Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليام ويليامز: عندما دخلت إلى الجامعة شعرت وكأن لهجتي تغيرت

يتحدث الممثل الكوميدي والكاتب ومؤلف مسلسل "مرحلة الفتوة" عن الجانب الجميل في أن يكون المرء "فتى"، ولماذا فقد لهجة مدينته الأصلية عندما التحق بجامعة كامبريدج، وكيف أيقظ مهرجان إدنبره فرينج رغبته في العودة إلى عروض الستاند أب كوميدي

 لقد عرفت أن لدي هاجساً بالماضي، وربما سيظل موجوداً دائماً (بي بي سي/ناتالي سيري)

بالنسبة إلى كثيرين، تستحضر كلمة "فتى" صور الذكورة السامة، المجلات الخاصة بالفتيان والثقافة الخاصة بالفتيان وموقع لادبايبل الترفيهي الموجه للفتيان حصراً (قبل أن يصبح ترند سائد)، لكن بالنسبة إلى ليام ويليامز الشاب الذي كان يعيش في بلدة غارفورث الصغيرة بالقرب من مدينة ليدز، كانت الكلمة نوعاً من التحبب لا أكثر. يقول: "أثناء نشأتي، كانت كلمة ’فتى‘ مرتبطة جداً بيوركشير". ثم يفكر قليلاً قبل أن يتابع بحذر خوفاً من ادعاء أن مصطلح "فتى" أتى من حيث يأتي هو. "إنه لا يستخدم حصرياً في يوركشير، لكنه تعبير من يوركشير بامتياز. عندما كنا مراهقين نلعب دور البالغين أكثر من شخصيات أخرى ونقلد الآباء أو الأشخاص الراشدين، لا سيما الرجال الأكبر سناً على ما أعتقد، أتذكر أن كلمة ’فتى‘ دخلت حينها إلى قاموسنا. خلقت إحساساً لطيفاً بالانتماء إلى المجموعة". يتحدث بلهجة سكان يوركشير التي يفترض أنها تذكرنا بلكنته التي كان يتحدث بها ذات مرة ويقول: "كيف حالك يا فتى، ماذا تفعل هذه الأيام يا فتى؟".

التقيت بويليامز في إحدى الحانات القديمة في لندن، ربما أفضل مكان للحديث عن الفتوة بالتزامن مع إصدار قناة "بي بي سي 3" الجزء الأخير من مسلسله الكوميدي "مرحلة الفتوة" Ladhood الذي نال استحسان النقاد ويتناول سن المراهقة. في العمل تتأمل نسخة خيالية نوعاً ما من الممثل الكوميدي فترة مراهقته في غارفورث، متحيراً من ومعترفاً بالدروس التي يدعي أنه تعلمها منذ ذلك الحين. ويليامز الواقعي أقل اعتداداً بنفسه من ليام الراشد في المسلسل. إنه يحدق في نقطة بعيدة بحد ذاتها، لكن لا يبدو الأمر وكأنه يحاول عمداً تجنب التقاء نظرة عيوننا. بدلاً من ذلك، ربما يشعر المرء أن ويليامز يختار إجاباته وحكاياته بعناية ولا يريد أن يقدم نفسه بطريقة خاطئة أو ألا يفي العمل أو تجاربه حقها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صحيح أن أحداث العمل تدور في غارفورث، لكن موهبة ويليامز الكوميدية تفتحت في جامعة كامبريدج وفرقة فوتلايتس المرموقة. بصفته فنان ستاند أب كوميدي، ترشح لجائزة إدنبره للكوميديا مرتين​ في غضون ثلاثة أعوام ولقبته صحيفة "اندبندنت" عام 2014 بـ"صوت الجيل". عندما توقف عن تقديم عروض الستاند أب كوميدي، أنتج فيلمه الوثائقي الساخر حول مدوني "يوتيوب" "رجاء إضغط على زر الإعجاب" Pls Like الذي كان من بطولته وأدى فيه دور شخص يود أن يصبح صاحب مدونة فيديو.

في "مرحلة الفتوة"، يتأمل ويليامز النسخة الشابة منه (يؤديها الممثل أوسكار كينيدي) وأصدقاءه رالف (الممثل صموئيل بوتوملي) وآدي (الممثل عقيب خان) وكراغي (الممثل شون توماس). في أوائل العقد الأول من الألفية الحالية، كان ليام الشاب وأصدقاؤه ينفذون المقالب ببعضهم البعض لتصديق قصص الأشباح واتباع النصائح المضللة حول المواعدة الغرامية من مغني الراب "ذا غيم". في يومنا هذا يمتعض الراوي (كما يشير ويليامز إلى شخصية ليام الأكبر سناً) من سلوكهم الذي كان يهدف فقط إلى محاولة خيانة حبيبته في ليلة طغى عليها استخدام المخدرات.

قليلة هي الأعمال التي تتناول قصص الصداقة بين المراهقين الذكور على الشاشة وهناك فواصل زمنية طويلة بينها ولكن هناك شعوراً بالرقة يسود "مرحلة الفتوة" يخترق الأجواء المثقلة بالذكورية. لا يزال الصبيان يمزحون ويتشاجرون، لكنهم لا يخجلون من الاعتذار أو الاعتراف بأنهم تجاوزوا الحد في تصرف ما. يقول ويليامز إن غالباً هذه هي طريقتهم المقبولة لإظهار حبهم لبعضهم البعض، موضحاً "عندما كنت يافعاً، كان هناك كثير من ألعاب القتال العاطفية للغاية، كنا نسميها لعبة التكويم بحيث يقفز الجميع ليلقوا بأنفسهم فوق بعضهم البعض. اتضح الآن أن تلك كانت طريقة مقبولة اجتماعياً يتشارك فيها الشباب التودد الجسدي".

 

في الجزء الثالث من المسلسل، تكون شلة الفتيان على أعتاب سن الرشد، أو ما شابه ذلك على أقل تقدير. يتعرض ليام للضغط من مدرسته ووالديه للتقدم بطلب للانضمام إلى جامعة أوكسبريدج، بينما يجمع الفتية الآخرون الأموال التي كسبوها من عملهم في عطلة نهاية الأسبوع لشراء شقة يملأونها بأحدث الأجهزة التي اشتروها بالدين. بينما يستعد ليام الشاب لمغادرة العش، يتصارع الراوي مع فكرة إمكان العودة إلى غارفورث. عند حلول منتصف العقد الأول من الألفية، يجبر الصبية ليام على التعهد بأنه لن يتغير عندما يغادر. في يومنا هذا، يلتقي الراوي مع صديق قديم من أيام المدرسة يخبره أنه يبدو "شخصاً مختلفاً تماماً". فيجيب الراوي بتذمر "حسناً، أنا لست كذلك".

الحقيقة هي أن مغادرة ويليامز بلدته الأصلية غيرته. وعلى الرغم من أنه لم يخطط مطلقاً لثلاثية منمقة لمسلسل "مرحلة الفتوة"، لكنه يقول إنه سيكون "من غير المقبول" أن يتابع العمل حياته في الجامعة، لأن "حياتي، من تجربتي الخاصة، سارت في اتجاه مختلف قليلاً عند تلك المرحلة". أسأله، في أي اتجاه؟ يتوقف لحظة قبل أن يجيب "كان التغيير سطحياً، لكنه لم يكن تافهاً. بمجرد دخولي الجامعة، شعرت أن لهجتي تتغير. أعلم أن الأمر كان بإرادتي إلى حد ما، ولكن على مستوى ما، ربما كان ذلك نابعاً من خوفي الشديد، شعرت بأنني إذا تحدثت بلكنة أهل ليدز الواضحة، لن أؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية... وعند عودتي إلى غارفورث سيتفاجأ الناس بل وسيسألون بحيرة نوعاً ما ’لماذا تغيرت بهذه الطريقة؟‘".

يبدأ ويليامز بالتقليل من تأثير هذه اللحظات فيه، ثم يقول متفكراً "لكنهم في الواقع يتحدثون عن اختلافات اجتماعية أكبر، إن لم تكن انقسامات اجتماعية. بغض النظر عن مدى ارتباط ذلك بالطبقة الاجتماعية أو أي شيء من هذا القبيل، لست متأكداً، لكنني شعرت وكأنني كنت فجأة في عالم مختلف قليلاً. كنت منقسماً بعض الشيء بين العالمين لكن التوفيق بينهما بشكل كامل بطريقة ما لم يكن أمراً ممكناً".

عندما وجد نفسه يعود مرة أخرى إلى غارفورث ويعيش على "المعونات الحكومية" بعد التخرج، عرف ويليامز أنه يتعين عليه احتراف الكوميديا. دفعه والداه إلى تقديم طلب للحصول على التدريب اللازم ليصبح مدرساً، لكنه "شعر كشخص مخادع" في مقابلات القبول. حاول كتابة اسكتشات للثلاثي الكوميدي الذي شكله مع آل روبرتس وداران "جونو" جونسون الذي لم يكن يحمل اسماً حينها ويعرف اليوم بالثلاثي "شيبس" Sheeps، لكنه يقول ضاحكاً بشدة "كنت مكتئباً جداً، لذا كانت مهمة شاقة للغاية".

انتقل ويليامز في النهاية إلى لندن حيث كان يقدم العروض كل ليلة. بعد ثلاثة أعوام، قرر التوقف عن أداء الستاند أب كوميدي إذ شعر أن التجربة "غريبة وتعزل المرء قليلاً"، يقول لي مركزاً على أنني انتبهت إلى استخدامه بعض الاستعارات "عندما كنت ’أتألق‘ بدت كل ليلة وكأنها تحد ممتع... لكنني فعلت ذلك لمدة ثلاث سنوات متتالية. بحلول نهاية العام الثالث، أنت تقدمين العرض وتجدين نفسك في مكان مليء بالسكارى عند العاشرة مساء وهناك حفلة كل ليلة. ثم فجأة، بعد ثلاثة أعوام من ذلك، تقولين لنفسك ’لا، لا يمكن أن تكون هناك حفلة كل ليلة‘".

عندما تخلى ويليامز عن عروض الستاند أب كوميدي عام 2015، حول تركيزه إلى الكتابة. في العام التالي، عرضت مسرحيته الأولى "تحريف" Travesty ضمن مهرجان إدنبره فرينج. في العام الذي بعده، أنجز وثائقي "رجاء إضغط زر الإعجاب" وتعرف عليه جمهور قناة "بي بي سي 3". واصل الأداء مع مجموعة الاسكتشات السخيفة "شبيس" في مهرجان فرينج، وعاد الثلاثي في شهر أغسطس (آب) لإحياء الذكرى السنوية الـ12 لتأسيس الفريق بعرض يحمل عنوان "عشر سنوات، عشر ضحكات". حتى الآن، يلبي الثلاثي "شبيس" حاجة تقديم العروض الحية لدى ويليامز. لكن عندما سألته عن ذلك الآن، يبدو موقفه متضارباً حقاً. يقول "حسناً، كانت الفرقة تلبي حاجتي هذه في تلك الأعوام الفاصلة. لكن عندما تكونين حاضرة [في مهرجان فرينج] هذا العام وتشاهدين العروض وتجدين نفسك ببساطة في تلك الأجواء، فإن الحاجة تتأجج".  

يقول ويليامز إنه لو عاد إلى الستاند أب كوميدي، فإنه سيتبع "نهجاً أكثر نضوجاً" ويجدد تقديره لهذه الوسيلة. في مرحلة ما، "ربما قبل الوباء مباشرة فقدت حبي لتلك العروض قليلاً. شعرت وكأنني اختبرت كل شيء فيها وأنها لم تعد تثيرني بعد الآن. ثم عندما توقفت كل العروض بسبب الإغلاق، شعرت بالحرمان حقاً وبسوء حقيقي تجاه ’الوسط‘"، يؤكد قراره إبراز كلمة "الوسط" ويتابع: "لا، سأدعم الوسط، وسط مقدمي العروض الحية الآخرين. هذا [ما] دفعني إلى مشاهدة كل تلك العروض هذا العام والشعور بالارتياح قليلاً حيال الأمر برمته".

ربما يكون الوصول إلى نهاية "مرحلة الفتوة" هو الذي سمح لـويليامز بالتفكير في العودة إلى الكوميديا ​​الحية. يقول "هناك إحساس حلو ومر" في بلوغ المسلسل نهايته، "شيء يشبه تنفس الصعداء، موضوع المسلسل هو إدراك أن الحياة تنطوي على نهايات حتى لو كانت اعتباطية وغامضة بعض الشيء... لقد عرفت أن لدي هاجساً بالماضي، وربما سيظل موجوداً دائماً، وهو أمر مفيد في بعض النواحي ومعيق في أخرى. ربما يساعدني ذلك على التعامل مع الأمور ببساطة أكثر شيئاً ما، لكن أنت لا تصلين إلى تلك المرحلة إلا بعد أن تتعلمي الدروس".

ربما يبدو "مرحلة الفتوة" عملاً يدور حول مشاعر ويليامز الخاصة، لكنه يقول إن الأمر في نهاية المطاف "لا يتعلق بي حقاً... أفترض أن الهدف منه هو التأكيد على كيف أن التفكير في الماضي ورؤية أنماط أفعالنا، يساعدنا على إدراك كم نحن عالقون في مكان ما أو أننا نتطور أو لا ننمو". ثم يقدم أهم اقتباس على الإطلاق قائلاً "أن نعيش حياتنا بأفضل شكل ممكن. لقد سمح لي ’مرحلة الفتوة‘ بالقيام بذلك بالطرق شتى، كثير منها يظهر على الشاشة ولكن بعضها ليس كذلك... إنه امتياز حقيقي أن تكون لديك هذه الأداة المحسوسة لتجربة هذا النوع من الاسترجاع والتنفيس الذي نحتاج إليه جميعاً للاستمرار في الحياة".

يعرض الجزء الثالث من مسلسل "مرحلة الفتوة" حالياً على منصة "بي بي سي آي بلاير" BBC iPlayer للبث التدفقي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة