Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما السيناريوهات التي تناقشها إسرائيل للتعامل مع إيران؟

هناك من يرى ضرورة وضع خطة والعمل على تحريك الشارع الإيراني وتحريضه لإحداث انقلاب ضد النظام

أشخاص يسيرون بالقرب من صورة لخامنئي في طهران في الـ23 من يونيو 2025 (رويترز)

ملخص

رئيس الأركان إيال زامير اعتبر أن الحرب حققت ضربة عميقة وواسعة للبرنامج النووي، ولم يستخدم في حديثه كلمة "تدمير البرنامج النووي"، مضيفاً أنه عاد سنوات للوراء، وواصل زامير تهديداته تجاه إيران: "إسرائيل لن تسمح لإيران بإنتاج سلاح دمار شامل".

لا يختلف اثنان في إسرائيل أن حرب "شعب كالأسد" لم تحقق هدفها المركزي في تدمير النووي الإيراني وتقويض قدرة إيران في تخصيب اليورانيوم، بعد ما اعتبر أمنيون وسياسيون أن انتهاء الحرب فرض على إسرائيل وعلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قبل ما لا يقل عن أسبوعين من الحاجة إلى استمرارها لتحقيق أهدافها.

وإزاء الالتزام أمام الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكل ما يتعلق بهذه الحرب، تتركز الجهود الإسرائيلية، بعيداً من هدير الطائرات والتفجيرات والقصف، في كيفية التوصل إلى وضع لا تشكل إيران فيه خطراً على إسرائيل.

دفعت الجهود المكثفة، بصورة علنية وخفية، في كيفية تحريك المعارضة للخروج إلى الشوارع ضد نظام آيات الله، في المقابل توقعات الأمنيين أن خطوة كهذه ليست بالأمر السهل في إيران، بالتركيز على المسار الدبلوماسي بالتوصل إلى اتفاق للتعامل مع مخزون إيران من اليورانيوم ومنعها من استمرار تخصيبه، على رغم أن قراراً كهذا، يتناقض والتقارير الإسرائيلية بعد وقف النار التي ادعت أن اليورانيوم المخصب مدفون تحت الأرض.

ونقلت قناة "كان" الإخبارية عن مسؤول أمني أن هذه القضية ستكون في صلب المفاوضات المرتقبة حول الملف النووي، إذ أعلن الرئيس الأميركي جولة جديدة الأسبوع المقبل.

بحسب المسؤول الأمني، فقد مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً على إسرائيل لنشر تقرير مفصل حول الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، بينما أدلى مسؤولون في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بتصريحات، ونشروا تقارير لم تفصل تماماً مدى تدمير البرنامج النووي الإيراني، إلا أنهم جميعاً أكدوا أن الضربات الإسرائيلية أعادته سنوات للوراء، بعد أن وجهت ضربة قاسية له.

رئيس الأركان إيال زامير اعتبر أن الحرب حققت ضربة عميقة وواسعة للبرنامج النووي، ولم يستخدم في حديثه كلمة "تدمير البرنامج النووي"، مضيفاً أنه عاد سنوات للوراء، وواصل زامير تهديداته تجاه إيران: "إسرائيل لن تسمح لإيران بإنتاج سلاح دمار شامل".

تقرير إسرائيلي أشار إلى أن الترجيحات الإسرائيلية بتراجع البرنامج النووي الإيراني بفعل الحرب، بما يتراوح بين عامين ونصف عام إلى ثلاثة أعوام. أما اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية، فأعلنت أن "الضربة الأميركية على منشأة فوردو دمرت البنى التحتية الحيوية لها وجعلت منشأة التخصيب غير قابلة للتشغيل".

مفهوم التهديد

الرئيس السابق لقسم الأسرى والمفقودين في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية آفي كالو اعتبر حديث زامير انعكاساً "للإنجازات الدراماتيكية للجيش والموساد في المعركة"، لكنه دعا متخذي القرارات إلى النظر إلى الأمام بعيون محدقة إزاء علامات الاستفهام والتحديات الكفيلة بأن تثور مع ترسب غبار المعركة، بحسب تعبيره.

 

بحسب كالو، يتطلب الأمر اتخاذ قرار في مجلس الأمن يحدد تفاصيل وقف النار، وحتى الاتفاق بين القوى العظمى ليعيد تعريف قواعد اللعب وآليات الرقابة النافذة. النقاش في مسألة عمق وطبيعة الاتفاق لتقييد البرنامج النووي هو نقاش ملتو، لكن التركيز على النووي وحده كفيل بأن يفوت صورة التهديد. وبحسب دوائر في الغرب، تتطلع طهران لتوسيع أسطول الصواريخ الباليستية في الأعوام المقبلة إلى أكثر من 10 آلاف صاروخ، وتسعى إلى إنتاج صواريخ متطورة تعرضت منشآت إنتاجها للهجوم في الحرب"، ويضيف بأن "قوة تقليدية بهذا الحجم الهائل ترتقي إلى تعريف تهديد وجودي لدولة إسرائيل، مع وحتى من دون أن يتزود الصاروخ الباليستي برأس نووي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويربط كالو بين التهديد المتوقع للصواريخ الإيرانية والنووي الإيراني وضرورة شملهما في الاتفاق، وبرأيه فإن المعركة الحالية تدل على خطورة التهديد الصاروخي الإيراني، "مما يتطلب من الأسرة الدولية أن تحتسب المسار في هذا الشأن، وأن تحاول الوصول إلى توافقات مع إيران في هذا الموضوع، أو أن تشدد العقوبات على القطاع الصناعي الإيراني وتحدد معايير لاستخدام القوة عند احتدام صورة التهديد الصاروخي،"، ويضيف مشدداً "لا يكفي تقليص القدرات في عالم النووي استناداً إلى تفاهمات متجددة، بل من الصواب ربط هذه الالتزامات بالمجال الباليستي أيضاً. على إسرائيل أن تصر على تغيير جذري في النهج الدولي لفهم التهديد التقليدي من إيران، وإلا فإن الأمر كفيل بأن يرتفع إلى مستوى تهديد حقيقي على إسرائيل وأصدقائها في الغرب".

