Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حزب الله" يرفض قرار الحكومة اللبنانية تجريده من سلاحه

قال إنه جاء "نتيجة إملاءات المبعوث الأميركي ويحقق مصلحة إسرائيل بالكامل" بينما أشاد خصومه بـ"خطوة تاريخية"

مناصرون لـ"حزب الله" يتظاهرون أمام السفارة الإيرانية في بئر حسن، إحدى ضواحي بيروت، احتفالاً بوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، الـ25 من يونيو 2025 (أ ف ب)

ملخص

ينزع القرار الحكومي غير المسبوق الشرعية السياسية عن سلاح "حزب الله"، الذي شكل قبل حربه الأخيرة مع إسرائيل القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذاً في البلاد، وحظي بدعم من دمشق وطهران، وكثيراً ما شكلت مسألة نزع سلاحه قضية شائكة في لبنان منذ عقود، وتسببت بأزمات سياسية متتالية وعمقت الانقسامات الطائفية والسياسية.

أعلن "حزب الله" أمس الأربعاء أنه سيتعامل مع قرار الحكومة اللبنانية تجريده من سلاحه "كأنه غير موجود"، متهماً إياها بارتكاب "خطيئة كبرى"، وذلك غداة تكليفها الجيش وضع خطة لنزع سلاحه قبل نهاية العام، في خطوة وصفها خصومه بـ"التاريخية".

وعلى وقع ضغوط أميركية وخشية من توسيع إسرائيل ضرباتها على لبنان، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أول من أمس الثلاثاء "تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي بيد الجهات المحددة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها"، على أن يجري "عرضها على مجلس الوزراء قبل الـ31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها".

"حزب الله": حكومة سلام ترتكب "جريمة كبرى"

واتهم "حزب الله" حكومة سلام بأنها ارتكبت "خطيئة كبرى في اتخاذ قرار يجرد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي"، معتبراً في بيان أن "ما قررته الحكومة هو جزء من استراتيجية الاستسلام، وإسقاط صريح لمقومات سيادة لبنان".

وأضاف أن "هذا القرار يسقط سيادة لبنان، ويطلق يد إسرائيل للعبث بأمنه وجغرافيته وسياسته ومستقبل وجوده، وبالتالي سنتعامل مع هذا القرار كأنه غير موجود".

وأدرجت الحكومة الثلاثاء قرارها في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية، وأنهى الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني)، ونص على حصر حمل السلاح بالأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية الشرعية.

إسرائيل تواصل ضرباتها على مناطق لبنانية

لكن على رغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً الجنوب والبقاع، وتبقي قواتها في خمسة مواقع لبنانية قرب حدودها.

وشنت إسرائيل ليل الأربعاء سلسلة غارات على جنوب لبنان أوقعت قتيلاً وعدداً من الجرحى، وفق السلطات اللبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه هاجم أهدافاً لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، "من بينها مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية تابعة للحزب، التي استخدمها لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية في المنطقة".

نزع القرار الشرعية السياسية عن سلاح "حزب الله"

ينزع القرار الحكومي غير المسبوق الشرعية السياسية عن سلاح "حزب الله"، الذي شكل قبل حربه الأخيرة مع إسرائيل القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذاً في البلاد، وحظي بدعم من دمشق وطهران، وكثيراً ما شكلت مسألة نزع سلاحه قضية شائكة في لبنان منذ عقود، وتسببت بأزمات سياسية متتالية وعمقت الانقسامات الطائفية والسياسية.

وقبل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، كان الحزب قادراً على فرض القرارات الحكومية الكبرى أو تعطيل العمل الحكومي، لكن التنظيم المدعوم من طهران خرج منهكاً من مواجهة مفتوحة خاضها العام الماضي مع إسرائيل، وقتل خلالها عدد كبير من قادته ودمر جزء كبير من ترسانته، وانعكس ذلك أيضاً تراجعاً لنفوذه في لبنان حيث كان يحتكر القرار السياسي إلى حد بعيد منذ سنوات.

يعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم الخميس جلسة لاستكمال النقاش في "الورقة التي تقدم بها الجانب الأميركي"، وفق ما أعلن سلام، في إشارة إلى مذكرة حملها المبعوث الأميركي توم باراك إلى لبنان، وتتضمن جدولاً زمنياً لنزع سلاح "حزب الله".

"حزب الله": القرار يحقق مصلحة إسرائيل بالكامل

في بيانه الأربعاء، قال "حزب الله" إن قرار تجريده من سلاحه جاء "نتيجة إملاءات المبعوث الأميركي"، معتبراً أن هذا القرار "يحقق مصلحة إسرائيل بالكامل، ويجعل لبنان مكشوفاً أمام العدو الإسرائيلي من دون أي ردع".

وانسحب وزير الصحة راكان ناصر الدين المحسوب على "حزب الله"، ووزيرة البيئة تمارا الزين المحسوبة على حركة أمل، حليفة الحزب، من جلسة الحكومة الثلاثاء، في خطوة قال الحزب إنها "تعبير عن الرفض" لقرار الحكومة، و"لقرار إخضاع لبنان للوصاية الأميركية والاحتلال الإسرائيلي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجدد "حزب الله" التمسك بوقف إسرائيل ضرباتها على لبنان، قبل أي نقاش في مصير سلاحه في إطار استراتيجية دفاعية.

وقال الحزب "نحن منفتحون على الحوار، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وتحرير أرضه والإفراج عن الأسرى، والعمل لبناء الدولة، وإعمار ما تهدم بفعل العدوان الغاشم، ومستعدون لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني ولكن ليس على وقع العدوان".

ويتهم "حزب الله" إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار، في حين تقول تل أبيب إنها تستهدف بنى تحتية للحزب ومستودعات أسلحة وقياديين ناشطين ضدها، وتتوعد بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان ما لم تنجح السلطات في نزع سلاح الحزب.

وقرار الحكومة غير مسبوق منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في البلاد (1975- 1990)، وسلمت بموجبه الميليشيات التي شاركت في الحرب أسلحتها إلى الدولة، باستثناء "حزب الله" الذي احتفظ بسلاحه بغرض "مواجهة إسرائيل".

خصوم "حزب الله" يشيدون بالقرار

في المقابل أشاد خصوم "حزب الله" بقرار الحكومة، وقال حزب القوات اللبنانية، الذي يقوده الزعيم المسيحي سمير جعجع في بيان الأربعاء، إن "القرار التاريخي الذي اتخذه مجلس الوزراء أمس، وجب اتخاذه منذ 35 عاماً"، عندما انتهت الحرب الأهلية.

واعتبر حزب الكتائب اللبنانية، المناوئ لـ"حزب الله"، أن قرار الحكومة "تاريخي يضع لبنان على سكة استعادة السيادة، والدولة على طريق استعادة قرارها الحر".

وحذر من "أية محاولة للتعاطي مع القرار بسلبية أو التمادي في منطق الترهيب والاستقواء، وهو زمن ولى ولن يسمح بعودته تحت أية ذريعة".

وأكد حزب التيار الوطني الحر، الحليف المسيحي السابق لـ"حزب الله"، تمسكه "بحصر السلاح بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وحصر إمرة استعماله بالدولة، على أن يتسلم الجيش أسلحة المقاومة لتعزيز قوة لبنان الدفاعية".

في المقابل، انتقدت حركة أمل، التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري، قرار الحكومة التي "تستعجل تقديم مزيد من التنازلات المجانية للعدو الإسرائيلي"، معتبرة أنه "كان أولى أن تسخر جهودها لتثبيت وقف النار أولاً ووضع حد لآلة القتل الإسرائيلية".

ورأت أمل في جلسة الحكومة المقررة الخميس "فرصة للتصحيح، وعودة للتضامن اللبناني كما كان".

إيران: القرار سيعود في نهاية المطاف لـ"حزب الله"

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء في مقابلة متلفزة إن أي قرار في ما يتصل بخطة تجريد التنظيم المدعوم من طهران من سلاحه "سيعود في نهاية المطاف لحزب الله".

وتابع عراقجي "نحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخل في قراراته"، لافتاً إلى أن الحزب "أعاد بناء" قدراته بعد النكسات التي تعرض لها في الحرب مع إسرائيل العام الماضي.

المزيد من متابعات