Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من جسر الجواسيس إلى تشابمان وبوت: تاريخ تبادل السجناء بين الأميركيين والروس

قام أعداء الحرب الباردة السابقون بتبادل آخر لافت

فيكتور بوت ضابط سابق في الجيش السوفياتي كان يقضي عقوبة بالحبس لمدة 25 عاماً بعد إدانته بتهمة التآمر لقتل أميركيين وتقديم الدعم لمنظمة إرهابية (غيتي)

أطلق سراح بريتني غراينر من مستعمرة [منشأة اعتقال] عقابية روسية بعد أشهر من المفاوضات الحساسة بين مسؤولين في واشنطن وموسكو.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس الماضي إن الولايات المتحدة ضمنت إطلاق سراح نجمة فريق "WNBA" [لكرة السلة] في مقابل تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت الملقب بـ"تاجر الموت". هذا وقد رفض الروس أن تشمل الصفقة [الإفراج عن] جندي مشاة البحرية الأميركية السابق بول ويلان، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عاماً بتهمة التجسس. وتعتبر هذه المقايضة هي الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة من عمليات التبادل للسجناء التي تمت بين خصمي الحرب الباردة السابقين.

وكثيراً ما تتم هذه التعاملات الجريئة أحياناً نتيجة لمفاوضات مضنية عبر قنوات خلفية، إذ يصبح المواطنون السجناء عبارة عن بيادق في حرب جيوسياسية أوسع نطاقاً.

2022: بريتني غراينر في مقابل فيكتور بوت  

تم حبس غراينر لتسعة أشهر  في أعقاب اعتقالها وبحوزتها كمية صغيرة من زيت القنب المخدر في سيجارة إلكترونية لدى وصولها إلى موسكو لكي تلعب كرة السلة لفريق محلي في فبراير (شباط).

اعترفت اللاعبة بأنها مذنبة بتهمة حيازة المخدارت، وذلك في منتصف محاكمتها، وصدر حكم بسجنها لتسع سنوات في مستعمرة [سجن] عقابية روسية.

 

شيريل غراينر، وهي زوجة اللاعبة بريتني، كانت قد ذكرت في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع بايدن وكامالا هاريس إن "المشاعر العاطفية تهيمن علي".

وفيكتور بوت هو ضابط سابق في الجيش السوفياتي كان يقضي عقوبة بالحبس لمدة 25 عاماً في سجن ماريون الأميركي في إلينوي بعد إدانته بتهمة التآمر لقتل أميركيين والحصول على صواريخ مضادة للطائرات وتصديرها وتقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية. وهو لا يزال مصراً على أنه بريء.

وأوضح مسؤولون في البيت الأبيض لشبكة "سي إن إن" يوم الخميس أن نظرائهم الروس رفضوا أن تتضمن الصفقة بول ويلان، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية قضى حتى الآن أربع سنوات قيد الاعتقال.

ويلان كان قد ألقي القبض عليه في عام 2018 بشبهة التجسس وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 16 عاماً في معسكر أعمال [شاقة] في العام 2020 بعد إدانته. على رغم نفيه القاطع لهذه التهم.

وقال مسؤول أميركي لـ "سي إن إن": "لقد كان [علينا أن نختار بين] الحصول على بريتني أو لا شيء".

ورحب ديفيد ويلان، وهو شقيق بول، في بيان له بإطلاق سراح غراينر، بيد أنه أشار إلى أن الأسرة "محطمة" لأن السلطات لم تستطع أن تؤمن الإفراج عن شقيقه.

2022: بول ريد في مقابل كونستانتين ياروشينكو

تراجعت العلاقات الأميركية - الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي بعد أن أمر فلاديمير بوتين القوات الروسية بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي.  

 

وأدى اندلاع الحرب إلى تراجع إضافي في حظوظ جندي مشاة البحرية الأميركية السابق تريفور ريد، 30 سنة، الذي جرت محاولات للتأثير في الرؤساء المتعاقبين [من أجل السعي] للإفراج عنه منذ اعتقاله في موسكو عام 2019 واتهامه بالاعتداء على اثنين من عناصر الشرطة وهو في حال سكر. وتم الحكم على ريد بالسجن لمدة تسع سنوات في عام 2020.

لكن وعلى رغم التدهور السريع في العلاقات بين البلدين، تم ترتيب لمقايضة ريد بكونستانتين ياروشينكو، تاجر المخدرات الروسي الذي تمت إدانته وحكم عليه عام 2010 بالسجن لمدة 20 عاماً في الولايات المتحدة.

وقال ريد لشبكة "سي إن إن" بعد إطلاق سراحه "لم أكن لأسمح لنفسي بالأمل" بنيل الحرية خلال 985 يوماً التي قضيتها في الحبس.

وقال مسؤول في إدارة بايدن للمحطة الإخبارية بأن الصفقة جاءت نتيجة "أشهر طويلة من العمل الجاد والمتأني [الذي قامت به] الحكومة الأميركية بكل فروعها عموماً".

2010: سيرغي سكريبال العميل المزدوج وآنا تشابمان الجاسوسة النائمة

كشف تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن وجود خلية روسية نائمة في الولايات المتحدة في عام 2010. وكان جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي (SVR) زرع مجموعة مؤلفة من 10 عملاء له في الولايات المتحدة، وتم تصويرهم كمواطنين عاديين يحاولون شق طريقهم للولوج إلى حياة أميركيين نافذين والحصول على أسرار الدولة.

 

وقد حظيت الفاتنة آنا تشابمان، التي كانت تتظاهر بأنها رئيسة تنفيذية لشركة عقارية، باهتمام إعلامي كبير.

وبعد الاعتراف بذنبهم لعدم التعريف عن أنفسهم كعملاء أجانب، تم نقل السجناء العشرة عن طريق الجو إلى فيينا قبل إعادتهم إلى روسيا في مقابل أربعة مواطنين كانوا سجنوا بسبب مساعدتهم في التجسس على وطنهم.

وكان من بين هؤلاء الأربعة سيرغي سكريبال، الذي أبرزت اسمه عناوين الصحف بعدما تم تسميمه إلى جانب ابنته يوليا بواسطة غاز الأعصاب نوفيتشوك من قبل [عميلين] روسيين حاولا اغتيالهما في مدينة سالزبيري.

 

وإذا نجا سكريبال وابنته، إلا أن داون ستارغس، وهي مواطنة بريطانية لامست غاز الأعصاب عن طريق الخطأ، قد توفيت في وقت لاحق، الأمر الذي أدى الى حصول مواجهة دولية بين المملكة المتحدة وروسيا.

ووصفت تشابمان، التي صارت عارضة أزياء ومقدمة برامج تلفزيونية بعد عودتها إلى روسيا، سكريبال بأنه "خائن"، وذلك بعد محاولة تسميمه.

الحرب الباردة: جسر الجواسيس

في عام 1957، ألقي القبض على الجاسوس السوفياتي رودلف آبيل في نيويورك وتمت إدانته بالمشاركة في عملية تجسس سرية تم التستر عليها بشكل كبير. وكان آبيل متنكراً كفنان ولديه استوديو في بروكلين.

 

قاوم جيمس دونوفان، المحامي الذي تم تعيينه للدفاع عن آبيل، محاولات "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" (سي آي إيه) لتسليمها [سجل] الاتصالات الخاصة [بينه وبين موكله]، واستأنف حكم الإدانة أمام المحكمة العليا، مشيراً إلى تكتيكات إنفاذ القانون غير المشروعة. إلا أن محاولته فشلت بفارق صوت واحد داخل المحكمة بواقع 5-4.

وساعد دونوفان، الذي أدى توم هانكس دوره في فيلم "جسر الجواسيس" في عام 2015، آبيل على تجنب عقوبة الإعدام من خلال إقناع القاضي بأنه قد يكون مفيداً في عملية تبادل للسجناء في المستقبل، ولذا فقد حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً بدلاً من الإعدام. وتعرض دونافان إلى مضايقات كما تمت إساءة معاملته بسبب دفاعه الثابت عن الجاسوس الروسي.

وفي مايو (آيار) عام 1963، تم إسقاط الطيار الأميركي غاري باورز، الذي كان يطير فوق الاتحاد السوفياتي في مهمة في إطار برنامج طائرة التجسس يو 2 السري للغاية والتابع للـ "سي آي إيه".

وبعد ذلك بعامين، اتصلت سيدة بالمحامي دونوفان مدعية أنها زوجة آبيل في ألمانيا الشرقية. وبتوجيه من الـ "سي آي إيه"، سافر دونوفان إلى برلين الشرقية أثناء تشييد جدار برلين في عام 1962. وفاوض بنجاح على إطلاق سراح الطيار باورز وسجين أميركي ثان هو فريدريك برايور في عملية تبادل عالية المخاطر تمت في غلينيك بريدج ونقطة تفتيش هارلي [في ألمانيا].

© The Independent

المزيد من دوليات