ملخص
يتساءل اليمنيون "هل ينتهي النزاع أم أن هناك حرباً مؤجلة؟"
يتطلع اليمنيون إلى المشاورات التي يجريها الفرقاء في عدد من العواصم العربية، آملين في إنهاء الحرب التي تكويهم منذ سنوات، إذ أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، توصل أطراف النزاع إلى مجموعة من التدابير الرامية إلى بناء الثقة تمهيداً لاستئناف عملية سياسية جامعة.
ومع إعلان المبعوث الأممي عن خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية يتساءل اليمنيون "هل انتهت الحرب أم أن هناك حرباً مؤجلة؟ وهل سيعيد هذا الاتفاق الدولة أم إنه سيعطي الحوثيين مشروعية لحكم ما تبقى من البلاد؟".
يقول الوسيط الأممي في بيان إن "التدابير التي تم التوصل إليها بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام، تشمل التزاماً بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة".
الانخراط في عملية سياسية
وأفاد المبعوث الأممي "أن الأطراف اليمنية اتفقت على مجموعة تدابير من بينها الانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".
من جهته يرى المحلل السياسي والأكاديمي في جامعة عدن صلاح بن لغبر أنه "لا يوجد اتفاق شامل حتى اللحظة، غير أن هذا لا يمنع وجود توافق على بعض الأمور المعلنة بين الطرفين عبر الوساطات المعروفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "الأمم المتحدة تحتاج إلى إنجاز بعد كل هذه السنوات، وهي ترى أن أي توافق يمكن البناء عليه من خلال تحقيق اختراق في الجانبين الإنساني والاقتصادي نتيجة عدم وجود أي توافق على الملف السياسي إطلاقاً بسبب تعنت الميليشيات الحوثية". وأردف "من هنا يمكن أن نفهم هذا الإعلان، الذي هو في الحقيقة خطوة واحدة في طريق الألف ميل، إلا أنه من الجيد حلحلة بعض الأمور خصوصاً في الجانب الاقتصادي، ذلك أن وضع الناس في كل مناطق اليمن لم يعد يحتمل".
وتابع "لا أرى إمكانية إنجاز اتفاق شامل ينهي الحرب والانقلاب الحوثي إلا بعد إلحاق هزيمة واضحة وبينة بالحوثيين، لكن هذا لا يمنع من تشجيع أي عمل يحلحل بعض الأمور العالقة من دون أن ننسى أو نتناسى أن كل الجهود فشلت في إحداث أي اختراق في الجوانب الجوهرية لمستقبل البلاد ووضع الانقلاب والجنوب وعبدالملك الحوثي والميليشيات التابعة له".
خطوة مهمة
المحلل السياسي سليمان العقيلي يقول "هذه خريطة طريق وليست خطة سلام، وتحظى بموافقة جميع أطراف الصراع، وتأتي كنتيجة لجهود جميع الوسطاء وهم السعودية وسلطنة عمان والممثل الأممي".
وأضاف أن "التوافق على هذه الإجراءات تم مع مجلس القيادة الرئاسي ومع وفد الحوثيين الذي زار الرياض في سبتمبر الماضي". وتابع "أعتقد أن هذه خطوة مهمة جداً لتطبيع الوضع اليمني ومعالجة الأزمة الإنسانية وتعزيز الثقة بين أطراف الصراع".
على عكس ذلك، يعتقد الصحافي اليمني عمار علي أن "ميليشيات الحوثي لا تفكر بالسلام، ولا تقبل به، وهي تستفيد من الوقت، وتريد الحصول على مكاسب ومآرب حتى تستكمل استفادتها العسكرية، وتأمين جوانب اقتصادية معينة".
وأضاف أن "خريطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي تؤدي إلى مكاسب استراتيجية للحوثيين من خلال تقاسم الموارد واستئناف تصدير النفط والغاز من مناطق الشرعية التي عملت الجماعة على إيقافها بقصف موانئ التصدير بالمسيرات والصواريخ".
ترحيب إيجابي
رحبت الحكومة اليمنية ببيان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، في شأن توصل أطراف النزاع في البلاد إلى مجموعة من التدابير لتجديد وتوسيع الهدنة الإنسانية تمهيداً لاستئناف العملية السياسية.
وجددت الخارجية اليمنية في بيان لها تأكيد تعاملها الإيجابي مع جميع المبادرات الهادفة لتسوية الأزمة في اليمن بالوسائل السلمية وفقاً للمرجعيات الثلاث.
والمرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الحكومة اليمنية تتمثل في "المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216". وثمنت الخارجية اليمنية جميع الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان للدفع قدماً بالتسوية واستئناف العملية السياسية.
ولم تتطرق الجماعة في إعلامها إلى ما أعلنه المبعوث الأممي حول خريطة الطريق، لكن المفاوض الحوثي علي ناصر قرشه قال على منصة "إكس" إن التوقيع على اتفاق التسوية المرتقب في اليمن تأجل إلى بداية العام الجديد.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب الرياض بالبيان الذي أصدره المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في شأن التوصل إلى خريطة طريق لدعم مسار السلام، مؤكدة استمرار وقوف السعودية مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها الدائم على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم برعاية الأمم المتحدة والانتقال باليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة تحقق تطلعات شعبه الشقيق.