Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أرقام صادمة وراء مشكلة مانشستر يونايتد الكبرى

بعد بداية صعبة للموسم قد تكون المباريات الـ11 المقبلة لـ"الشياطين الحمر" هي الاختبار الحقيقي لروبين أموريم

روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

يستعد مانشستر يونايتد لمواجهة برينتفورد وسط ضغوط على مدربه روبن أموريم، الذي يعاني سجلاً ضعيفاً أمام أندية الوسط في الدوري الإنجليزي.

ستكون مباراة مانشستر يونايتد المقبلة ضد برينتفورد، ويجدر بمديره الفني روبن أموريم إدراك أن هناك "عقوبة" تنتظر مدربي مانشستر يونايتد الذين يخسرون أمام برينتفورد. أو في الأقل، كان الأمر كذلك بالنسبة إلى إريك تن هاغ. فقد خاض المدرب الهولندي ثاني مبارياته مع يونايتد في ملعب "جيتيك" وتعرض لهزيمة ساحقة بنتيجة (0 - 4)، وكانت الأرقام القاسية تتجاوز مجرد النتيجة. إذ ركض لاعبو برينتفورد مسافة أطول بـ13.8 كيلومتر من لاعبي يونايتد. وفي اليوم التالي، وخلال موجة حر صيفية، أجبر تن هاغ كل لاعب من فريقه على الركض المسافة نفسها تعويضاً، بل وركض هو أيضاً، على رغم أنه كان قد تجاوز الـ50 من عمره.

تاريخ السقوط أمام أندية الوسط

وقد بدا ذلك التصرف بمثابة عرض حازم غير الأمور، خصوصاً أن يونايتد خسر فقط أربع مباريات من إجمالي مبارياته الـ40 التالية، ولكن على رغم أن آخر فوز لتن هاغ كمدرب ليونايتد جاء أمام برينتفورد، فإن الإشارة الأهم كانت في إقالته عقب الهزيمة أمام وست هام. فقد زار ملعب لندن ثلاث مرات وخسر في كل مرة. وكان من بين أسباب فشله في نهاية المطاف كمدرب ليونايتد هو معاناته أمام الأندية متوسطة الترتيب.

أموريم يواجه التحدي بثقة بعد إسقاط تشيلسي

أما أموريم، فقد أخذ هذا التحدي إلى مستوى آخر، إذ يذهب لملاقاة برينتفورد بعد واحدة من أبرز نتائجه كمدرب ليونايتد، بانتصار بنتيجة (2 - 1) على تشيلسي. وعلى رغم أن سجله في الدوري الإنجليزي سيئ، إذ جمع 34 نقطة فقط من 32 مباراة، فإن هذا السجل يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء.

نتائج متفاوتة أمام الكبار والصغار

أمام القوى الكبرى، أي الفرق الأربعة الأولى في الموسم الماضي: ليفربول وأرسنال ومانشستر سيتي وتشيلسي، حصد أموريم تسع نقاط من تسع مباريات، وهو عدد أقل مما كانت تأمله جماهير يونايتد، لكنه ليس كارثياً، إذ حقق انتصارين وتعرض لأربع هزائم فقط.

أما أمام الفرق الصغيرة، أي الأندية الصاعدة حديثاً، فقد كانت نتائجه شبه مثالية، إذ جمع 13 نقطة من خمس مباريات، بدأها بتعادل في أول ظهور له أمام إيبسويتش، ثم تبعتها انتصاراًت على ساوثهامبتون وإيبسويتش وليستر وبيرنلي، على رغم أن فريقه تأخر في النتيجة خلال اثنتين من تلك المواجهات، واحتاج إلى هدف حاسم في الدقيقة الـ97 في مباراة ثالثة.

القائمة السوداء... عقدة أموريم أمام أندية الوسط

لكن المشكلة الكبرى تكمن في الأندية الـ12 الأخرى، تلك التي أنهت الموسم الماضي بين المركزين الخامس والـ17 إلى جانب يونايتد. فبالنسبة إلى أموريم، فإن أستون فيلا وبرينتفورد وبرايتون وبورنموث وكريستال بالاس وإيفرتون وفولهام ونيوكاسل ونوتنغهام فورست وتوتنهام ووست هام وولفرهامبتون تمثل "القائمة السوداء".

خاض فريق أموريم 18 مباراة في الدوري أمام تلك الأندية، ولم يحصد منها سوى 12 نقطة فقط. ولم يحقق سوى ثلاثة انتصارات. فوز ساحق بنتيجة (4 - 0) على فريق شون دايش، إيفرتون، وفوز بنتيجة (1 - 0) على فولهام الموسم الماضي بهدف منحرف عن مساره، وانتصار في الجولة الأخيرة على أستون فيلا الذي لعب بـ10 لاعبين. أما تعادلاته الثلاثة، فقد كان أبرزها بنتيجة (2 - 2) أمام إيفرتون في فبراير (شباط)، وهي نتيجة مجاملة بعض الشيء، فيما تطلب التعادل (1 - 1) أمام بورنموث هدفاً في الدقيقة الـ96 أمام فريق آخر لعب ناقصاً عددياً.

وقد تكون الحصيلة أسوأ من ذلك. فخلال تلك المباريات الـ18، سجل يونايتد بالكاد أكثر من هدف في كل مباراة (19 هدفاً)، بينما استقبلت شباكه قرابة هدفين في المباراة الواحدة (31 هدفاً).

إخفاقات متكررة وخسائر حرمت يونايتد من الألقاب

الجانب الأسوأ ربما يكون في الهزائم السبع التي تلقاها على أرضه، لكنه يتفاقم أيضاً بنتائج الفريق في المسابقات الأخرى، مثل الخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام فولهام، والخسارة في ربع نهائي كأس الرابطة، ثم الهزيمة في نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام، وهي خسائر حرمت يونايتد من الألقاب وكذلك من المشاركة الأوروبية هذا الموسم.

وبإضافة تلك المواجهات، يصبح سجل أموريم ثلاث انتصارات فقط من أصل 21 مباراة، وبحسب ما إذا كانت الهزيمة بركلات الترجيح تحسب تعادلاً أم خسارة، فإن عدد الهزائم يراوح بين 14 و15.

صفقات كبرى لتجاوز عقدة أندية الوسط

لذا إن كان ثمة ما يفسر سبب إنفاق مانشستر يونايتد أكثر من 130 مليون جنيه استرليني (173.57 مليون دولار) هذا الصيف على لاعبين من بين الأندية الـ12 الأخرى في الدوري — مثل ماتيوس كونيا من ولفرهامبتون وبريان مبيومو من برينتفورد — فإن ذلك يكشف الكثير. وكما يقال، "إن لم تستطع هزيمتهم، فاشترهم".

تناقض بين قوة الكبار وإخفاقات الوسط

فريق أموريم قادر على المنافسة كـ"حصان أسود" أمام الكبار، ويمكنه الانتصار على الأضعف، وإن كان ذلك أحياناً مصحوباً بقلق وتوتر، لكن في المباريات التي يفترض أن تكون فيها موارد يونايتد كافية لجعله الفريق المفضل للفوز، والتي قد توحي بها مواقع الخصوم في جدول الترتيب بأنهم متساوون تقريباً، غالباً ما يظهر يونايتد الطرف الأضعف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالتأكيد، إذا ما قورنت القيمة بما تحقق، فإن يونايتد هو الفريق الأكثر إخفاقاً في الدوري. فمنذ تعيين إريك تن هاغ، أنفق النادي نحو 850 مليون جنيه استرليني (1.13 مليار دولار) على التعاقدات، على رغم أن الوقت قد لا يزال مبكراً للحكم على إنفاق أموريم الصيفي البالغ 230 مليوناً (307.09 مليون دولار). كما أن فاتورة الأجور في الموسم الماضي كانت على الأرجح ضمن أعلى خمس في الدوري. لقد دفع يونايتد أكثر، وحصل على مردود أقل.

قوة الدوري الإنجليزي تفضح ثغرات المدربين

لكن جزءاً من مشكلات أموريم، وقبله تن هاغ، يعود إلى قوة العمق في الدوري الإنجليزي. فمع حصول كل نادٍ على أكثر من 100 مليون جنيه (133.52 مليون دولار) سنوياً من عائدات البث، بات بإمكان الأندية الأخرى جلب لاعبين مميزين ودفع رواتب كبيرة لهم، وكذلك التعاقد مع مدربين موهوبين.

كلا المدربين، تن هاغ وأموريم، بدا أحياناً أقل كفاءة من نظرائهم، إذ تفوق عليهم فرق منظمة بصورة أفضل. وسيواجه أموريم، غداً السبت، مدرباً مبتدئاً هو كيث أندروز، لكن الهزائم التي تعرض لها الفريق أمام سلفه توماس فرانك، وكذلك أمام مدربين مثل أندوني إيراولا، ونونو إسبيريتو سانتو، وأوليفر غلاسنر في الموسم الماضي، كانت تحمل دلالات واضحة.

فارق الخبرات بين الدوريات الأوروبية و"البريميرليغ"

تحدث مانشستر يونايتد إلى مدربين من أندية وسط الترتيب عندما كان يفكر في إقالة إريك تن هاغ في صيف 2024، لكن يبدو أن هوية النادي، ومكانته كأحد أكبر الأندية في العالم، وإيمانه بأنه يستحق واحداً من أفضل المدربين على مستوى العالم، كلها عوامل دفعته إلى التعاقد مع مدربين ذوي نسب فوز مرتفعة، غير ملوثين بسجل من الهزائم. فقد قاد تن هاغ أياكس إلى نصف نهائي دوري الأبطال، بينما قاد أموريم سبورتنغ لشبونة إلى لقبين في الدوري البرتغالي.

ومع ذلك فإن الفجوة في الموارد بين الدوريين الهولندي والبرتغالي مقارنة بالدوري الإنجليزي قد تعني أن أندية "Killer B’s" (أندية الوسط المزعجة) المعادلة لبرينتفورد وبرايتون وبورنموث في الدوري الممتاز، لا يملكون القوة في تلك الدوريات، وأن مدرب أياكس أو سبورتنغ قد لا يحتاج إلى إجادة التخطيط التكتيكي أو الاختيار الدقيق للتشكيلة ليتغلب عليهم.

الصدمة الثقافية في الدوري الإنجليزي

هذا ربما هو الصدمة الثقافية التي فرضها الدوري الإنجليزي على آخر مدربين تولوا قيادة يونايتد، إذ إن التنافس الشديد في البطولة قد سحبهم إلى الأسفل. وبينما كان يونايتد يظن أنه تعاقد مع أحد أفضل المدربين الشباب في أوروبا، تحول أموريم إلى واحد من أكثر المدربين إخفاقاً في البريميرليغ، بخاصة في هذا النوع من المباريات. إذ يمكن القول إن سجله يجب أن يكون أفضل بثلاثة أضعاف في الأقل.

فبعد أن جمع 12 نقطة فقط من 18 مباراة أمام "الدزينة القاتلة" في الدوري، قد يحتاج يونايتد إلى 36 نقطة من المباريات الـ18 المقبلة. وربما لم تكن العقبة الحقيقية لأموريم في بداية الموسم، التي شهدت مواجهات أمام أرسنال وسيتي وتشيلسي في خمس مباريات، بل في آخر 11 مباراة من 2025، أمام برايتون ونوتنغهام فورست وتوتنهام وإيفرتون وكريستال بالاس ووست هام وولفرهامبتون وبورنموث وأستون فيلا ونيوكاسل ثم ولفرهامبتون مجدداً.

ستكون تلك الاختبارات الحقيقية لمعرفة ما إذا كان أموريم قد تطور فعلاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة