Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذين "شرعنوا" ترمب سابقا لن يتمكنوا من وقف ترشيحه الآن

كان كريس كريستي واحداً من أهم مسانديه للترشح في الانتخابات عام 2016. منح ذلك الرئيس المقبل الشرعية في حينه لكن ذلك جعل من كريستي عديم الأهمية في المشهد السياسي الحالي

قام كريستي بتأييد ترشيح دونالد ترمب لانتخابات عام 2016، وكان نادراً ما يبتعد عنه، إلى الدرجة التي اعتقد فيها أنه سيكون مرشحاً لمنصب نائب الرئيس معه، أو مدعياً عاماً في إدارة يقودها ترمب (غيتي)

ملخص

ينظر ناخبو الحزب الجمهوري إلى ترمب اليوم باعتباره زعيماً وممثلاً لحزبهم، وهم سيرفضون أي شخص يقول لهم خلاف ذلك

إن خوض سباق الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية، هو في الغالب مسألة تتعلق بالتوقيت أكثر من أي شيء آخر. عندما ترشح الرئيس الأسبق باراك أوباما، قال له تيد كينيدي، الشخصية الأبرز في عائلة كينيدي، الذي فشل سابقاً في الوصول إلى البيت الأبيض: "أنت لا تختار التوقيت، إنما الوقت هو من يختارك".

ربما كان السباق الرئاسي الأميركي لعام 2012، الفترة الذهبية لـ كريس كريستي. في عام 2009، وبعد فوزه بمنصب الحاكم في ولاية نيوجيرسي ذات التوجه الديمقراطي التقليدي، تحول إلى الشخص المفضل للمحافظين بسبب استعداده لخوض معارك ضد نقابات المعلمين، ومجموعات ديمقراطية أخرى في لحظات لقيت رواجاً كبيراً في أوساط بيئة اليمين المتشدد الأميركي الإعلامية. كان الأمر بمثابة "تحدي الليبراليين"، قبل أن يتحول ذلك إلى أسلوب يحظى بشعبية [في أوساط اليمينيين المحافظين].

لكنه في تلك المرحلة فضل عدم التقدم ليخوض الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب ومنافسة أوباما، قائلاً في 2011، "المرحلة ليست مرحلتي".

في ذلك الوقت، كان قراره ينم عن حكمة. ففي الأسابيع التي سبقت انتخابات 2012، عمل كريستي على مواجهة آثار إعصار ساندي الذي ضرب ولايته، وفيما أغضبت صوره معانقاً الرئيس أوباما المحافظين في الأسابيع التي سبقت قيام الناخبين في الإدلاء بأصواتهم، إلا أن ذلك قاده للفوز في الولاية لفترة جديدة في عام 2013، وبأغلبية كبيرة.

بالطبع، نحن نعلم ما جرى بعد ذلك. إذ كشف أمر قيام أعضاء في فريق كريستي بإغلاق مسارين من أصل ثلاث مسارات على جسر جورج واشنطن [الذي يربط نيوجيرسي بنيويورك. أغلقت هذه المسارات كعمل انتقامي ضد رئيس بلدية فورت لي، الذي رفض تأييد حملة إعادة انتخاب الحاكم كريستي. كان الهدف من إغلاقها معاقبة رئيس البلدية وتعطيل حركة المرور في بلدته]، الذي تسبب بازدحام ضخم للسير، مما أدى إلى تراجع فرص الحاكم في الفوز بالانتخابات الرئاسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دخل كريستي الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016، متأثراً بشدة بسبب هذه الفضيحة. ليتخذ بعدها قراراً بالانسحاب عقب نتائج ضعيفة سجلها في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامبشاير، ولكن ليس قبل أن يقوم بعمليته المدمرة الأخيرة ضد السيناتور ماركو روبيو (الجمهوري الذي يمثل مقعد فلوريدا)، خلال إحدى المناظرات التلفزيونية التي جعل فيها من اعتبر سابقاً الظاهرة المحافظة [روبيو]، يبدو وكأنه درب على الكلام، وأنه شخص لا يمكنه أن يحيد عن التعليقات والمواقف المعدة له سلفاً. 

في الأيام التي تلت ذلك، قام كريستي بإعلانه تأييد ترشيح دونالد ترمب، وكان نادراً ما يبتعد عنه، إلى الدرجة التي اعتقد فيها أنه سيكون مرشحاً لمنصب نائب الرئيس معه، أو مدعياً عاماً في إدارة يقودها ترمب. وهي فكرة كان أيدها صهر الرئيس ترمب جاريد كوشنر. بصرف النظر عن ذلك، كان لمصادقة كريستي على ترشيح الرئيس المقبل الأثر في منح هذا الأخير الشرعية وإعطاء الجمهوريين شيئاً كانوا في أشد الحاجة إليه، وهو الإذن كي يقترعوا لصالح نجم تلفزيون الواقع الذي لم يسبق أن تبوأ منصباً رسمياً من قبل.

حالياً، أعلن كريستي نيته خوض منافسة أخرى طموحة جداً للوصول إلى البيت الأبيض، بوصفه مسؤولاً منتخباً في السابق كان غادر منصبه بشكل مخزي، وباعتبار أنه لم يقم بتبوء أي منصب آخر لسنوات في حزب جمهوري تغير بشكل راديكالي، فإن السيد كريستي من غير المتوقع أن يفوز. لكن معظم المراقبين يرون في عملية الترشح هذه محاولة لمنع ترمب من الفوز بولاية جديدة.

من المستبعد أن يتقبل الجمهوريون رسالته التي تحذر من أخطار فترة رئاسية جديدة لترمب، تماماً كما هو مستبعد جداً أن ينصتوا لأية رسالة توجهها لهم السيناتور الجمهورية السابقة ليز تشيني. [التي قالت في ديسمبر من العام الماضي أن ترمب ’ غير مناسب لاستلام المنصب’].

بالطبع، فإن كثيراً من مرشحي الرئاسة الجمهوريين يواجهون المشكلة نفسها. وكما ذكر ماكاي كوببينز في موقع "أتلانتيك" The Atlantic ، عن قيام نائب الرئيس السابق مايك بنس بمحاولة إقناع الناخبين الإنجيليين المسيحيين لسنوات بأنه يمكنهم أن يدعموا ترمب على رغم من عيوبه. بالطبع، سلوك ترمب لن يكون ذا أهمية طالما أنه يقوم بتنفيذ برنامج سياسي يرغبون فيه من خلال تعيينه القضاة المرغوب فيهم، وهو ما كان فعله عندما قام بتعيين القضاة الذين ساهموا في قلب قانون "رو ضد وايد" Roe v Wade، [الذي شرع الإجهاض]. لكن السيد بنس يجد نفسه حالياً في مأزق لأنه لن يستطيع استخدام ورقة السلوك السليم باعتباره عاملاً يمنحه الأفضلية على ترمب.

والأمر نفسه ينطبق على السيناتور تيم سكوت (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا). الإثنين الماضي، شارك سكوت في برنامج "الرأي" The View  [على قناة ABC الأميركية] وقال إن الناخبين انجذبوا إلى "رسالته الإيجابية والمتفائلة... التي قامت على المبادئ لا على أسس شعبوية". لكن السيد سكوت، الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ طوال فترة رئاسة ترمب، لم يقم بشيء يذكر للتأثير أو التخفيف من خطاب ترمب المثير للانقسام حول سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها خلال رئاسته في ما يخص وصفه لما يحدث في أميركا بالـ"مذبحة" America Carnage [هذه العبارة استخدمها ترمب في خطابه الافتتاحي كرئيس للولايات المتحدة في عام 2017 في إشارة إلى رسمه صورة قاتمة وسلبية للبلاد، مع التركيز على قضايا مثل الجريمة والتدهور الاقتصادي والفساد السياسي، مع وعده بمعالجة هذه المشكلات]. من خلال قيامه بذلك، جعل سكوت مقترعي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية يعتقدون بأن مبادئ الوطنية العنيفة، معاداة المهاجرين، والخطاب العنصري شبه الدائم، هي شكل مقبول من أشكال النهج المحافظ.

أكثر منافسي ترمب الذين يتمتعون بالصدقية، هو حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يجد نفسه في ذات المأزق أيضاً. إذ قدم ديسانتيس نفسه كشخص ليس قادراً فقط على الدفع بأجندة محافظة من دون أن تثقله أية قضايا شخصية، ولكنه شخص يمكنه أن يحقق فوزاً انتخابياً عند القيام بذلك، إذ يتضح هذا من خلال سجله الانتخابي، إذ انتقل من الفوز بفارق ضئيل في السباق الأولي لمنصب الحاكم إلى ضمان فوزه بإعادة الانتخاب بهامش كبير يقارب 20 نقطة.

لكن ديسانتيس كان صور نفسه أيضاً على أنه تابع مخلص لترمب في حملات الانتخابات النصفية التمهيدية لعام 2018، وهو لم يتحد أو يناقض ادعاء ترمب الكاذب بأن انتخابات عام 2020 الرئاسية سرقت منه. إذا كان الناخبون لا يصدقون بأن ترمب خسر السباق، إذاً فإن من شأن ذلك أن يجعل من فكرة أن ترمب هو شخص فاشل وأن السيد ديسانتيس هو شخص رابح مسألة خلافية.  

كل هؤلاء المرشحين الجمهوريين يجدون أنفسهم اليوم في سجن من صنع أياديهم. فمنذ أن أصبح ترمب مرشح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس قبل سبع سنوات، وهم كانوا بمثابة مصدر جذب للمحافظين الذين ربما كانت لديهم تحفظات أو مخاوف بشأن دعم ترمب. لكن حالياً، ينظر ناخبو الحزب الجمهوري إلى ترمب باعتباره زعيماً وممثلاً لحزبهم، وهم سيرفضون أي شخص يقول لهم خلاف ذلك، بمن فيهم أولئك الذين روجوا له ضمن صفوفهم في الأصل، الذين انقضى وقتهم وأصبحوا غير ذي صلة في تشكيل اتجاه الحزب.

© The Independent

المزيد من تحلیل