سيناريوهات اليوم التالي

الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين، هو الآخر لا يرى الانقلاب خطوة من الممكن تنفيذها، ويطرح أكثر من سيناريو للتعامل مع الوضع في إيران بعد انتهاء الحرب.

وانتقد متخذي القرار لعدم تقييمهم الأمور بالصورة الصحيحة، خصوصاً تقديرات تدمير المنظومة الكاملة لإنتاج القنبلة النووية. وقد أعرب يدلين عن اطمئنانه لعدم قدرة إيران على العودة لتخصيب اليورانيوم كما قبل الحرب، بعد اغتيال أبرز العلماء الإيرانيين، لكنه لا يستخف بما يمكن أن تقوم به إيران: "نحن نتحدث عن منظومة معقدة جداً، هذا ليس نفقاً في غزة يصنعون فيه صاروخاً بدائياً. القنبلة النووية شيء بالغ التعقيد، وبعد أن رأيت اختراق إسرائيل الاستخباري العميق لإيران، فستبذل إسرائيل كل جهد لمنع أي إنجاز جديد في إيران. الحرب توقفت، لكننا لم نغادر الساحة ونتركها للإيرانيين ليفعلوا ما يشاؤون".

يدلين، وإزاء النقاش الإسرائيلي حول أفضل الطرق لمنع إيران نووية، يتوقع واحداً من سيناريوهين:

السيناريو الأول: يبدأ الإيرانيون والأميركيون المفاوضات حول الاتفاق، وفي هذه الحالة يدخل الإيرانيون ضعفاء، والأميركيون أقوى، ويمكن التوصل إلى اتفاق "بمعيار ذهبي"، أو اتفاق يصحح عيوب اتفاق 2015 كافة، مع رقابة شاملة في كل زمان ومكان، من دون تاريخ انتهاء للاتفاق، ومع معالجة حقيقية لقضية السلاح النووي، التي لم تعالج سابقاً.

ما بين لبنان وإيران

السيناريو الثاني: وهذا ما يخشاه يدلين، ولذلك يدعم تسريع التوصل إلى اتفاق، أن تقرر إيران التوجه نحو إنتاج قنبلة نووية، وفي هذه الحالة، يتوجب على الولايات المتحدة وإسرائيل التوصل إلى نموذج رقابي مشابه لما لدينا في الشمال، تجاه لبنان وسوريا، نموذج يوضح بأنه لن يسمح ببناء شيء يمكن أن يضر بإسرائيل – لا في لبنان، ولا غزة، ولا إيران".

غير أن يدلين يستدرك بأن الوضع مختلف ما بين لبنان وإيران: "المراقبة في إيران تختلف عن الشمال، المسافات أبعد، والردود الإيرانية ستكون مختلفة، لكن يجب الاتفاق مع حليفتنا التي أثبتت، للمرة الأولى في التاريخ، أنها مستعدة لضرب برنامج نووي يهددها. وإذا عرفنا كيف نتحدث مع الأميركيين كما فعلنا خلال الأيام الـ12 الأخيرة، علينا العمل بشدة على تطبيق الرقابة وضمان ذلك من واشنطن إذا ما فشل المسار الدبلوماسي".

شرارة تقود الشارع الإيراني

في الطرف الآخر من النقاش، هناك من يرى ضرورة لوضع خطة والعمل على تحريك الشارع الإيراني وتحريضه لإحداث انقلاب ضد النظام، وفي هذا الجانب لم يتوافق الجميع حول إمكان نجاح إسرائيل في تنفيذ مثل هذه الخطوة.

تعتقد تمار عيلم جيندن، خبيرة في الشؤون الإيرانية، أن إسرائيل في حرب الأيام الـ12 مهدت الطريق أمام المعارضة الإيرانية لإحداث الانقلاب من خلال تصفية قيادة الحرس الثوري، وقياديين كبار، والآن هناك حاجة إلى البحث عن شرارة تخرج الشعب الإيراني إلى الشوارع"، على حد تعبيرها.

وبحسب جيندن، في إيران هناك دافعان رئيسان: الكرامة والبقاء. اليوم، يوجد الإيرانيون في وضعية البقاء، ولكن هناك سؤال مطروح حتى في أروقة البيت الأبيض والغرب عموماً: هل ستؤدي الضربة القاسية التي تلقاها نظام آيات الله إلى انتفاضة حقيقية يقودها معارضو النظام؟".

"عملية انهيار هذا النظام ينبغي أن تبدأ من الداخل"، يقول المسؤول السابق في الموساد عقيد احتياط عوديد عيلم، وهو على قناعة أن النظام سينهار لاحقاً، وقد يتم ذلك بأشكال عدة، بينها، بحسب ما يقول، "الانقلاب العسكري داخل النظام نفسه. قد تكون هناك جهات معتدلة داخل إيران، مثل الرئيسين السابقين حسن روحاني أو محمد خاتمي، وأيضاً قد تكون هناك انتفاضة شعبية تبدأ باكتساب زخم على خلفية الشعور المعادي جداً للنظام الذي يحكمه آيات الله، وهذا كله يسهم في إحداث انقلاب".

المزيد من تقارير