Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا وراء غضب ترمب من علماء الفضاء الأميركيين؟

قرر استثناء المتضررين في وكالة "ناسا" من حقوق عمالية تاريخية تزامناً مع احتفال الملايين بعيد العمال

ترمب يصدر القرار التنفيذي بنقل وكالة الفضاء من أحد مكاتبه في البيت الأبيض (غيتي)

ملخص

قوائم المتضررين من قرارات ترمب المتعلقة بشؤون "ناسا" وعلماء الفلك الأميركيين في ارتفاع مستمر. والرئيس ماض في إثارة جدل اجتماعي كبير حول أهمية دور الفضاء الأميركي الحكومي خلال وقتنا الراهن، وكثير من المواطنين الأميركيين يناقشون بعض هذه القرارات في المواقع العلمية البارزة بمرارة بالغة، فما الذي جرى؟

بطريقة استفزازية واضحة، ولأسباب سياسية أو نكاية في كثير من خصومه، يصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على السخرية من إنجازات علماء الفضاء والفلك الأميركيين. اتضح ذلك أخيراً من خلال رصد وتسجيل صحافيين متخصصين في الشأن العلمي لعدد من تصريحات الرئيس، توضح أنه منشغل بالانتقام من خصومه الكثر بدلاً من اتخاذ قرارات صائبة في مجالات علمية.

الصحافيون وثقوا تصريحات ساخرة ومتهكمة لترمب بمناسبة نقل قيادة الفضاء الأميركية إلى "مدينة الصواريخ" في ألاباما قبل أيام قليلة، إضافة إلى فضح ملابسات قراره استثناء المتضررين في وكالة "ناسا" تحديداً من حقوق عمالية تاريخية، والتي جاءت تزامناً مع احتفال ملايين الأميركيين بعيد العمال.

فقوائم المتضررين من قرارات ترمب المتعلقة بشؤون "ناسا" وعلماء الفلك الأميركيين في ارتفاع مستمر. والرئيس ماض في إثارة جدل اجتماعي كبير حول أهمية دور الفضاء الأميركي الحكومي خلال وقتنا الراهن، وكثير من المواطنين الأميركيين يناقشون بعض هذه القرارات في المواقع العلمية البارزة بمرارة بالغة.

أهم القرارات الجائرة

مع نقل قيادة الفضاء الأميركية إلى "مدينة الصواريخ" في ألاباما قبل أيام قليلة، واستثناء المتضررين في وكالة "ناسا" من حقوق عمالية تاريخية، وصولاً إلى قرارات تعسفية أخرى كما يصفها معارضوه، وصلت قائمة المتضررين من علماء الفلك الأميركيين وفق الأرقام المعلنة إلى حدود وصفت بالكارثية".

"نحن نحب ألاباما. فزت بها بفارق 47 نقطة فحسب. لا أعتقد أن ذلك أثر في قراري، أليس كذلك؟". بهذه العبارة الهزلية استهل الرئيس خطابه ضمن مؤتمر صحافي عقد داخل البيت الأبيض الثلاثاء، الثاني من سبتمبر (أيلول) الجاري بمناسبة نقل مقر قيادة الفضاء الأميركية من كولورادو إلى هانتسفيل في ألاباما. ووفق مواقع علمية أميركية، فإن قيادة الفضاء الأميركية التي تشرف على القدرات الحربية الفضائية للجيش الأميركي بأكمله، بما في ذلك قوة الفضاء، ستنتقل إلى ألاباما قريباً، لتكون إدارة ترمب بذلك تراجعت رسمياً عن قرار اتخذته الإدارة الرئاسية السابقة لجو بايدن.

 

وقال الصحافي بريت تينجلي المهتم بتقنيات الفضاء الناشئة ومفاهيم الإطلاق البديلة وتطورات الفضاء العسكرية وأنظمة الطائرات من دون طيار، تعليقاً على هذا الحدث "صرح ترمب اليوم مستخدماً لقباً كثيراً ما وصفت به هانتسفيل منذ القدم، وهو لقب مدينة الصواريخ، حين قال ’يسرني أن أعلن أن مقر قيادة الفضاء الأميركية سينتقل إلى موقع جميل يدعى هانتسفيل، ألاباما، والذي سيعرف إلى الأبد من الآن فصاعداً باسم مدينة الصواريخ‘".

وربط تينجلي بصورة مثيرة للجدل بين أهواء ترمب السياسية ومشاعره الخاصة الانتقامية إزاء نتائج التصويت له، وبين ملابسات هذا الحدث المهم بالنسبة إلى آلاف العاملين في ذلك المقر، والذين من المفترض أن يعانوا هم وعائلاتهم كثيراً نتيجة لتداعيات هذا القرار الكبير.

