ملخص
قال خامنئي في بيان مصور نشرته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) "لا بد من تقديم تهانٍ عدة للشعب الايراني العظيم: الأولى، التهنئة بمناسبة الانتصار على الكيان الصهيوني الزائف".
سادت حالة من الغموض واللغط حول اليورانيوم الإيراني، ففي حين قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أنه لا علم لديه بأي معلومات استخباراتية تفيد بأن طهران نقلت يورانيوم عالي التخصيب قبل القصف، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لم يتم نقل أي شيء قبل تنفيذ الضربات الأميركية، بينما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" اليوم الخميس أن دولا أوروبية تعتقد أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال سليما إلى حد كبير.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصدرين مطلعين على تقييمات أولية للمخابرات، أن العواصم الأوروبية تعتقد أن مخزون إيران البالغ 408 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بما يقارب مستويات الأسلحة لم يكن مُركزا في فوردو، أحد موقعيها الرئيسين للتخصيب، وقت الهجوم الأميركي.
قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث اليوم الخميس إنه لم ترد إليه معلومات استخبارات عن أن إيران نقلت أياً من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب لحمايته من الضربات الأميركية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني مطلع الأسبوع.
وأضاف "لم يرد إلى في إطار معلومات الاستخبارات التي اطلعت عليها ما يفيد بأن أشياء لم تكن في المكان المفترض وجودها فيه، سواء تم نقلها أم لا".
وقال عديد من الخبراء بعد الهجمات إن إيران ربما نقلت مخزونا من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة من منشأة فوردو قبل الهجوم عليها صباح الأحد، وربما تخفيه مع مكونات نووية أخرى في مواقع غير معروفة لإسرائيل والولايات المتحدة ومفتشي الأمم المتحدة.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز "نشاطاً غير معتاد" في فوردو يومي الخميس والجمعة ووجود عدد كبير من المركبات تنتظر أمام مدخل المنشأة. وقال مصدر إيراني كبير لـ"رويترز" يوم الأحد إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المئة، الذي يقارب الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، نقل إلى موقع لم يكشف عنه قبل الهجوم الأميركي.
وجاءت تعليقات هيغسيث التي نفى فيها تلك المزاعم في مؤتمر صحافي اتهم خلاله وسائل الإعلام بالتقليل من نجاح الهجمات الأميركية على البرنامج النووي الإيراني، وذلك عقب تقييم مبدئي مسرب من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية يشير إلى أن الهجمات قد تعطل إيران بضعة أشهر فقط.
وقال هيغسيث إن ذلك التقييم غير موثوق، وأشار إلى تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون راتكليف، قائلاً إن معلومات الاستخبارات تظهر أن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة جراء الضربات الأميركية وأن إعادة تشييده ستستغرق سنوات.
واعتبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي اليوم الخميس أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجاز" في الضربات التي شنّتها على إيران خلال الحرب بينها وبين إسرائيل.
خامنئي يهنئ الإيرانيين
قال خامنئي في رسالة متلفزة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية إن الولايات المتحدة "دخلت في الحرب مباشرة لأنها شعرت بأن الكيان الصهيوني سيُمحق بالكامل ما لم تتدخل. تدخلت لإنقاذه ولم تحقّق أيّ إنجاز". أضاف أن طهران "وجّهت صفعة قاسية" إلى واشنطن.
وأشاد المرشد بـ"انتصار" إيران في الحرب مع إسرائيل، وذلك بعد يومين من إعلان وقف لإطلاق النار إثر مواجهة استمرت 12 يوماً.
وقال خامنئي في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) "لا بد من تقديم تهانٍ عدة للشعب الايراني العظيم: الأولى، التهنئة بمناسبة الانتصار على الكيان الصهيوني الزائف".
واعتبر خامنئي أن إسرائيل "سُحِقت تقريبا" جراء الضربات الصاروخية الإيرانية خلال الحرب بين البلدين. وقال إن "الكيان الصهيوني قد انهار وسُحق تقريباً تحت ضرباتنا".
وقال المرشد "هاجموا منشآتنا النووية، وهو أمر يستدعي الملاحقة الجنائية في المحاكم الدولية، لكنهم لم يقوموا بأي أمر كبير".
وأضاف بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يصرّ على أنه "دمّر" برنامج طهران النووي "بالغ في روايته للأحداث بشكل غير عادي وتكشّف بأنه كان مضطراً لهذه المبالغة. كل من سمع كلامه أدرك بأن هناك حقيقة أخرى وراء هذه الكلمات".
وأكد أن إيران "لن تستلم قط" للولايات المتحدة، وأوضح "قال الرئيس الأميركي في أحد تصريحاته أن على إيران أن تستلم. تستلم! هذه لم تعد مسألة تخصيب (اليورانيوم) أو القطاع النووي، بل تتعلّق باستسلام إيران"، مضيفاً أن الاستسلام "لن يحدث قط. لن يحدث قط".
في المقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس إنه سيواصل العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب "لهزيمة أعدائنا المشتركين، وتحرير رهائننا، وتوسيع دائرة السلام بسرعة".
نشر نتنياهو هذا في رسالة أرفقها بصورة له مع ترمب يمسكان بأيدي بعضهما البعض، وذلك بعد وقت قصير من إلقاء الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أول خطاب له منذ موافقة إيران وإسرائيل على وقف إطلاق النار.
موسكو تعارض تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس أن موسكو تعارض تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما صوت مجلس الشورى الإيراني لمصلحة ذلك.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو "نحن مهتمون بمواصلة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليكون من الممكن للجميع احترام تصريحات إيران المتكررة بأنها لا ولن تملك خططاً لتطوير سلاح نووي".
بعد حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، تعرضت خلالها مواقع نووية إيرانية لضربات إسرائيلية وأميركية، صوت مجلس الشورى الإيراني أمس الأربعاء لمصلحة تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكي يدخل النص الذي تم التصويت عليه حيز التنفيذ، فإنه لا يزال يحتاج إلى موافقة مجلس صيانة الدستور، وهو الهيئة المخولة مراجعة التشريعات.
في الأيام الأخيرة، استنكر المسؤولون الإيرانيون غياب "الإدانة" من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية للهجمات الإسرائيلية والأميركية على المنشآت النووية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن التعاون مع الوكالة "سيتأثر بالتأكيد".
وقوبل قرار طهران بانتقادات شديدة من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي قال إن التعاون "واجب قانوني" وليس "خدمة" من إيران.
تشتبه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وإسرائيل في أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وتنفي طهران هذه الاتهامات، وتدافع مثل موسكو عن حقها في برنامج نووي مخصص للأغراض المدنية.
وتوجد روسيا، من خلال وكالتها النووية "روساتوم"، بمئات المتخصصين في محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب غربي إيران.
في سياق آخر قالت شركة ميرسك الدنماركية للشحن اليوم إنها استأنفت استقبال شحنات البضائع المستوردة بميناء حيفا الإسرائيلي اعتباراً من الـ25 من يونيو حزيران الجاري، مضيفة أنها تتوقع استئناف الصادرات من الموقع فور التأكد من انخفاض مستوى الخطر الأمني.
يسعى الإيرانيون والإسرائيليون إلى استئناف حياتهم الطبيعية بعدما استمرت أعنف مواجهة على الإطلاق بين الخصمين 12 يوماً قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أول من أمس الثلاثاء.
وكانت ميرسك قد قالت الجمعة الماضي إنها منعت رسو السفن بصورة موقتة بميناء حيفا في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني.