Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تكون "نتفليكس" الضحية الجديدة لحروب خدمات البث التدفقي؟

تشير بيانات إلى تراجع بطيء في عدد مشتركي المملكة المتحدة بينما لم تكن النتائج الأخيرة لعملاقة البث التدفقي على قدر توقعات "وول ستريت"

كريس إيفانز في العرض الأول لفيلم "The Gray Man"، محاولة نتفليكس لإنشاء امتياز ضخم (غيتي/نتفليكس)

ملخص

تراجعٌ بطيء في عدد مشتركي "نتفليكس" في المملكة المتحدة فيما لم تكن النتائج الأخيرة لعملاقة البث التدفقي على قدر توقعات "وول ستريت"

يبدو أن "نتفليكس" كانت الخاسر الأكبر في الغربلة التي شهدتها خدمات البث التدفقي في بريطانيا بعد أعياد الميلاد، وذلك بحسب بيانات صادرة عن شركة كانتار للأبحاث.

وفي المجمل أظهرت البيانات أن سبعة في المئة من الأسر ألغت في الأقل أحد اشتراكاتها خلال الربع الأول من العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانسحب نحو 144 ألف أسرة من سوق المشاهدة عند الطلب بأكمله، فيما سجلت خسارة صافية في عموم السوق بمقدار 167 ألف اشتراك.

وبالنسبة إلى متسيدة السوق سابقاً بلا منازع، وبينما أظهرت "كانتار" عدم وجود تراجع دراماتيكي في غالبية مقاييس الأداء الرئيسة، إلا أنه تبين وجود انخفاض تدريجي في جميع المناحي تقريباً.

وشمل التراجع الرضا عن تنوع المسلسلات التلفزيونية المتوافرة ومقدار المحتوى الأصلي المقدم والجودة الإجمالية للعروض.

ثلاثة فقط من أكثر 10عناوين إمتاعاً بين الأعمال المتاحة للمشاهدة عند الطلب كانت من منصة "نتفليكس"، مقارنة بستة عناوين قبل عام، وإضافة إلى ذلك انخفض معدل رضا مشتركي "نتفليكس" الصافي تجاه الخدمة التي يتلقونها في مقابل أموالهم من 31 في المئة إلى 22 في المئة.

بعض مستويات التراجع كان لا يمكن تجنبها نظراً إلى أزمة كلف المعيشة التي أرغمت المستهلكين على إعادة النظر في إنفاق أموالهم، ويمكن أن يعزى جزء من الصعوبات الواضحة التي تواجهها "نتفليكس" إلى ازدياد المنافسة، وتحديداً إلى استعداد منافسيها لإنتاج مزيد من العروض المحلية عالية الجودة.

عرضت "أبل" المسلسل الذي حافظ بشكل دائم على سويته الممتازة "خيول بطيئة" Slow Horses، وقد يكون مسلسل "مزرعة كلاركسون" Clarkson’s Farm على منصة "أمازون" عملاً إما أن تحبه أو تبغضه بشدة، لكن هذا النوع من الإنتاجات له معجبون كثر، وحتى مسلسل "الحفارة" The Rig، وهو دراما غامضة خارقة للطبيعة، لاقى إعجاب الجمهور، ووضعته تصنيفات "كانتار" في المركز الخامس بين اثنين من الأعمال ذات النجاح الكاسح على مستوى العالم، "وينزداي" Wednesday الذي تعرضه "نتفليكس" و"الماندلوري" The Mandalorian على منصة "ديزني".  

بالطبع تلقت "أمازون" دفعة في الربع الرابع من العام الماضي من خلال الجمع بين خدمة البث وخدمة التوصيل الخاصتين بها، ويبدو أن مسلسل "مزرعة كلاركسون" ساعدها في الاحتفاظ ببعض أولئك المشتركين خلال العام الجديد.

وفي المقابل احتلت "أبل" مكانة رفيعة كمنصة تقدم محتوى عالي الجودة على رغم أن قلة المحتوى الجديد الذي تطرحه مقارنة بمنافسيها أثرت في تقييم خدمتها في مقابل كلف الاشتراك.

لكن ربما تكون "ديزني+" أشد منافسات "نتفليكس"، إذ تمتلك شيئاً تفتقر الأخيرة إليه وهو قائمة رائعة من الامتيازات العالمية الضخمة، بما ذلك إنتاجات "مارفل" و"بيكسار" و"ديزني برينسس" و "حرب النجوم"Star Wars، وقائمة "والت ديزني" من الرسوم المتحركة الكلاسيكية إلى جانب مكتبة ضخمة من إنتاجات شركة "20 سينتشري فوكس" (التي تحمل الآن اسم "20 سينتشري ستوديوز").

ليس الأمر كما لو أن "نتفليكس" لا تملك امتيازات بحد ذاتها، إذ سيكون هناك موسم جديد من مسلسل "أشياء غريبة" Stranger Things، ويتم التحضير لعمل مشتق منه ومسرحية لاحقة سابقة تعرض في مسارح لندن، وكذلك حقق مسلسل "بريدجيرتون" Bridgerton نجاحاً عالمياً، وأيضاً المسلسل الكوري الجنوبي "سكويد غيم" Squid Game، والذي هيأ الظروف نوعاً ما لتقديم عمل آخر تعرضه "نتفليكس"، وهو المسلسل الياباني "أليس في بوردرلاند" Alice in Borderland.

وكان النقاد مترفعين قليلاً حيال "العميل الليلي" The Night Agent، وهو مسلسل مؤامرة وإثارة جديد اقتحم السوق بقوة، لكن المشاهدين دعموه ليصل إلى قائمة أفضل 10 أعمال على الإطلاق، ويحصل على الضوء الأخضر لإنتاج موسم جديد خلال أسبوع من إطلاقه.

لا تستهينوا بقدرة "نتفليكس" على إنتاج أعمال ناجحة باستثناء محاولتها إنتاج عالم متفوق يمكنه إفراز أعمال عدة مشتقة من فيلم "الرجل الرمادي" The Gray Man.

وتمكن العمل من كسب الجمهور، لكن هل سيصطفون بالطوابير لشراء بطاقات لحضور الإصدارات المسرحية المستقبلية المستمدة من هذا العالم؟

ما تملكه "نتفليكس" هو مكتبة ضخمة تعرض أعمالاً من جميع أنحاء العالم، ولا يتعلق الأمر بـ "سكويد غيم" و"أليس" فقط، وتقدم "نتفليكس" محتوى جديداً بمعدلات لافتة مقارنة بمنافسيها حتى ولو تباينت جودته في بعض الأحيان.

والسؤال هنا هو هل بات معيار ما تقدمه "نتفليكس" في مقابل كلف اشتراكها موضع شك؟ أم هل تكمن المشكلة أكثر في كفاح مزودة خدمة البث التدفقي لإظهار قيمة ما تعرضه أو قادرة على عرضه أمام مشتركيها؟ وهل يمكن أن يكون ذلك إحدى تبعات الواجهة الرئيسة لمنصة "نتفليكس" المحيرة نوعاً ما؟ وكم الإحباط الناجم عن الوقت الذي يستغرقه المشاهدون للعثور على عمل قد يرغبون في مشاهدته؟  

ربما ينبغي على الشركة طرح هذه الأسئلة على نفسها، ومن وجهة نظر ثقافية فأنت تريد التمسك بـ "نتفليكس"، فهي قادرة على توسيع آفاق المشتركين بطريقة لا يقدر منافسوها على مجاراتها، لكن بينما تعد كل هذه الأمور جيدة جداً فينبغي على الشركة أيضاً دفع الفواتير وإبقاء مستثمريها راضين.

ولم تكن الصعوبات التي تواجهها خدمة البث التدفقي مجرد ظاهرة تخص المملكة المتحدة، فقد وردت تقارير الأسبوع الماضي تفيد بانضمام 1.7 مليون مشترك جديد على مستوى العالم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وهو أقل بكثير من توقعات "وول ستريت" بانضمام 2.4 مليون مشترك.

وخلال أسبوع مليء بالأحداث بدا أن الشركة أجلت أيضاً توسيع حملتها التي طال انتظارها في شأن مشاركة كلمات المرور حتى وقت ما خلال يوليو (تموز) المقبل، كما أغلقت خدمة توصيل أقراص الـ "دي في دي" بالبريد.  

وهذه الخدمة تحديداً كانت السبب الذي ساعد الشركة في الصعود إلى مصاف الشركات العملاقة، مما أدى إلى نهاية علامة تجارية عالمية أخرى، وهي شركة تأجير الأفلام "بلوك باستر" في سياق هذه العملية، فهل يمكن أن تتحول "نتفليكس" إلى ضحية لحروب خدمات البث التدفقي؟ دعونا لا نستبق الأمور، لكن عمل الشركة لا يدعو إلى الرضا أبداً.

© The Independent

المزيد من متابعات