Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يخطط للكشف عن هيكل الحكم الجديد في غزة قبل أعياد الميلاد

إسرائيل ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث إعادة رفات آخر رهينة في القطاع

فلسطينيون في مخيم النصيرات للنازحين وسط قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

تشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن "مجلس السلام" بقيادة ترمب.

أفاد موقع "أكسيوس" أمس الخميس نقلاً عن مسؤولين أميركيين اثنين ومصدر غربي، بأن الرئيس دونالد ترمب يعتزم إعلان انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، والكشف عن هيكل الحكم الجديد في القطاع قبل أعياد الميلاد.

وأوضح أن من المتوقع أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترمب في الولايات المتحدة قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول)، لمناقشة المرحلة التالية من اتفاق غزة، وأبلغ الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي في اتصال هاتفي، يوم الإثنين الماضي، بأنه يتوقع منه أن يكون "شريكاً أفضل" في ملف غزة.

وتسعى إدارة ترمب إلى المضي قدماً إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لتجنب العودة للحرب والحفاظ على وقف إطلاق النار الهش.

وذكر الموقع أن إسرائيل وافقت بضغط أميركي على فتح معبر رفح والسماح للفلسطينيين بمغادرة غزة إلى مصر، وتناقش إسرائيل ومصر والولايات المتحدة الترتيبات الأمنية التي ستتيح للفلسطينيين العودة للقطاع.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن "مجلس السلام" بقيادة ترمب.

وأجاز مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي، كلاً من قوة الاستقرار الدولية ومجلس السلام، وقال المسؤولان الأميركيان لـ"أكسيوس" إن تشكيل هذه القوة والهيكل الإداري الجديد لغزة في مراحله الأخيرة، وعبرا عن أملهما في الكشف عنه خلال أسبوعين أو ثلاثة.

وقال مصدر غربي مشارك مباشرة في العملية لـ"أكسيوس" إن "الأمور تسير قدماً، والهدف أن نعلنها قبل عطلة عيد الميلاد".

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، سيكون "مجلس السلام" بقيادة ترمب، الذي سيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية، على قمة هيكل الحكم الجديد في غزة، وسيأتي تحته مجلس تنفيذي دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومستشاري ترمب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إضافة إلى مسؤولين كبار من الدول الممثلة في "مجلس السلام".

أما الحكومة الفلسطينية في القطاع، فستكون "حكومة تكنوقراط" تعمل تحت المجلس التنفيذي، وستضم بين 12 و15 فلسطينياً ممن لديهم خبرة إدارية وتجارية وغير منتمين إلى "حماس"، أو "فتح" أو أي فصيل فلسطيني آخر.

ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع على عملية التدقيق قوله إن الاختيار المبدئي شمل 25 اسماً، تم استبعاد نحو نصفهم، مضيفاً أن بعض المرشحين يعيشون حالياً في غزة، بينما سبق لآخرين العيش في القطاع، وسيعودون للخدمة في الحكومة الجديدة.

وتقول المصادر إن الولايات المتحدة في المراحل النهائية للوصول إلى توافق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة في شأن تشكيلة الحكومة، وذكر الموقع الأميركي أن دولاً من بينها إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا أبدت استعداداً للمساهمة بقوات في قوة الاستقرار الدولية.

 

رفات آخر رهينة

أرسلت إسرائيل وفداً الخميس إلى القاهرة للبحث في استعادة جثمان آخر رهينة محتجز في قطاع غزة، وهو لشرطي إسرائيلي قتل في معارك السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعدما تسلمت الأربعاء رفات مواطن تايلاندي.

وكانت حركة "حماس" تحتجز 48 رهينة في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة أفرج عنهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الـ10 من أكتوبر، بعد سنتين من حرب مدمرة.

وأعيدت جميع الجثامين باستثناء جثمان ران غفيلي، وسط اتهامات إسرائيلية للفصائل الفلسطينية بالمماطلة في التسليم. أما حركة "حماس" فتؤكد أن عملية انتشال الجثامين تسير ببطء، بسبب أكوام الركام الضخمة التي خلفتها سنتان من الحرب المدمرة.

