Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون مطالب بتمديد الوجبات المدرسية المجانية قبل عطلة الصيف

حصري: وزراء تعليم سابقون من ضفتي الطيف السياسي في المملكة المتحدة يحضون الحكومة على التحرك

أزمة غلاء المعيشة تزيد المطالبات بتمديد الوجبات المدرسية خلال عطلة الصيف (رويترز)

يتعرّض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لضغوطٍ من أجل تمديد برنامج الوجبات المدرسية المجّانية قبل العطلة الصيفية، وسط تحذيرات من أن يواجه أكثر من مليون طفل الجوع بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة.

وقد حضّ وزراء تعليمٍ سابقون من كلٍّ من حزب "العمّال" المعارض وحزب "المحافظين"، وكذلك عمدة لندن، ونقاباتٌ وجمعيّاتٌ خيرية، الحكومةَ على التحرّك في هذا المجال، على غرار ما قامت به خلال تفشّي وباء "كوفيد-19".

وتجدر الإشارة إلى أنه مع ارتفاع معدّل التضخّم، زادت فعلاً أسعار بعض المواد الغائية، في وقتٍ نبّه محافظ "بنك إنجلترا" إلى حدوث قفزة أسعارٍ "مروّعة" مقبلة.

ورأت جاستين غرينينغ، وزيرة التعليم السابقة من حزب "المحافظين" أن "أمام الحكومة فرصة لتفادي حدوث فوضى في ما يتعلّق بالوجبات المدرسية المجّانية، تشبه تلك التي حدثت العام الماضي، ما يساعد على تخطّي المرحلة التالية من أزمة كلفة المعيشة التي تتكبّدها العائلات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطالبت هي وآلان جونسون من حزب "العمّال"، الحكومة البريطانية، بتوسيع إطار النظام ليشمل جميع الأطفال الذين تتلقّى عائلاتهم المساعدات الحكومية المعروفة بـ "الدعم الشامل".

كما حضّا الحكومةَ أيضاً على عدم المماطلة في تقديم الدعم لأطفال المدارس خلال العطلة الصيفية.

معلومٌ أنه خلال فترة تفشّي وباء "كوفيد-19" أُرغم رئيس الوزراء - بعد حملة قادها لاعب كرة القدم في الدوري الإنجليزي ماركوس راشفورد - على القيام بتراجع مهين في ما يتعلّق بتوفير الطعام لبعض الأسر الأكثر فقراً في البلاد.

ومن جانبها، عملت نقابات المعلّمين على توجيه رسائل إلى الحكومة البريطانية، تنبّهها فيها إلى أن أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة جعلت عدداً من العائلات في وضعٍ صعب. وطالبت بأن يُصار في خطوةٍ أولى فورية، إلى مواصلة تقديم وجبات مدرسية مجّانية لجميع الأطفال الذين ينتمون لأسر تتلقّى مساعدات "الدعم الشامل".

أما آن لونغفيلد المفوّضة السابقة للأطفال في إنجلترا، فأعربت عن دعمها لهذه الخطوة.

وإضافةً إلى توسيع نطاق التأهّل كي يشمل الجميع على أساس مساعدات "الدعم الشامل"، رأت السيّدة غرينينغ أنه يتعيّن على الحكومة أن "تؤمّن إمداداتٍ مناسبة للعطلة الصيفية، وأن تعيد النظر في التمويل المتعلّق بالوجبات المدرسية الذي تحصل عليه المدارس، للتأكّد من عدم تآكل هذا التمويل نتيجة التضخّم، وكي يحصل الأطفال على ما يكفي من وجباتٍ صحّية مغذّية على النحو المطلوب".

آلان جونسون أكّد أنه تلقّى وشقيقته وجباتٍ مدرسية مجّانية وقال إنهما "لم ينسيا على الإطلاق مدى أهمية وجبات العشاء المدرسية".

لكنه أعرب عن دهشته من أن الأهلية لتلقّي مساعدات "الدعم الشامل"، ليست حتى الآن "وسيلة تمهيدية للحصول على الوجبات المدرسية المجّانية". وقال إن هناك حاجةً لتوفير وجبات مجّانية لجميع الأطفال الرضّع وتلامذة المدارس الابتدائية، إلا أن توسيع نطاق الأهلية ليشمل جميع المستفيدين من برنامج الدعم الشامل من شأنه أن يشكّل "بدايةً جيّدة".

وأضاف أن نظام القسائم الذي تمّ اعتماده أثناء إغلاق "كوفيد-19"، لضمان عدم حرمان الأفراد الذين يتناولون وجباتٍ مدرسية مجّانية منها، "يمثّل حلاً للمشكلة العملية طويلة الأمد، المتعلّقة بطريقة مواصلة تقديم تلك الوجبات خلال العطلات".

قدّرت "مؤسّسة الغذاء"  Food Foundation الخيرية أنه يوجد قرابة مليونين و600 ألف طفل يعيشون ضمن أسر اضطرت إلى تفويت وجبات طعام أو وجدت صعوبة في تناول طعام صحّي خلال أبريل (نيسان) الفائت.

وقالت المعارضة ليزا ناندي، وهي وزيرة تحسين أوضاع المناطق في حكومة الظل "العمّالية" لـ "اندبندنت"، إن الأمر كان مثيراً للصدمة بالنسبة إليّ خلال العطل المدرسية القليلة الأخيرة، عندما رفضت الحكومة الإبقاء على الوجبات المدرسية المجّانية، وكيف تدخّلت المجالس المحلية والشركات في مختلف أنحاء البلاد، وعملت على تأمينها في أي حال.

وأضافت: "هنا في مناطق الشمال الغربي، لا أعتقد أن مجلساً محلياً واحداً يتولاه حزب "العمّال" تأخّر عن تأدية دوره كما يجب في هذا الإطار. فهولاء الصغار هم أطفالنا ولن نسمح بأن يتضوّروا جوعاً في أيام العطل المدرسية، فقط بسبب الحكومة التي تحكم بلدهم".

وتابعت ناندي قائلة: "من هنا، وفي حال لم تقم الحكومة بذلك، فسيكون هناك جهد على مستوى التعبئة في مختلف أنحاء البلاد، للتأكّد من أن الأطفال لا يعانون من الجوع خلال عطلة الصيف. وهذا يصبّ في إطار السياسة العامة لتحسين مستوى المناطق، أليس كذلك؟ المجتمعات تلتقي معاً للارتقاء بوضعها. تصوّروا ماذا يمكن أن تفعله لو كانت هناك حكومة تدعمها".

حرصت وزارة التعليم البريطانية على الإشارة إلى أن الأفراد الذين يتلقّون مساعدات برنامج "الدعم الشامل" يجب أن يكون دخلهم السنوي أقلّ من 7400 جنيه استرليني (9324 دولاراً أميركياً) كي يكونوا مؤهّلين للحصول على وجبات مدرسية مجّانية.

وفي إطار الردّ على انتقاداتٍ سابقة، أعدّت الحكومة "أنشطة للعطلات وبرنامج طعام" خلال فصل الصيف إضافةً إلى فترات الإغلاق الأخرى للمدارس.

لكن جيف بارتون، الأمين العام لـ "رابطة قادة المدارس والكليات" Association of School and College Leaders (تمثل أكثر من 21 ألفاً و500 من رؤساء المدارس والكليات في المملكة المتّحدة) اعتبر أن مبادرة الحكومة لا تغطّي إلا جزءاً من الإجازات، وتلزم الأطفال بحضور الأنشطة.

وتبيّن أرقامٌ رسمية أن نحو مليون و700 ألف تلميذ في إنجلترا يتلقّون وجبات مدرسية مجّانية.

في المقابل، أشار تقريرٌ مستقل نُشر العام الماضي، بعنوان "الاستراتيجية الوطنية للغذاء" National Food Strategy إلى أن نحو مليون طفل آخر في إنجلترا قد يحصلون على وجبات مدرسية مجّانية إذا كانت كلّ أسرة مسجّلة ضمن برنامج "الدعم الشامل" مؤهّلة لذلك. غير أن 495 ألف طفل فقط حازوا العام الماضي تلك الوجبات أثناء العطل المدرسية، من خلال أندية الأنشطة التي تموّلها الحكومة.

في المقابل، أيّد ناشطون في مجال مكافحة الفقر النداء الأخير. فقد لاحظت هيلين بارنارد المديرة المساعدة لـ "مؤسسة جوزيف راونتري" Joseph Rowntree Foundation (JRF) )منظّمة خيرية تجري أبحاثاً تستهدف حلّ مشكلة الفقر في المملكة المتّحدة) وجود "ثغرةٍ ظلّت تفصل لفترة طويلة بين الفئة المؤهّلة لتلقّي الوجبات المدرسية المجّانية، وتلك التي تحتاجها".

وأضافت أن هذا المخطّط يميل على وجه الخصوص، إلى استبعاد الأسر التي تعاني من الفقر الناجم عن البطالة، بينما يعتبر أن الدعم النقدي للعائلات خلال الإجازات هو "أكثر منطقية".

كيت أنستي من "مجموعة العمل لمواجهة فقر الأطفال"  Child Poverty Action Group، أكّدت أن مؤسّستها كانت تتلقّى المزيد والمزيد من النداءات من جانب الأهالي الذين لم يعودوا قادرين على تحمّل تكاليف وجبات الغداء المدرسية، إضافة إلى سائر الأعباء الأخرى، الأمر الذي كان له أثر كبير عليهم، وأدّى إلى عواقب وخيمة على أطفالهم".

وقالت: "إن توسيع نطاق الأهلية ليشمل جميع العائلات المسجّلة ضمن برنامج "الدعم الشامل" هو أقلّ ما يجب علينا أن نقوم به لإحداث تغييرٍ من شأنه أن يوفر طبقةً أساسية من الحماية للأطفال".

وتعليقاً على ما تقدّم، قال متحدّث باسم الحكومة البريطانية إن "ما قامت به لجهة توسيع فرص حصول أفرادٍ على وجبات مدرسية مجّانية، لم يسبق له مثيل من جانب أيّ حكومة أخرى في العقود الأخيرة".

وختم الناطق الرسمي بالقول: "إن برنامج الأنشطة والغذاء يُجرى العمل به خلال العطلات المدرسية الرئيسية، فيما تتوافر مساعدات أوسع نطاقاً للرعاية الاجتماعية من خلال صندوق دعم الأسرة، الذي يساعد العائلات الضعيفة المحتاجة على الحصول على الضروريات الأساسية لمعيشتها، كفواتير الطعام وغيرها من فواتير الخدمات العامّة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة