دولة فلسطينية، إذ يرتبط أي انسحاب إسرائيلي إضافي داخل غزة بتنفيذ هذا الشرط.
هل سيصمد وقف إطلاق النار؟
أشارت إسرائيل مراراً إلى أنه إذا لم يجر نزع سلاح "حماس" سلمياً فإنها ستستأنف العمل العسكري لإجبارها على ذلك، وإن كانت العودة لحرب شاملة لا تبدو وشيكة، ومع ذلك تساور الشكوك كثيراً من الإسرائيليين والفلسطينيين في أن خطة ترمب لن تتحقق بالكامل، وأن الحرب الحالية المتسمة بالجمود ستستمر إلى أجل غير مسمى.
ويخشى الإسرائيليون من أن تعيد "حماس" تسليح نفسها وأن تشكل تهديداً بشن هجوم آخر مثل ذلك الذي وقع في السابع من أكتوبر 2023، فيما يخشى الفلسطينيون من أن إسرائيل لن تكمل انسحابها من غزة أو تسمح بإعادة الإعمار الكامل، مما سيترك القطاع في حال خراب وبلا مستقبل.
وتشير عمليات الانتشار العسكري وخطط البناء إلى احتمال تقسيم القطاع بحكم الأمر الواقع إلى منطقة تسيطر عليها إسرائيل مباشرة وتعمل على دعم الجماعات المناهضة لـ "حماس"، ومنطقة تسيطر عليها الحركة من دون إعادة إعمار أو خدمات.
ما هي فرص السلام الدائم؟
ونادراً ما كانت ثقة الإسرائيليين والفلسطينيين ببعضهم أقل مما هي عليه الآن، ولا يبدو حل الدولتين الذي تعده غالبية الدول أفضل فرصة لتحقيق سلام دائم أبعد منالاً مثلما هو الوضع حالياً، على رغم الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطينية، إذ تقر خطة ترمب بحق تقرير المصير وإقامة دولة بوصفهما طموحاً للشعب الفلسطيني، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد ذلك مراراً.
ومن المقرر إجراء انتخابات في إسرائيل عام 2026، لكن لا توجد مؤشرات على أن أية حكومة جديدة محتملة ستقبل باستقلال فلسطيني.
اجتماع لنتنياهو
ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس اجتماعاً حاسماً في شأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي من المقرر أن يلتقيه في الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) في الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء أن الجيش الإسرائيلي سيقدم خطة لسيناريوهين في هذا الشأن: مواصلة خطة ترمب، أو استئناف الحرب على غزة.
وأوضحت أن نتنياهو طلب من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة تقديم بدائل للخطوات المقبلة في غزة، سواء في ما يتعلق باستئناف الحرب الإسرائيلية على غزة أم الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترمب.
قوة الاستقرار
كما من المتوقع أن تقدم المؤسسة العسكرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي خيارات عملياتية للتحضير لاستئناف الحرب إذا اختارت حكومة نتنياهو ذلك، من أجل نزع سلاح حركة "حماس"، إذا لم تكن واثقة في قدرة "قوة الاستقرار" على فعل ذلك.
وكان الرئيس الأميركي قال الإثنين إن قوة تحقيق الاستقرار الدولية في غزة تعمل بالفعل، وإنه ستتم إضافة مزيد من الدول إليها.
وأضاف ترمب "أعتقد أنها تعمل بصورة أو بأخرى، ينضم إليها مزيد من الدول. هناك دول مشاركة بالفعل، لكنها سترسل أي عدد من القوات أطلبه منها".
وقال ترمب "هناك دول مشاركة بالفعل، وسترسل أي عدد من القوات أطلبه منهم. إنهم يريدون أن يروا السلام، إنهم أكثر من 59 دولة تريد المشاركة في هذه القوة"، وشدد على أن واشنطن ملتزمة بالمضي قدماً نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأشار إلى أن إدارته تبحث في ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بقتلها قيادياً في حركة "حماس" السبت الماضي.
من ناحية أخرى، ستعد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خطة لتنفيذ الخطوات الواردة بخطة ترمب في المرحلة الثانية، بما في ذلك الفتح الكامل لمعبر رفح، وبدء إعادة إعمار قطاع غزة، بدءاً من إدخال هيئات دولية لإزالة الذخائر غير المنفجرة.
مقتل جندي إسرائيلي
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في إطلاق نار داخل قاعدة عسكرية شمال البلاد، مؤكداً أن الشرطة العسكرية تحقق في ملابسات الواقعة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "الجندي نقل إلى المستشفى للعلاج، لكنه فارق الحياة متأثراً بإصابته، مشيراً إلى إبلاغ عائلته بالحادثة.
ويعد هذا الإعلان الأول بمقتل جندي إسرائيلي منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.