ملخص
استطلاع جديد يظهر أن نسبة تأييد الأميركيين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تراجعت إلى 32 في المئة، في حين بلغت نسبة الرفض 60 في المئة، مع انقسام كبير على أساس الانتماء الحزبي.
أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة "غالوب" أن نسبة تأييد الأميركيين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تراجعت إلى 32 في المئة، وهو أدنى مستوى يسجل منذ رصد ردود الفعل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، عقب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل.
وزادت نسبة رفض الأميركيين للحرب الإسرائيلية إلى 60 في المئة، مع انقسام كبير على أساس الانتماء الحزبي، إذ لا تتجاوز نسبة التأييد بين الديمقراطيين ثمانية في المئة، فيما يؤيدها 25 في المئة فقط من المستقلين، وهي أرقام أسهمت في انخفاض المعدل العام.
موجة غضب دولي
الاستطلاع أجري بين السابع والـ21 من يوليو (تموز) الجاري، في وقت تتصاعد موجة الغضب الدولي ضد إسرائيل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، إذ حذرت المنظمات الدولية أن غزة على شفا "أسوأ سيناريو" مجاعة.
وكشفت دراسة "غالوب" عن أن "الأميركيين أبدوا تأييداً لإسرائيل في استطلاع أُجري أواخر عام 2023، بعد أسابيع من هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول). لكن منذ ذلك الحين، فاقت نسبة الرفض نسبة التأييد في جميع الاستطلاعات اللاحقة، لتبلغ ذروتها عند 55 في المئة في مارس (آذار) عام 2024، ثم تنخفض إلى 48 في المئة ضمن استطلاعين لاحقين خلال العام.
وإذ يؤيد 71 في المئة من الجمهوريين العمليات الإسرائيلية في غزة، يعد التباين الحزبي الحاد تهديداً لدعم الحزبين التقليدي للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وصرّح السيناتور المستقل أنغوس كينغ، وهو عضو في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أول من أمس الإثنين بأنه سيصوت ضد أي دعم عسكري لإسرائيل في ظل أزمة المجاعة بغزة. كما قدم السيناتور المستقل بيرني ساندرز الجمعة الماضي مشروع قرار مشترك لوقف صفقة أسلحة لإسرائيل.
موقف نتنياهو
ورداً على سؤال هذا الشهر حول تراجع الدعم لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "حريص على الحفاظ على الدعم الكبير الذي حظيت به إسرائيل"، ملقياً باللوم على "حملة ممنهجة لتشويه صورة إسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
كما أظهر الاستطلاع أن غالبية الأميركيين ينظرون إلى نتنياهو نظرة سلبية بنسبة 52 في المئة، وهي أعلى نسبة رفض يسجلها منذ عام 1997. وأوضحت "غالوب" أن "ثلثي الجمهوريين بنسبة 67 في المئة يبدون آراء إيجابية تجاه نتنياهو، مقارنة بـ19 في المئة فقط من المستقلين وتسعة في المئة من الديمقراطيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إسرائيل تخسر اليمين الأميركي
وضمن مقالة في موقع "ذا هيل"، أشار الباحث عبدالله حايك إلى أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل الذي شكّل لعقود حجر الأساس في السياسة الخارجية المحافظة بات يتفكك علناً وبوتيرة متسارعة، فبينما كان الحزب الجمهوري تاريخياً الحليف الأشد ولاءً لإسرائيل، تشير تحولات لافتة في الكونغرس والإعلام اليميني وقاعدة ترمب إلى تبدل في المزاج، من تأييد مطلق إلى تشكك وتململ، بل عداء في بعض الحالات.
وقال حايك إن الجمهوريين لم يكونوا تاريخياً أوفياء لإسرائيل، بل فضلوا العلاقات مع العرب، لكن مع الزمن وبفعل اعتبارات الحرب الباردة وصعود الإنجيليين ومدّ المحافظين الجدد بعد الـ11 من سبتمبر (أيلول)، تحوّل الحزب إلى الشريك الأكثر حماسة لتل أبيب، إلا أن هذه العلاقة تشهد اليوم تصدعات خطرة، حتى في أوساط إدارة ترمب الثانية التي صدمت إسرائيل بفرض رسوم جمركية وانتقادات علنية لطريقة إدارتها للحرب مع إيران، وعدم التنسيق في سوريا، مما أدى إلى توتر علني بين ترمب ونتنياهو.
وأوضح حايك أن الاستطلاعات تشير إلى تصدع العلاقة بين الجمهوريين وإسرائيل، إذ أظهر أحدثها تراجع تعاطف الجمهوريين مع إسرائيل من 78 في المئة إلى 64 في المئة خلال عام واحد وسط حرب غزة. ومع تنامي القناعة بضرورة نهج "أميركا أولاً"، باتت الرسالة إلى إسرائيل أن الدعم لن يستمر بلا شروط، مضيفاً أنه "إذا لم تظهر إسرائيل التزاماً بالاستقرار الإقليمي وإنهاء الحرب وكبح المستوطنين، فإنها مهددة بخسارة حتى أقرب أصدقائها على اليمين الأميركي".