ملخص
انخفض سعر خام النفط القياسي الدولي من 75 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي إلى أقل من 60 دولاراً الأربعاء الماضي
تدرس الحكومة البريطانية إلى جانب شركائها في مجموعة السبع تشديد سقف أسعار صادرات النفط الروسي، في خطوة تهدف إلى إعادة تفعيل فعالية الأداة التي وصفت أخيراً بأنها "عديمة الجدوى"، بعدما تسببت الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في هبوط حاد بأسواق النفط العالمية.
ووفقاً لصحيفة "الغارديان"، يبحث مسؤولو الخزانة البريطانية حالياً مقترحات لخفض سقف سعر النفط الروسي البالغ 60 دولاراً للبرميل، بعدما تراجعت الأسعار العالمية هذا الأسبوع إلى 59.77 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى تسجله منذ أكثر من أربعة أعوام.
وكانت مجموعة السبع فرضت سقفاً على أسعار صادرات النفط الروسي في أواخر عام 2022، حين كانت الأسعار العالمية تتجاوز 100 دولار للبرميل، وذلك بهدف تقييد العائدات النفطية التي يستخدمها الكرملين في تمويل حربه ضد أوكرانيا.
لكن متخصصون حذروا من أن هذه الآلية أصبحت "عديمة الجدوى" في الوقت الراهن، لا سيما في ظل الانخفاض الحاد في الأسعار، وقدرة روسيا على التحايل على القيود وبيع نفطها بأسعار السوق الفعلية عبر أسواق بديلة.
صيغة جديدة لتفعيل سقف الأسعار
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن بريطانيا تتعاون حالياً مع شركائها الدوليين لإيجاد صيغة جديدة لتفعيل سقف الأسعار بما يحقق هدفين متوازيين وهما دعم أوكرانيا في مواجهة آلة الحرب الروسية، ودفع موسكو نحو الانتظام الجاد في مسار السلام، وامتنعت الحكومة البريطانية عن التعليق عند التواصل معها.
وبموجب الآلية الحالية يمنع على دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي شراء النفط الروسي بسعر يفوق 60 دولاراً، كما يحظر تقديم خدمات الشحن والتأمين والوساطة والتمويل التجاري لأي شحنات تباع فوق هذا السعر.
لكن روسيا تمكنت من الالتفاف على القيود من خلال سلسلة من الثغرات، من بينها استخدام "أسطول ظل" من ناقلات النفط القديمة لنقل الشحنات بأسعار السوق المعتادة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعندما فرض السقف للمرة الأولى، كان يطبق على نحو نصف الشحنات البحرية الروسية، وفقاً لتحليل أجرته شركة "أس أند بي غلوبال بلاتس" المتخصصة ببيانات السلع، لكن مع نهاية العام الماضي، أصبحت نحو 80 في المئة من تلك الشحنات تباع خارج نطاق السقف.
وقال الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كلايتون سيغل، للصحيفة، إن "السقف حالياً بلا معنى"، داعياً مجموعة السبع إلى "تشديد الخناق" على الكرملين من خلال خفض السعر إلى ما دون 60 دولاراً.
وأضاف "قد تكون هناك رغبة داخل مجموعة السبع لفعل ذلك من أجل معاقبة موسكو، خصوصاً في ظل غياب المخاوف الحقيقية من نقص في إمدادات السوق النفطية".
تراجعت أسعار النفط "الخُمس" خلال أيام
وقال مدير في معهد الخدمات الملكية المتحدة (RUSI) توم كيتنغ، وهو مركز أبحاث متخصص بالدفاع والأمن "حان الوقت لإعادة النظر في الطريقة بأكملها التي نحاول من خلالها تقييد دخل روسيا من صادرات الطاقة. مهما قيل، لا يبدو أن الأمور تسير كما ينبغي".
وهوت أسعار النفط العالمية بنحو الخمس خلال الأيام الماضية، بعدما أعلن الرئيس الأميركي عن حزمة واسعة من الرسوم الجمركية التي أثارت مخاوف من اندلاع حرب تجارية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، مما سيؤثر بدوره في الطلب على الطاقة.
وانخفض سعر خام النفط القياسي الدولي من نحو 75 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي إلى أقل من 60 دولاراً الأربعاء الماضي، قبل أن يعود للارتفاع فوق 65 دولاراً الخميس بعد إعلان ترمب عن تجميد موقت للرسوم الجمركية 90 يوماً، باستثناء تلك المفروضة على الصين.