أكد البيت الأبيض، الجمعة الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، أنه "لا نية" لدى الرئيس الأميركي جو بايدن لعقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حالياً.
وأعلن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون كيربي للصحافيين، أنه "لا نية لديه لعقد محادثات مع بوتين الآن. وقال إن بوتين لم يظهر أي ميل لإبداء اهتمام بأي حوار من أي نوع. في الواقع، فإن الوضع على العكس من ذلك".
وكان بايدن ذكر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيكون على استعداد للتحدث مع بوتين في شأن إيجاد حل لمسألة الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذا كان الرئيس الروسي "يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب".
وأضاف الرئيس الأميركي "إذا كان الأمر على هذا النحو، فبالتشاور مع أصدقائنا الفرنسيين وفي حلف شمال الأطلسي سيسرني أن أجلس مع بوتين لأرى ما يفكر فيه. لم يفعل ذلك حتى الآن".
وقال بايدن وماكرون إنهما سيحاسبان روسيا على أفعالها في أوكرانيا، فيما توصل الاتحاد الأوروبي مبدئياً إلى اتفاق لفرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي، لتقليل إيرادات موسكو من الصادرات.
وفي مارس (آذار)، الشهر التالي للهجوم الروسي على أوكرانيا، وصف بايدن نظيره الروسي بأنه "جزار" جراء أفعاله في أوكرانيا، قائلاً إن بوتين "لا يمكنه البقاء في السلطة".
موسكو ترفض شروط بايدن
وكانت موسكو قد رفضت شروط الرئيس الأميركي لإجراء مفاوضات في شأن أوكرانيا مع بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو ليست مستعدة للدخول في محادثات إذا كان شرط واشنطن أن تغادر روسيا أوكرانيا، وطالب بيسكوف الولايات المتحدة بقبول أن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي احتلتها، في حين ندد بوتين بالسياسات الغربية "المدمرة" الداعمة لكييف.
ولفت بيسكوف إلى أن شروط بايدن تعني أن العرض متاح "بعد مغادرة بوتين أوكرانيا فحسب". وقال المتحدث باسم الكرملين، إن بوتين سوف يواصل العملية العسكرية في أوكرانيا، لكنه منفتح، في الوقت نفسه، على إجراء مفاوضات.
في الأثناء، أشار كيربي إلى أن الغرب لا يضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للدخول في محادثات مع روسيا، بينما تحقق القوات الأوكرانية انتصارات متتالية على قوات موسكو.
وقال كيربي إن "الرئيس لم يكن على الإطلاق يشير إلى أن الآن وقت عقد محادثات. في الواقع، كان ثابتاً (في تعبيره) عن أن الرئيس زيلينسكي وحده يمكنه تحديد إن كان سيتم التوصل إلى تسوية عبر التفاوض وموعد ذلك والظروف المرتبطة بهذه التسوية".
وتابع "يمكن للحرب أن تنتهي اليوم إذا قام بوتين بالأمر الصحيح وغادر أوكرانيا. لا مكان لجنوده هناك في الأساس".
ضربات ضرورية
وفي شأن المحادثات جرت مكالمة هاتفية الجمعة، بين بوتين وشولتز هي الأولى منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، قال في شأنها الكرملين إن الرئيس الروسي أبلغ المستشار الألماني بأن النهج الذي تتبعه ألمانيا والغرب في شأن أوكرانيا "مدمر"، وحث برلين "على إعادة التفكير فيه".
وأضاف أن بوتين دافع عن الضربات الصاروخية التي تشنها روسيا على أهداف في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه ينبغي السماح لموسكو بالمشاركة في التحقيقات الخاصة بما وصفه بالهجمات "الإرهابية" على خطوط أنابيب غاز "نورد ستريم" التي تمر تحت بحر البلطيق.
وقال بوتين إن الضربات الروسية المكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا "ضرورية ولا مفر منها"، مؤكداً أن القوات المسلحة الروسية تفادت لفترة طويلة الضربات الصاروخية العالية الدقة على بعض الأهداف في أوكرانيا، لكن هذه التدابير "باتت ضرورية، ولا مفر منها بمواجهة هجمات كييف الاستفزازية".
واتهمت روسيا كلاً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بلعب دور مباشر وخطر في الحرب، قائلة إن واشنطن حولت كييف إلى "تهديد وجودي لموسكو لا يمكنها تجاهله".
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القتال لا يزال محتدماً في شرق أوكرانيا، حيث تستهدف المدفعية الروسية بلدة باخموت بصورة رئيسة، بينما تظل القوات الروسية في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في موقف دفاعي.
وكثفت روسيا في الآونة الأخيرة حملتها لقطع إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة في المدن الأوكرانية. وتقول أوكرانيا والغرب إن هذه الاستراتيجية تهدف عمداً إلى إيذاء المدنيين، وهي جريمة حرب، فيما تنفي موسكو ذلك.
وحث رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الخميس السكان على تخزين الماء والطعام والملابس الثقيلة تحسباً للانقطاع التام للتيار الكهربائي.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، في مؤتمر "رويترز نكست" الخميس، إن من المرجح أن تؤدي الهجمات على البنية التحتية لزيادة الكلفة اللازمة حتى يصمد الاقتصاد الأوكراني العام المقبل بما يصل إلى مليار دولار شهرياً.
بريطانيا: بوتين قد يستغل محادثات السلام لإعادة تجهيز جيشه
قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في مقابلة أجرتها معه صحيفة "تلغراف" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يستغل محادثات السلام مع الجنود الروس في أوكرانيا لإعادة تجهيز قواته قبل شن هجوم آخر.
وذكرت الصحيفة أن كليفرلي كشف عن مخاوف من أن بوتين قد يتظاهر بالمشاركة في مفاوضات بينما يقوم بالفعل بتدريب مزيد من القوات وإرسال مزيد من الذخيرة.
ونقلت "تلغراف" عن كليفرلي قوله إن ثمة احتمالاً "أن يستغل بوتين وقف إطلاق النار لتدريب مزيد من القوات وإنتاج مزيد من الذخيرة وإعادة تجهيز وتسليح قواته المسلحة بعد الأضرار التي لحقت بها".
تركيا تتوقع "اتضاح صورة" الحرب بحلول الربيع
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو الجمعة إنه يتوقع "اتضاح صورة" الحرب في أوكرانيا بحلول الربيع، مع تواصل القصف والاشتباكات وقول الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على المفاوضات.
وقال تشاويش أوغلو في منتدى بروما "تتقدم أوكرانيا الآن على الأرض وتستعيد بعض أراضيها المحتلة. ولكن روسيا تستهدف في المقابل البنية التحتية المدنية. ولذلك تصبح الحياة عصيبة للأوكرانيين بشكل خاص، ولنا جميعاً".
وأضاف "أعتقد أن قبل حلول الربيع ستتضح الصورة في شأن وقف إطلاق النار أو توقيع هدنة أو التفاوض. ولكننا لن نستسلم. وسنواصل نحن، تركيا، جهودنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن الحرب في أوكرانيا أصبحت أكثر تعقيداً باحتدام القتال، مضيفاً أن بعض دول الغرب ينبغي أن تفعل المزيد لدفع الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وقال الكرملين الجمعة إن بوتين "منفتح على المفاوضات" في شأن أوكرانيا ولكن على الغرب أن يقبل طلبات موسكو، وذلك بعد يوم من إبداء الرئيس الأميركي جو بايدن استعداداً للتحدث إلى بوتين إن كان يبحث عن سبيل لإنهاء الحرب.
وبعد أكثر من تسعة أشهر من القتال وإحكام الشتاء قبضته، تحاول الدول الغربية تكثيف مساعداتها لأوكرانيا التي تتهاوى تحت وطأة الصواريخ الروسية وهجمات الطائرات المسيرة التي تستهدف البنية التحتية الرئيسة للطاقة، مما تسبب في ترك الملايين بلا تدفئة وكهرباء وماء.
ويحتدم القتال في شرق أوكرانيا، بينما تظل القوات الروسية في وضع الدفاع بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين.
عيون حيوانات تتسلل إلى سفارات أوكرانية
تلقت بعثات دبلوماسية أوكرانية عدة في الاتحاد الأوروبي طروداً تحتوي على عيون حيوانات، في إطار ما وصفته كييف الجمعة بـ"حملة ترهيب مخطط لها بعناية".
وجاء إعلان الخارجية الأوكرانية بعدما أصيب حارس أمن في سفارة كييف لدى مدريد بجروح طفيفة الأربعاء، لدى فتحه رسالة مفخخة موجهة إلى السفير عبر البريد، مما دفع كييف إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في بعثاتها الدبلوماسية.
وتلقت سفارات أوكرانيا في كل من المجر وهولندا وبولندا وكرواتيا وإيطاليا والنمسا، إضافة إلى قنصلياتها في نابولي وكراكوف ومدينة برنو التشيكية طروداً "دامية"، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم خارجية كييف أوليغ نكولينكو.
ولفت إلى أن الطرود "احتوت على عيون حيوانات" وكانت مبللة بسائل من لون محدد، في إشارة على ما يبدو إلى الدماء.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في بيان، "لدينا أسباب للاعتقاد بوجود حملة ترهيب وتخويف تم التخطيط لها بعناية تستهدف السفارات والقنصليات الأوكرانية".
لكنه شدد على أنه لن يكون من السهل ترهيب السلطات الأوكرانية. تابع "نواصل العمل بشكل فاعل من أجل تحقيق النصر لأوكرانيا".
وفي إسبانيا أكدت وزارة الداخلية أن السفارة الأوكرانية تلقت طرداً عثر بداخله "على عين حيوان تم سحقها"، مشيرة إلى أن الطرد لم يحتو على "أي جهاز أو متفجرات أو مواد متفجرة".
وأكد متحدث باسم الشرطة الإسبانية في وقت سابق أن "عمليات تحليل إضافية" تجري للطرد الذي وصل إلى السفارة الأوكرانية.
أما في الجمهورية التشيكية فأعلنت الشرطة على "تويتر" أن طرداً أرسل إلى القنصلية الأوكرانية في برنو احتوى على "أنسجة حيوانية"، مضيفة أنه سيخضع إلى "تحليل معمق". وفي وارسو تم إبلاغ الشرطة عن طرد في مقر البعثة الدبلوماسية الأوكرانية الخميس.
وقال المتحدث باسم الشرطة سلفيستر مارجاك لوكالة الصحافة الفرنسية "استبعدنا سريعاً أي خطر"، رافضاً الإفصاح عن محتوى الطرد. ودعت كييف الحكومات الأجنبية إلى "ضمان" أمن بعثاتها الدبلوماسية.
زابوريجيا وأمل التوصل إلى اتفاق
وفي شأن زابوريجيا، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في حديث صحافي إن الوكالة تأمل في التوصل إلى اتفاق مع روسيا وأوكرانيا لإنشاء منطقة حماية عند محطة زابوريجيا للطاقة النووية بحلول نهاية العام.
ووفرت المحطة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، نحو خمس الكهرباء في أوكرانيا قبل الهجوم الروسي. واضطرت للعمل بمولدات احتياطية عدة مرات.
وأثار القصف المتكرر حول المحطة التي تسيطر عليها روسيا مخاوف من وقوع حادثة خطرة على بعد 500 كيلومتر فقط من تشرنوبيل، حيث وقعت أسوأ كارثة نووية في العالم عام 1986.
وقال غروسي لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، في حديث نشر الجمعة، "التزامي هو بالتوصل إلى حل في أقرب وقت ممكن. وأتمنى أن يكون بحلول نهاية العام".
ولم يستبعد غروسي لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف "هدفنا هو تجنب وقوع حادثة نووية وليس التسبب في وضع عسكري من شأنه أن يساند أحد الطرفين أو الآخر".
وتحاول الدول الغربية الآن، بعد القتال المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر ومع زيادة برودة الشتاء، تعزيز مساعداتها لأوكرانيا التي تواجه هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تركت الملايين من دون تدفئة أو كهرباء أو مياه.
ووفقاً لما صرح به دبلوماسيون، وافق الاتحاد الأوروبي مبدئياً أمس الخميس على حد أقصى لأسعار النفط الروسي المنقول بحراً قدره 60 دولاراً للبرميل في محاولة لتقليل الأموال التي تستخدمها موسكو في الحرب.
ويحتاج الإجراء إلى موافقة مكتوبة من جميع حكومات الاتحاد الأوروبي في موعد أقصاه الجمعة.
13 ألف جندي أوكراني فقدوا
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نشر مساء أمس الخميس، إن الأول من ديسمبر هو ذكرى الاستفتاء الذي أجري قبل 31 عاماً عندما صوتت أوكرانيا، التي كانت آنذاك لا تزال جزءاً من الاتحاد السوفياتي، بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال.
وأضاف زيلينسكي "رغبتنا في العيش بحرية لن تنكسر. لن يكون الأوكرانيون مرة أخرى حجراً صغيراً في إمبراطورية ما". وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني لشبكة تلفزيونية محلية أمس الخميس، إن قوات بلاده فقدت ما بين 10 آلاف و13 ألف جندي حتى الآن.
وقال ماكرون في واشنطن "لن نحث الأوكرانيين أبدا على تسوية لن تكون مقبولة بالنسبة إليهم، لأنهم يتحلون بشجاعة بالغة".
وقال أناتولي كروتييف، وهو مسؤول في مدينة زابوريجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا، إن القوات الروسية قصفت في الساعات الأولى من صباح الجمعة مبنى في المدينة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه.
وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان الليلة الماضية بأن القوات الروسية تحاول إقامة مواقع دفاعية وتقصف بلدات عدة في الشمال بعد أن تخلت عن مدينة خيرسون الجنوبية الاستراتيجية في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي سنوي في موسكو، إن حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة يشاركان بشكل مباشر في الصراع بإرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا "لقتل الروس".
وأضاف لافروف، أن الضربات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية المدنية الأوكرانية كانت تهدف إلى منع كييف من استيراد الأسلحة الغربية. ولم يوضح كيف يمكن لمثل هذه الهجمات أن تحقق هذا الهدف.
وذكرت مجلة "شبيغل" الجمعة أن ألمانيا تخطط لتسليم سبع دبابات من طراز جيبارد إلى أوكرانيا الربيع المقبل، لتنضم إلى 30 دبابة تستخدم بالفعل لمحاربة القوات الروسية.
وفي مؤشر على أن بعض قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة، قالت وزارة الدفاع الروسية ومدير مكتب الرئيس الأوكراني إن البلدين تبادلا 50 أسير حرب الخميس.