Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيتي يفعل وأرسنال يفكر... نظرة على سيكولوجية سباق لقب الدوري الإنجليزي

تتناول أحدث نشرات "في كرة القدم" الإخبارية لميغيل ديلاني القلق المتسلل إلى "المدفعجية" مع عودة "السيتيزينس" إلى إيقاعه المألوف

ميكيل أرتيتا المدير الفني لنادي أرسنال الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

يكشف سباق الدوري الإنجليزي عن تحول ذهني حاسم، حيث يتراجع اطمئنان أرسنال على رغم الصدارة، مقابل صعود مانشستر سيتي بثبات عملي، بينما يلوح أستون فيلا بطموح مفاجئ وسط اختبارات الأعصاب.

على رغم مشاهد الاحتفال في الملعب، وبقاء أرسنال في صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي، لم تحمل غرفة ملابس الفريق أي شعور قريب من الإحساس بالنصر عقب الفوز المتأخر (2 - 1) على ولفرهامبتون واندررز.

كان يمكن للمرء أن يظن أن المتصدرين قد خسروا. وقال أرتيتا لوسائل الإعلام إن الأداء كان أدنى بكثير من المعايير المطلوبة، لكنه كان قد قال ذلك للاعبين بلهجة أشد قسوة.

ويمكن تفهم هذا القلق، إذ بات لدى أرسنال ما يدعو إلى القلق الآن. فقد تراجعت عروضهم فجأة - وبشكل واضح - في الوقت الذي عاد فيه مانشستر سيتي إلى مستواه المتسلط.

سيتي يعود بأسلوبه المعتاد وزخم متصاعد

قد يكون غوارديولا يلعب بأسلوب جديد، لكن الفوز (3 - 0) على كريستال بالاس حمل طابع سيتي القديم. إذ كان الفريق يُبقي المنافس تحت السيطرة باستمرار، ويبدو دائماً بعيد المنال. صحيح أن فريق المدرب أوليفر غلاسنر تسبب لغوارديولا ببعض المتاعب، لكن ذلك يصبح أقل أهمية عندما يستغل إيرلينغ هالاند فرصه التهديفية ببساطة.

وأحد التطورات الجديدة المقلقة للجميع هو أن فيل فودين بات يسجل إلى جانب النرويجي، بعدما أضاف سيتي أخيراً المزيد من الأهداف من زوايا أخرى.

وعقب الفوز الأكثر إقناعاً على ريال مدريد، يتعزز الإحساس بأن فريق غوارديولا يسير على الطريق الصحيح، ويبني زخماً متصاعداً.

الحسابات النفسية وأهمية حاجز التسعين نقطة

وفي هذا السياق، لم يكن من قبيل المصادفة أن يتحدث أرتيتا عن الحاجة إلى حصد 90 نقطة عشية مواجهة ولفز. وهو رصيد يزيد بنقطة واحدة على الـ89 نقطة التي جمعها أرسنال في موسم (2023 - 2024)، عندما خسر اللقب بفارق ضئيل أمام سيتي. ومن الصعب تجاهل شعور بأن أرتيتا يهيئ نفسه الآن لتحدٍ مشابه، وأنه يحتاج إلى ضمان دخول فريقه في الحالة الذهنية الصحيحة.

وهذا تحديداً ما يجعل سيتي لافتاً إلى هذا الحد، ولماذا يمكن الإحساس بتحول في سباق اللقب مع بلوغنا العلامة النفسية لفترة أعياد الميلاد.

سيتي يفعل الأمور ببساطة. أما أرسنال فيبدو وكأنه يفكر كثيراً في ما يفعل. ذلك القلق الذي يحيط بالفريق في لحظات معينة عاد بقوة، وكان ملموساً بوضوح في نهاية مباراة ولفز.

الارتباك الدفاعي ودور الإصابات في تراجع أداء أرسنال

ما يثير القلق أكثر هو أن ذلك توازى مع الخسارة أمام أستون فيلا. فبالنسبة لفريق بدا الأفضل في أوروبا قبل أسبوعين فقط، عندما اكتسح بايرن ميونيخ، كان أرسنال متوتراً على نحو غير معتاد وهو يتراجع إلى داخل منطقته في الدقائق الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصادر داخل النادي تؤكد أن جزءاً كبيراً من ذلك يعود إلى تعطل شراكة ويليام ساليبا وغابرييل موقتاً بسبب الإصابة. هذا الثنائي يسمح للفريق باللعب على خط دفاع متقدم، لأنهما يعرفان تماماً كيف تتحرك المنظومة، كما يمنحانها قدراً كبيراً من الطمأنينة.

