Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا راهن مانشستر يونايتد على الموهبة الخام لحارسه الجديد سيني لامنس؟

استثمر "الشياطين الحمر" في الوعد الكبير للبلجيكي البالغ من العمر 23 سنة وتلوح في الأفق إشارات تذكر بدافيد دي خيا

حارس المرمى البلجيكي سيني لامنس المنضم إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي من رويال أنتويرب (رويترز)

ملخص

بصفقة مثيرة في الساعات الأخيرة من "يوم الإغلاق"، انضم سيني لامنس إلى مانشستر يونايتد مقابل 18 مليون جنيه استرليني، كحارس واعد يتفوق إحصائياً على أبرز الأسماء، مما يعكس مخاطرة محسوبة تحمل وعوداً كبيرة بمكاسب مستقبلية.

سافر سيني لامنس صباح الإثنين الماضي إلى ملعب "بوسويل" التابع لنادي رويال أنتويرب البلجيكي، فجمع بعض متعلقاته على عجل، وتوجه إلى مطار أنتويرب الدولي من دون أن يودع زملاءه في الفريق. حطت طائرته في مانشستر عند منتصف النهار، ثم نقل بسرعة إلى مجمع تدريب مانشستر يونايتد في "كارينغتون" لإتمام صفقة انتقاله البالغة 18 مليون جنيه استرليني (24.22 مليون دولار).

تألق لامنس في بلجيكا وراء صفقة يونايتد

كان لامنس قد جذب الأنظار في نادي "أولد ترافورد" وفي أنحاء أوروبا منذ عدة أشهر، بعد أن قلب نماذج "الأهداف المتوقعة" رأساً على عقب خلال موسم أول استثنائي له مع أنتويرب في الدوري البلجيكي. وقد تم إعفاؤه من مهامه مع النادي خلال الأسبوعين الماضيين مع تقدم سير الصفقة. ومع ذلك، اضطر حارس المرمى البالغ من العمر 23 سنة للانتظار حتى الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية، بينما كان مانشستر يونايتد يدرس خيار التعاقد مع حارس مرمى أستون فيلا إيميليانو مارتينيز، فتحولت الصفقة إلى واحدة من تلك التعاقدات المحمومة في يوم الإغلاق.

كان مارتينيز هو الخيار الآمن الذي أراده المدرب روبن أموريم، فهو حارس متمرس في الدوري الإنجليزي الممتاز وبطل كأس العالم، ويتمتع بالنزعة الحادة التي افتقدها يونايتد في السنوات الأخيرة. لكن في نهاية المطاف، شكلت مطالبه المالية وسعره الذي حدده فيلا عقبة كبيرة، ما كان يستلزم الاستغناء عن أندريه أونانا. وقد حاول يونايتد التخلص من أونانا بإرساله إلى تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن الصفقة لم تتم.

هل يصبح لامنس خليفة دي خيا في مانشستر يونايتد؟

ومع ذلك، فإن لامنس يمثل نوعية التعاقدات التي قد تثمر مكاسب أكبر بكثير من تلك المتوقعة من مارتينيز البالغ من العمر 32 سنة، إذا ما تمكن من تحقيق المنتظر من إمكاناته.

وتخطر على البال صورة دافيد دي خيا الشاب، الذي انضم إلى يونايتد في سن الـ20 وهو لا يزال موهبة خام، قبل أن يتحول إلى واحد من أفضل حراس المرمى في العالم. وعلى رغم أن المقارنة كبيرة، إلا أن هناك شيئاً من دي خيا في لامنس، كالقامة الطويلة والقدرة المذهلة على التصدي للكرات باستخدام القدمين.

قضاء فترة بعد الظهر في مشاهدة مقاطع فيديو عن لامنس– حتى لا تضطر أنت لذلك- هذا هو السبب وراء تعاقد مانشستر يونايتد مع سيني لامنس. كان تجربة مشوقة، وكشف عن حارس مرمى رياضي يبدو وكأنه يغطي كل زاوية من مرماه في الوقت نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعض تصدياته الأرضية كانت لافتة للنظر على وجه الخصوص، إذ كان يغير اتجاه وزنه بسرعة قبل أن يمد قفازه ويوقف الكرة بثبات، كما لو أنه يلتقطها بلسان برص.

ويعد تيبو كورتوا مقارنة أخرى واضحة، وقد يخلفه لامنس في نهاية المطاف كحارس بلجيكا الأول، على رغم وجود منافسة قوية على هذا الدور. ولم يتم استدعاؤه إلى القائمة الأخيرة للمنتخب الوطني وسط ضوضاء انتقاله، حيث فضل المدرب رودي غارسيا استدعاء حارس مرمى ستراسبورغ، مايك بيندرز، البالغ من العمر 20 سنة.

الأرقام المذهلة التي جذبت مانشستر يونايتد

ومع ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن لامنس يعد موهبة استثنائية بالفعل. فقد واجه في دوري الموسم الماضي تسديدات تساوي في مجموعها 45 هدفاً متوقعاً، لكنه لم يدخل مرماه سوى 32 هدفاً فقط، ما يعني أنه منع 13 هدفاً كان متوقعاً. وبصيغة أخرى، تصدى لعدد أكبر بمعدل 0.5 هدف لكل مباراة مقارنة بمتوسط الحراس، وهو مستوى من الإضافة لم يحققه أي حارس مرمى في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.

تفوق سيني لامنس على جميع حراس المرمى في الدوريات الأوروبية الكبرى خلال الموسم الماضي، حيث تصدى لـ81 في المئة من التسديدات، وبلغ متوسط الأهداف التي استقبلها أقل بـ0.5 هدف في المباراة الواحدة مقارنة بما كان متوقعاً

لم يكن تألق لامنس مقتصراً على قدرته في التصدي للتسديدات فقط. فعند انضمام دي خيا في 2011، واجه مشكلة في التكيف مع الجانب البدني القوي في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث عانى أمام الكرات العرضية والركلات الثابتة. أما لامنس، فيبدو أكثر صلابة، ولا يتوقع أن يواجه المشكلة نفسها، إذ تصدى لعدد من الكرات العرضية أكثر من أي حارس آخر في الدوري البلجيكي الموسم الماضي. فعندما يختار الخصوم اللعب الهوائي، يغلق لامنس المجال الجوي تماماً.

كما يتميز بالهدوء والدقة في التعامل مع الكرة عند قدميه، ويملك رباطة جأش تمكنه من إيصال التمريرة الصحيحة حتى تحت ضغط مهاجم منطلق نحوه. ولعل أكثر ما يثير الإعجاب في لامنس هو سجله في ركلات الجزاء، فقد واجه ست ركلات جزاء في الدوري الموسم الماضي، ونجح في التصدي لأربع منها. كم عدد حراس المرمى الذين يمتلكون سجلاً إيجابياً في ركلات الجزاء؟

لم تكن هذه التصديات سهلة، بل قفزات كاملة في الاتجاهين. وكدليل إضافي، واجه ركلة جزاء هذا الموسم أيضاً، وتصدى لها.

كان سجل لامنس في ركلات الجزاء استثنائياً خلال الموسم الماضي، حيث تصدى لأربع من أصل ست ركلات واجهها، في حين حصل حارس سانت إيتيان غوتييه لارسونور على نصيبه الوافر من التدريب عليها

من الواضح أن هناك قدراً من المخاطرة في هذه الصفقة. إذ لم يخض لامنس سوى موسمٍ واحد كامل في كرة القدم الاحترافية، ولا يملك أي خبرة دولية، وشارك بالكاد في المباريات الأوروبية للأندية.

ما يتعاقد عليه مانشستر يونايتد هنا هو أرقام على رسم بياني وتصديات على "يوتيوب"، لا ميداليات ولا بطولات، ولا يوجد أي ضمان بأنه سيكون أفضل من الثنائي كثيري الأخطاء أونانا وألتاي بايندير.

هذه هي طبيعة سوق الانتقالات اليوم، حيث أصبح التنافس شديداً بشكل مفرط وغير صحي، لدرجة أن ظهيراً يقدم بعض المباريات الجيدة في الدوري السويدي الممتاز قد يطلق صافرات الإنذار في أقسام التعاقدات بجميع أنحاء أوروبا.

متى يحرس لامنس مرمى مانشستر يونايتد؟

من الواضح أن لجنة التعاقدات في مانشستر يونايتد، برئاسة جيسون ويلكوكس، تبدي ثقة كبيرة في هذه الصفقة. قد يعود أونانا لحراسة المرمى بدلاً من بايندير بعد انتهاء فترة التوقف الدولي، بعد تعافيه من إصابة في عضلة الفخذ الخلفية، لكن لامنس سيحصل قريباً على فرصته للمنافسة على مركز الحارس الأساسي، لا سيما عند رحيل أونانا للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية في ديسمبر (كانون الأول)، وربما قبل ذلك.

وفي اليوم ذاته من فترة الإغلاق الذي شهد بيع أنتوني ورسموس هويلوند بخسائر كبيرة، جاءت صفقة لامنس كخطوة أكثر حكمة في التعامل مع سوق الانتقالات.

أموريم بحاجة إلى نتائج فورية، لا إلى استثمارات طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن هذه الصفقة تحمل إمكانات هائلة في حال نجاحها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة