Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في سابقة عالمية... خضوع مرضى سرطان الثدي للعلاج البروتوني في بريطانيا

يأمل الباحثون في أن يقلل هذا العلاج الموجه من مخاطر حدوث مضاعفات في القلب لدى بعض المرضى في المستقبل

تعد كيم جونز من مدينة إيلي من أوائل المرضى في التجارب السريرية الذين تلقوا علاجاً شعاعياً بالبروتونات (مؤسسة كريستي الطبية) 

تم استخدام العلاج الإشعاعي بالبروتونات Proton beam therapy على مرضى سرطان الثدي في المملكة المتحدة، وذلك في أول تجربة في العالم تقوم بها "الخدمات الصحية الوطنية" (أن إتش أس) NHS تأكيداً لوعدها بتقديم بديل من العلاج بالأشعة Radiotherapy.

وتشير البروفيسورة شارلوت كولز، الاستشارية في الأورام في "مستشفى أدينبروك" Addenbrooke’s Hospital إلى أن العلاج الإشعاعي العادي أثبت فعاليةً كبيرة، وانطوى على آثار جانبية قليلة بالنسبة إلى معظم مرضى سرطان الثدي البالغ عددهم 30 ألفاً والذين يتلقون العلاج كل عام في بريطانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أنه بالنسبة إلى أقلية صغيرة تتألف من نحو 500 مريض كل سنة، يمكن أن يشكل العلاج بالأشعة خطراً محتملاً بنسبة 2 في المئة على الأقل أو أكثر - لجهة الإصابة بمشكلات ومضاعفات في القلب – والذي قد يلازم المريض مدى الحياة، وقد يحدث مع أقل من 1 في المئة من متلقي هذا العلاج.

هذه الأقلية ستُعرض عليها المشاركة في "بارابل" Parable - وهي تجربة جديدة تجريها هيئة "أن أتش أس" بقيادة البروفيسورة كولز، من المقرر أن تشمل 192 مريضاً عبر 22 موقعاً في المملكة المتحدة - لتحديد ما إذا كان العلاج الإشعاعي بالبروتونات يمكن أن يكون "خياراً أفضل".

من الناحية التقنية، يستخدم العلاج البروتوني جسيمات مشحونةً بدلاً من الأشعة السينية، لاستهداف الأورام بشكل أكثر دقة. ويأمل الباحثون في أن يتيح للأطباء إيصال الجرعة المطلوبة من العلاج الإشعاعي عند الحاجة، مع تقليل نسبة الإشعاع الذي يمكن أن يصل إلى القلب إلى الحد الأدنى، من دون زيادة خطر الآثار الجانبية المبكرة كاحمرار الجلد والتغيرات في مظهر الثدي.

يُشار إلى أن هذا النوع من العلاج متاحٌ في الوقت الراهن فقط لمرضى السرطان لدى "الخدمات الصحية الوطنية" داخل مركزين في لندن ومانشيستر، وهو أعلى كلفةً بكثير من العلاج الإشعاعي العادي. ويتم استخدامه بشكل أساسي في علاج الأطفال المصابين بأورام الدماغ، ولم تتم تجربته بشكل كبير حتى الآن على مرضى سرطان الثدي.

المشاركات في التجربة سيحصلن إما على العلاج الإشعاعي العادي أو العلاج البروتوني، وهن سيقمن بعدها بتسجيل تجاربهن باستخدام قائمة من الاستبيانات، كي يتمكن الباحثون من تقييم الآثار الجانبية، بما فيها تفاعلات الجلد وآلام الثدي والتورم.

وستعمل التجربة على قياس جرعة الإشعاع التي تصل إلى القلب كمؤشر مبكر على مضاعفات محتملة، لتجنب الحاجة إلى متابعات طويلة الأمد قد تدوم سنوات عدة قبل ظهور النتائج.

البروفيسورة جوديث بليس من "معهد أبحاث السرطان" The Institute of Cancer Research أوضحت أن "استخدام جهاز التوقع المبكر هذا سيسمح لنا باكتشاف الفوائد المحتملة لاستخدام العلاج الإشعاعي بالبروتونات في علاجات القلب طويلة الأمد خلال سنوات قليلة بدلاً من عقود".

كيم جونز، وهي امرأة تبلغ من العمر 44 سنة من إيلاي في مقاطعة كامبريدجشير، كانت من أوائل الأشخاص الذين جرى ضمهم إلى التجربة. وكان قد تم تشخيص إصابتها بالسرطان في فبراير (شباط) من العام الماضي بعد ملاحظة بعض السماكة في جلد ثديها، ووخز مؤلم فيه.

وقد قُبلت للانضمام إلى تجربة "بارابل" في "مستشفى أدينبروك" بعدما سبق أن تلقت علاجاً كيماوياً وجرى استئصال ثديها وإزالة العقدة الليمفاوية. وبدأت العلاج الإشعاعي بالبروتونات في "مؤسسة كريستي الطبية" التابعة لـ "أن أتش أس" The Christie NHS Foundation Trust في مانشيستر، في الرابع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الفائت.

 

تقول كيم: "عندما تبلغتُ أنه تم قبولي في التجربة، شعرتُ بأنني محظوظةٌ للغاية لأن الفرصة أتيحت لي للحصول على هذا العلاج. إن التجارب السريرية مهمة جداً لأنها تُعد الطريقة الفضلى لتقييم العلاجات التي تحقق النتائج الأفضل".

يُشار إلى أن خطر العلاج الإشعاعي الذي يسبب مشكلات في القلب في وقت لاحق من الحياة، هو ضئيل للغاية، وعادةً ما يكون السبب في ذلك إما لأن أنسجة الثدي والعقد الليمفاوية للمرضى تكمن بالقرب من القلب، أو لأن لدى المرضى خطراً كامناً متزايداً للإصابة بمشكلات في القلب.

مع ذلك، يمكن التوصل إلى تقدير متوسط جرعة العلاج بالأشعة التي من المحتمل أن يتلقاها القلب، بالتالي يمكن أن تُستخدم هذه المعلومات إضافة إلى العمر والسجل الطبي للمرضى، لتوقع المخاطر المحدودة المحتملة التي قد تسبب لهم مشكلات في القلب خلال حياتهم.

وفي الوقت الذي جرى فيه استخدام العلاج الإشعاعي بالبروتونات في علاج سرطان الثدي في دول أخرى، إلا أن عدد المشاركين في تلك التجارب كان صغيراً، ولم يتم الإبلاغ عن أي تجارب تقارن بشكل مباشر ما بين العلاج البروتوني والعلاج العادي بالأشعة.

وتقول البروفيسورة كولز إنه "على رغم أن مجموعةً صغيرةً جداً فقط من الأشخاص تواجه مخاطر الإصابة بمشكلات القلب في وقت لاحق من الحياة، إلا أن ذلك ما زال يمثل مشكلةً خطيرة. فمعظم المرضى الذين عولجوا بالعلاج الإشعاعي يتمتعون بحياة صحية على مدى عقود، ونحن بحاجة لبذل ما في وسعنا من أجل تجنب حدوث مشكلات محتملة في القلب في المستقبل تكون مرتبطةً بالعلاج".

© The Independent

المزيد من صحة