قد يستعيد أرسنال بسهولة حيويته الأخيرة عندما يعود هذا الخط الخلفي في مباراة الـ27 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري أمام برايتون، لكن لا تزال أمامه اختبارات أخرى.

الهدوء الذهني لغوارديولا مقابل انفعال أرتيتا

وفوق كل شيء، قد يكون الأسبوع المقبل اختباراً للأعصاب. ومع أن قلق الجماهير بدا في بعض الأحيان وكأنه أثّر في أداء أرسنال، فإن مدربين آخرين في الدوري الإنجليزي يتساءلون أيضاً عن دور المدرب في هذا الجانب. إذ يرون أن أرتيتا قد يكون عاطفياً أكثر من اللازم على الخط الجانبي.

وعلى النقيض من مدرب أرسنال، فإن غوارديولا، وحتى من طبيعته الانفعالية في الموسم الماضي، يبدو الآن هادئاً إلى حد كبير. كأنه يستمتع حقاً بما يفعله. بل إنه كان يضحك بعد أن استقبل فريقه أربعة أهداف أمام فولهام، على رغم أن هذا المزاج كان مدعوماً إلى حد كبير بتسجيل فريقه خمسة أهداف.

تلك المباراة أظهرت أن هناك لا يزال قدراً من الهشاشة لدى سيتي يمكن استغلاله.

ثم هناك المتغير الكبير المحتمل المتمثل في التهم الموجهة إلى النادي. لكننا نتحدث عن ذلك منذ فترة طويلة، من دون أي مؤشر على موعد الحسم، إلى درجة أنه بات يبدو وكأن لا شيء يُقال حتى يحدث الأمر فعلاً.

وقد يكون ذلك في الموسم المقبل، بالنظر إلى سير الأمور. فسيتي يصر على براءته، وكغيره، ليس أمامه سوى المضي قدماً.

وهذا بحد ذاته عامل مهم بطريقة مختلفة. فأحد أكبر التحديات في الفوز باللقب هو الوصول إلى مرحلة يصبح فيها الفوز المتكرر أمراً عملياً بحتاً. ليس روتينياً، إذ تحتاج الفرق دائماً إلى تركيز إضافي، لكنه يبدو وكأنه نتيجة طبيعية مستمرة للعمل الجيد. لكن فوز أرسنال على ولفز لم يكن كذلك. بل على العكس تماماً. لقد أفلتوا من مأزق محقق.

أستون فيلا… طموح مشروع أم اندفاعة موقتة؟

من خلفهما بثلاث نقاط فقط يأتي أستون فيلا. وقد بدا تحقيق رقم قياسي للنادي في الدوري الإنجليزي بستة انتصارات متتالية أكثر بكثير من مجرد أداء عملي. فكأن هناك اندفاعة تسري في الفريق، تتجلى بأوضح صورها في أولي واتكينز والمميز مورغان روجرز. وبدأ بالفعل حديث نشط عن تحدٍ على اللقب.

لكن ذلك لا يزال يبدو كذلك تماماً - حديثاً متحمساً. ففريق فيلا وواتكينز يعيشان إحدى تلك الفترات التي يسير فيها كل شيء على ما يرام - وليس أقلها لمسة روجرز أمام وست هام يونايتد.

مثل هذه الفترات يصعب الحفاظ عليها في كل الأحوال، لكنها ستكون أصعب على نحو خاص مع فريق يملك تشكيلة محدودة ويشارك في المنافسات الأوروبية.

هذا لا يعني بالطبع أن فيلا لا يستطيع فعل ذلك، فهم بالفعل يتجاوزون التوقعات بشكل كبير، لكنها مهمة شاقة.

وحين تنتهي هذه الاندفاعة، سيكون عليهم هم أيضاً الدخول في تلك العقلية العملية. هذا ما يميز حقاً سباقات اللقب عندما تقترب من الحسم. فالأمر يتعلق بتجاوز المرحلة. هذا ما بدأ أرتيتا يدركه الآن. وهذا ما يعرفه غوارديولا بالفعل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة