Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يدمر طائرة إماراتية تحمل "مرتزقة كولومبيين"

البرهان يتعهد بـ"تطهير دارفور" واشتباكات عنيفة مع "الدعم السريع" في المحورين الجنوبي الغربي والشمالي للفاشر

لاجئون سودانيون يتجمعون أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة الليبية طرابلس، في 5 أغسطس الحالي (أ ب)

ملخص

شدد القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان على أن "نهاية الحرب لن تكون إلا بالقضاء على التمرد، وإنهاء العدوان الغاشم على البلاد".

دمرت القوات الجوية السودانية "طائرة إماراتية تحمل مرتزقة كولومبيين" أثناء هبوطها في مطار تسيطر عليه قوات "الدعم السريع"، وفق ما أورد التلفزيون الحكومي السوداني وأكده مصدر عسكري اليوم الأربعاء.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن الطائرة العسكرية الإماراتية "تعرضت للقصف ودمرت بالكامل" في مطار نيالا بدارفور الذي شهد أخيراً غارات جوية متكررة للجيش السوداني في خضم حربه ضد قوات "الدعم السريع" منذ أبريل (نيسان) عام 2023.

ولم يعلق الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان ولا قوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو على الواقعة. كذلك، لم يصدر أي رد فعل من الإمارات حتى الآن.

ودأب الجيش السوداني على اتهام الإمارات بتزويد "الدعم السريع" بأسلحة، خصوصاً بمسيّرات عبر مطار نيالا. لكن أبو ظبي نفت بشدة هذا الأمر على رغم تقارير عدة لخبراء في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أكدت هذه المعلومات.

وأظهرت صور نشرها معهد الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة "ييل" مسيّرات عدة بعيدة المدى صينية الصنع تنتشر في مطار المدينة.

وأول من أمس الإثنين، اتهمت الحكومة السودانية المتحالفة مع الجيش الإمارات بتجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال إلى جانب قوات "الدعم السريع"، مؤكدة أن لديها وثائق تثبت ذلك.

ويعود أول التقارير التي تحدثت عن وجود مقاتلين كولومبيين في دارفور لنهاية عام 2024، وأكدها خبراء في الأمم المتحدة.

وهذا الأسبوع، أفادت القوات المشتركة، وهي تحالف مسلح في دارفور موالٍ للجيش، بوجود أكثر من 80 من المرتزقة الكولومبيين يقاتلون مع "الدعم السريع" في مدينة الفاشر، آخر عواصم ولايات دافور التي لا يزال يسيطر الجيش عليها.

ولفتت القوات المشتركة إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء المرتزقة قتلوا خلال عمليات لمسيّرات وقصف مدفعي شهده الهجوم الأخير لـ"الدعم السريع".

بدوره نشر الجيش السوداني مقاطع مصورة قال إنها تظهر "مرتزقة أجانب يشتبه في أنهم كولومبيون". وتعذّر على وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من صحة هذه المقاطع بصورة مستقلة.

وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، أورد السودان أن وزارة الخارجية الكولومبية أبدت أسفها حيال "مشاركة بعض مواطنيها في الحرب".

وسبق أن شارك مرتزقة كولومبيون، غالباً ما يكونون جنوداً سابقين، في نزاعات عدة في أنحاء العالم، وقامت الإمارات بتجنيدهم لتنفيذ عمليات في اليمن والخليج.

تطهير دارفور

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان أن قواته لن تلقي السلاح حتى القضاء التام على آخر متمرد في دارفور، وتطهير كل شبر من أراضي الإقليم.
وتعهد البرهان، خلال تفقده قرية ود النورة بولاية الجزيرة، بعدم التفريط في دماء الضحايا الذين سقطوا نتيجة انتهاكات قوات "الدعم السريع"، كما توعد بمحاسبة كل من تورط في الجرائم التي طاولت مواطني الجزيرة بوسط السودان. وشدد البرهان على أن "نهاية الحرب لن تكون إلا بالقضاء على التمرد، وإنهاء العدوان الغاشم على البلاد"، لافتاً إلى أن "العدالة قادمة ولا تسقط بالتقادم"، فضلاً عن أن "المؤسسة العسكرية ملتزمة بحماية المدنيين وفرض هيبة الدولة".
ووجه البرهان تحية خاصة لمواطني الفاشر وكادوقلي والدلنج وبابنوسة، على "صمودهم في وجه التمرد"، مؤكداً أن القوات المسلحة في طريقها للوصول إليهم وحمايتهم.
وشهدت ود النورة مجزرة مروعة في يونيو (حزيران) 2024 على يد "الدعم السريع" عقب اجتياحها ولاية الجزيرة، أسفرت عن مقتل عشرات المواطنين العزل، ونالت الحادثة إدانات واسعة من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
كما أثارت الجريمة غضباً واسعاً في الشارع السوداني، ودفعت المواطنين في ولايات أخرى مثل الجزيرة وسنار والنيل الأبيض إلى حمل السلاح ضد هذه القوات، ضمن موجة استنفار واسعة النطاق للدفاع عن مناطقهم.

غارات جوية للجيش

في الموازاة تمكن الطيران الحربي التابع للجيش أمس الثلاثاء من تأمين مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بشنه غارات جوية مكثفة على تجمعات "الدعم السريع" المتمركزة في المحور الغربي للمدينة، خصوصاً منطقة أبو قعود، أسفرت عن تدمير أكثر من 20 مركبة قتالية بكامل عتادها، ومقتل أكثر من 100 عنصر من تلك القوات، بحسب مصادر عسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات الجوية شملت مناطق بارا بشمال كردفان، وكذلك الخوي وأبو زبد والنهود بولاية غرب كردفان، حيث تتمركز قوات "الدعم السريع" منذ أشهر.
وتأتي هذه الضربات الجوية في ضوء دفع "الدعم السريع" بحشود عسكرية ضخمة للهجوم على مدينة الأبيض التي تضم آلاف النازحين، وكانت "الدعم السريع" دعت في بيان الأحد الماضي سكان الأبيض إلى التزام منازلهم وعدم مغادرتها لأي سبب، والابتعاد من مواقع انتشار الجيش والجهات التي تقاتل إلى جانبه، وذلك حفاظاً على سلامتهم.
وتحاول "الدعم السريع" منذ الأيام الأولى للحرب السيطرة على الأبيض ذات الموقع الاستراتيجي، الرابط بين إقليمي دارفور وولاية النيل الأبيض في أواسط السودان، لكن من دون جدوى في ظل استماتة الجيش في الدفاع عن المدينة.
وتتمركز قوات "الدعم السريع" في مدينة بارا الحيوية وحمرة الشيخ وجبرة الشيخ وغيرها من المواقع المهمة، بينما يسيطر الجيش على مدن رئيسة عدة، منها الأبيض وأم روابة والرهد والسميح.

اشتباكات بالفاشر

في محور دارفور، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع" في المحورين الجنوبي الغربي والشمالي لمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أسفر عن إصابات بالغة وسط المدنيين.

وبحسب شهود، فإن "الدعم السريع" واصل طوال يوم أمس الثلاثاء، قصف مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة وعدد من الأحياء السكنية بمدافع الهاون، بينما رد الجيش بقصف مواقع القوات بالمدفعية الثقيلة. وتعاني الفاشر بسبب الحصار الخانق الذي فرضته "الدعم السريع" منذ أكثر من عام أوضاعاً إنسانية متفاقمة للغاية، إذ يواجه نحو 4 ملايين شخص صعوبات في الحصول على وجبات يومية.

في الأثناء، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر إخلاء معسكر زمزم للنازحين الذي يقع جنوب المدينة بالكامل من سكانه، بعدما أجبرت "الدعم السريع" آلاف المدنيين على مغادرته تحت تهديد السلاح، مما يعد تصعيداً خطراً يهدد حياة المدنيين وينتهك القانون الدولي الإنساني.
وقالت التنسيقية في بيان إن "قوات الدعم السريع حولت معسكر زمزم إلى قاعدة عسكرية متقدمة تستخدم لشن هجمات متكررة بواسطة مرتزقة أجانب على مدينة الفاشر، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين ودمار واسع".
ونوه البيان إلى أن "تحويل معسكرات النزوح إلى ثكنات عسكرية يعد انتهاكاً واضحاً لاتفاقات جنيف والقانون الدولي الإنساني، التي تنص على حماية المدنيين ومخيمات النزوح خلال النزاعات المسلحة.
وتعيش مدينة الفاشر ومناطق واسعة من دارفور أوضاعاً إنسانية وأمنية متدهورة منذ اندلاع المواجهات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في أبريل (نيسان) 2023، إذ تفاقمت الانتهاكات في حق المدنيين، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
ويعد معسكر زمزم الذي سيطرت عليه "الدعم السريع" في أبريل (نيسان) الماضي من أكبر معسكرات النازحين في السودان، وسط أنباء وتقارير عن مقتل مئات المدنيين على يد هذه القوات، بينهم عمال في مجال الإغاثة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اتهام باطل

إلى ذلك أوضحت "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال" بقيادة عبدالعزيز الحلو أن قواتها غير موجودة في الفاشر، لكنها ستصل إليها قريباً بعد الاتفاق على أسس التنسيق والعمل العسكري المشترك في تحالف "تأسيس". وكانت "القوة المشتركة" للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، اتهمت "الحركة الشعبية" بالمشاركة إلى جانب "الدعم السريع" في الهجوم الأخير الذي تعرضت له الفاشر. وذكرت الحركة في بيان أنها "تتشرف بالمشاركة مع أية قوى ثورية تقاتل من أجل تحرير السودان وبنائه على أسس جديدة، لكن ما أثير في هذا الشأن غير صحيح، ولا يعدو أن يكون مجرد أكاذيب مستمرة ومغرضة، ودوافعه معروفة".
وتابع البيان "معلوم أن تحالف ’تأسيس‘ يهدف إلى إعادة الدولة السودانية لمنصة التأسيس لتعريفها وتعريف هويتها ونظام حكمها، ثم إعادة بنائها على أسس جديدة"، مبيناً أنه "حتى الآن التشاور جار بين مكونات التحالف للاتفاق على أسس التنسيق والعمل العسكري المشترك، وبعدها سيحضر الجيش الشعبي في الفاشر، لكنه الآن غير موجود هناك أصلاً".

صورة قاتمة

إنسانياً، نبه ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في السودان شيلدون يت، إلى الصورة القاتمة لوضع الأطفال في البلاد جراء استمرار الحرب المندلعة لأكثر من 27 شهراً. وقال يت، في مؤتمر صحافي، إن "الأوضاع في السودان تتدهور بسرعة، إذ يموت الأطفال بسبب الجوع والمرض والعنف المباشر، ويحرمون من الخدمات الأساسية التي يمكن أن تنقذ حياتهم".
وبين أن "الوضع في السودان عبارة عن كارثة وشيكة، بل حافة ضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال، ليس بسبب نقص المعرفة أو الأدوات لإنقاذهم، لكن بسبب الفشل في الاستجابة بالسرعة والحجم المطلوبين".
وأوضح أن عدداً من شركاء منظمة "يونيسف" اضطروا إلى تقليص أنشطتهم في الخرطوم ومناطق أخرى في السودان بسبب نقص التمويل، مطالباً بضرورة الوصول إلى المناطق المحرومة من المساعدات مثل الفاشر بشمال دارفور، والدلنج وكادقلي بجنوب كردفان، إذ إن كل يوم يمر من دون الوصول إليها يعرض حياة الأطفال لمزيد من الخطر.
وأشار إلى أنه شاهد خلال زيارته إلى الخرطوم والجزيرة الأسبوع الماضي، الأثر الذي خلفه النزاع في الأطفال والأسر، مبيناً أنه رأى منازل ومباني مدمرة، كما رأى مستودع "يونيسف" في الخرطوم منهوباً ومدمراً. وأكد أنه التقى بأمهات مشين مسافات طويلة جداً بحثاً عن الأمان، وعاملَين صحيين يقدمون الرعاية للمرضى والمصابين بسوء التغذية على رغم الأخطار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات