Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيلون ماسك شرع "تويتر" أمام "كيو أنون" والكراهية وقومية العرق الأبيض

متخصصون في المعلومات الكاذبة يرثون زمن الثقة والسلامة بتلك المنصة

إيلون ماسك (غيتي)

بعد يوم واحد من استحواذه على "تويتر" رسمياً، تعهد أغنى أغنياء العالم بأن يراجع "مجلس إدارة المحتوى" إعادة تفعيل الحسابات التي حظرت في السابق، إذ ذكر إيلون ماسك أن مجموعات الحقوق المدنية، إضافة إلى من عانوا تجربة "العنف على أساس الكراهية"، سيشكلون جزءاً من العملية.

ثم في 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، طرح ماسك استطلاعاً للآراء يسأل فيه المستخدمين إن كان متوجباً عليه منح "عفو عام عن الحسابات المعلقة، شرط عدم انتهاكها للقانون أو تورطها بإرسال رسائل غير مرغوب فيها". 

وبالتالي، حذر باحثون وخبراء في شؤون التطرف ممن درسوا عن كثب انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة والكاذبة في الفضاء الإلكتروني، من احتمال التدهور السريع لتلك المنصة بسبب استحواذ السيد ماسك عليها، إضافة إلى واقع أن أعداداً غفيرة من المستخدمين الذين حظروا في السابق، قد عادوا إليها. ويرى الخبراء أن "تويتر "يمكن أن تتحول، تحت راية "حرية التعبير" المخادعة، إلى إحدى أكثر المساحات المسمومة على الإنترنت بالنسبة إلى الجماعات المهمشة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي غياب أي حواجز حماية ضرورية، قد تتحول المنصة إلى "بيئة معادية للأشخاص الذين قد يكونون عرضة للإساءات وكذلك حالها مع من لا يريدون أن يروا الإساءات، وهم يشكلون غالبية الناس"، بحسب عمران أحمد، المؤسس والمدير التنفيذي لـ"مركز التصدي للكراهية الرقمية" Center for Countering Digital Hate.

في 18 نوفمبر 2022، طرح السيد ماسك استطلاع رأي آخر يسأل فيه عن وجوب السماح لدونالد ترمب بالعودة للمنصة. فقد علق حساب الرئيس السابق على "تويتر" نهائياً "بسبب خطر التحريض على مزيد من العنف" في أعقاب الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي الذي أججته أكاذيبه المتعلقة بالانتخابات. 

كذلك أعاد السيد ماسك تفعيل 11 حساباً في الأقل لشخصيات بارزة من اليمين المتطرف ومؤثرين معروفين بمعاداتهم للـهويات العابرة للتصنيف الجنسي التقليدي، ومن بينهم جوردان بيترسون وشركة الإعلام اليمينية الساخرة "ذا بابيلون بي" The Babylon Bee، بعد تعليق حساب الجهتين بسبب إساءة مخاطبتهم لعابري تصنيفات الهويات الجنسية.

ضمن السياق نفسه، أعاد "تويتر" تفعيل حساب مجموعة ناشطي "بروجكت فريتاس" Project Veritas على رغم حظره على خلفية "انتهاكاته المستمرة لسياسة "تويتر" في شأن المعلومات الخاصة، وحساب مارجوري تايلور- غرين، عضو الكونغرس اليمينية المتطرفة عن جورجيا. وعلق حساب غرين بسبب انتهاكه الفاضح لسياسات المنصة المتعلقة بمنع نشر المعلومات المغلوطة حول "كوفيد- 19". وبدءاً من 23 نوفمبر، أعلنت تلك المنصة أنها "لم تعد تطبق سياسة المعلومات المغلوطة المتعلقة بكوفيد- 19".

 

ولى زمن الثقة والسلامة وإدارة المحتوى

 

أعادت المنصة تفعيل عشرات آلاف الحسابات التي علقت في أوقات سابقة. من بين هذه الحسابات 62 ألفاً تقريباً لكل منها أكثر من 10 آلاف متابع، ومنها حساب فيه أكثر من 5 ملايين متابع، و75 حساباً فيها أكثر من مليون متابع، وفقاً لموقع "بلاتفورمر" Platformer. ويزعم بأن الموظفين لقبوا عملية إعادة تفعيل الحسابات بالجملة بـ"انفجار البيغ بانغ".

وتذكيراً، لم تنجح أدوات إدارة المحتوى على المنصة في رصد عشرات اللقطات من فيديو صوره أحد المنادين بتفوق العرق الأبيض اغتال 51 مسلماً كانوا يصلون داخل مسجدين في بلدة "كرايست تشيرش" عام 2019، وهو فيديو تحظر مشاركته قانونياً في نيوزيلندا، حتى نهاية نوفمبر من تلك السنة. ولم تُزَل اللقطات إلا بعد تدخل حكومة البلاد وإخطارها "تويتر" بالموضوع.

"عملياً، ولى زمن الثقة والسلامة وإدارة المحتوى على تويتر في عهد إيلون ماسك"، بحسب رأي سام وولي، رئيس "مختبر بحوث البروباغندا" في "مركز التفاعل الإعلامي" التابع لجامعة أوستن بتكساس، ومؤلف كتاب "لعبة الواقع، كيف ستكسر موجة التكنولوجيا المقبلة الحقيقة". ووفق وولي، "لقد استغرق 'تويتر' وقتاً كثيراً وبذل جهداً كبيراً خلال الأعوام القليلة الماضية في التعاطي مع مشكلات المعلومات الكاذبة والبروباغندا على منصاته. ولدينا الآن بيئة مربكة للغاية يؤكد ماسك أنها حرية تعبير للجميع لكنها في الواقع ديكتاتورية إعلامية تعطي الأولوية لنزوات ماسك وليس لأي نوع من الحكم الممنهج للمنصة".

خلال الأسبوع الأول من استحواذه على المنصة، ازداد التفاعل على الحسابات الأقل موثوقية على "تويتر" بأكثر من 57 في المئة وفقاً لتحليل موقع "نيوزغارد" [متخصص في رصد مصداقية المواقع الشبكية]، استند إلى معلومات منصة "نيوز ويب" لمراقبة وسائل الإعلام. ووجد التقرير أن المنشورات التي رصدتها "نيوز ويب" من 25 حساباً على "تويتر" لديها العدد الأكبر من المتابعين وترتبط بناشرين عرفتهم "نيوزغارد" بوصفهم ممن "ينشرون معلومات خاطئة باستمرار"، حصدت أكثر من 3 ملايين إعجاب ومشاركة.

 

قبل أسبوعين من ذلك، حصدت هذه الحسابات نفسها نحو 1.98 مليون إعجاب ومشاركة تقريباً.

وبالتالي، فإن "ما تبرزه النتائج يتمثل في أن تصريحات ماسك العلنية في شأن التغيرات التي قد تطرأ على 'تويتر' في المستقبل حفزت نشاط الجهات الخبيثة، على ما يبدو، فتعززت شعبية المعلومات المغلوطة على المنصة"، بحسب موقع "نيوزغارد".   

وكذلك صرحت "نيوزغارد" بأنه حتى من دون أي تغيير واضح في السياسة، ومع إصرار السيد ماسك أن سياسات المنصة ما زالت على حالها، "ترافق الخبر البسيط الذي سلط عليه الإعلام الضوء كثيراً عن انتقال ملكية المنصة، إضافة إلى توقعات ماسك العلنية في شأن التغييرات بالمنصة، مع ارتفاع ملحوظ في شعبية الخطاب الكاذب".

في نفس مماثل، وجد "مركز التصدي للكراهية الرقمية" بعد تحليله بيانات من شركة "براند ووتش" [المتخصصة في رصد السلع والخدمات الرائجة على الإنترنت]، "زيادة" كبيرة في مصطلحات الكراهية والتحيز الجنسي على منصة "تويتر" ضمن الفترة الزمنية نفسها التي زعم السيد ماسك فيها أن "التزام (الشركة) بإدارة المحتوى لم يتغير أبداً"، معتبراً أن خطاب الكراهية تراجع "إلى الحال التي وضعته عليها معاييرنا في أوقات سابقة".

خلال أول أسبوع كامل بعد امتلاكه الشركة، كتب أكثر من 26 ألف منشور يتضمن مصطلح زنجي، أي ثلاثة أضعاف المعدل عام 2022، وفقاً للتقرير. كذلك ظهر أكثر من 50 ألف منشور يتضمن شتائم معادية للمثليين وعابري الهويات الجنسية، أي بزيادة 53 و39 في المئة بالتتابع على معدلات 2022.  

وخلال أول أسبوعين له على رأس الشركة، من 31  أكتوبر (تشرين الأول) إلى 13 نوفمبر، نشرت أكثر من 204 آلاف تغريدة وإعادة تغريدة تضمنت شتيمة ("ك*") التي تستند إلى الجنسانية، بزيادة 30 في المئة على معدل عام 2022، وأكثر من 831 ألف منشور ذكرت فيه شتيمة "قح*ة"، بزيادة 75 في المئة على معدل 2022. وارتفعت نسبة المنشورات التي تستخدم عبارة "عا*رة* بـ60 في المئة. وسجلت المنصة ارتفاعاً ملحوظاً في الشتائم المعادية للسامية والإساءات العنصرية الموجهة ضد الشعوب ذات الأصول الإسبانية أو الأميركية اللاتينية، بحسب ذلك التقرير.

وعلى رغم مزاعم يائيل روث الذي أصبح الآن الرئيس السابق لإدارة الثقة والسلامة في "تويتر"، بأن المنصة خفضت عدد المرات التي ظهر فيها خطاب الكراهية على صفحات البحث والصفحات الرائجة في "تويتر"، فقد "تزايدت كمية التغريدات نفسها التي تنشر الكراهية" وفقاً لتقرير المركز. وبعد أن طرح عليه سؤال خلال مقابلة في مؤسسة "نايت فاونديشن" Knight Foundation بتاريخ 30 نوفمبر عن مدى استمرار إيمانه بأن السلامة في "تويتر" تحسنت في ظل القيادة الجديدة، أجاب السيد روث بـ"كلا". 

وفي سياق متصل، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أن بعض الضوابط قد تفرض على المنصة أو أنها قد تحظر داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، ما لم تلتزم قوانين صارمة في إدارة المحتوى.

وفي حديث إلى "اندبندنت"، أشار السيد أحمد إلى أنه "في سياق العالم الواقعي، سيكون من البديهي جداً القول إنه في كل مرة تفتح فيها الباب وتخرج إلى الشارع، يصيح أحدهم مطلقاً شتيمة عنصرية أو دينية، فسوف تفكر بعدم مغادرة المنزل. وتتمثل المشكلة في أن السيد ماسك يرى منافع 'تويتر' بلا شك، لأنه يرى الطريقة التي تجمع فيها المنصة الناس وقد ساعدته على التواصل مع ملايين الأشخاص. وكذلك فإنه يسعى إلى سلب هذه الإمكانية من أفراد الجماعات المهمشة الذين يعلمون أن مشاركتهم في 'تويتر' التي يملكها إيلون ماسك تساوي موجة إساءات مركزة لم يشهدوا لها مثيلاً أبداً". 

في 30 نوفمبر، أصدرت تلك المنصة بياناً جاء فيه "لم تغير أي من سياساتنا" لكن في المقابل، سوف يعتمد تطبيقها لسياستها على "تخفيف وقع المحتوى المنتهك، حرية تعبير من دون حرية انتشار".

وفي ذلك الصدد، علمت "اندبندنت" من السيد وولي أنه "علينا الانتقال بعيداً من التفكير السطحي بمعنى حرية التعبير، حتى نبدأ فعلاً بإدراك أن حرية التعبير لا تعني ممارسة الكراهية والعنف المفتوحين. لا يكفل لكم القانون القدرة على تهديد الناس بالعنف والأذية. ليس من المفترض أن تكونوا قادرين على تعمد نشر المحتوى الكاذب في شأن العمليات الانتخابية، لكن كل هذا يحدث على 'تويتر'. بالتالي، لا يشكل ذلك حرية تعبير. إنها فوضى معلوماتية تامة وبلبلة تعطي الأولوية إلى الأصوات النافذة التي تعرف كيف تتلاعب بالنظام لكي تضخم محتواها".  

 

سوف أحيّي قائدي، إيلون ماسك

بعد فترة قصيرة من إعادة تفعيل حسابه على المنصة، ذكر باتريك كايسي، وهو شخصية بارزة في تيار اليمين البديل، وينتمي إلى جماعة "أيدنتيتي إيفروبا" Identity Evropa المنادية بالقومية البيضاء، عبر البث المباشر، أنه "ما عدا ترمب، إيلون ماسك أكثر شخص بذل جهداً من أجلنا على الإطلاق".

وأضاف، "لديك بعضهم على غرار (شخصية ’فوكس نيوز‘) تاكر (كارلسون) ممن نشروا أفكارنا أحياناً إلى عشرات الملايين، ومئات الملايين. لكن إيلون ماسك يحل في المرتبة العليا. ونحن نشكره على خدماته. سوف أحيي قائدي، إيلون ماسك. شكراً صديقي".

في سياق متصل، احتفى المحافظون والمسؤولون الجمهوريون والشخصيات اليمينية والشخصيات اليسارية المتطرفة بالسيد ماسك واستحواذه على "تويتر"، وصوروا الملياردير على أنه شخصية رئيسة في حملتهم ضد رقابة متخيلة في ظل نظام يساري يهيمن على العالم الافتراضي. وبالنسبة إلى المؤثرين من أنصار حركة "كيو أنون" الذين جمعوا أتباعاً كثيرين على منصات كـ"تيليغرام" و"تروث سوشيال" بعد حظرهم على منصات أخرى، فإنهم يعملون أيضاً على العودة للمنصة. وكذلك أصبحت الوسوم والعبارات المرتبطة بحركة نظريات المؤامرة مثل شعار "كيو أنون" المختصر في عبارة "حيث يذهب أحدنا نذهب جميعاً"، [أصبحت] قابلة للبحث.

[يشير اسم "كيو أنون" إلى شخص مجهول متوغل في مؤسسة الدولة، لكنه يسرب معلومات على هيئة تلميحات تكشف عما يعتقد أنصار تلك الحركة بأنها معلومات تدين فساد  المؤسسة السياسية التقليدية التي يشار إليها بمصطلح الدولة العميقة، وتوصف بأنها تتآمر ضد مصلحة الشعب الأميركي].   

وحاضراً، يدير المؤثر في مجال نظريات المؤامرة جون سابال، المعروف كذلك باسم "جون من كيو أنون"، حساباً على "تويتر" يتبع لمجموعة "ذا باتريوت فويس" [ترجمتها الحرفية، صوت الوطني] التي تنظم مؤتمرات مرتبطة بحركة "كيو أنون" تستقطب شخصيات جمهورية معروفة وأخرى من اليمين المتطرف. وكذلك يعتقد سابال بأن السيد ماسك يمثل "قبعة بيضاء" وفق تعبيره، تعمل من داخل الحكومة على تفكيك "الدولة العميقة" المزعومة التي تعاديهم. [يعني ذلك أن سابال يعتبر ماسك من مؤيدي حركة "كيو أنون"].   

وفي الغالب، يتفاعل السيد ماسك الذي أعرب عن نيته "التصويت للحزب الجمهوري" وصرح عن دعمه لترشح محافظ فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس لتولي منصب الرئاسة عام 2024، مع المؤثرين اليمينيين المتطرفين، فيبني "فقاعة" من المعجبين والأفكار اليمينية المتطرفة.

