ملخص
يحمل الديربي المرتقب بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد ملامح متناقضة، فبينما كانت مواجهات غوارديولا ومورينيو رمزاً لصراع عالمي، فإن لقاء غوارديولا وأموريم يأتي في وقت يعاني الفريقان تراجعاً وانتقالات متواصلة.
كان أول ديربي لبيب غوارديولا في مانشستر جمعه بمدرب برتغالي، وشهد مشاركة حارس مرمى في أول ظهور له. وبعد تسعة أعوام، هناك بعض أوجه الشبه، حتى إن كان بعضها سطحياً. ففي مباراة الأحد (غداً) سيواجه غوارديولا روبن أموريم الذي وعلى عكس ما اتسمت به منافسة غوارديولا مع جوزيه مورينيو من مرارة، يصف المدرب الكتالوني بابتسامة بأنه "أفضل مدرب في الدوري". أما الحارس الجديد الذي قد يبدأ المباراة مع مانشستر سيتي فقد يكون جانلويجي دوناروما، لكنه لن يكون سيني لامنس مع مانشستر يونايتد، بعدما حسم أموريم أمره بأن الحارس كثير الأخطاء ألطاي بايندير هو من سيلعب بدلاً منه.
اختلاف جوهري عن الديربيات السابقة
لكن هناك اختلافاً جوهرياً، فمواجهة غوارديولا مع مورينيو بدت وكأنها تبشر بتحول مانشستر إلى عاصمة كرة القدم في العالم. أما مباراة الغد فربما تبدأ في وقت يقبع الفريقان معاً في النصف السفلي من جدول الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال أموريم، "الترتيب في هذه اللحظة لا يهم، ومع ذلك، وللمرة الأولى منذ عام 2020، سيدخل يونايتد الديربي متقدماً على سيتي في الجدول. ويعكس ذلك بدوره حقيقة أن سيتي وللمرة الأولى منذ موسم (2004 - 2005)، خسر مباراتين من أول ثلاث مباريات في الدوري. أما يونايتد، فيأتي إلى اللقاء بعدما أنهى الموسم الماضي بأسوأ ترتيب له في الدوري منذ نصف قرن.
فريقان يمكن اعتبارهما، بحسب التفسير، إما في مرحلة انتقالية أو في حال تراجع، قد يبدوان أكثر ضعفاً. سيتي سيفتقد المصابين عمر مرموش وريان شرقي، بينما تظل مشاركة جون ستونز محل شك. أما يونايتد فخسر ديوغو دالوت وماسون ماونت وماتيوس كونيا. وستضطر خطط كل منهما إلى إعادة الترتيب من جديد.
وأنفق يونايتد نحو 250 مليون جنيه استرليني (338.92 مليون دولار) عام 2025، جالباً سبعة لاعبين. بينما أنفق سيتي ما يقارب 350 مليوناً (474.49 مليون دولار)، متعاقداً مع 12 لاعباً، لذا فهما يعيدان تشكيل الفريقين تحت إشراف حلفاء لهم خلفية في مجال التصميم الداخلي، أو بالأحرى زوجاتهم.
صداقة أموريم وهوغو فيانا
كان أموريم وهوغو فيانا زميلين كلاعبين، ثم كمدرب ومدير كرة قدم في سبورتنغ لشبونة. وزوجتاهما قريبتان لدرجة أنهما تديران معاً شركة للتصميم الداخلي. إنهما يتجاوزان الانقسام في مانشستر ليبقيا على قربهما. وقال أموريم، "لدينا وظائف مختلفة، ولدينا أندية مختلفة. نتناول العشاء معاً طوال الوقت. لا نتحدث عن كرة القدم. أنا أحمر، وهو أزرق. لكننا أصدقاء مقربون جداً، جداً. ولن يتغير ذلك".
وكان من الممكن أن يكون أموريم أزرق هو الآخر، فعندما تعاقد سيتي مع فيانا، افترض كثرٌ أنه سيكون مدربهم المقبل. وقد يكون ذلك منح يونايتد شعوراً أكبر بالإلحاح في مساعيه وراء المدرب البرتغالي. وحتى الآن، حقق أموريم نتائج أفضل بوجود فيانا وهو يبني تشكيلته، مقارنة بوسطاء السلطة المتعددين في يونايتد. ومع ذلك، يبدو مدرب يونايتد واثقاً في الأقل من أن معرفة صديقه بأفكاره وأساليبه لن تؤثر في ديربي الأحد. وقال، "ليس لها أي تأثير".
نجاحات أموريم في ملعب الاتحاد
ومع ذلك، فإن أفضل نتيجة له في الدوري الإنجليزي الممتاز جاءت في ملعب الاتحاد، بانتصار (2 - 1) في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، بعد خطأ من ماتيوس نونيز، اللاعب السابق تحت إشراف أموريم وفيانا في سبورتنغ، مما أتاح لأماد ديالو أن يقود هجمة متأخرة ناجحة.
وإذا لم يكن ذلك الفوز مقنعاً تماماً، فإنه لم يكن أيضاً بداية لانطلاقة مع يونايتد بقيادة أموريم. فقد خسر الفريق على الفور مبارياته الأربع التالية في جميع البطولات، ثم ستاً من أصل تسع مباريات تالية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
الآن يقترب أموريم من رحلته الثانية إلى ملعب الاتحاد مع يونايتد في ظل نتائج متباينة بصورة واضحة، إذ شكل الخروج من كأس "كاراباو" أمام غريمسبي أدنى نقطة في مسيرته، لكنه مع ذلك يحمل قناعة بأن فريقه المعاد تشكيله تحسن منذ ذلك الحين.
وقال "أعتقد بأننا فريق أفضل. في أي جانب، إذا نظرت إلى البيانات، نحن فريق مختلف. نحن مستعدون لخوض المباراة. لكن علينا أن نظهر ذلك على أرض الملعب". وكان ذلك اعترافاً بأن الكلمات وحدها لا تكفي، ولا حتى الإحصاءات المبهرة، على رغم أن يونايتد سدد أكبر عدد من التسديدات خلال الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
واعتادوا تصدر جداول أكثر مكانة، ومع ذلك، فإن التهديد يتضاءل ربما بغياب كونيا وماونت، مما يترك أموريم أمام قرارات مثل هل يشرك برونو فيرنانديز أو أماد أو كليهما معاً في الخط الأمامي الثلاثي للمرة الأولى خلال الدوري منذ أن أنفق 200 مليون جنيه استرليني (271.14 مليون دولار) على مهاجمين آخرين، وهل يمنح بينجامين سيسكو أول مشاركة له ضمن الدوري الممتاز أساسياً.
الخوف من كسر تقليد يونايتد التاريخي
وهناك عنصر آخر يتعلق بالاختيارات، فبعد بيع أليخاندرو غارناتشو وإعارة ماركوس راشفورد ورغبة كوبي ماينو في اللحاق به، تبدو سلسلة مانشستر يونايتد المتواصلة بإشراك لاعب من الأكاديمية في كل قائمة مباراة التي تعود لعام 1937، مهددة خلال عهد أموريم.
وقال "لا أريد أن أكون الرجل الذي كسر ذلك الرقم القياسي. إذا نظرت إلى تاريخ مانشستر يونايتد، ستجد أنه بني على لاعبين نشأوا هنا وبقوا هنا لفترة طويلة. أعتقد بأن ذلك يجب أن يكون هدفنا في المستقبل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهناك هدف آخر أيضاً بطابع محلي، فلم ينهِ يونايتد موسماً كأفضل فريق في مانشستر منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون. كما أنهم لم ينهوا موسماً بفارق 12 مركزاً خلف سيتي حتى الموسم الماضي. ومع ذلك، أظهرت نتائج أموريم أن مشكلاته كانت أقل مع سيتي وليفربول وأرسنال، وأكثر مع الطيف الواسع من أندية منتصف الجدول المدججة بالمال.
ويمكنهم أن يظهروا روح التحدي وهم في موقع الطرف الأضعف. وقال أموريم "سنكون مستعدين أمام فريق جيد جداً، جداً". لكن المهمة على المدى الطويل تظل أن يجعل يونايتد فريقاً جيداً جداً من جديد.
© The Independent