ملخص
ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في نحو أسبوعين اليوم، بعدما عززت بيانات اقتصادية أميركية توقعات إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي على خفض سعر الفائدة خلال ديسمبر المقبل، مما ضغط على الدولار.
تلقى الين دعماً اليوم الأربعاء من توقعات بأن بنك اليابان المركزي قد يقدم على رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل، في حين انخفض الدولار بعدما عززت بيانات اقتصادية أميركية توقعات خفض الفائدة، وارتفع الدولار النيوزيلندي بعدما أشار بنك الاحتياطي إلى نهاية محتملة لدورة التيسير النقدي.
وقالت مصادر لـ"رويترز" إن بنك اليابان يهيئ الأسواق لاحتمال رفع أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل، مما يعيد إحياء لهجة التشديد النقدي مع عودة المخاوف إزاء الانخفاضات الحادة للين وتلاشي الضغوط السياسية على البنك لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة، وارتفع الين في البداية بفضل هذه الأنباء، قبل أن يقلص بعض هذه المكاسب على مدار جلسة التداول.
وسجل في أحدث التعاملات انخفاضاً طفيفاً إلى 156.07 مقابل الدولار، بعدما سجل خلال وقت سابق مستوى مرتفعاً خلال اليوم عند 155.66.
وتعرضت العملة اليابانية لضغوط مع تصاعد المخاوف إزاء الوضع المالي المتدهور في البلاد وتوخي البنك المركزي الحذر حيال رفع أسعار الفائدة، مع تأهب المتداولين لخطر تدخل طوكيو لوقف انخفاض الين.
وقال بعض المحللين إن عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة غداً الخميس قد تفتح نافذة لتدخل السلطات، وأوضحت محللة العملات لدى بنك الكومنولث الأسترالي كارول كونج "ستؤدي عطلة عيد الشكر لانخفاض السيولة، وقد يكون ذلك وقتاً مناسباً للسلطات اليابانية للتدخل، لأن ذلك سيعني أن التأثير في الأسواق سيكون أكبر".
وأضافت "أعتقد أن التدخل المباشر هو بالتأكيد خطر وارد هذا الأسبوع، استناداً فقط إلى تعليقات المسؤولين اليابانيين".
في غضون ذلك، قفز الدولار النيوزيلندي بعدما خفض بنك الاحتياطي أسعار الفائدة إلى 2.25 في المئة كما كان متوقعاً، لكنه قدم نظرة أكثر ميلاً للتشديد النقدي في المستقبل.
وجرى تداول الدولار النيوزيلندي على ارتفاع 1.2 في المئة عند 0.5690 دولار مع تقليص المتعاملين بصورة حادة توقعاتهم لأية خفوض أخرى في سعر الفائدة، وخلال الوقت نفسه ارتفع الدولار الأسترالي 0.57 في المئة إلى 0.6506 دولار بعدما جاء التضخم لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أعلى من التوقعات، مما يغلق الباب أمام مزيد من التيسير في السياسة النقدية.
وفي السوق الأوسع نطاقاً، تراجع الدولار اليوم بعدما عززت البيانات الاقتصادية الأميركية توقعات خفض سعر الفائدة خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ومع رهان المستثمرين على أن المرشح الرئيس لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قد يدير السياسة في اتجاه يميل أكثر إلى التيسير النقدي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت بيانات صدرت أمس الثلاثاء ارتفاع مبيعات التجزئة داخل الولايات المتحدة بأقل من المتوقع خلال سبتمبر (أيلول) الماضي بينما جاءت أسعار المنتجين متوافقة مع التوقعات.
وتراجعت ثقة المستهلكين الأميركيين خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مع قلق الأسر في شأن أوضاعها المالية والوظائف.
ودفع كل هذا المتداولين لزيادة رهاناتهم على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي للفائدة الشهر المقبل، إذ تشير أداة "فيد ووتش" إلى أن الأسواق تتوقع الآن فرصة بنسبة 85 في المئة للتحرك بمقدار 25 نقطة أساس.
وقالت كونج من بنك الكومنولث الأسترالي "ترسم بيانات الليلة الماضية بالتأكيد صورة لتباطؤ الاقتصاد الأميركي، وتدعم خفض سعر الفائدة على المدى القريب من قبل اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة".
واقترب اليورو أكثر من مستوى 1.16 دولار، وجرى تداوله ضمن أحدث تعاملات عند 1.1590 دولار، مدعوماً إلى حد ما بعلامات التقدم في خطة السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وارتفع الجنيه الاسترليني 0.2 في المئة إلى 1.3191 دولار، وذلك قبيل إعلان وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز عن الموازنة خلال وقت لاحق من اليوم.
ومقابل مجموعة من العملات، انخفض مؤشر الدولار 0.2 في المئة إلى 99.65، ومما ضغط أيضاً على الدولار التقرير الذي نشرته وكالة "بلومبيرغ نيوز" ويفيد بأن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يعد المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي القادم. ويقول هاسيت، مثل الرئيس دونالد ترمب، إن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل مما هي عليه الآن.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس إن هناك احتمالاً كبيراً لأن يعلن ترمب الفائز بالمنصب قبل عيد الميلاد.
وقال كبير محللي العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني رودريجو كاتريل "ينظر إلى هاسيت على أنه متفق بشدة مع تفضيل الرئيس ترمب لأسعار فائدة أقل، ومن المرجح أن يعزز تعيينه مساعي الإدارة الأميركية لسياسة نقدية أكثر تيسيراً".
الذهب يلمع
ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في نحو أسبوعين اليوم، بعدما عززت بيانات اقتصادية أميركية توقعات إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي على خفض سعر الفائدة خلال ديسمبر المقبل، مما ضغط على الدولار.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.7 في المئة مسجلاً 4156.89 دولار للأوقية (الأونصة) وهو أعلى مستوى منذ الـ14 من نوفمبر الجاري، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 0.4 في المئة إلى 4154.10 دولار.
وقال كبير محللي السوق في شركة "كيه سي أم تريد"، تيم ووترر "تتجه التوقعات الآن نحو خفض أسعار الفائدة في ديسمبر (المقبل)... مدعومة بسلسلة تصريحات تميل إلى تيسير السياسة النقدية من مسؤولي مجلس الاحتياطي وبيانات اقتصادية معتدلة، مما يعزز جاذبية الذهب من منظور العائد".
وتأتي هذه البيانات في أعقاب تصريحات تميل إلى تيسير السياسة النقدية صدرت أخيراً عن صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي.
وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوع، إذ توقع المستثمرون أن كيفن هاسيت المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مجلس الاحتياطي الاتحادي، ربما يقود السياسة النقدية في مسار يؤيد التيسير النقدي بصورة أكبر، وهذا التوجه يجعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار أقل كلفة لحاملي العملات الأخرى.
واستقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام قرب أدنى مستوى في شهر الذي سجلته ضمن الجلسة السابقة.
وفي سياق آخر، انخفض صافي واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ خلال أكتوبر الماضي بنحو 64 في المئة مقارنة بسبتمبر الماضي، والصين تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة ضمن المعاملات الفورية 0.9 في المئة إلى 51.85 دولار، ونزل البلاتين 0.1 في المئة مسجلاً 1552.50 دولار، واستقر البلاديوم عند 1396.80 دولار.
الأسهم الأوروبية ترتفع
ارتفعت الأسهم الأوروبية قليلاً اليوم مدعومة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية وبمؤشرات إلى تقدم محادثات السلام الخاصة بأوكرانيا، فيما يترقب المستثمرون إعلان موازنة بريطانيا.
وزاد مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.4 في المئة إلى 570.25 نقطة، بعدما سجل أقوى مكاسبه اليومية خلال أسبوعين، أمس.
وبدت المؤشرات المحلية الرئيسة أكثر قوة، إذ ارتفع المؤشران الرئيسان في ألمانيا وفرنسا 0.5 في المئة لكل منهما.
وارتفع مؤشر "فايننشال تايمز 100 البريطاني" 0.2 في المئة قبيل إعلان الموازنة، ومن المتوقع أن تكشف وزيرة الخزانة راشيل ريفز عن زيادات ضريبية بمليارات الجنيهات الاسترلينية.
واستفادت الأسواق الأوروبية من المعنويات الإيجابية عالمياً مع تزايد التوقعات بقيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (بخفض جديد لأسعار الفائدة الشهر المقبل، عقب صدور بيانات اقتصادية أمس.
وعزز التقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا الثقة في الأسواق، بعدما أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لدفع إطار عمل مدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
وعلى رغم ذلك، سجلت أسهم شركات الدفاع مكاسب خلال الجلسة. وارتفع المؤشر الأوسع نطاقاً للدفاع والطيران 0.8 في المئة.
وعلى صعيد الأسهم الفردية، زاد سهم شركة "بوما الألمانية" 1.9 في المئة بعدما أعلنت نظيرتها الأميركية أوربان أوتفيترز إيرادات تفوق التوقعات للربع الثالث.
التكنولوجيا تقود أسهم اليابان
ارتفع المؤشر الياباني "نيكاي" اثنين في المئة اليوم، إذ تصدرت أسهم شركات التكنولوجيا الارتفاعات بعد صعود "وول ستريت" أمس على خلفية تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال ديسمبر المقبل.
وزاد "نيكاي" 2.1 في المئة إلى 49672.63 نقطة، وصعد المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" بنسبة 1.94 في المئة مسجلاً 3354.74 نقطة.
وقال كبير مديري المحافظ لدى "جيه سي آي" لإدارة الأصول تاكاماسا إيكيدا "أدت التوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى صعود الأسهم الأميركية خلال الليل مما دعم مكاسب سوق الأسهم اليابانية اليوم".