ومساء الخميس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفداً يضم ممثلين للجيش وأجهزة أمنية، زار مصر للبحث في إعادة رفات آخر الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وأورد بيان صادر عن المكتب إنه "بناء على توجيهات رئيس الوزراء نتنياهو، توجه وفد صباح اليوم إلى القاهرة، وعقد محادثات مع الوسطاء بهدف ضمان الإعادة الفورية للرهينة الأخير ران غفيلي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ساحة الرهائن في تل أبيب حيث نظمت تجمعات أسبوعية على مدى فترة الحرب للمطالبة بإعادة جميع الرهائن من غزة، علقت صور غفيلي والتايلاندي سودثيساك رينثالاك الذي أعيدت رفاته الأربعاء، إلى جانب الأعلام الإسرائيلية وشرائط صفراء اللون باتت ترمز لهم.

وقالت أورلي وهي صيدلانية من تل أبيب لوكالة الصحافة الفرنسية "نشعر بالسعادة لاستعادة رهينة آخر، لكننا نشعر في الوقت ذاته بحزن عميق لوجود رهينة آخر" لم تستعد إسرائيل جثمانه بعد، وقالت ميرالا غال المتطوعة في الساحة، "من واجبنا ضمان عودتهم جميعاً".

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس التعرف على هوية الرهينة ما قبل الأخير الذي كان محتجزاً في غزة بعد تسلم رفاته، وهو المزارع التايلاندي.

وقتل رينثالاك في السابع من أكتوبر 2023، ونقلت جثته إلى قطاع غزة واحتجزت هناك، بحسب الجيش. وكان يبلغ من العمر 43 سنة عند مقتله، وأكدت إسرائيل وفاته رسمياً في مايو (أيار) 2024.

 

"الأخير"

قال منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل، وهو الحراك الرئيس الذي يمثل ذوي المختطفين إلى غزة، إن إعادة جثمان رنثالاك منحت عائلته بعض العزاء الذي طال انتظاره.

وجاء في بيان المنتدى "على رغم الحزن فإن استعادة جثمان رينثالاك تحمل بعض العزاء للعائلة التي عاشت لأكثر من عامين في حالة من القلق والريبة"، وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية "تشارك عائلة رينثالاك والشعب التايلاندي وجميع عائلات الرهائن الذين سقطوا حزنهم العميق".

ويعود آخر جثمان لغفيلي، البالغ 24 سنة، وهو عنصر في وحدة الدوريات الخاصة (ياسام) في منطقة النقب، قتل في هجوم 2023 الذي أشعل فتيل الحرب، ونقلت جثته إلى داخل القطاع.

وكتبت والدته تاليك غفيلي على "إكس" في منشور أرفقته بصورته "أول من رحل وآخر من سيعود، لن نهدأ حتى تعود".

واقتاد مقاتلو الحركة 251 رهينة في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1221 شخصاً في إسرائيل معظمهم من المدنيين، استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية أسفرت عن مقتل 70125 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

"مسلسل الدم"

جاءت إعادة جثمان رينثالاك وسط تبادل كل من إسرائيل و"حماس" الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية حادة.

وأعلن الدفاع المدني في غزة الأربعاء مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، إثر غارات جوية إسرائيلية عدة على مدينة خان يونس جنوب القطاع.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ الغارات قائلاً إنه "قصف إرهابياً تابعاً لـ’حماس‘ جنوب القطاع"، وأضاف في بيان أن القصف جاء "رداً على خرق حركة (حماس) لاتفاق وقف إطلاق النار بصورة صارخة".

وكان الجيش أعلن الأربعاء إصابة خمسة جنود في اشتباك مع مقاتلين فلسطينيين في جنوب قطاع غزة.

وأظهر تسجيل مصور عشرات المعزين الذين تجمعوا في خان يونس الخميس لتشييع القتلى الفلسطينيين، وانهارت نساء بالبكاء وهن يعانقن جثث أحبائهن التي وضعت داخل أكياس بيضاء. 

وقال رأفت أبو حسين "مدنيون وأطفال نائمون نزلت عليهم أربعة صواريخ، هل هذه هي الأهداف الإسرائيلية؟ قتل الفلسطينيين؟"، وأضاف "نتمنى من العالم أن يقف معنا وينهي مسلسل الدم هذا ونبدأ المرحلة الثانية ويبدأ الإعمار ونعود لنعيش كما كنا من قبل".

ووصفت حركة "حماس" القصف الإسرائيلي بأنه "جريمة حرب موصوفة، واستهتار باتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة مكشوفة للتنصل من استحقاقاته".

وتقول وزارة الصحة في غزة إنه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قتل 366 فلسطينياً بنيران إسرائيلية في القطاع، وأفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل ثلاثة جنود خلال المدة نفسها. 

المزيد من الأخبار