Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد "مؤامرة الانقلاب" في ألمانيا... ما حجم التهديد الذي تشكله نظريات المؤامرة؟

تشعر أجهزة الأمن الدولية بالقلق بشأن الخليط الذي يجمع ما بين نظريات المؤامرة و"المشاعر المناهضة للحكومات"

تهدف المنظمة الإرهابية إلى الإطاحة بالحكومة الألمانية واستبدالها بدولة جديدة يقودها هاينريش الثالث عشر الذي نصب نفسه أميراً على رويس -غرايتز (أ ب)

قد تبدو مؤامرة انقلابية عنيفة يقودها رجل متقدم في السن يدعي الارستقراطية، أمراً من وحي الخيال، غير أن المخطط المزعوم الذي أزاحت السلطات الألمانية الستار عنه يوم الأربعاء الماضي يحمل في طياته أصداء قوية لأحداث الشغب التي استهدفت مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، التي حفزتها نظرية مؤامرة حينها تفيد بأن الانتخابات الرئاسية قد "سرقت" من دونالد ترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا وقد تم القبض على أكثر من 20 شخصاً من الأعضاء والمؤيدين المزعومين للمؤامرة في عملية شارك فيها ما يزيد على 3000 عنصر من الشرطة الألمانية، في وقت يتواصل فيه التحقيق مع استمرار عمليات البحث والمقابلات.

المدعي الفيدرالي الألماني ذكر بأن المشتبه بهم كانوا شكلوا بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 "منظمة إرهابية محلية"، لم يذكر اسمها، تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الألمانية واستبدالها بدولة جديدة يقودها هاينريش الثالث عشر، 71 سنة، الذي نصب نفسه أميراً على رويس -غرايتز.

وذكر بيان أن "أعضاء المجموعة يتبعون خليطاً من نظريات المؤامرة التي تتألف مما يسمى بروايات ’رايخسبورغر‘ Reichsbürger (مواطن الرايخ) وأيديولوجيا ’كيو أنون‘". وأضاف أنهم "يؤمنون إيماناً راسخاً بأن ألمانيا محكومة حالياً من قبل أعضاء مايسمى بـ’الدولة العميقة‘".

وقد زعم أن المجموعة قامت بتشكيل حكومة ظل من أجل الانقلاب المخطط له، الذي سيتم تنفيذه بشكل عنيف بواسطة فرع عسكري يضم أعضاء من عناصر الجيش والشرطة في ألمانيا.

وأعرب ممثلو الادعاء العام عن اعتقادهم بقيام المشتبه بهم بالتحضير "لاقتحام البوندستاغ [البرلمان الألماني] عنوة مع مجموعة مسلحة صغيرة".

وفي حين أن حركة "رايخسبورغر" ذات العلاقة بالقضية ليست موجودة سوى في ألمانيا، وقد أعلن أتباعها من أصحاب الأيديولوجيات المتنوعة أن الدولة الألمانية الراهنة غير شرعية، فلقد كانت "كيو أنون" مستوردة من الولايات المتحدة، التي كانت محركاً رئيساً لأعمال الشغب التي استهدفت مبنى الكابيتول.

ويؤمن معتنقو أفكار "كيو أنون" بمنشورات وضعها شخص أو عدة أشخاص، يطلقون على أنفسهم اسم "كيو" Q، في منتديات الإنترنت المختلفة، وتدعي [المنشورات] أن هناك "دولة عميقة" قائمة تعزز مصالح عصابة عالمية من الشيطانيين ممن يميلون جنسياً إلى الأطفال [ويعتدون عليهم].

ويعمل أنصار "كيو أنون" على فضح "الدولة العميقة" وإحباط أهدافها المفترضة، التي تم إسقاطها على الانتخابات والأحداث الجيوسياسية في أنحاء العالم.

وصارت هذه الحركة مؤثرة في الصعيد الدولي وانتقلت على نحو مفاجئ وسريع من الفضاء الافتراضي إلى العالم الحقيقي، إذ كانت على صلة باحتجاجات كبيرة إضافة إلى حوادث عنف ومضايقات وتخريب.

وقد زادت شعبيتها مع ازدياد الاهتمام بنظريات المؤامرة الأوسع نطاقاً، التي انتشرت بقوة أثناء جائحة كوفيد واستمرت في التحول بما يتناسب مع قضايا الساعة.

وتجري حالياً محاكمة أحد مروجي نظريات المؤامرة في المملكة المتحدة بتهمة التدبير لـ"إطاحة الحكومة البريطانية" من خلال سلسلة من الهجمات المنسقة التي تستهدف أبراج الهواتف وشبكات الاتصالات والطرق السريعة.

واستمعت المحكمة إلى إفادات بأن الرجل، الذي ينفي التهم الموجهة إليه، يعتقد بأن نخبة يهودية تؤتمر من قبل إسرائيل كانت تهيمن على الحكومة، كما كان مرتاباً في أمر لقاحات كوفيد، واعتقد أيضاً أن الوباء كان سبباً في تكون "نظام شيوعي صيني".

وتشعر أجهزة الأمن الدولية بالقلق، إذ أصدرت السلطات، بما في ذلك "يوروبول" Europol [الشرطة الأوروبية]، تحذيرات بخصوص التهديدات المحتملة التي قد تشكلها نظريات المؤامرة، التي ارتبطت بتزايد "المشاعر المناهضة للحكومات".

وذكر تقرير صادر في عام 2021 عن مجموعة الأمن الداخلي في المملكة المتحدة أن نظريات المؤامرة كانت سائدة بشكل متزايد في أوساط المتطرفين من أقصى اليمين، في حين حذر اليوروبول من أنه "يمكن للروايات ونظريات المؤامرة التي لا تؤيد استعمال العنف في حد ذاتها أن تدفع الأفراد إلى [تنفيذ] أعمال عنيفة".

وفي وقت سابق من العام الحالي، قال كبير المنسقين الوطنيين لشرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة لـ"اندبندنت" إن أصحاب نظريات المؤامرة قد بدؤوا يدخلون في نطاق "أعماله". أما المدير العام للقسم الخامس في المخابرات العسكرية البريطانية "إم آي 5" MI5 فقد حذر الشهر الماضي قائلاً "إننا نرى أعداداً متزايدة من المؤثرين اليمينين المتطرفين، الذين يعملون على مستوى العالم، ويذكون المظالم ويضخمون نظريات المؤامرة. يبدو أن هذه المشكلة ستستمر".

© The Independent

المزيد من تحلیل