Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حملة أمنية" سورية بالتعاون مع التحالف الدولي لملاحقة خلايا "داعش"

أسفرت حتى الآن عن اعتقال 3 أشخاص يشتبه في ارتباطهم بالهجوم في تدمر

قافلة عسكرية أميركية تسير على طريق في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في يناير 2025 (أ ب)

ملخص

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرد على الهجوم، معتبراً أنه وقع في منطقة "شديدة الخطورة" ولا تخضع لسيطرة كاملة من السلطات السورية.

أطلقت قوى الأمن السورية بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن حملة أمنية ضد خلايا تنظيم "داعش" النائمة أمس الأحد، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية وكالة الصحافة الفرنسية غداة هجوم ضد القوات الأميركية في تدمر.

وأدى هجوم تدمر (وسط سوريا) أول من أمس السبت أدى إلى مقتل 3 أميركيين هم جنديان ومترجم مدني وإصابة عناصر من القوات الأميركية والسورية. ووصفت الحكومة السورية الهجوم بأنه "إرهابي"، بينما قالت واشنطن إن منفذه مسلح من تنظيم "داعش" قتل لاحقاً.

وتحدث المسؤول السوري الذي طلب عدم ذكر اسمه عن حملة أمنية جارية "في البادية السورية، بخاصة حول مدينة تدمر، لملاحقة خلايا تنظيم (داعش) النائمة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة". وأضاف أن الحملة أسفرت حتى الآن عن اعتقال 3 أشخاص يشتبه في ارتباطهم بهجوم السبت.

من جهته بعث الرئيس السوري أحمد الشرع أمس الأحد رسالة تعزية إلى نظيره الأميركي دونالد ترمب، معرباً عن "تضامن الجمهورية العربية السورية مع عائلات الضحايا".

وفي وقت سابق الأحد صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للتلفزيون الرسمي بأن منفذ الهجوم كان عضواً في قوات الأمن وكان من المقرر فصله الأحد بسبب حمله "أفكاراً تكفيرية أو متطرفة".

وقال مصدر أمني إن السلطات "أوقفت أكثر من 11 عنصراً من الأمن العام وأحالتهم إلى التحقيق مباشرة بعد الحادثة"، في إطار توسيع التحقيقات لتحديد الملابسات وما إن كان هناك أي تقصير أو تنسيق داخلي. وأضاف أن "منفذ الهجوم كان عنصراً في الأمن العام منذ أكثر من 10 أشهر، وعمل مع الجهاز في أكثر من مدينة قبل أن ينقل إلى تدمر".

وكان تنظيم "داعش" سيطر على مدينة تدمر عامي 2015 و2016 في سياق تمدده في البادية السورية، ودمر خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة ونفذ عمليات إعدام في حق مدنيين وعسكريين قبل أن يخسر المدينة بحلول 2019.

 

ترمب يتعهد الرد

هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي وأعاد إحياء علاقات البلاد مع الولايات المتحدة.

وفي واشنطن تعهد الرئيس الأميركي الرد على الهجوم، معتبراً أنه وقع في منطقة "شديدة الخطورة" ولا تخضع لسيطرة كاملة من السلطات السورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد مصدر في وزارة الدفاع السورية الأحد بأن القوات الأميركية "جاءت عن طريق البر من جهة قاعدة التنف العسكرية". وأضاف "جال الوفد السوري - الأميركي المشترك في مدينة تدمر بداية، ثم توجهوا إلى مطار التيفور العسكري قبل أن يعودوا إلى مقر أمني في تدمر مرة أخرى"، حيث وقع الهجوم.

من جهته قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك إن الهجوم لن يؤدي إلا إلى "تعزيز" الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى "تمكين الشركاء السوريين القادرين مع دعم عملياتي أميركي محدود على مطاردة شبكات تنظيم "داعش" وحرمانها من الملاذ الآمن ومنع عودتها".

في الأثناء أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً شددت فيه على أن "استمرار الاعتداءات الإرهابية يعكس أهمية خيار سوريا في الانخراط الدولي والاضطلاع بدور فاعل في مكافحة الإرهاب".

وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الوزير أسعد الشيباني أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي ماركو روبيو شدد فيه على أن الهجوم يعد "تحدياً جديداً في إطار مكافحة الإرهاب"، ومؤكداً "أهمية العمل جنباً إلى جنب" لتعزيز "الجهود المشتركة في هذا المجال".

وقال مصدر أمني آخر إن "القوات الأميركية حالياً تنتشر فقط في مطار المزة العسكري في مناطق سيطرة الحكومة"، أما باقي المناطق التي وجدوا فيها، فكان "بغرض الزيارة فقط".

ثغرات أمنية

تأتي هذه الحادثة في سياق مرحلة حساسة تشهدها سوريا منذ إطاحة النظام السابق قبل عام، والتي رافقها انهيار شبه كامل لأجهزة الأمن الداخلي والشرطة مع فرار أعداد كبيرة من عناصرها من مواقعهم ليلة سقوط حكم عائلة الأسد.

وأمام الفراغ الأمني الواسع فتحت السلطات الجديدة باب التطوع على نطاق واسع، مما أدى إلى انتساب آلاف العناصر خلال الأشهر الأولى في إطار إعادة تشكيل سريعة للمؤسسات الأمنية في مختلف المناطق وسط تحديات تتعلق بالتدقيق الأمني والخبرة.

وعملت السلطات على تشكيل جيش جديد يضم مقاتلين من فصائل حليفة كانت أعلنت حل نفسها بناءً على طلب رسمي في مسعى إلى توحيد البنية العسكرية والأمنية تحت سلطة مركزية واحدة.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك إن الهجوم يشكل "تذكيراً صارخاً بأن الإرهاب لا يزال تهديداً مستمراً"، مؤكداً أن عدداً محدوداً من القوات الأميركية لا يزال منتشراً في سوريا لاستكمال مهمة هزيمة تنظيم "داعش" ومنع عودته.

وعلى رغم انهيار سيطرته الواسعة لا تزال خلاياه تنشط بصورة متقطعة في الصحراء السورية، مستفيدة من اتساع الرقعة الجغرافية وصعوبة ضبطها.

وكانت دمشق انضمت رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" خلال زيارة الرئيس السوري إلى واشنطن الشهر الماضي.

وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بصورة رئيسة في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرقي البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تركز واشنطن حضورها العسكري على مكافحة التنظيم ودعم حلفائها المحليين.

المزيد من الأخبار