ملخص
مع تزايد عمليات التهريب والهجرة غير القانونية والتوترات يعمل النظام الإيراني على بناء جدار بطول 1000 كيلومتر على الحدود مع أفغانستان بتكلفة 3 مليارات يورو.
أعلن رئيس هيئة الهندسة في القوات المسلحة الإيرانية عن بناء قواعد عسكرية على طول الحدود مع أفغانستان، وقال إن القواعد الست التي بدأ العمل في بنائها اكتملت بنسبة 85 في المئة.
أعلن رئيس هيئة الهندسة في القوات المسلحة الإيرانية حسين موسوي السبت الماضي أنه "سيغلق نحو 1000 كيلومتر من الحدود الإيرانية مع أفغانستان بجدار أمني"، ويأتي هذا الإجراء بسبب المخاوف من الأزمة المستمرة الناجمة عن هجرة الأفغان إلى إيران وتهريب المخدرات وأنشطة الجماعات المسلحة على الحدود الإيرانية - الأفغانية.
وفي واقع الأمر بدأ العمل على خطة لبناء جدار أمني بطول 350 كيلومتراً على الحدود مع أفغانستان قبل تصريح حسين موسوي، وقد اكتملت معظم أجزاء هذا الجدار، لكن رئيس هيئة الهندسة في القوات المسلحة الإيرانية قال إنه من أجل مواجهة التهديدات الأمنية زِيدَ طول هذا الجدار إلى 1000 كيلومتر، وعلى رغم أن تكلفة هذا المشروع قدرت بـ3 مليارات يورو فإن نتائجه العملية لم تتضح بعد.
قواعد عسكرية
وبحسب تقرير وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية فإن حسين موسوي كان قد وصف إغلاق الحدود الإيرانية مع أفغانستان في احتفالية "يوم المهندس" بأنه إجراء غير مسبوق، مؤكداً أن مثل هذا الإجراء لم يُتخذ في إيران من قبل، وأضاف موسوي أن الحدود الأفغانية مع إيران التي تصل في النهاية إلى الحدود مع باكستان ستُغلق، وأن تنفيذ هذا المشروع سيستغرق نحو ثمانية أعوام.
وأكد حسين موسوي أن الهدف الرئيس من هذا الإجراء هو منع التهريب والتهديدات الإرهابية، وقال إن المسؤولية في المنطقة الشمالية الشرقية تقع على عاتق الجيش الإيراني، بينما في المنطقة الجنوبية الشرقية تقع على عاتق القوات البرية التابعة للحرس الثوري.
وأعلن رئيس هيئة الهندسة في القوات المسلحة الإيرانية عن بناء قواعد عسكرية على طول الحدود مع أفغانستان، وقال إن القواعد الست التي بدأ العمل في بنائها اكتملت بنسبة 85 في المئة.
بعد عودة "طالبان" إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021 وحدوث توترات واشتباكات عسكرية بين "طالبان" وحرس الحدود الإيراني، إلى جانب موجة كبيرة من دخول الأفغان إلى إيران، أفاد مسؤولون أمنيون في النظام الإيراني بزيادة تهريب المخدرات، بخاصة المخدرات الصناعية من أفغانستان إلى إيران، كذلك فإنه وعلى مدى الثلاثة الأعوام ونصف العام الماضية تسببت الاشتباكات الحدودية العنيفة بين الجانبين بسقوط ضحايا وأثارت مخاوف في شأن أمن الحدود.
وبناءً على التقارير فإن جماعة "جيش العدل" البلوشية المسلحة التي تنشط ضد النظام الإيراني تستغل حال انعدام الأمن على حدود إيران مع باكستان وأفغانستان، ولديها إمكانية الوصول إلى الأسلحة الأميركية التي تركت في أفغانستان من قبل الجيش الأميركي، وفي مقاطع فيديو نشرتها الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أعضاؤها مزودين بأسلحة أميركية كانت تستخدمها قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية السابقة، كذلك نشرت جماعة "جيش العدل" البلوشية مقاطع فيديو لهجماتها على قوات الحدود والأمن الإيرانية التي استخدمت فيها أسلحة قنص أميركية وكاميرات للرؤية الليلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تأمين الحدود
وهذه هي المرة الأولى التي تغلق إيران حدودها البرية مع أفغانستان عبر بناء جدار أمني، إذ كانت تركيا اتخذت في السابق تدابير مماثلة على حدودها مع إيران وسوريا، في محاولة لمنع الهجرة غير الشرعية والتهديدات الأمنية.
وعلى رغم أن حرس الحدود التركي يمتلك تكنولوجيا ومعدات متطورة لمراقبة الحدود، فإن عملية دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى تركيا من الأراضي الإيرانية مستمرة، إذ قالت مصادر من المهاجرين الأفغان في إيران وتركيا لـ"اندبندنت فارسية" إن العشرات من المهاجرين يعبرون الجدار الأمني كل يوم باستخدام أساليب مختلفة، بما في ذلك قطع الأسلاك الشائكة التي وضعت على الجدار، وقال أحد هؤلاء المهاجرين الذي دخل خلال الفترة الأخيرة إلى الأراضي التركية عبر معبر ماكو البري، إن بعض المهربين حفروا أنفاقاً تحت الجدار الأمني في نقاط عدة ويمررون المهاجرين عبر هذه الأنفاق.
وأظهر مقطع فيديو نشره أحد المهربين الأفغان على شبكة "تيك توك" و"إنستغرام" قبل أيام معدودة، تهريبه المهاجرين من إيران إلى تركيا عبر نفق حُفر تحت الجدار الأمني.
في الوقت نفسه، نُشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تجار المخدرات وهم يهربون شحنات المخدرات من الأراضي الأفغانية إلى إيران، وكتب بعض من نشر هذه الفيديوهات أن المهربين استخدموا المقلاع لإيصال طرود المخدرات عبر الحدود وهي طريقة منخفضة الكلفة وسهلة، وبالفعل تمكن المهربون الأفغان والإيرانيون الموجودون على جانبي الحدود من مواصلة أنشطتهم بكلفة منخفضة مع تجاوز الجدار الأمني باستخدام هذه الطريقة البدائية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"