Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل توقف خطة احتلال غزة سياسيا وميدانيا

تستعد لأسبوع حاسم سيجري فيه إعداد خريطة نشر الجيش وبدء مفاوضات "صفقة الأسرى"

أصدر رئيس الأركان الإسرائيلي تعليماته برفع الجاهزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب (أ ف ب)

ملخص

بحسب قرار إسرائيل يفترض أن توقف العمليات العسكرية كافة داخل قطاع غزة بما في ذلك وقف ترحيل الغزيين من شمال غزة، مقابل البحث في بلورة كيفية عودة من نزح نحو الجنوب، وفي تقدير الجيش أن عددهم تجاوز 900 ألف فلسطيني. في هذه الأثناء ما زال الشمال منطقة حرب، وحذر الجيش السكان من العودة إليها دون إعلان إسرائيلي رسمي.

يستعد الوفد الإسرائيلي المفاوض في صفقة الأسرى لاستئناف المفاوضات التي تتوقع إسرائيل انطلاقها في غضون 24 ساعة بالعاصمة المصرية القاهرة، وفي حين تشير التوقعات إلى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة قريباً، يتولى المصريون معالجة التفاصيل واللوجيستيات، ويعالج الأميركيون الإطار العام للمفاوضات بالضغط على جميع الأطراف، سعياً إلى سد الفجوات لتجنب عراقيل تؤخر تنفيذ خطة ترمب لوقف الحرب.

صباح اليوم السبت، وضمن بيان استثنائي، أعلن بنيامين نتنياهو أن إسرائيل على استعداد للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب للإفراج الفوري عن جميع الأسرى. وأضاف البيان "سنواصل العمل بتعاون كامل مع الرئيس ترمب وفريقه لإنهاء الحرب وفقاً للمبادئ التي وضعتها إسرائيل والتي تتوافق مع رؤية الرئيس الأميركي.

وبينما منح نتنياهو تعليمات للجيش لوقف العمليات داخل غزة، كان رئيس الأركان إيال زامير عقد اجتماعاً تقييماً للوضع مساء أمس الجمعة، فور تسليم حركة "حماس" ردها على الخطة، شارك فيه نائب رئيس الأركان ورؤساء شعب العمليات والاستخبارات والتخطيط وقائد مقر الجبهة الداخلية، ومنسق أعمال الحكومة في المناطق وقائد القيادة الجنوبية وقائد سلاح الجو. وأعلن زامير وقف خطة احتلال غزة وانتقال الجيش الإسرائيلي فيها من النشاط الهجومي إلى الدفاعي.

وبناء على توجيهات القيادة السياسية، أصدر رئيس الأركان تعليماته برفع الجاهزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب، والمتمثلة بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، وفق معادلة سيُتفق عليها خلال المفاوضات.

وبحسب قرار إسرائيل يفترض أن توقف العمليات العسكرية كافة داخل قطاع غزة بما في ذلك وقف ترحيل الغزيين من شمال غزة، مقابل البحث في بلورة كيفية عودة من نزح نحو الجنوب، وفي تقدير الجيش أن عددهم تجاوز 900 ألف فلسطيني. وفي هذه الأثناء ما زال الشمال منطقة حرب، وحذر الجيش السكان من العودة إليها دون إعلان إسرائيلي رسمي.

ولم يخف مسؤولون إسرائيليون مفاجآتهم مساء أمس، عند الإعلان عن تسليم "حماس" ردها على الخطة، وقال مقربون من رئيس الحكومة إن الإعلان شكل وضعية استثنائية إلى حد الإرباك في كيفية التعامل مع الوضع، وذلك بعدما اتخذ قراراً في أعقاب جلسة تقييم للوضع بتشديد القتال والانتقال إلى مرحلة حاسمة في احتلال مدينة غزة.

خرائط انسحاب الجيش

وشهد اليوم حركة اجتماعات ومشاورات استثنائية في إسرائيل، إذ شُكل فريق مشترك من جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي و"الموساد" لإعداد قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم عند إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وبدأ مسؤولون في الجيش بإعداد خرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي، أو ما سماها مسؤول عسكري إعادة انتشار الجيش، حول قطاع غزة والاتفاق على العمق الذي يبقى فيه الجيش ويريده منطقة عزلة في القطاع، إلى جانب جدول زمني للانسحاب من المحاور التي ينتشر فيها.

وعلى رغم ما ظهر في إسرائيل من حال استعداد قصوى لبدء تنفيذ خطة ترمب، فإن سياسيين وأمنيين توقعوا أن تكون المفاوضات صعبة ومعقدة، بل رأى آخرون احتمال أن تتطلب المفاوضات وقتاً، وذلك إزاء ما تطلبه إسرائيل من ضمانات بتنفيذ شروطها في شأن كل ما يتعلق بمصير قيادة حركة "حماس" السياسية والعسكرية داخل غزة، ونزع السلاح من القطاع، إلى جانب اليوم التالي للحرب، إذ النقاش الإسرائيلي والخلافات في ذروتها حول ما إذا سيكون للسلطة الفلسطينية دور في إدارة قطاع غزة خلال مرحلة معينة بدل "حماس" من عدمه.

