Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مراجعات فيلم آدم ساندلر الأخير تبرئه من "المحسوبية"

"أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" تلعب بطولته ابنته صاني وتمتلئ قائمة الممثلين بأفراد من عائلته

داني والد ستيسي المفرط في حمايته دور سهل بالنسبة إلى نجم فيلم "جواهر غير مصقولة" (نتفليكس)

ملخص

كانت المرتبة الأولى في قائمة "نتفليكس" من نصيب أحدث أعمال الممثل والمنتج آدم ساندلر "أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" الذي تلعب بطولته ابنته صاني ساندلر.

يقولون إن الدم أكثف من الماء، لكن هل هو أكثف من "فتى الماء" The Waterboy؟

لأعوام كان آدم ساندلر أحد أبرز أنصار محاباة المعارف في هوليوود، ومنذ تأسيس شركة الإنتاج هابي ماديسون سنة 1999 الخاصة به، يقوم الممثل الكوميدي الأميركي بإشراك أصدقائه وأفراد عائلته تقريباً في كل مشروع يحمل اسمه، فقد أعطى صديقه روب شنايدر فرصاً أكثر مما تمنحه الآلهة للكهنة في الأساطير، وأحدث مشروع لساندلر هو فيلم كوميدي تعرضه شبكة "نتفليكس" بعنوان "أنتم لستم مدعوين لحفل بلوغي" You Are So Not Invited to My Bat Mitzvah، قد يكون أكثر أعماله شفافية في ما يتعلق بالمحسوبية حتى الآن، إذ يهيمن آل ساندلر على قائمة الممثلين، وتلعب ابنتاه البطولة في الفيلم، وكذلك زوجته الممثلة وعارضة الأزياء السابقة جاكي، ومع ذلك كانت الاحتجاجات على "محاباة المعارف" قليلة ومكتومة، ولمرة واحدة لا يبدو أن أحداً يهتم.

في الأقل من الواضح أن مشاهدي "نتفليكس" لم ينزعجوا من اختيار البنتين للبطولة، ومن المحتمل أن يكون اسم ساندلر على الغلاف قد جعل " أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" يقفز مباشرة إلى المرتبة الأولى في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في خدمة البث التدفقي، فقد نال الفيلم استحسان النقاد وهو حالياً الفيلم الطويل الأعلى تقييماً في مسيرة ساندلر المهنية على موقع المراجعات الفنية "روتن توماتوز".

في الفيلم تلعب صاني دور ستيسي، وهي مراهقة يهودية على أعتاب سن البلوغ تتصادم مع صديقتها المفضلة منذ زمن طويل ليديا (سامانثا لورين) بسبب التودد إلى فتى، ويصبح خلافهما المرير الخطر الرئيس في الفيلم، بينما تلعب جاكي ساندلر دور والدة ليديا وتؤدي آيدينا مينزل (التي اشتهرت بدورها في مسرحية "ويكد" Wicked الغنائية) دور والدة ستيسي.

آدم ساندلر هو داني، والد ستيسي المفرط في حمايته، إنه دور سهل بالنسبة إلى نجم فيلم "جواهر غير مصقولة" Uncut Gems الذي لا يتعين عليه فعل أي شيء سوى الظهور ونثر قليل من السحر الأبوي، حتى إن إطلالة داني تشبه إطلالة ساندلر في الواقع، بما في ذلك شورت كرة السلة الواسع والحذاء الرياضي ذو الألوان الزاهية، وغالباً ما تكافح الأفلام التي يشارك فيها أبناء النجوم المشهورين للفرار من وصمة العار المرتبطة بالأمر، مشاريع مثل فيلم "بعد الأرض" After Earth من بطولة ويل سميث وابنه جيدن أو شون بين وابنه ديلان في الفيلم الدرامي "يوم العَلم" Flag Day الذي شهد نقاشات هيمنت عليها مسألة المحسوبية.

ومع ذلك فهناك عوامل عدة تساعد " أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" في تجنب هذه الوصمة التي يتركها خطاب "أبناء المشاهير"، والعامل الأول والأكثر إقناعاً بسيط، صاني ساندلر تقدم أداء جيداً جداً في دور البطلة، وفي حين أن والدها معروف بطاقته الكوميدية الواسعة والمتفجرة فإن صاني تتخذ الاتجاه المعاكس، إذ تضفي على ستيسي نوعاً من الحرج الطبيعي الذي يبدو صادقاً تماماً، أما بقية أفراد آل ساندلر فهم جيدون أيضاً على رغم أن أدوارهم أقل بروزاً، ويعتمد نجاح الفيلم على الشفقة والصدقية في أداء صاني وهي تحقق ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يستفيد "أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" أيضاً من سمعة آدم ساندلر بعيداً من الشاشة، فهو نجم سينمائي يرتبط اسمه بقدر هائل من الأعمال الحسنة، ورجل لم يضعف نجاحه التجاري المذهل أبداً من قدرته على الظهور كرجل عادي لطيف، وساندلر نجم سينمائي سمعته غير قابلة للخدش وقادر على الخروج من أكثر الأعمال سوءاً مثل "السخفاء الستة" The Ridiculous 6 و"أصهار خارجون عن القانون" The Out-Laws من دون أن تشوبه شائبة.

في أفلام مثل "جواهر غير مصقولة" و"قصص مايروتز" The Meyerowitz Stories، و"صخب" Hustle من إنتاج شركته، أثبت مهاراته كممثل يتمتع بأداء عميق ومنوع، لكن هذا ليس السبب وراء شعبيته الكبيرة، فنجوميته تنبع من أهليته العالية للإعجاب، ونتيجة لذلك فإننا نميل إلى النظر إلى أي اختيارات ممثلين تنطوي على المحسوبية، ليس باعتبارها محسوبية ضارة من جانب أحد كبار الشخصيات في هوليوود، بل باعتبارها لفتات لطيفة من شخص يهتم بالمقربين منه.

وهناك أيضاً شيء لطيف في اختيار الممثلين في مشروع مثل "أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي"، وهو أن رؤية أفراد عائلة حقيقيين يتفاعلون على الشاشة أمر مثير قليلاً، فهو يضفي على الفيلم أصالة حية ويجعل الوحدة العائلية التي ما كنا سنعرفها ما عدا ذلك إلا من خلال المجلات، تبدو متجسدة وفريدة. (للاطلاع على مثال آخر مشابه خذوا بعين الاعتبار الأدوار التي لعبتها الأخوات حاييم – آلانا، إيستي ودانييل - في فيلم "بيتزا العرقسوس" Licorice Pizza للمخرج بول توماس أندرسون.) إنها محاباة للمعارف بالتأكيد ولكنها إضافة، فالفيلم أكثر ثراء بطاقمه، ومع نجاح فيلم "أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" يبدو أن مسيرة ساندلر المهنية لم تكن أكثر ثباتاً في أي وقت مضى، فهو فيلم مصمم خصيصاً لعصر البث التدفقي، وهو دراما مراهقين ترضي الجماهير وتمتلك سحر وألق قوة النجوم. هل هو انتصار للمحسوبية؟

ربما يكون كذلك، ولكن في الأقل ليست هناك خسارة أيضاً.

 "أنتم لستم مدعوين إلى حفل بلوغي" متوفر للمشاهدة الآن على منصة "نتفليكس".

© The Independent

المزيد من سينما