لندن تتواصل مع القاهرة بخصوص أمن سفارتها

صرح مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية البريطانية لـ "اندبندنت عربية" بأن الحكومة البريطانية تتواصل مع القاهرة في شأن ترتيبات أمن السفارة البريطانية هناك وسلامة موظفيها، بعد قرار الحكومة المصرية إزالة الحواجز الأمنية المثبتة حول مقر السفارة والقنصلية.

وأثار قرار الحكومة المصرية أمس الأحد إزالة الحواجز الأمنية أمام مقر السفارة البريطانية في حي غاردن سيتي وسط القاهرة جدلاً واسعاً، إذ جاءت الخطوة بعد أيام من تظاهرات استهدفت السفارة المصرية في لندن وقام خلالها المحتجون بغلق مبني السفارة بأداة حديديه من الخارج. 

ورداً على طلب "اندبندنت عربية" التعليق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن "السفارة في القاهرة لا تزال تواصل عملها، بينما المبنى الرئيس مغلق موقتاً ونقوم بمراجعة تأثير الأعمال التي قامت بها السلطات المصرية في المنطقة المحيطة"، فيما لم ترد على أسئلتنا التفصيلية حول القرار والمحادثات الجارية مع الحكومة المصرية في هذا الصدد، وأضاف بيان الخارجية البريطانية أن "المساعدة القنصلية الطارئة لا تزال متاحة"، ونصحت الناس بالاطلاع على نصائح السفر الخاصة بها.

وتصاعدت الأزمة بعد أن ألقت الشرطة البريطانية القبض على اثنين من أعضاء "اتحاد الشباب المصريين" في الخارج بعد محاولتهما التصدي لمحاولات اعتداء من متظاهرين يحتجون على حرب غزة أُفرج عنهم لاحقاً، وقبل الإفراج عنهم أثارت الحادثة رد فعل دبلوماسياً قوياً من القاهرة، فأجرى وزير الخارجية المصري بدر على العاطي اتصالاً هاتفياً مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول لبحث ملابسات توقيف الشابين، ووفق بيان الخارجية المصرية فقد أكد عبدالعاطي للمسؤول البريطاني أن الوزارة تتابع الأمر باهتمام بالغ، مطالباً بسرعة الكشف عن أسباب القبض والإفراج عن الشابين، وشدد على أن مصر لن تتهاون في حماية أبنائها بالخارج. 

وفي تصريحات تليفزيونية سابقة، قال عبدالعاطي إن مصر لجأت إلى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول المتخاذلة في حماية السفارات المصرية، باعتباره أحد الأدوات الدبلوماسية الفاعلة لردع أي انتهاك يطاول البعثات المصرية، وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منتصف الشهر الماضي فيديو مزعوم لمكالمة مسربة بين وزير الخارجية المصري وسفير مصر في هولندا عماد حنا حول الاعتداء الذي قاده عنصر تابع لجماعة "الإخوان المسلمين" قام بوضع قفل على باب السفارة المصرية في لاهاى وإغلاقها. 

وبدا وزير الخارجية المصري في الفيديو غاضباً من أن ما حدث في لاهاي هو ما شجع على تكرار الأمر نفسه في دول أخرى، حيث هاجم محتجون سفارات مصر في واشنطن ولندن ودول أخرى، وأكد عبدالعاطي ضرورة مبدأ المعاملة بالمثل، رافضاً المس بالسفارات المصرية، وموجهاً الفرق الدبلوماسية إلى ضرورة الإمساك بالمعتدين وتسليمهم إلى الشرطة، وقال إنه "سيجري اتخاذ إجراءات ضد الدول المتخاذلة"، مضيفاً أن "الدول الأوروبية المتخاذلة في حماية السفارات" سيجري تخفيف الإجراءات الأمنية عن سفاراتها في القاهرة. 

يذكر أن "اتفاق فيينا" للعلاقات الدبلوماسية الموقع عام 1961 ينص على حرمة المقار الدبلوماسية، وواجب الدولة المضيفة في حمايتها من أي اعتداء أو ضرر.