Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنوك طعام وقروض بمستشفيات بريطانية لمحاربة الغلاء

حصري: جمعية تمريض خيرية سجلت زيادة بنحو 140 في المئة بعدد العاملين الذين طلبوا مساعدة مالية طارئة خلال سنة 2022

أنشأت ستة مستشفيات تابعة لهيئة خدمات الصحة الوطنية بنوك طعام للعاملين بها (غيتي)

تعمل مستشفيات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة على إنشاء بنوك طعام للعاملين لديها، وتخصيص قروض طارئة "لسد حالات عجز مالي"، في وقت نبه فيه القيمون على قطاع الصحة إلى أن موظفين "يواجهون مصاعب في إطعام أسرهم".

وقد أنشأت ستة مستشفيات تابعة لهيئة "خدمات الصحة الوطنية" (أن إتش أس)  NHS بنوك طعام أو أطلقت برامج قسائم طعام للعاملين، كجزء من جهود مساعدة الموظفين في التعامل مع ارتفاع كلفة المعيشة، فيما أكدت مؤسسات أخرى أنها تفكر في الإقدام على هذه الخطوة.

وشرع بعض المستشفيات أيضاً في تقديم قروض طارئة لمساعدة الموظفين الذين يتعرضون لضغوط مالية، فيما زاد بعضهم الآخر من المدفوعات المقدمة للعاملين لمساعدتهم على تغطية تكاليف النقل.

مؤسسة "كافيل للممرضات" Cavell Nurses  التي تدعم الممرضات والقابلات ومساعدي الرعاية الصحية في المملكة المتحدة في الأزمة المالية، أكدت لـ "اندبندنت" أنها سجلت زيادة بنسبة 140 في المئة في عدد الأشخاص الذين طلبوا مساعدة خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة 2022، مقارنة بالفترة نفسها في العام 2021.

غراهام ريفي رئيس "لجنة النقابات العمالية" في "الكلية الملكية للتمريض" Royal College of Nursing’s (RCN)  أشار إلى أن موظفين سبق أن نفدت أموالهم نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، مضيفاً "نرى الآن أن بعضهم يواجه صعوبات في إطعام أفراد أسرهم".

البروفيسورة أليسون ليري رئيسة قسم الرعاية الصحية ونمذجة القوى العاملة في "جامعة لندن ساوث بانك" قالت لـ "اندبندنت"، "اتصل بي عدد من مؤسسات “خدمات الصحة الوطنية” التي تشعر بقلق بالغ في ما يتعلق بتأثير ارتفاع كلفة المعيشة على موظفيها، وعلاوة على ذلك يفكر بعضهم في البدء بتبادل المواد الغذائية أو اللجوء إلى بنوك طعام، بينما يبحث بعضهم الآخر عن طرق أخرى للمساعدة، منها على سبيل المثال دعم تكاليف النقل".

كيت جارمان مديرة شؤون الشركات في "مستشفى جامعة ميلتون كينز" أكدت لـ "اندبندنت" أن المستشفى أنشأ مطبخاً مجتمعياً قبل شهرين لدعم الموظفين الذين يواجهون صعوبات في تحمل تكاليف الطعام".

وأضافت، "وضعنا أيضاً قيد التجربة، مفهوم تقديم حزم الرعاية الاجتماعية، من طرود غذائية ومنتجات خاصة بالنظافة الصحية، إضافة إلى ضرورات أخرى تكون متاحة للموظفين الذين يمكنهم الاستفادة منها بشكل متكتم، وسنواصل التحدث مع موظفينا عن أفضل السبل التي يمكننا من خلالها دعمهم لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، وسنقوم بكل ما في وسعنا لمد يد العون".

وكشف مصدر بارز في لندن يخطط مستشفاه لإطلاق برنامج مبادلة الغذاء، أن موظفين سألوا أيضاً عن بنوك ملابس وعما إذا كانت هناك مصادر تبادل للملابس.

وأضاف: "لاحظنا زيادة في عدد الموظفين الذين وجدوا أنفسهم في وضع لم يعودوا فيه يتحملون بدل إيجار مسكنهم، أو باتوا في موقف صعب أرغموا فيه على الانتقال لعدم تمكنهم من تكبد تكاليف المكان الذي يعيشون فيه، أو عجزهم عن مواصلة العيش في لندن".

وتابع يقول، "من ثم أصبحت وظيفتهم تشكل أيضاً صعوبة أخرى لأنه لم يعد في إمكانهم تحمل تكاليف النقل التي باتت مرتفعة للغاية، ولاحظنا بالتالي زيادة في عدد الموظفين الذين يسعون إلى تأمين أمكنة للإقامة في المستشفى وقد بات عددها محدوداً للغاية، ورأينا في هذا الإطار بعض المستشفيات التي حاولت بشدة الإبقاء على أماكن إقامة موظفيها".

وفي تعليق على هذه التقارير تساءل ويس ستريتينغ النائب في حزب "العمال" ووزير الرعاية الصحية والاجتماعية في حكومة الظل المعارضة، عن "أي نوع من البلدان أصبحنا عليه في ظل حكم “المحافظين”، إذ لم يعد في إمكان العاملين في مرافق “أن إتش أس”، وهم أبطال مواجهة الوباء الذين حافظوا على سلامتنا جميعاً، تحمل نفقات تأمين غذائهم؟"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى أن "استجابة الحكومة لأزمة ارتفاع كلفة المعيشة لن يكون من شأنها سوى التسبب في مزيد من الألم للناس، من خلال زيادة الضرائب على الموظفين بمن فيهم الذين يعملون بكد لدى مرافق “خدمات الصحة".

ووعد ستريتينغ بأن "يعيد حزب “العمال” مبالغ تصل إلى 600 جنيه استرليني (750 دولاراً أميركياً) إلى جيوب الناس، من طريق خفض فواتير الطاقة، على أن يتم دفعها عبر فرض ضريبة استثنائية على شركات النفط والغاز".

في غضون ذلك، عملت أخيراً مؤسسات استشفائية مثل مستشفى "نورفولك أند سوفولك فاونديشن تراست" Norfolk and Suffolk Foundation Trust، و"نورفولك للصحة والرعاية المجتمعية" Norfolk Community Health and Care، و"ويست هارتفوردشير" West Hertfordshire، و"دارتفورد أند غريفشام"  Dartford and Gravesham، على إنشاء بنوك طعام لموظفيها وتأمين قسائم الطعام لهم، وكانت "مستشفيات شيفيلد التعليمية"  Sheffield Teaching Hospitals قد أقامت بنكاً للطعام في العام 2020، فيما أنشأت "مستشفيات جامعة بيرمنغهام" بنك طعام عمل لأعوام عدة.

الرئيس التنفيذي لأحد مستشفيات ميدلاندز أكد أن مؤسسته قبلت منح قروض لسد عجز مالي آني للعاملين لديها، مشيراً إلى أن المستشفى يتوقع زيادة الطلب على هذه القروض.

وجاء في تقرير لمجلس إدارة "مؤسسة المستشفيات الملكية المتحدة في باث" Royal United Hospitals Bath Foundation Trust صدر هذا الشهر: "سبق أن أخذنا علماً بأن موظفينا يتقدمون عبر النقابات وبرنامج مساعدة العاملين للحصول على دعم مالي، وأنهم يستخدمون بنوك الطعام، ونعلم أيضاً أن عدداً من أفراد طاقم التمريض لدينا قد تلقوا حتى منحاً من مؤسسة “كافيل تراست”، لذا يتحتم علينا اتخاذ إجراءات فورية لدعم جميع موظفينا".

المؤسسة الاستشفائية التزمت أيضاً كجزء من خططها لدعم العاملين لديها الإبقاء على مجانية مواقف السيارات لهم، وتقديم قسائم بنك الطعام.

ورأى ريفي من "الكلية الملكية للتمريض" أن "هذا الوضع مزر ويشكل اعترافاً صارخاً بأن مرافق الخدمات الصحية تدرك جيداً مدى عمق معاناة العاملين لديها، في وقت تحرمهم فيه الحكومة من تقاضي بدلات عادلة لقاء أتعابهم".

وأضاف أن "آلافاً من الممرضات يغادرن المهنة كل عام، وكثيرات منهن يشرن إلى أن عدم حصولهن على الراتب المناسب هو السبب الرئيس في استقالتهن من العمل".

ودعا الحكومة إلى "أن تأخذ علماً بذلك وأن تقر بواقع أولئك الذين اعتمدت عليهم أثناء الوباء، وأن تحقق لهم زيادة عادلة في الأجور، وإلا فإن مزيداً من طواقم التمريض سيجد صعوبات في الوفاء بتكاليف المعيشة، وسيتواصل عدد مغادري المهنة النمو".

يُشار إلى أن "اندبندنت" اتصلت بوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية للتعليق على الموضوع.

داني مورتيمر الرئيس التنفيذي لمؤسسة "موظفي أن إتش أس" NHS Employers  (منظمة تتفاوض نيابة عن الحكومة مع موظفي مرافق "الخدمات الصحية" في شأن عقودهم) رأى أخيراً أنه "مع وصول التضخم إلى أعلى مستوى له على مدى 40 عاماً، وارتفاع تكاليف المعيشة، يبذل قادة الرعاية الصحية بالطبع كل ما في وسعهم لمساعدة الموظفين وأفراد أسرهم على مواجهة هذه الأوقات الصعبة".

© The Independent

المزيد من صحة