Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ريتشي سوناك مطالب بإعادة الإجازات المدفوعة

إنها فرصة كي يلمع نجمه مع طلب الشركات المساعدة بسبب "أوميكرون" وتوقعها الأسوأ

وزير المالية ريتشي سوناك أثناء لقاء رسمي في خريف 2020 (رويترز)

حسناً، يا ريتشي سوناك، ما خطتك الاحتياطية؟ أنت ووزارة المالية تحتاجون بكل تأكيد إلى خطة كهذه. يجب ألا نخدع أنفسنا، نحن في طريقنا إلى إغلاق جديد. أو ربما إغلاق مخفف. إذ تنتشر [متحورة] "أوميكرون"، حتى لو كانت أعراضها أقل حدة من [المتحورة] "دلتا" (هذا ممكن لكن غير مثبت) واللقاحات، عبر إضافة الجرعات التعزيزية، لا تزال فاعلة في درء المرض الشديد والموت (نأمل ذلك)، وثمة أناس كثيرون يدخلون إلى المستشفيات في نهاية المطاف، وسيكون مزيد من التدابير ضرورياً لحماية هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" من الإرباك.

ويجب أن تشمل التدابير دعماً اقتصادياً. وثمة حجة يجب تقديمها لمصلحة وجوب أن يكون الدعم الاقتصادي مخصصاً بالفعل للقطاعات الأكثر تأثراً.

وأشار آدم باركر، محلل الرعاية الصحية في "شور كابيتال"، إلى وجود أدلة قوية على أن الناس يتخذون احتياطاتهم الخاصة قبل أن تفرض الحكومة قيود الإغلاق التي تجاهلها في شكل صارخ الموظفون في رئاسة الوزراء والوزارات الحكومية الأخرى المرة الماضية. ويبدو أن ذلك يبدأ من جديد. وخارج رئاسة الوزراء حيث الناس لا يحظون بالاهتمام، تلغى حفلات عيد الميلاد في شكل جماعي. وتدرس الخطط وتلغى. وبدأت حجوز السفر في التراجع، لأسباب منها نظام الفحوص الذي يعاد فرضه. ماذا عن الكمامات؟ مع الأسف، ثمة أدلة أقل على وجود تبن واسع انتشار لهذه الأدوات الصغيرة المنقذة للحياة. لكن الناس الذين يتابعون نشاطات كالمبيعات بالتجزئة يبدأون في وضع خطوات كتقليل الزيارات إلى المحال وزيادة وازنة في الشراء عبر الإنترنت، ضمن توقعاتهم.

صحيح أن الشركات تعلمت كثيراً من الإغلاقات السابقة والفترات التي طبقت فيها القيود. وستتمكن من تطبيق ما تعلمته للتخفيف من الأضرار الناجمة عن القفزة الأخيرة في الإصابات.

وثمة مشكلة في أن تلك القطاعات التي شرعت في الخروج للتو من السبات وبالكاد بدأت تنهض من الأرض، تدفع الآن مرة أخرى إلى الثلاجة. ويبدو احتمال أن تمضي فترة في الثلاجة الصناعية المطلوبة للقاح "فايزر" كبيراً في شكل مخيف. وتشمل هذه القطاعات الضيافة والسفر والفنون وصالات السينما. ولدى المحال "غير الأساسية" سبب وجيه للقلق أيضاً. إذ لم تعزز مرونتها بما يكفي. ولم تملك الفرصة لذلك. ولو اتبعت الموجة الحالية من الجائحة خطى الموجات السابقة، فقد تتدهور الأمور بسرعة، وستبدأ شركات في التعثر. وستنقلب بسرعة الأرقام التي تبدو حميدة في مجال سوق العمل.

لقد أثبتت إدارة الحكومة للأثر الاقتصادي للجائحة إلى اليوم أنها أكثر مهارة بكثير من تعاملها مع الوضع الوبائي، لا سيما العمل السياسي البشع المتمثل في إقامة الحفلات في حين كان الناس يموتون وحدهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد قدمت بريطانيا إلى العالم القواعد الحاسمة للإجراءات التي يجب عدم اتباعها في التعامل مع الشيطان المجهري المعروف باسم "سارس- كوف-2". لكن، ماذا عن التوقعات التي تبدو بغيضة في شأن البطالة بعد الصدمة الاقتصادية ذات الأبعاد التاريخية؟ إنها لم تتبلور أبداً. وأخيراً، كنا نتحدث عن مشكلة النواقص في العمالة مجدداً، وليس النقص في التوظيف.

من شأن هذا الوضع أن يتغير بسرعة تامة في غياب الإجراءات. لن تحب وزارة المالية فكرة وضع برنامج جديد للإجازات المدفوعة، وكذلك الحال بالنسبة إلى توفير مزيد من قروض عودة الانتعاش والدعم المخصص للعاملين لحسابهم الخاص. إذ أجبر البرنامج الأخير وزير المالية على الاقتراض كأنه يعاني سلسلة خسائر في كازينو بـ"لاس فيغاس" [إشارة إلى القمار]. لكن الحقيقة تتمثل في أن ذلك شكل اقتراضاً طيباً. إذ ساعد في التخفيف من أثر المراحل الأسبق من الجائحة. وساعد أيضاً في التخفيف من الآثار الاجتماعية والبشرية. يجب ألا ننسى ذلك.

واستطراداً، لقد سهل [الاقتراض] حصول تعاف أسرع. إذ جسد برنامج الاحتفاظ بالوظائف (الاسم الرسمي لبرنامج الإجازات المدفوعة)، سياسة ناجحة جداً في الواقع. وقد تكون تلك السياسة الحكومية، الوحيدة التي يمكن تطبيق هذا الوصف عليها.

في ذلك الصدد، إن الشركات التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها كانت قواها العاملة جاهزة ومستعدة حين سمح لها بإعادة فتح أبوابها، فتمكنت بسرعة من البدء في توليد عوائد ومداخيل صافية وضرائب. وتمكن موظفوها من التصدي للتحديات فيما هم عالقون في المنزل. وقد لا يحب سوناك فكرة مزيد من الإجازات المدفوعة. إنه محافظ أكثر تقليدية من بوريس جونسون. ويحب إجراءات على غرار الدفاتر المتوازنة وخفض الضرائب للناخبين من الطبقة الوسطى. في المقابل، إنه ليس مضطراً سوى لتحمل ذلك الإجراء [إعادة الإجازات المدفوعة]. وسيكون ذلك الإجراء ضرورياً. إذ يطالب قطاع الضيافة بمساعدة بالفعل. وستليه قطاعات أخرى. هل نلومها؟ إنها في حاجة إلى مساعدة. وباستثناء المنظرين المجانين القلائل، لن يوافق أحد مرغماً على تقديم وزير المالية البرنامج. وبالعكس [ستأتي الموافقات طواعية].

إذاً، هيا يا سوناك، لقد آن الأوان كي يلمع نجمك مجدداً. الوقت مناسب كي تثبت أنك أفضل من الفراغ المعنوي المتفاقم في المكتب القريب من مكتبك [رئاسة الوزراء].

وفق مسار التطورات، لن يبقى رئيس الوزراء رئيسك لفترة أطول على أي حال. سيكون إنقاذ الاقتصاد من "أوميكرون" إنجازاً حقيقياً تفخر به إذا كنت ترغب في الانتقال من منصب وزير المالية إلى منصب اللورد الأول للخزانة، وهو لقب يحمله تقليدياً رئيس الوزراء البريطاني.

© The Independent

المزيد من آراء