وعُلم عن إجراء اتصالات مكثفة ومشاورات على أعلى المستويات بين واشنطن وتل أبيب، منذ مساء أمس، وبحسب الإسرائيليين فإن واشنطن تعمل حالياً على إنهاء بعض الخلافات مسبقاً على ضوء دروس الماضي، وبخاصة بسبب الخشية من غرق طواقم المفاوضات في الخلافات، ولهذه الغاية سيصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإزاء ما تدعيه إسرائيل من خشيتها أن تعلن حركة "حماس" عدم معرفتها بوجود عدد من الأسرى الأحياء أو الجثث، قال غرشون باسكين أحد المشاركين في مفاوضات صفقة الأسرى إن "ويتكوف أبلغه بأن للولايات المتحدة خطة لنشر القوات الإسرائيلية تتيح لـ’حماس‘ تحديد مواقع الأسرى وجمعهم وإعادتهم".

من جهة أخرى، أبلغ ويتكوف أن حركة "حماس" وافقت على التفاوض في شأن إعلان ترمب، "لكنها لم توافق بعد على حصر المفاوضات خلال المرحلة الأولى من الخطة، أي إطلاق سراح جميع الأسرى خلال 72 ساعة، لذلك من المتوقع أن تكون جلسات المفاوضات صعبة ومعقدة".

وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مطلعين على المحادثات بين واشنطن وتل أبيب، أن إطلاق سراح الأسرى سيستغرق أسبوعاً على الأكثر، ولن يتم خلال 72 ساعة، والتوقعات تفيد بأنه ضمن المفاوضات ستكون تفاهمات مع فصائل أخرى مثل "الجهاد الإسلامي".

وإزاء الاستعداد لضمان البدء في صفقة الأسرى ينبغي على الجيش الإسرائيلي الانسحاب خلال المرحلة الأولى من المناطق التي يسيطر عليها، حيث يحتجز بعض الأسرى مثل مدينة غزة، لتهيئة ظروف للانسحاب أو لتنازلات من جانب الجيش الإسرائيلي.

واتضح من خلال المحادثات بين إسرائيل وواشنطن أن الفجوة الأكبر التي يمكن أن تظهر، متعلقة بتوقيت بداية تنفيذ الاتفاق، فبحسب خطة ترمب على "حماس" الإفراج عن جميع الأسرى خلال 72 ساعة، لكن الحركة أوضحت في ردها، وفق الإسرائيليين، أنها لن تتمكن خلال هذه الفترة من تحديد جميع الأماكن التي يحتجز فيها الأسرى، بل وأشارت إلى أنها فقدت بعد تكثيف قتال الجيش الإسرائيلي في غزة الاتصال مع منظمات أخرى تحتجز بعض الأسرى.

بين التشاؤم والتفاؤل

أما في ما يتعلق بالبند الذي يتطرق إلى نزع سلاح "حماس"، فبحسب ما أبلغت واشنطن تل أبيب فإن هناك فجوة بين "حماس" وخطة ترمب. وقال المسؤول الإسرائيلي إن "ما نقل لتل أبيب يشير إلى أن الحركة غير مستعدة لتسليم سلاحها، وهي مصرة على الاستمرار بالاحتفاظ بالمنظومات الدفاعية".

وضمن جوانب أخرى تسعى واشنطن إلى سد الثغرة والخلافات فيها قبل بدء المفاوضات، لعدم تأخير آلية الإشراف على إدارة القطاع. وبحسب ما أُبلغ الإسرائيليون به فإن "حماس" ترفض قبول آلية إشراف دولية – عربية، ولم تتضمن ردودها أية موافقة على بقاء الجيش الإسرائيلي داخل القطاع. فقد وافقت "حماس" مبدئياً على نقل الإدارة المدنية للقطاع إلى هيئة فلسطينية تكنوقراطية بدعم من الدول العربية، مع الحفاظ على موقعها في العملية الوطنية، وهو ما يتعارض مع خطة ترمب التي تنص على أن "حماس" وفصائل أخرى لن تشارك بأية صورة في إدارة غزة، وفق ما أكد مسؤول إسرائيلي، مضيفاً أن "حماس" تطالب فعلياً بالبقاء في غزة بخلاف خطة ترمب.

من جهته، قال النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي عيران عتسيون إن هناك فرصة مهمة جداً هذه الأيام يجب على إسرائيل استغلالها بصورة جيدة، فـ"التوقعات هي أن تتمسك ’حماس‘ بموقفها وترفض التنازل عن السلطة، وهناك شكوك كبيرة بأن تقبل إلقاء سلاحها".

وأضاف عتسيون أنه "أمام احتمال غياب آلية تضمن عدم إبقاء كل هذا بيد ’حماس‘ ينبغي على إسرائيل العمل بحذر وبحسم في كل الجوانب التي سيدور فيها نقاش وخلافات... ومن السابق لأوانه القول إن وقف الحرب وإعادة الأسرى على أبواب التنفيذ، أمام مفاوضات صعبة وتعقيدات ولكن من دون شك فإن التفاؤل كبير".

يرى عتسيون أن المصلحة الإسرائيلية الآن هي العمل بفصل واضح بين المدى الفوري والمدى القصير، فـ"في المدى الفوري، نشأت هنا فرصة لتحرير الأسرى مقابل ثمن ليس بسيطاً. صحيح أنه في إطار خطة ترمب سيعود جميع الأسرى وستُوقف النار وينسحب الجيش إلى خطوط متقدمة نسبياً داخل القطاع على عكس كل اتفاق سابق، لكن هذا كله يتطلب الحذر مع كل خطوة تقوم بها إسرائيل، ولا ننسى أيضاً أن مفاوضات صفقة الأسرى لن تجري تحت النار، وكل هذه عوامل من شأنها أن تقرب وقف هذه الحرب".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات