ملخص
يستمر الجدل منذ أشهر حول احتمال تكون فقاعة في أسهم الذكاء الاصطناعي، مع محاولة المستثمرين تقييم قدرة الشركات على تحقيق الوعود المرتبطة بالطفرة الهائلة في هذا القطاع.
شهدت الأسهم العالمية تقلبات حادة خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار المخاوف في شأن تقييمات قطاع الذكاء الاصطناعي التي تلقي بظلالها على أسواق المال.
وعلى رغم الارتداد المحدود بعد أربعة أيام من عمليات البيع عقب إعلان نتائج شركة "إنفيديا"، فإن مكاسب الشركة تبخرت سريعاً خلال جلسة الخميس الماضي مع استمرار خسائر الأسهم الأميركية.
وفي حين عادت "وول ستريت" للارتفاع الجمعة، تعرضت أسهم شركات تصنيع الرقائق في آسيا لضغوط قوية، بينما جدد المستثمرون موجة البيع في الأسواق الأوروبية.
1 هل دخلت أسواق الأسهم فقاعة ذكاء اصطناعي؟
يستمر الجدل منذ أشهر حول احتمال تكون فقاعة في أسهم الذكاء الاصطناعي، مع محاولة المستثمرين تقييم قدرة الشركات على تحقيق الوعود المرتبطة بالطفرة الهائلة في هذا القطاع.
لكن المدير المشارك لاستراتيجية الأسهم العالمية لدى شركة "ناينتي وان" لإدارة الأصول، دان هانبري، يرى أن السؤال الأكبر اليوم هو ما إذا كانت الأسواق تشهد بالفعل فقاعة ذكاء اصطناعي، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأسعار المرتفعة تمتد إلى ما هو أبعد من هذا القطاع.
2 هل السوق الأميركية مبالغ في تقييمها؟
أوضح هانبري "إذا نظرنا إلى التقييمات من الصعب القول بعدم وجود فقاعة في السوق الأميركية"، وأشار إلى وجود "كثير من الإشارات الحمراء" في أسواق الأسهم، لكنه لفت إلى ضرورة النظر إلى الصورة الأشمل، إذ ما زالت الشركات تظهر نمواً قوياً في الأرباح، تزامناً مع عودة أسعار الفائدة ومعدلات الخصم إلى المستويات الطبيعية.
وقال "أعتقد أننا لم ننته بعد من هذه المرحلة، ولذلك يمكن القول إننا في فقاعة أشمل تسمى فقاعة كل شيء".
4 ما العوامل التي تسهم في تكون "فقاعة كل شيء"؟
يرى هانبري أن تراكم تأثيرات أسواق السندات، والأدوات المالية المدعومة بالديون، وأسهم العقارات، وكيفية انتقال هذه العوامل إلى تقييمات الأسهم، كلها أدت إلى تكوين ما يشبه "فقاعة شاملة" تمتد عبر معظم فئات الأصول.
5 كيف يرى مديرو الصناديق العالمية التقييمات الحالية؟
أظهر مسح "بنك أوف أميركا" في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، الذي شمل 172 مدير صندوق يديرون 475 مليار دولار، أن غالبية المشاركين يعتقدون أن أسواق الأسهم العالمية باتت مرتفعة أكثر من اللازم.
وطرحت تساؤلات حول تقييمات قطاعات أخرى مثل الصناعات الدفاعية الأوروبية والبنوك العالمية، التي حققت مكاسب كبيرة هذا العام، لكن كثيراً من هذه المخاوف طغى عليها زخم أسهم الذكاء الاصطناعي.
6 هل العوامل السلوكية هي المحرك الأساس للتقلبات؟
يقول هانبري إن الخوف والطمع يؤديان دوراً محورياً في الأسواق، مع تزايد وعي الحكومات والمستثمرين والبنوك المركزية بنقاط الاختلال في التقييمات.
ويرى رئيس تخصيص الأصول في شركة "راثبونز" لإدارة الثروات، أوليفر جونز، أن أسهم التكنولوجيا والشركات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي مرتفعة التقييم، لكنه أكد أن التقييمات ليست مرتفعة بصورة موحدة كما كانت خلال فقاعة الإنترنت قبل نحو 25 عاماً.
7 هل توجد مؤشرات مبكرة على تكون فقاعة شاملة؟
أشار جونز إلى غياب المؤشرات المعتادة التي تسبق الفقاعات الكبرى، مثل الارتفاع الكبير في طرح الأسهم أو في نشاط الاندماج والاستحواذ، علاوة على أن إجمال الاستثمارات والديون الخاصة لم يشهدا الارتفاعات الحادة التي عادة ما تسبق الفقاعات، وقال إن تغير هذه المؤشرات قد يتطلب رفع مستوى التحذير.
8 ما الأخطار التي قد تتزايد في الاقتصاد الحقيقي؟
يرى رئيس الاستثمار في شركة "بي أر أي" لإدارة الثروات، توني ميدوز، أن هناك بوادر أخطار في سوق العمل قد تتفاقم مع تطور التكنولوجيا، ومع ذلك، لا يرى فريقه أن الضعف الاقتصادي سيكون طويلاً في الوقت الراهن.
9 هل من الأفضل انتظار موازنة الخريف قبل الاستثمار؟
أشار ميدوز إلى حال عدم اليقين في المملكة المتحدة قبل الموازنة الخريفية، ورأى أن إدارة محفظة استثمارية متنوعة لتقليل الأخطار أفضل من ضخ أموال جديدة قبل اتضاح الصورة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن التراجعات الأخيرة أعادت كثيراً من الأسهم التكنولوجية إلى مستويات سبتمبر (أيلول) الماضي، وأن ارتفاع السيولة لدى فريقه يمنحهم المرونة لانتظار نقطة دخول أفضل.
10 هل التراجعات الحالية تمثل فرصة شراء؟
قال كبير استراتيجيي الأسهم لدى "مورنينغ ستار"، مايكل فيلد، إنه على رغم عدم تجاهل أخطار الفقاعة، فإنه لا يرى أن الأسواق دخلت فقاعة "كل شيء".
وأوضح أن الأسهم الأميركية تتداول حالياً عند خصم يقارب خمسة في المئة من القيمة العادلة، بينما تتداول الأسهم الأوروبية عند خصم يقارب ثلاثة في المئة، وأضاف "نرى بعض الإشارات التحذيرية، ولكن ليست إلى درجة القلق الشديد".
ويرى فيلد أن شركتي "تيسلا" و"إنفيديا" مبالغ في تقييمهما، بينما يرى أن أمام "غوغل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" فرص نمو إضافية، وأشار إلى أن قطاع الرعاية الصحية الأوروبي، بما في ذلك "روش" و"جي أس كيه" و"نوفو نورديسك"، إضافة إلى عدد من أسهم التكنولوجيا الأوروبية، يتداول عند خصومات جيدة بعد "معاقبته" خلال معظم العام الحالي.