وفي ذلك السياق، اتهم ماسك المنصة في نسختها السابقة، بطرح "آراء اليسار المتطرف الموجود في سان فرانسيسكو و[جامعة] بيركلي". وكذلك أكد أن المنصة التي استملكها "لديها بما لا شك فيه تحيز كبير نحو اليسار". في المقابل، تبين دراسات الشركة نفسها أن المنصة تضَخم المحتوى اليميني أكثر من المنشورات ذات الميول اليسارية. حفزت الحسابات اليمينية الجزء الأكبر من الحوار والمواضيع التي طرحت في الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية 2020، وفقاً لتحليل موقع "بوليتيكو" و"معهد الحوار الاستراتيجي".

وعلى غرار ما اعتاد العالم أن يتسمر مع كل تغريدة يكتبها الرئيس الأميركي السابق، يراقب الإعلام عن قرب منبر السيد ماسك الذي يخاطب منه حوالى 120 مليون متابع.

في 29 أكتوبر، شاركت هيلاري كلينتون رابطاً إلكترونياً عن مقالة في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" تقتفي الآثار الرقمية التي تركها بول دي بابي وراءه والمتعلقة بنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة قبل أن ينقض على بول، زوج رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي. في اليوم التالي، رد السيد ماسك بلقطة للشاشة تظهر تقريراً مزيفاً يتهم السيد بيلوسي بالتورط في شجار ثمل مع رجل يعمل في الدعارة. ومع أنه حذف التغريدة إلا أن آلاف الأشخاص كانوا قد شاركوها، مع المقالة الأساسية التي عملت على تثبيت كذبه [ماسك] على نطاق واسع. وقبل أن يقدم ماسك على حذفها، أوحت تلك التغريدة بكتابة آلاف التدوينات المماثلة لها في المحتوى.     

في 28 نوفمبر، شارك السيد ماسك، ثم حذف بسرعة، صورة للمؤثر تيم جيونيت المعروف بـ"بايكد ألاسكا" Baked Alaska المنتمي إلى النازيين الجدد، وهو يؤدي التحية لمطعم "ماكدونالدز".

بعد مرور يومين، أكد ماسك من دون أي إثبات أن "تويتر" تدخلت في الانتخابات في السابق. وانتشر زعمه بسرعة باعتباره خبراً عاجلاً، بين حسابات اليمين التي زعمت أصلاً وبلا أي أساس من الصحة أن "تويتر" ساعدت في "سرقة" الانتخابات الرئاسية 2020 من دونالد ترمب.

وبتاريخ الأول من ديسمبر (كانون الأول)، بعد ساعات من إشادة المغني يي، المعروف سابقاً باسم كانيي ويست، بأدولف هتلر وقوله إنه "يحب النازيين" خلال إحدى نوبات الثرثرة التي فجر فيها معاداته للسامية على موقع "إنفو وورز" مع صاحب نظريات المؤامرة أليكس جونز، رد السيد ماسك أن وضع إشارة تأييد على منشور وضعه يي ذكر فيه السيد ماسك والتعديل الدستوري الأول. 

لكن لاحقاً، حينما نشر يي صورة صليب معقوف داخل نجمة داوود، علق حسابه على المنصة.  

وذكر السيد ماسك "جربت كل ما في وسعي. على رغم ذلك، أعاد انتهاك قانوننا ضد التحريض على العنف. سوف يعلق حسابه".

في ذلك اليوم نفسه، أعيد تفعيل حساب أندرو أنغلين المنتمي إلى النازيين الجدد، ومؤسس الموقع الإلكتروني المعادي للسامية والمؤمن بتفوق العرق الأبيض، "ذا دايلي ستورمر".

وفيما يتعهد بمحاربة الـ"بوتات" (البرامج الآلية) أو الحسابات المزيفة المستخدمة للتلاعب بالتفاعل على المنصة، اعتمد السيد ماسك على استطلاعات الرأي على "تويتر" على رغم سهولة التلاعب فيها، ضمن محاولة واضحة لتبرير القرارت التي يتخذها.

في ذلك الصدد، علمت "اندبندنت" من السيد وولي، "ليست استطلاعات الآراء سوى وسيلة لتحقيق غاية. ويمكن التلاعب بها بسهولة شديدة، لدرجة أن ماسك قادر على الحصول على ما يريده منها تماماً. يمكنني أن أسمي ما يفعله ماسك أنه اصطناع توافق الآراء. إنه يخلق وهم شعبية آرائه وآراء الآخرين".

 

صفقة فاوستية' وسباق نحو الهاوية

إذا بدأ المستخدمون بمغادرة "تويتر"، فسيرى الخبراء أن المنصة قد تتحول إلى تطبيق آخر يسير بحسب نظام الحلقة المغلقة ولا تختلف عن منافسين من أمثال "تروث سوشال" و"بارلر"  Parler. وتروج تلك المنصات لفضائلها وحسن نيتها عبر "حرية التعبير"، ويهيمن عليها المستخدمون اليمينيون والمعلومات الكاذبة.

وبحسب السيد أحمد "إن توجهه [ماسك] الحالي نحو تحويلها إلى مساحة مفتوحة لبث الإساءة والكراهية، غير قابل للاستمرار تجارياً من إحدى النواحي. ويرجع ذلك إلى أن المعلنين بدأوا يغادرون الشركة. أما الخيار البديل الذي يتلخص في جعلها نموذجاً مستنداً إلى الاشتراكات، فسوف يزيد من تحويلها إلى نسخة مدفوعة عن 'تروث سوشال'، بالتالي، فمن سيرغب في دفع المال كي يشارك في ’تروث سوشال‘؟".

واستطراداً، تعتمد قابلية الشركة للاستمرار على فائدتها بالنسبة إلى منظمات الإعلام والناشرين والصحافيين. ويعني ذلك أنها تستند تحديداً إلى استعدادهم للقبول بنوع من "الصفقة الفاوستية" التي تمكنهم من الاستمرار باستقطاب المحتوى الثمين الذي يحظى بتفاعل كبير على المنصة فيما يتيحون المجال أمام السيد ماسك بممارسة أسوأ اندفاعاته، بحسب السيد أحمد.

[وضع الكاتب الألماني الشهير يوهان غوته رواية "فاوست" التي تتمحور حول شخصية تعقد صفقة مع الشيطان للحصول على ميزات معينة]

واستكمالاً، ففي حديثه إلى "اندبندنت"، أشار السيد أحمد إلى أن "مشكلة وسائل التواصل الاجتماعي حالياً تتمثل في أن القطاع منهمك منذ عقد من الزمن في سباق نحو هاوية 'كيف يمكننا الحصول على أكبر عدد ممكن من حصص السوق عن طريق جذب انتباه العين؟' من خلال التلاعب بالخوارزمية كي تتفاعل (معها) لأطول فترة ممكنة. إن كل ما يفعلوه قانوني تماماً، ويعبر في الواقع عن مسؤوليتهم الائتمانية أمام مساهميهم. في الواقع، إنه مثل نموذجي عن المرحلة التي يجب فيها إيقاف السباق نحو الهاوية وفرض ضوابط ترسي الحد الأنى من المعايير. إنه مثل نموذجي عن هذا الموضوع".

واستطراداً، يرى السيد أحمد في السيد ماسك "الحجة الأفضل على الإطلاق التي نحتاج إليها كي نقول إنهم جزء من الفضاء الديمقراطي، بالتالي يجب إخضاعهم لحكم المعايير الديمقراطية والمحاسبة الديمقراطية".

وختم السيد أحمد بالإشارة إلى أنه "علينا في مرحلة من المراحل، أن نتوقف عن الأمل بأن أصحاب المليارديرات سوف ينقذوننا. لأنهم لن يفعلوا ذلك".

© The Independent

المزيد من تحلیل