ملخص
أكدت نائبة المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جينيفر لوكسيتا أمام مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، أن "الولايات المتحدة لا تزال تركز على ضمان أمن إسرائيل واستقرار غزة والضفة الغربية". وأضافت "لقد أوضح الرئيس (دونالد) ترمب بجلاء أن الولايات المتحدة تتوقع إنهاء العنف في الضفة الغربية، وأنها لن تسمح بضم أي جزء منها".
صرح رئيس بلدية "تقوع" بالضفة الغربية محمد البدن أمس الثلاثاء إن فتى في الـ16 من عمره قتل برصاص مستوطن إسرائيلي، في البلدة الواقعة شرق بيت لحم.
واحتدم العنف في الضفة الغربية منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي استمرت عامين. وتصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين بشدة، وأبلغت الأمم المتحدة عن وقوع أكبر عدد على الإطلاق من مثل هذه الهجمات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
الرواية الإسرائيلية
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن مدنياً إسرائيلياً أطلق النار على ملثمين كانوا يلقون حجارة وزجاجات طلاء باتجاه سيارات مدنية إسرائيلية تسير على طريق رئيس في المنطقة، وأضاف المصدر أن الشرطة الإسرائيلية نقلت المدني الإسرائيلي لإخضاعه لمزيد من الاستجواب.
وقال البدن، في اتصال هاتفي مع "رويترز"، "اليوم وبعد تشييع الفتى عمار صباح (16 سنة)، الذي قتله الجيش الإسرائيلي أمس (الإثنين) وسط البلدة، حضر عدد من الفتية بجانب الشارع الرئيس وسط البلدة، إذ أطلق مستوطن النار على الفتى مهيب جبريل (16 سنة) وأصابه في رأسه".
وتابع أنه تم نقله إلى مركز طبي في البلدة، إذ أعلنت وفاته وعقب ذلك جرت عمليه تشييعه ودفنه.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور يظهر فيه مجموعة من الفتية يركضون بعيداً من أحد الشوارع، وبعد لحظات يسقط أحدهم أرضاً.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت عمار صباح أول من أمس الإثنين خلال اقتحام الجيش للبلدة، وذكر الجيش أن الحادثة قيد التحقيق، وأن الجنود تعرضوا للرشق بالحجارة ليستخدموا وسائل تفريق الشغب قبل أن يطلقوا النار.
ويقطن الضفة الغربية 2.7 مليون فلسطيني يتمتعون بحكم ذاتي محدود تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، بينما يوجد بها مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين.
وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات، المقامة على أراض احتلتها إسرائيل في حرب 1967، غير شرعية، ودعت قرارات عدة صادرة عن مجلس الأمن الدولي إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية.
وتنفي إسرائيل عدم شرعية المستوطنات، وتشير إلى روابط دينية وتاريخية بالأرض.
واشنطن تشدد على رفض ضم الضفة
وأكدت نائبة المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جينيفر لوكسيتا أمام مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، أن "الولايات المتحدة لا تزال تركز على ضمان أمن إسرائيل واستقرار غزة والضفة الغربية". وأضافت "لقد أوضح الرئيس (دونالد) ترمب بجلاء أن الولايات المتحدة تتوقع إنهاء العنف في الضفة الغربية، وأنها لن تسمح بضم أي جزء منها".
هدم مبان في "نور شمس"
وفي سياق منفصل، كشف الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء عن نيته هدم مبان عدة في مخيم "نور شمس" للاجئين شمال مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وهو مخيم قائم منذ زمن طويل.
وقال الجيش إن المخيمات في المنطقة "تشكل مراكز ثقل للنشاط الإرهابي"، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن رئيس بلدية طولكرم ندد بهذه الخطوة، ووصفها بأنها "جريمة كاملة".
ووفقاً لما قاله سكان من مخيم "نور شمس" لـ"رويترز" في وقت سابق من العام، هدم الجيش الإسرائيلي في مارس (آذار) الماضي أجزاء كبيرة من المخيم لإفساح الطريق أمام المركبات العسكرية، مما تسبب بتشريد آلاف السكان.
وشدد الجيش القيود على الحركة ونفذ حملات مداهمة واسعة النطاق في مدن عدة، مرجعاً ذلك إلى ضرورة استئصال العناصر المشتبه في انتمائها إلى جماعات مسلحة.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، على خلفية ما وصفته بعمليات طرد قسري في الضفة الغربية، وتنفي إسرائيل ارتكاب مثل هذه الجرائم.
منع دخول برلمانيين كنديين
في سياق متصل منعت السلطات الإسرائيلية أمس الثلاثاء ستة أعضاء في البرلمان الكندي كانوا وافدين من الأردن من دخول الضفة الغربية، متهمة الوفد بأنه يقوم برحلته برعاية "كيان إرهابي".
وقالت جيني كوان، وهي نائبة معارضة من الحزب "الديمقراطي الجديد" اليساري الكندي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن النائبة إقرا خالد، من الحزب الليبرالي الذي يتزعمه رئيس الوزراء مارك كارني، تعرضت "للدفع بصورة متكررة" من جانب عنصر في حرس الحدود الإسرائيلي.
وكان السياسيون الكنديون يقومون برحلة، برعاية مؤسسة "كنديان مسلم فوت" Canadian-Muslim Vote الخيرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تهمة الإرهاب
وقالت سفارة إسرائيل في كندا للوكالة الفرنسية في بيان إن هذه المؤسسة تتلقى تمويلاً من منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا، وهي فرع من منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، التي "صنفتها دولة إسرائيل كياناً إرهابياً".
وكثيراً ما رفضت منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم الاتهام الإسرائيلي، بأنها مجموعة إرهابية مرتبطة بحركة "حماس".
وأوضحت كوان أن الوفد أبلغ السلطات الإسرائيلية مسبقاً برحلته التي تضمنت اجتماعات مع منظمات إغاثة، ومع قادة من المجتمع المدني الفلسطيني واليهودي.
وأشارت في بيان إلى أن "حكومة كندا أبلغت حكومة إسرائيل رسمياً قبل سفر الوفد"، مضيفة "أعطيت الموافقة المبدئية على تصاريح السفر الإلكترونية لدخول الضفة الغربية"، لكن عند الوصول إلى معبر جسر اللنبي الثلاثاء "رفض دخول الوفد بأكمله إلى الضفة الغربية".
وأفادت كوان بأنها قبل مغادرتها كندا، أخذت في الاعتبار احتمال أن يواجه الوفد صعوبات بسبب قرار كارني الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأوضحت أن الوفد عاد للعاصمة الأردنية عمان.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن أوتاوا "تبدي اعتراضها على سوء معاملة هؤلاء الكنديين".