Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقارير أميركية: بوتين يريد احتلال كل أوكرانيا وأجزاء من أوروبا

تقدم صورة مختلفة تماماً عن التي يرسمها الرئيس دونالد ترمب ومفاوضوه للسلام

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام، موسكو، 19 ديسمبر 2025 (أ ف ب)

ملخص

لم يعرض بوتين أمس الجمعة أي تنازلات على رغم أنه قال في مؤتمر صحافي سنوي إنه مستعد لمناقشة السلام. وأضاف أنه يجب تلبية شروطه، حيث تقدمت قواته 6000 كيلومتر مربع هذا العام.

ما زالت تقارير الاستخبارات الأميركية تحذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم الاستيلاء على أوكرانيا بالكامل واستعادة أجزاء من أوروبا كانت تابعة للإمبراطورية السوفياتية السابقة، حتى في الوقت الذي يسعى فيه المفاوضون إلى وضع نهاية للحرب من شأنها أن تترك لروسيا مساحة أقل بكثير من الأراضي، وذلك بحسب ستة مصادر مطلعة على الاستخبارات ​الأميركية.

وتقدم هذه التقارير صورة مختلفة تماماً عن التي يرسمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومفاوضوه للسلام في أوكرانيا، الذين يقولون إن بوتين يريد إنهاء الصراع. وأوضح أحد هذه المصادر أن تاريخ أحدث التقارير يعود إلى أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتتناقض معلومات الاستخبارات أيضاً مع نفي الزعيم الروسي أنه يشكل تهديداً لأوروبا.

كانت النتائج التي توصلت إليها الولايات المتحدة متسقة ومتجانسة منذ أن أطلق بوتين غزوه الشامل في عام 2022، وتتفق إلى حد كبير مع وجهات نظر القادة الأوروبيين وأجهزة الاستخبارات الأوروبية بأن الرئيس الروسي يطمع في كل أوكرانيا وأراضي دول الكتلة السوفياتية السابقة، بما في ذلك أعضاء بحلف شمال الأطلسي، بحسب روايات المصادر.

بوتين يريد المزيد

قال العضو الديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب مايك كويجلي في مقابلة مع "رويترز" "تشير المعلومات الاستخباراتية على الدوام إلى أن بوتين يريد المزيد. الأوروبيون مقتنعون بذلك. البولنديون مقتنعون تماماً بذلك. ‌دول البلطيق يعتقدون ‌أنهم (المستهدفون) أولاً".

وتسيطر روسيا الآن على نحو 20 في المئة من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك ‌الجزء ⁠الأكبر ​من لوغانسك ‌ودونيتسك، اللتين تشكلان معاً القلب الصناعي دونباس، وأجزاء من زابوريجيا وخيرسون، وشبه جزيرة القرم الاستراتيجية على البحر الأسود.

ويطالب بوتين بتبعية شبه جزيرة القرم وجميع المناطق الأربع لروسيا. ووفقاً لمصدرين مطلعين، يضغط ترمب على كييف لسحب قواتها من الجزء الصغير من دونيتسك الذي تسيطر عليه قواتها ضمن اتفاق سلام مقترح، وهو مطلب يرفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومعظم الأوكرانيين. وقال مسؤول في البيت الأبيض من دون التطرق إلى تقارير الاستخبارات "أحرز فريق الرئيس تقدماً هائلاً فيما يتعلق بإنهاء الحرب"، وذكر ترمب أن "اتفاق السلام بات أقرب من أي وقت مضى".

ولم يرد مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والسفارة الروسية على الفور على طلبات للتعليق.

تقدم في شأن الضمانات الأمنية

يتفاوض مبعوثا ترمب، وهما صهره جاريد ⁠كوشنر والمطور العقاري الملياردير ستيف ويتكوف، منذ أسابيع على خطة السلام المكونة من 20 نقطة مع المسؤولين الأوكرانيين والروس والأوروبيين.

وبينما يقول المسؤولون الأميركيون إنهم أحرزوا تقدماً، لا تزال هناك خلافات ‌كبيرة حول القضايا المتعلقة بالأراضي.

قال مسؤول في البيت الأبيض إن كوشنر وويتكوف ‍كانا يجتمعان أمس الجمعة مع مفاوضين أوكرانيين في ميامي وسيجريان ‍محادثات مع ممثلين روس في مطلع الأسبوع.

وتوصل المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون والأوروبيون إلى توافق واسع النطاق الإثنين الماضي في محادثات في برلين في شأن ما قال أربعة دبلوماسيين أوروبيين ومصدران مطلعان إنه ضمانات قوية مدعومة من الولايات المتحدة لأمن أوكرانيا في مواجهة أي عدوان روسي في المستقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أحد المصادر ودبلوماسي إن تلك الضمانات مشروطة بموافقة زيلينسكي على التنازل عن أراض لروسيا، لكن دبلوماسيين آخرين قالوا إن الأمر ليس كذلك وإن البدائل لا تزال قيد الدراسة لأن زيلينسكي استبعد التنازل عن الأراضي.

وقال دبلوماسيون إن الضمانات، التي ستدخل حيز التنفيذ بعد توقيع اتفاق سلام، تدعو إلى نشر قوة ​أمنية معظمها أوروبية في الدول المجاورة وفي أوكرانيا بعيداً من خطوط المواجهة للمساعدة في صد أي هجوم روسي في المستقبل.

وقال المصدر إن الجيش الأوكراني سيكون محكوماً بحد أقصى يبلغ 800 ألف جندي، لكن عدداً من ⁠الدبلوماسيين قالوا إن روسيا تسعى إلى خفض هذا السقف، وهو أمر يبدي الأميركيون استعداداً لقبوله. وأضافوا أن الولايات المتحدة ستقدم الدعم الاستخباراتي وغيره من صور الدعم، وأن مجلس الشيوخ سيوافق على تلك الحزمة. ووفقاً لمصدرين مطلعين على المحادثات، فإن خطة واشنطن تشمل أيضاً دوريات حراسة جوية مدعومة من الولايات المتحدة فوق أوكرانيا.

وأبدى زيلينسكي أول أمس الخميس الحذر إزاء المقترحات، قائلاً "هناك سؤال ما زلت لا أستطيع العثور على إجابة له: ما الذي ستفعله هذه الضمانات الأمنية حقاً؟".

ومن غير المؤكد بصورة كبيرة ما إذا كان بوتين سيوافق على مثل هذه الضمانات لأنه رفض مراراً نشر قوات أجنبية في أوكرانيا.

روسيا تصر على مطالبها المتعلقة بالأرض

لم يعرض بوتين أمس الجمعة أي تنازلات، على رغم أنه قال في مؤتمر صحافي سنوي إنه مستعد لمناقشة السلام. وأضاف أنه يجب تلبية شروطه، حيث تقدمت قواته 6000 كيلومتر مربع هذا العام.

ومن غير الواضح كيف كان رد المسؤولين الأميركيين على مطالب بوتين. وقد اقترح ويتكوف في وقت سابق أن لروسيا الحق في المطالبة بالأقاليم الأربعة وشبه جزيرة القرم.

وأقر بعض المسؤولين في إدارة ترمب بأن بوتين قد لا يكون مستعداً للقبول بأقل من هدفه الأولي المتمثل في احتلال أوكرانيا. قال ‌وزير الخارجية ماركو روبيو أمس الجمعة في مؤتمر صحافي "لا أعرف ما إذا كان بوتين يريد إبرام صفقة أو أنه يريد الاستيلاء على البلاد بأكملها. هذه أمور صرح بها علناً". وأضاف "نحن نعلم ما كانوا يريدون تحقيقه في البداية عندما بدأت الحرب. ولم يحققوا تلك الأهداف".

المزيد من تقارير