Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تجلب أعداد النساء داخل الحكومة البريطانية المتاعب لريشي سوناك؟

خلال السنوات القليلة الماضية، تراجع الدعم النسائي للحزب وما من بوادر لاسترداده تلوح في الأفق

ثلث مستشاري رئيس الوزراء فقط من النساء (رويترز)

بصفتنا نساء، من الجيد أن نعرف مكانتنا ونلزم حدودنا. أنا، على سبيل المثال، أعلم أنه من غير الضروري أن أشغل عقلي الصغير بموضوع الاقتصاد. ففي نهاية المطاف، من المعروف أن الشؤون المالية للأمة لا تؤثر سوى بالرجال، فلماذا أتعب نفسي؟ وبالمثل، فإن جسدي الأنثوي لم يكن بحاجة يوماً إلى أي شكل من أشكال التدخل الطبي ولن يحتاج إلى ذلك مطلقاً، لذلك ليس من المفترض أن يهمني أي تخطيط للصحة العامة. وبالطبع، لم أذهب إلى المدرسة أو الجامعة قط، لذا فمجال التعليم ليس له صلة باهتماماتي أيضاً. أخيراً، وكما يعلم الجميع، لا تستطيع النساء استخدام السيارات أو وسائل النقل العام، وإذا كنا نرغب في مغادرة منازلنا، لأي سبب من الأسباب، فيمكننا الاعتماد على أقدامنا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن لا تعتقدوا أنني أصبت بجنون تام، لأن هذا هو العالم الذي يبدو أن الحكومة الحالية تعيش فيه. وفقاً لأحدث البيانات المتاحة للعموم، فإن وزارة الخزانة وإدارات الصحة والتعليم والنقل تتضمن حالياً 15 مستشاراً خاصاً في ما بينها، ومن بينهم لا توجد امرأة واحدة. علاوة على ذلك، اثنان من كل ثلاثة وزراء هم من الرجال.

وفي 10 داونينغ ستريت، تعد الصورة أكثر وردية، لكنها ليست زهرية تماماً بلون الباربي [أي أن عدد النساء العاملات هناك أكبر، بيد أنه لا يزال غير كاف]. في الواقع، إن ثلثي الأشخاص الذين يقدمون المشورة لرئيس الوزراء، والبالغ عددهم 40، هم من الرجال، مقابل ثلث للنساء. واللافت أن كبير مستشاري ريشي سوناك ونائبي الأول ورئيس الاتصالات الاستراتيجية والمتحدث باسم الحكومة والسكرتير السياسي، جميعهم من الرجال. في المقابل، فالأدوار العليا الوحيدة التي تشغلها النساء هي رئيسة العمليات ومديرة الاتصالات والسكرتيرة الصحافية.

ويعتبر هذا مهماً لعدد من الأسباب. الأول والأكثر وضوحاً هو أن بريطانيا بلد متنوع، وتستحق أن يحكمها أشخاص متنوعون بالقدر ذاته. علاوة على ذلك، هناك قضايا من المرجح أن تلاحظها النساء دائماً أكثر من الرجال، ولكن من أجل القيام بذلك، عليهن أن يوجدن هناك ويشاركن. وهذا ينطبق أيضاً على الأشخاص المنتمين إلى طبقات اجتماعية وإثنيات مختلفة.

أما السبب الثاني فهو داخلي، بالتالي من المحتمل أن يكون ذا أهمية أكبر بالنسبة إلى المحافظين. فلقد تراجع الدعم النسائي للحزب خلال السنوات القليلة الماضية، ولا تظهر أية بوادر للتعافي. ولا داعي لأن تكون مهووساً بسياسات الهوية حتى تفترض أن حكومة من الرجال قد تجد صعوبة في الاستحواذ على اهتمام الناخبات الإناث.

 

وقد يبدو السبب الثالث عديم الأهمية، لكنه ليس كذلك على الإطلاق. ففي عام 2016، كتبت مقالاً عن موضوع مشابه جداً والذي كتبت فيه أن النساء في حكومة تيريزا ماي، لم يشكلن سوى 28 في المئة من المستشارين الخاصين. وفي عام 2019، نظرت في الأمر مرة أخرى وصدمت عندما وجدت أن الأرقام قد ازدادت سوءاً في ظل رئاسة بوريس جونسون للوزراء.

كلتا المجموعتين من الأرقام مخيبة للآمال، بخاصة أن ديفيد كاميرون كان قد حل هذه المشكلة تقريباً. وبحلول الوقت الذي ترك فيه الحكومة، كادت نسبة النساء بين مستشاريه في داونينغ ستريت تصل إلى النصف تقريباً. إذاً، فالتقدم الذي أحرز من بعده لم يكن بطيئاً فحسب، بل ساءت الأمور مرة أخرى من دون أي سبب واضح.

يمكنكم الزعم بأن الظروف لعبت دوراً، لكن وستمنستر ما زالت تعتبر بيئة يسيطر عليها الوجود الذكوري تلقائياً، ويبدو أن توظيف مستشارين أكثر تنوعاً ما زال يتطلب جهداً. لماذا؟ لديَّ فكرة معقولة عن السبب: في تلك السنوات بين 2016 و2021، كان لدى كل من الدولة والحكومة، بصراحة، مشكلات أكبر. في الحقيقة، لا تعتبر مواضيع على غرار النسب الجنسانية بين المستشارين الخاصين أكثر إلحاحاً من الاستفتاءات التي تحدد مصير الأجيال القادمة [بريكست] أو الأوبئة العالمية [كوفيد]. وينبغي ألا يشكل ذلك عذراً، ولكن كل شخص لديه أولوياته.

والمشكلة بالنسبة إلى سوناك اليوم -وما يفسر اهتمامنا بهذه المسألة- هي أنه لا يستطيع الاختباء وراء قضية سياسية أو وطنية كبيرة واحدة كما كان أسلافه يفعلون. لقد ولى الخطر وانقضت الفوضى بالتالي فإن عليه أن يتعامل مع كل شيء آخر. أو بعبارة أكثر وضوحاً: كان على ماي وجونسون التعامل مع مشكلة كبيرة واحدة، بينما يتعين على سوناك الآن أن يتعامل مع مئات المشكلات الصغيرة.

قد لا يعني جنس المستشارين الخاصين شيئاً لكم، ولا بأس بهذا، بيد أنه ينبغي النظر إلى الذكورية الحالية الطاغية على الحكومة على أنها تمثل أعراضاً لمشكلة أكبر في رئاسة سوناك للوزراء. وهذا وضع لا يحسد عليه، لكنه اختاره لنفسه. إنه على وشك بلوغ يومه المئة في السلطة، ويحتاج إلى الشروع بالعمل، وإلا فسيخاطر بالموت بألف جرح [بالفشل التدرجي جراء عدد من المشكلات الطفيفة]، علماً بأن المساواة بين الجنسين ليست سوى واحدة منها.

© The Independent

المزيد من آراء