كيف علق ساندرز على رؤية علم نازي في أحد تجمعاته الانتخابية؟

قال بيرني ساندرز إنه لم يتوقع يوماً رؤية علم نازي في تجمع سياسي حاشد طوال حياته، وذلك بعدما رفع رجل راية تحمل رمز الصليب المعقوف بشكل مفاجئ، فيما كان السيناتور يلقي خطاباً في فعالية أقيمت الخميس الماضي.

ووصف السياسي الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة على أمل أن يصبح أول رئيس يهودي في أميركا، هذه الحادثة التي شهدها تجمع له في أريزونا بالـ"مقززة" و"الرهيبة".

وبدأ أنصار ساندرز يصرخون باستهجان فور ظهور العلم ثم انتزعوه من أيدي الرجل الذي طُرد بعدها من المكان. وقال السيناتور في لقاء له مع جاك تابر مقدم البرامج على قناة "سي أن أن" الإخبارية يوم الأحد، "فقدنا 400 ألف شخص في حربنا على ذلك الرمز، وحربنا على النازية. كما قُتل 6 ملايين يهودي وآخرون... كانت أكثر الحروب دماراً في تاريخ البشرية، ولديك في الولايات المتحدة شخص معادٍ للسامية كان يصرخ عبارات بذيئة كذلك- لا شك أن هذا فظيع ومقزز".

وأضاف ساندرز "علي أن أقول لك إنني لم أتوقع كأميركي أن أرى خلال حياتي صليباً معقوفاً خلال تجمع سياسي رئيسي. إنه لأمر رهيب". وأوضح السيناتور عن ولاية فيرمونت، إنه لم يرَ العلم في حينه لكنه أُخبر بوجوده بعد قليل من مغادرته المسرح في فينكس بولاية أريزونا.

يُذكر أن عدداً من أفراد عائلة ساندرز قد قتلوا على أيدي النازيين في إطار المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية. وبدا في فيديو التقط خلال الحدث أن الرجل، الذي تبين أنه "ناشط متخصص بالتحايل" من اليمين المتطرف، قد أدى التحية النازية "هايل هتلر" قبل إخراجه من التجمع.

وندد جو بايدن، منافس ساندرز على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020 الرئاسية، يوم الجمعة بالمتطرف الذي رفع العلم معرباً عن دعمه للسيناتور. وكتب على "تويتر"، "لا يهمني من تدعمون، إن الهجمات المشابهة ضد رجل قد يصبح أول رئيس يهودي مقرفة ومرفوضة".

ومن جهتها، عبرت اللجنة اليهودية - الأميركية، وهي أقدم المجموعات المدافعة عن اليهود في الولايات المتحدة عن "امتنانها" لإخراج الرجل بسرعة من المكان. وقالت "إن الأعلام النازية رموزٌ للكراهية الصرف ولا مكان لها في أميركا، لا سيما في تجمع لمرشح رئاسي يهودي".

تبلغ حوادث معاداة السامية معدلات شبه قياسية في الولايات المتحدة، بعد ارتفاعها في عام 2017 وفقاً لـ "رابطة مكافحة التشهير". وأظهرت البيانات التي نشرت في مايو (أيار) من العام الماضي أن 2018 كانت ثالث أعلى سنة من حيث نسب حوادث الاعتداء والمضايقة والتخريب الموجهة ضد اليهود، منذ بدء المنظمة بتسجيل البيانات عام 1979.

وذكر تقرير أصدرته الرابطة أن 1879 هجوماً وقع ضد اليهود والمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة، أسفر أحدها عن مقتل 11 شخصاً في حادثة إطلاق نار جماعية داخل كنيس "تري أوف لايف" في بيتسبورغ- وهو أعنف هجوم على اليهود في تاريخ الولايات المتحدة.