وأكد تينجلي أن ترمب معروف بانتقاده العلني لطريقة التصويت في الانتخابات داخل كولورادو تحديداً. وأثنى واحد من المعلقين على مقالة تينجلي التي نشرت لاحقاً على موقع علمي، إذ كتب معلقاً باسم Night breaker قائلاً "إنه رد الجميل لمن هم على قائمة أعدائه".

من وقائع المؤتمر

لم يفوت ترمب فرصة عقد المؤتمر الخاص بحدث يتعلق مباشرة بمسيرة الفضاء الأميركي ليعبر عن مشاعره الدفينة تجاه مدينة أميركية محددة، حتى بدا الأمر وكأن الرئيس المنتخب يعاقب مواطني تلك المدينة بقراره هذا، إذ أشار ترمب خلال المؤتمر صراحة إلى أن سياسة كولورادو المتمثلة في إرسال بطاقة اقتراع بالبريد لكل ناخب مسجل أسهمت في قراره بنقل قيادة الفضاء خارجها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق مقالة الصحافي تينجلي التي نشرت عبر موقع "سبيس دوت كوم" قبل أيام قليلة، اعترف ترمب بأن المشكلة شخصية بينه وتلك المدينة، وقال "المشكلة التي واجهتها مع كولورادو، وهي من أكبر المشكلات، أنهم يصوتون بالبريد، بل أصبح التصويت بالبريد فحسب، مما يعني أن الانتخابات أصبحت فاسدة تلقائياً. وهذا أمر لا يمكن أن نقبله. عندما تؤيد ولاية التصويت بالبريد فهذا يعني أنها تريد انتخابات غير نزيهة، لأن هذا هو المقصود. لذا، لعب هذا دوراً كبيراً".

في السياق ذاته ولكن من جهة ثانية، وبدلاً من استخدام السياسة كمبرر لهذا التصرف، فسر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث هذه الخطوة من منظور التفوق الأميركي في الفضاء. وقال هيغسيث الذي حضر المؤتمر أيضاً "نحن متقدمون جداً في الفضاء، لكن هذا سيضمن لنا البقاء في المقدمة لأنه المجال الأهم. من يسيطر على السماء سيسيطر على مستقبل الحرب".

 

ويأتي قرار ترمب هذا في سياق مقلق للغاية لكل العاملين في هذا المجال، إذ أصدر منذ توليه الرئاسة قرارات عدة وصفت بأنها غيرت كل موازين القوى في الفضاء الأميركي إلى الأبد. فترمب وقع أمراً تنفيذياً لتعزيز الفضاء التجاري وتغيير ميزان القوى في "ناسا" قبل فترة وجيزة. كما أن الرئيس الأميركي وضع "ناسا" عبر أمر تنفيذي على قائمة الوكالات المستثناة من الفصل الـ71 الذي يحكم حقوق الموظفين الفيدراليين في التنظيم والمفاوضة الجماعية في شأن ظروف العمل، إذ يخشى آلاف من موظفي "ناسا" المسرحين من العمل تدهور أوضاعهم أكثر بعد أن يلغي الأمر التنفيذي الجديد لترمب حقهم في تشكيل نقابات.

ووفق مقالة بقلم محرر علمي آخر يكتب في شؤون الفضاء هو جوش دينر، فإن هذا التغيير جاء بصورة تهكمية مقصودة وخلال الوقت المناسب تماماً ليواكب مناسبة عيد العمال، إذ وقع الرئيس ترمب القرار الذي يلغي حماية إدارة العمل الفيدرالية لموظفي "ناسا" خلال الخميس الـ28 من أغسطس (آب) الماضي، وقبيل عطلة عيد العمال التي يحتفل بها ملايين الأميركيين بحقوقهم العمالية، ملغياً بذلك حقوق التفاوض الجماعي لموظفي الخدمة المدنية في وكالة الفضاء الحكومية بذريعة الأمن القومي.

ويؤكد دينر، وهو كاتب ومصور شغوف بالعلوم واستكشاف الفضاء غطى تطور شراكات "ناسا" في مجال رحلات الفضاء التجارية والبعثات المأهولة إضافة إلى البعثات العلمية التابعة لـ"ناسا" وغيرها، أن هذا الأمر سيؤثر في آلاف المهندسين والعلماء والفنيين داخل جميع مراكز "ناسا"، بل وسوف يجردهم من حقوق نقابية راسخة وضعت لحماية أكثر من نصف القوى العاملة في الوكالة. وأن هذه الخطوة وفق دينر، تمثل أكبر تراجع في حماية العمل لموظفي "ناسا" في التاريخ.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم