Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطط البريطانيين للأعياد معلقة مع اعتبار العلماء تخفيف التباعد الاجتماعي "تهورا"

المحادثات الرباعية تتواصل بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على قيود "كورونا" خلال العطلة  

الجدل مستمر حول النصيحة الحكومية للاجتماع خلال الأعياد من عدمه (رويترز) 

تبدو خطط ملايين البريطانيين فترة عيد الميلاد معلقة، بعدما فشل وزراء الحكومة في التوصل إلى اتفاق مع الإدارات المفوضة في أقاليم المملكة المتحدة، على ما إذا كان ينبغي المضي قدماً في التساهل المتوقع مع قيود "كوفيد" لمدة خمسة أيام أم لا.

وأوضح مصدر حكومي بريطاني أنه "لا توجد خطط" لتشديد القيود في إنجلترا، لكن يبدو أن وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف قد لقي اعتراضاً من أجزاء أخرى من المملكة المتحدة حيث تسود مخاوف من انتشار الفيروس عن طريق الأشخاص الذين يعبرون الحدود (بين مختلف المناطق البريطانية) كي يكونوا مع أحبائهم خلال الأعياد.

وفي هذا الإطار يتعرض رئيس الوزراء بوريس جونسون لضغوط شديدة لحمله على التراجع عن عرضه السماح لما يصل إلى ثلاث أسر بالالتقاء والاحتفال معاً بالعيد.

وتحذر مجموعة متنامية من العلماء من أن ذلك قد يتسبب في ارتفاع الإصابات بالمرض وفي حالات الوفاة خلال الأسابيع الآتية. وتعتبر "جمعية أطباء الاستشفاء المستشارين والاختصاصيين" Hospital Consultants and Specialists Association أن على الحكومة التخلي عما سمتها "خطة كوفيد الانتحارية لعيد الميلاد".

دوائر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" أكدت أنها "في صدد مراجعة الخطة". لكن يعتقد أن الوزراء يضغطون من أجل تعزيز الرسائل والتوجيهات في شأن طرق الاجتماع بين العائلات بشكل أكثر أماناً، بدلاً من تقليص وقت عطلة عيد الميلاد أو حجم التجمعات المسموح بها.

وتشير معلومات إلى أن رئاسة الوزراء ستعمل على عدم تشجيع الناس على السفر في جميع أنحاء البلاد من أجل إحياء العيد، لكن تردد أن إلغاء قسرياً لخطط العيد قد يفضي إلى تراجع الامتثال لقواعد مواجهة فيروس "كورونا" في السنة الجديدة.

في غضون ذلك لمّحت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن، إلى استعداداتها لعدم مسايرة النهج المتبع على مستوى المملكة المتحدة خلال فترة الأعياد، عندما أكدت لأعضاء البرلمان أنه إذا تعذر التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات التي تضم ممثلين عن الأقاليم الأربعة، فإن إدنبره "ستدرس ما نعتقد أنه مناسب".

لكن نظيرها رئيس وزراء ويلز مارك دراكفورد كان أكثر تردداً في مطالبة الناس بالتخلي عن إجازتهم خلال عطلة العيد، واصفاً الخطط المطروحة بأنها "توافق تم التوصل إليه بشق الأنفس" وهو ما "لن يتم الاستخفاف به بسهولة".

مصدر حكومي بريطاني انضم إلى موقف ويلز واصفاً الدعوة الرباعية بأنها "بناءة". وأشار إلى أن الوزير غوف سيواصل المناقشات. وأكد المصدر أنه "لا توجد خطط لتغيير الإجراءات في إنجلترا". وأضاف: "نحن حريصون على الحفاظ على نهج شامل على مستوى المملكة المتحدة، وسنجري مزيداً من المناقشات مع الإدارات المفوضة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتلقى بوريس جونسون مطالب بالتحرك خلال جلسة طرح الأسئلة على رئيس الوزراء في مجلس العموم الأربعاء من زعيم حزب "العمال" السير كير ستارمر، الذي كان قد دعا إلى اجتماع لجنة "كوبرا" للطوارىء من أجل النظر في قضية تشديد الضوابط.

وقد تصاعدت الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني من خلال مقالة مشتركة نادرة كتبها رئيسا تحرير "المجلة الطبية البريطانية" British Medical Journal و"مجلة الخدمات الصحية" Health Service Journal، وصفا فيها خطط عيد الميلاد بأنها "متهورة"، وحذرا من أن الحكومة "على وشك الوقوع في خطأ كبير آخر قد يكلف كثيرين فقدان حياتهم". "ويمكن أن تتسبب بـ "تدهور" (أوضاع) مستشفيات "الخدمات الصحية الوطنية" NHS. 

آشلي ودكوك أستاذ طب الجهاز التنفسي في "جامعة مانشستر"، دعم كاتبي المقالة عندما حذر من أن "تقاليد عيد الميلاد تقتضي بشكل فريد اختلاط الصغار مع الكبار في السن الذين سيكونون معرضين لخطر الإصابة بعدوى الفيروس والموت، وهو أكبر بكثير من الذي ينتج عن الاختلاط ضمن مجموعات من فئات عمرية متشابهة".

وأضاف البروفيسور ودكوك أن "هذه الكارثة لا يمكن تجنبها خصوصاً مع حلول السنة الجديدة. ويتعين بدلاً من ذلك على الحكومة أن تحدد يوماً للاحتفال في السنة 2021 بغض النظر عن طابعه الديني الذي ترغب بعض الفئات في الالتزام به، وذلك بعد تلقيح جميع المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بالعدوى في المملكة المتحدة".

ورأى أيضاً البروفيسور جون إدموندز عضو "اللجنة الاستشارية العلمية للطوارىء" Sage التابعة للحكومة، أنه "قد يكون من الأفضل إرجاء الاجتماع مع الأقارب الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بدلاً من لقائهم خلال عيد الميلاد".

لكن بول هانتر أستاذ الطب في جامعة "إيست أنغليا" قال: "أنا شخصياً أعتقد أن من الخطر التساهل مع هذا الوباء في نهاية المطاف، لقاء إرضاء رغبة الكثيرين ممن يرغبون في قضاء وقت مع أحبائهم".

ملايين العائلات أجرت ترتيباتها استعداداً للمناسبة، سواء من خلال قيامها بطلب وجبة الديك الرومي، أو عبر التخطيط للسفر تحسباً للسماح بالاحتفال بشكل محدود بعيد الميلاد، وذلك منذ أن أعلن رئيس الوزراء عن تخفيف القيود خلال فترة الأعياد في الرابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، في وقت وصل عدد الحالات اليومية للإصابة بالفيروس إلى 11299 في جميع أنحاء المملكة المتحدة (في حينه).

وأظهرت آخر الأرقام أن عدد الإصابات بفيروس "كورونا" قد سجل 18450 يوم الثلاثاء الفائت وارتفاعها بشكل حاد في جنوب شرقي البلاد وفي العاصمة لندن نفسها، مع الإبلاغ عن 506 وفيات.

معلوم أن العاصمة البريطانية تخضع اعتباراً من الأربعاء (اليوم) لقيود الإغلاق من المستوى الرقم ثلاثة هي وأجزاء من مقاطعة إيسيكس وهيرتفوردشير، في وقت يجري الوزراء أول مراجعة للنظام الإقليمي الذي تم العمل فيه في إنجلترا اعتباراً من الثاني من ديسمبر (كانون الأول). أما مناطق الشمال الغربي من بريطانيا، ولا سيما "تيز فالي" Tees Valley ويوركشير حيث تراجع في الأسابيع الأخيرة معدل الرقم R الحاسم (يحدد نسبة نقل الفيروس من الأشخاص المصابين به إلى الآخرين)، فيتوقع أن يتم تخفيض القيود من المستوى 3 إلى المستوى 2، ما يسمح بإعادة فتح الحانات والمطاعم للأشخاص الذين يتناولون وجبات كاملة.

وتبين من خلال استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" YouGov (تعنى بأبحاث السوق وتحليل البيانات عبر الإنترنت)، أن عدداً كبيراً من البريطانيين هم على استعداد للتخلي عن خططهم لإحياء فترة الأعياد هذه السنة. ومن بين 3856 شخصاً بالغاً تم استجوابهم يوم الثلاثاء الفائت، رأى قرابة 57 في المئة إنه يجب إلغاء خطط تخفيف التباعد الاجتماعي، في مقابل 31 في المئة فقط قالوا إن إجراءات تليين القيود يجب أن تمضي قدماً كما هو مخطط لها.

وقال طوبياس إلوود أحد أبرز نواب الصفوف الخلفية backbencher لحزب "المحافظين" (أي المجموعات غير المقربة من الحكومة) إنه "تم وضع التوجيهات في نوفمبر الماضي، عندما كانت التوقعات مختلفة للغاية، وأكثر إيجابية بكثير مما هي عليه الآن. فقد كانت لدينا قدرة في تلك الفترة، على إبقاء أي زيادة في تصنيف رقم التكاثر R عند مستويات يمكن التحكم فيها".

 

واعتبر أنه "بمقدار ما كنا في حاجة إلى فترة استراحة، إلا أنه يجب ألا ننسى أن هذه هي أكبر أزمة تواجهنا منذ الحرب (العالمية الثانية). إنها خطيرة ودائمة، وتتطلب في المقابل اتخاذ قرارات صعبة وشجاعة للتكيف مع ما هو الأفضل بالنسبة إلى بريطانيا على المدى الطويل، حتى لو كانت الإجراءات لا تحظى بأي مقدار من الشعبية".

وزير الصحة السابق جيريمي هانت، دعا من جهته الوزراء إلى الاستماع "بحذر شديد" إلى الدعوات الموجهة إليهم بوجوب إعادة التفكير، منبهاً إلى أن دخول مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" موسم شتاء يشكل "كابوساً" بأسرّة تغص بمرضى "كوفيد"، سيفرض "وضعاً خطيراً للغاية ومحفوفاً بالمخاطر".

رئيسة وزراء اسكتلندا ستورجن أثارت احتمال عدم اعتماد نهج الأقاليم البريطانية الأخرى، وقالت للبرلمان: "لقد واجهنا مرحلة توجب النظر في ما إذا كان علينا أن نشدد المرونة في القواعد التي تم فرضها، سواء من حيث المدة أو عدد الأشخاص في لقاءات المجموعات".

أما في ويلز، فقال رئيس الوزراء دراكفورد أمام برلمان الإقليم إن "تحديد الخيار في حد ذاته أمر محبط، أليس كذلك؟" وسلط المسؤول الويلزي الأول الضوء على "المناشدات التي تفطر القلوب" التي يتلقاها من الناس بعدم الرجوع عن الخطة الراهنة"، واصفاً الاختيار في مثل هذا الموقف بأنه "صعب للغاية".

إشارة إلى ما كتبه الزعيم المعارض السير كير إلى رئيس الوزراء، عارضاً عليه دعم حزب "العمال" لإجراء مراجعة يكون هدفها تشديد القيود خلال فترة الأعياد.

واتهم زعيم حزب "العمال" الوزراء بأنهم "فقدوا السيطرة على تفشي الإصابات" محذراً من أن "الوضع أخذ منعطفاً نحو الأسوأ منذ اتخاذ القرار في شأن فترة عيد الميلاد". وقال مخاطباً إياهم: "إذا توصلتم مع العلماء في الحكومة إلى أننا سنكون في حاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على سلامة الناس خلال عيد الميلاد، فإنكم ستحظون بدعمي".

كبير أمناء وزارة الخزانة ستيفن باركلي حض الناس على التحلي بضبط النفس و"القيام بالحد الأدنى" من الاختلاط إذا ما زاروا الأسرة خلال عيد الميلاد. وختم قائلاً إن "الموقف لا يعني أننا نلغي نظام التدرج في مستوى التدابير لمدة خمسة أيام، إذا ما تركنا للناس بعض الحرية لتنفس الصعداء".

© The Independent

المزيد من سياسة